خيَّال الغلباء
12 - 10 - 2009, 00:48
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وبعد : جلكم يعلم أن العرب في الجاهلية كان أغلبهم وثنيين ويوجد منهم قلة من أهل الكتاب والحنيفية وما بقيا الأسماء إلى يومنا هذا إلا دليلا على ذلك مثل : السراة تحريف الشرى صنم من أصنام العرب فوقها ومن ذلك جاءت عند العرب ( أسد الشرى ) أي السراة التي تنزل على بيشة ويتصدى لها صيادة الأسود بنو خفاجة العامرية وكذلك أساف ونائلة الصفا والمروة وأجا وسلمى وغيرها الكثير ولما كانت الآلهة تستقر في أماكن هي بيوتهم التي يقيمون فيها دائماً أو مؤقتاً, فمن الواجب على عابديها أن يزوروها في تلك البيوت, وقد تكون هذه الزيارات غير منظمة في مواعيدها وأشكالها أو تكون منظمة بحسب مراسيم وطقوس معينة وفي أوقات محددة وتسمى الحج وهذا ما فعله العرب في جاهليتهم وارتبطت الوظائف في مكة بالهدف الذي شيدت من أجله الكعبة وهو ( هدف ديني ) والعرب قبل الإسلام كبقية الشعوب كانت لهم عبادات وآلهة .
ويبدو أن هناك عدداً من الآلهة كان يحج إليها, فالأزد كانوا يحجون في مكة ويقفون مع الناس المواقف كلها, ولكنهم لا يحلقون رؤوسهم, فإذا انتهوا من ذلك أتوا مناة فحلقوا رؤوسهم عنده وكانت قريش تزور العزّى وتهدي لها وتتقرب عندها بالذبائح .
وللحج في الأصل علاقة بالمواسم والحياة الاقتصادية حيث يقول / أجمل الأزرقي في كتابة أخبار مكة : ( فإذا كان الحج من الشهر الذي يسمونه ذا الحجة خرج الناس إلى مواسمهم, فيصبحون بعكاظ يوم هلال ذي القعدة فيصبحون به عشرين ليلة تقوم فيها أسواقهم بعكاظ, والناس على مداعيهم وراياتهم منحازين من المنازل, تضبط كل قبيلة أشرافها وقادتها, ويدخل بعضهم في بعض للبيع والشراء, ويجتمعون في بطن السوق, فإذا مضت العشرون انصرفوا إلى مجنة, فأقاموا بها عشراً أسواقهم قائمة, فإذا رأوا هلال ذي الحجة انصرفوا إلى ذي المجاز, فأقاموا به ثمان ليالي أسواقهم قائمة, ثم يخرجون يوم التروية من ذي المجاز إلى عرفة, فيتروون ذلك اليوم من الماء بذي المجاز, وإنما سمي يوم التروية لترويهم من الماء بذي المجاز, ينادي بعضهم بعضاً ترووا من الماء, لأنه لا ماء بعرفة ولا مزدلفة يومئذ, وكان يوم التروية آخرأسواقهم )
وقد ارتبطت تميم بمكة بعلائق دينية وثيقة, إذ كانت مكة ( المركز الديني الأول ) في الجزيرة العربية بأسرها, وإليها يكون حج العرب ومن ضمن الحجيج تميم, وكان للحج شعائر خاصة به في ذاك الوقت, وكانت القبائل حجها طوائف متعددة ومتفرقة وهي كما يلي :-
1-الحمس : وهم قريش وكنانة وخزاعة وعامر بن صعصعة وكان من بين الحمس أفخاذ من تميم هم يربوع بن حنظلة ومازن بن مالك بن عمرو بن تميم وكانوا لا يأقطون في حجهم أقطاً ولا يسلون سمناً ولا يبيعون داراً ولا يقفون بالمزدلفة ولا يطوفون بالبيت عراة ولا يسكنون في بيوت الشعر ويعظمون الشهور الحرم ولا يعرف بالضبط السبب في تسميتهم الحمس, ولكن يرجعها بعض المؤرخين إلى أنهم سموا الحمس بالكعبة لأنها حمساء حجرها أبيض يضرب إلى السودا, أو أنهم سموا حمسا لشجاعتهم والحماسة والشجاعة, أو لشدتهم في دينهم والأحمس المتشدد في دينه, وأنا أميل إلى ( الشجاعة ) وهذا واضح جلي في يربوع ومازن, ومعروف ما يشتهر فيه يربوع ومازن من شجاعة ميزتهم عن أقرانهم في تميم والعرب .
2-الحلة : وكانت تميم وضبة ومزينة والرباب وثور وقيس عيلان وربيعة وقضاعة, وكانت تخرج في حجها إلى عرفات وتراه موقفاً ومنسكاً وكان موقفها بالعشي دون الأنصاب ومن آخر الليل مع الناس يرحلون إلى مزدلفة, وكانت الحلة لا ترى الصفا والمروة إلا ( خندف ) فقد كانت تراها, فلما جاء الإسلام أمر الحمس أن يقفوا بعرفة مع الحلة وأن يفيضوا من حيث فاض الناس مع الحلة, وأمر الحلة أن يطوفوا بين الصفا والمروة, وفي القرآن ( أن الصفا والمروة من شعائر الله) وكانت الحلة لا تطوف في حجها إلا في ثياب جدد, وتكره أن تطوف في ثياب عملت فيها المعاصي ومن طاف من الحلة في ثيابه ألقاها .
3-الطلس : وهم طائفة من العرب تطوف بالبيت على صفة يختصون بها وكانوا من أقصى اليمن طلساً من الغبار ولعلي أذكر هنا تلبيه تميم في الحج : ( لبيك اللهم, لبيك عن تميم قد تراها قد اخلقت أثوابها وأثواب من وراءها وأخلصت لربها دعاءها )
هنا نقول : أنه لما ظفر / قصي بن كلاب بسيادة مكة, أبقى بعض الوظائف بيد أصحابها, والذي باشر بها أول مرة هو / اسماعيل عليه السلام بعد مغادرة أبيه / إبراهيم بعد ذلك / نابت بن اسماعيل, وكانت كلها بيد أبناء ( مضر الحمراء )
* الإجازة بالحج للناس من عرفة : وكان ذلك إلى الغوث بن مر وهو صوفه حتي انقرضوا, ثم كان ذلك في ( تميم ) متمثلاً في / آل صفوان بن الحارث من بني سعد, حتي جاء الإسلام .
* الإفاضة من جمع غداة النحر إلى منى : فكان ذلك إلى / بني زيد بن عدوان .
* النسئ للشهور الحرم : فكان ذلك إلى القلمس وهو / حذيفة بن فقيم بن عدي من بني مالك بن كنانة .
وقد ذكرت بعض المصادر أن ( الإجازة و الإفاضة ) كلها في تميم - وهذا الأرجح - وهو ما تؤكده الأشعار التميمية يقول / الفرزدق :-
إذا هبط الناس من المحصب من منى
= عشية يوم النحر من حيـث عفـوا
ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا
= وإن نحن أومأنا إلى النـاس وقفـوا
ويقول / جرير :-
وجواز الحجيج لنا عليكم
= وعادي المكارم والمنار
وهذا / العجاج التميمي يقول واصفاً جمع الحجيج :-
حتي إذا ما حان فطر الصوم
= أجاز منا جائز لـم يوقـم
غير البيت الشهير القائل :-
لا يبرح الناس ما حجوا معرفهم
= حتي يقال : أجيزوا آل صفوانـا
ويقول / أبو اليقظان في أنساب الأشراف : حدثني / عبدالله بن المبارك أنه لم يحضر منهم أحد في بعض السنين إلا امرأة فأفاضت بالناس .
وهنا يقول / محمد بن حبيب السكري : ( أن أئمة العرب بعد / عامر بن الضرب العدواني في مواسمهم وقضاتهم بعكاظ – بني تميم – وكان ذلك يكون في أفخاذهم كلها, ويكون الرجلان يليان من الأمرين جميعاً, عكاظ على حدة والموسم على حدة )
فكان من اجتمع له الموسم والقضاء :-
• سعد بن زيد مناة بن تميم .
• حنظلة بن زيد مناة بن تميم .
• ذؤيب بن كعب بن عمرو بن تميم .
• مازن بن مالك بن عمرو بن تميم .
• ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة .
• معاوية بن شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم .
• الأضبط بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم .
• صلصل بن أوس بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جرو بن أسيد بن عمرو بن تميم .
• سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم .
• محمد بن سفيان من دارم من حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم .
• الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان .
وأجاز بالموسم بعد / صلصل بن أوس / العلاق بن شهاب من بني / عوافة بن سعد بن زيد مناة بن تميم, فكان آخر من أفاض بهم / كرب بن صفوان بن جناب بن شجنة بن عطارد بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بني تميم .
ومما ينبغي ذكره بل والاهتمام به هو : ( نظام الذاده المحرمين )
وهذا ما شرعه / صلصل بن أوس بن مخاشن من شريف من أسيد بن عمرو التميمي, فقد كان له الأثر العميق في حماية مكانة مكة الدينية والاجتماعية والتجارية, وذلك من القبائل التي لم تكن ممن يدينون لمكة كطئ وخثعم وذلك أن العرب كانت في أشهر الحج إلى مكة على ثلاثة أهواء :-
1- منهم من يفعل المنكر وهم ( المحلون ) طئ وخثعم وقوم من أسد وبكر بن عبد مناة بن كنانة, فقد كانوا يستحلون المظالم في الأشهر الحرم فيغتالون ويخربون .
2- ومنهم من يمتنع عن كل هذا ويحترم الأشهر الحرم والأسواق وهم ( عامة العرب )
3- والطائفة الثالثة تألفت لمنع اقتراف الجرائر فأحلت قتال المحلين وسميت ( الذادة المحرمين ) وكانوا من / عمرو بن تميم و / حنظلة بن زيد مناة بن تميم و / هذيل و / شيبان وكانوا يحملون السلاح في الأشهر الحرم لمساعدة المظلوم وحقن الدماء ومنع اقتراف الجرائر وأول من شرع لهذه الطائفة كما أسلفنا هو / صلصل بن أوس بن مخاشن بن معاوية من بني عمرو بن تميم و / صلصل كما هو معروف من حكام العرب في المواسم والقضاء .
ويجب أن نعلم مكانة مكة التجارية كانت مرتبطة أيضاً بالأسواق كعكاظ والمشقر وفيها جميعاً ( كانت الحكومة لتميم ) نعم هؤلاء بني تميم تميزوا في كل عمل, وتم مجدهم وتاريخهم عندما نذروا أنفسهم للدين والخاتمة ( أنه كان لبني تميم الحكومة في عكاظ والإجازة والإفاضة في الحج )
المراجع :-
1- تاريخ العرب القديم والبعثة النبوية, د . صالح أحمد العلي .
2- قبيلة قريش وأثرها في الحياة العربية قبل الإسلام, د . خضير عباس الحجيلي .
3- قبيلة تميم في الجاهلية والإسلام, عبدالقادر فياض حرفوش .
4- لهجة قبيلة تميم وأثرها في الجزيرة العربية, غالب فاضل المطلبي .
5- موسوعة تاريخ العرب, عبد عون الروضان . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وبعد : جلكم يعلم أن العرب في الجاهلية كان أغلبهم وثنيين ويوجد منهم قلة من أهل الكتاب والحنيفية وما بقيا الأسماء إلى يومنا هذا إلا دليلا على ذلك مثل : السراة تحريف الشرى صنم من أصنام العرب فوقها ومن ذلك جاءت عند العرب ( أسد الشرى ) أي السراة التي تنزل على بيشة ويتصدى لها صيادة الأسود بنو خفاجة العامرية وكذلك أساف ونائلة الصفا والمروة وأجا وسلمى وغيرها الكثير ولما كانت الآلهة تستقر في أماكن هي بيوتهم التي يقيمون فيها دائماً أو مؤقتاً, فمن الواجب على عابديها أن يزوروها في تلك البيوت, وقد تكون هذه الزيارات غير منظمة في مواعيدها وأشكالها أو تكون منظمة بحسب مراسيم وطقوس معينة وفي أوقات محددة وتسمى الحج وهذا ما فعله العرب في جاهليتهم وارتبطت الوظائف في مكة بالهدف الذي شيدت من أجله الكعبة وهو ( هدف ديني ) والعرب قبل الإسلام كبقية الشعوب كانت لهم عبادات وآلهة .
ويبدو أن هناك عدداً من الآلهة كان يحج إليها, فالأزد كانوا يحجون في مكة ويقفون مع الناس المواقف كلها, ولكنهم لا يحلقون رؤوسهم, فإذا انتهوا من ذلك أتوا مناة فحلقوا رؤوسهم عنده وكانت قريش تزور العزّى وتهدي لها وتتقرب عندها بالذبائح .
وللحج في الأصل علاقة بالمواسم والحياة الاقتصادية حيث يقول / أجمل الأزرقي في كتابة أخبار مكة : ( فإذا كان الحج من الشهر الذي يسمونه ذا الحجة خرج الناس إلى مواسمهم, فيصبحون بعكاظ يوم هلال ذي القعدة فيصبحون به عشرين ليلة تقوم فيها أسواقهم بعكاظ, والناس على مداعيهم وراياتهم منحازين من المنازل, تضبط كل قبيلة أشرافها وقادتها, ويدخل بعضهم في بعض للبيع والشراء, ويجتمعون في بطن السوق, فإذا مضت العشرون انصرفوا إلى مجنة, فأقاموا بها عشراً أسواقهم قائمة, فإذا رأوا هلال ذي الحجة انصرفوا إلى ذي المجاز, فأقاموا به ثمان ليالي أسواقهم قائمة, ثم يخرجون يوم التروية من ذي المجاز إلى عرفة, فيتروون ذلك اليوم من الماء بذي المجاز, وإنما سمي يوم التروية لترويهم من الماء بذي المجاز, ينادي بعضهم بعضاً ترووا من الماء, لأنه لا ماء بعرفة ولا مزدلفة يومئذ, وكان يوم التروية آخرأسواقهم )
وقد ارتبطت تميم بمكة بعلائق دينية وثيقة, إذ كانت مكة ( المركز الديني الأول ) في الجزيرة العربية بأسرها, وإليها يكون حج العرب ومن ضمن الحجيج تميم, وكان للحج شعائر خاصة به في ذاك الوقت, وكانت القبائل حجها طوائف متعددة ومتفرقة وهي كما يلي :-
1-الحمس : وهم قريش وكنانة وخزاعة وعامر بن صعصعة وكان من بين الحمس أفخاذ من تميم هم يربوع بن حنظلة ومازن بن مالك بن عمرو بن تميم وكانوا لا يأقطون في حجهم أقطاً ولا يسلون سمناً ولا يبيعون داراً ولا يقفون بالمزدلفة ولا يطوفون بالبيت عراة ولا يسكنون في بيوت الشعر ويعظمون الشهور الحرم ولا يعرف بالضبط السبب في تسميتهم الحمس, ولكن يرجعها بعض المؤرخين إلى أنهم سموا الحمس بالكعبة لأنها حمساء حجرها أبيض يضرب إلى السودا, أو أنهم سموا حمسا لشجاعتهم والحماسة والشجاعة, أو لشدتهم في دينهم والأحمس المتشدد في دينه, وأنا أميل إلى ( الشجاعة ) وهذا واضح جلي في يربوع ومازن, ومعروف ما يشتهر فيه يربوع ومازن من شجاعة ميزتهم عن أقرانهم في تميم والعرب .
2-الحلة : وكانت تميم وضبة ومزينة والرباب وثور وقيس عيلان وربيعة وقضاعة, وكانت تخرج في حجها إلى عرفات وتراه موقفاً ومنسكاً وكان موقفها بالعشي دون الأنصاب ومن آخر الليل مع الناس يرحلون إلى مزدلفة, وكانت الحلة لا ترى الصفا والمروة إلا ( خندف ) فقد كانت تراها, فلما جاء الإسلام أمر الحمس أن يقفوا بعرفة مع الحلة وأن يفيضوا من حيث فاض الناس مع الحلة, وأمر الحلة أن يطوفوا بين الصفا والمروة, وفي القرآن ( أن الصفا والمروة من شعائر الله) وكانت الحلة لا تطوف في حجها إلا في ثياب جدد, وتكره أن تطوف في ثياب عملت فيها المعاصي ومن طاف من الحلة في ثيابه ألقاها .
3-الطلس : وهم طائفة من العرب تطوف بالبيت على صفة يختصون بها وكانوا من أقصى اليمن طلساً من الغبار ولعلي أذكر هنا تلبيه تميم في الحج : ( لبيك اللهم, لبيك عن تميم قد تراها قد اخلقت أثوابها وأثواب من وراءها وأخلصت لربها دعاءها )
هنا نقول : أنه لما ظفر / قصي بن كلاب بسيادة مكة, أبقى بعض الوظائف بيد أصحابها, والذي باشر بها أول مرة هو / اسماعيل عليه السلام بعد مغادرة أبيه / إبراهيم بعد ذلك / نابت بن اسماعيل, وكانت كلها بيد أبناء ( مضر الحمراء )
* الإجازة بالحج للناس من عرفة : وكان ذلك إلى الغوث بن مر وهو صوفه حتي انقرضوا, ثم كان ذلك في ( تميم ) متمثلاً في / آل صفوان بن الحارث من بني سعد, حتي جاء الإسلام .
* الإفاضة من جمع غداة النحر إلى منى : فكان ذلك إلى / بني زيد بن عدوان .
* النسئ للشهور الحرم : فكان ذلك إلى القلمس وهو / حذيفة بن فقيم بن عدي من بني مالك بن كنانة .
وقد ذكرت بعض المصادر أن ( الإجازة و الإفاضة ) كلها في تميم - وهذا الأرجح - وهو ما تؤكده الأشعار التميمية يقول / الفرزدق :-
إذا هبط الناس من المحصب من منى
= عشية يوم النحر من حيـث عفـوا
ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا
= وإن نحن أومأنا إلى النـاس وقفـوا
ويقول / جرير :-
وجواز الحجيج لنا عليكم
= وعادي المكارم والمنار
وهذا / العجاج التميمي يقول واصفاً جمع الحجيج :-
حتي إذا ما حان فطر الصوم
= أجاز منا جائز لـم يوقـم
غير البيت الشهير القائل :-
لا يبرح الناس ما حجوا معرفهم
= حتي يقال : أجيزوا آل صفوانـا
ويقول / أبو اليقظان في أنساب الأشراف : حدثني / عبدالله بن المبارك أنه لم يحضر منهم أحد في بعض السنين إلا امرأة فأفاضت بالناس .
وهنا يقول / محمد بن حبيب السكري : ( أن أئمة العرب بعد / عامر بن الضرب العدواني في مواسمهم وقضاتهم بعكاظ – بني تميم – وكان ذلك يكون في أفخاذهم كلها, ويكون الرجلان يليان من الأمرين جميعاً, عكاظ على حدة والموسم على حدة )
فكان من اجتمع له الموسم والقضاء :-
• سعد بن زيد مناة بن تميم .
• حنظلة بن زيد مناة بن تميم .
• ذؤيب بن كعب بن عمرو بن تميم .
• مازن بن مالك بن عمرو بن تميم .
• ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة .
• معاوية بن شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم .
• الأضبط بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم .
• صلصل بن أوس بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جرو بن أسيد بن عمرو بن تميم .
• سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم .
• محمد بن سفيان من دارم من حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم .
• الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان .
وأجاز بالموسم بعد / صلصل بن أوس / العلاق بن شهاب من بني / عوافة بن سعد بن زيد مناة بن تميم, فكان آخر من أفاض بهم / كرب بن صفوان بن جناب بن شجنة بن عطارد بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بني تميم .
ومما ينبغي ذكره بل والاهتمام به هو : ( نظام الذاده المحرمين )
وهذا ما شرعه / صلصل بن أوس بن مخاشن من شريف من أسيد بن عمرو التميمي, فقد كان له الأثر العميق في حماية مكانة مكة الدينية والاجتماعية والتجارية, وذلك من القبائل التي لم تكن ممن يدينون لمكة كطئ وخثعم وذلك أن العرب كانت في أشهر الحج إلى مكة على ثلاثة أهواء :-
1- منهم من يفعل المنكر وهم ( المحلون ) طئ وخثعم وقوم من أسد وبكر بن عبد مناة بن كنانة, فقد كانوا يستحلون المظالم في الأشهر الحرم فيغتالون ويخربون .
2- ومنهم من يمتنع عن كل هذا ويحترم الأشهر الحرم والأسواق وهم ( عامة العرب )
3- والطائفة الثالثة تألفت لمنع اقتراف الجرائر فأحلت قتال المحلين وسميت ( الذادة المحرمين ) وكانوا من / عمرو بن تميم و / حنظلة بن زيد مناة بن تميم و / هذيل و / شيبان وكانوا يحملون السلاح في الأشهر الحرم لمساعدة المظلوم وحقن الدماء ومنع اقتراف الجرائر وأول من شرع لهذه الطائفة كما أسلفنا هو / صلصل بن أوس بن مخاشن بن معاوية من بني عمرو بن تميم و / صلصل كما هو معروف من حكام العرب في المواسم والقضاء .
ويجب أن نعلم مكانة مكة التجارية كانت مرتبطة أيضاً بالأسواق كعكاظ والمشقر وفيها جميعاً ( كانت الحكومة لتميم ) نعم هؤلاء بني تميم تميزوا في كل عمل, وتم مجدهم وتاريخهم عندما نذروا أنفسهم للدين والخاتمة ( أنه كان لبني تميم الحكومة في عكاظ والإجازة والإفاضة في الحج )
المراجع :-
1- تاريخ العرب القديم والبعثة النبوية, د . صالح أحمد العلي .
2- قبيلة قريش وأثرها في الحياة العربية قبل الإسلام, د . خضير عباس الحجيلي .
3- قبيلة تميم في الجاهلية والإسلام, عبدالقادر فياض حرفوش .
4- لهجة قبيلة تميم وأثرها في الجزيرة العربية, غالب فاضل المطلبي .
5- موسوعة تاريخ العرب, عبد عون الروضان . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .