تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بني السادة / والأشراف


المصدر الأول
16 - 11 - 2009, 02:07
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله /

اما بعد فهذا الموضوع نقلن عن الشيخ الدكتور / عثمان الخميس حفضه الله

عندما سئل الشيخ بارك الله في علمه عن الفرق بين السادة والأشراف بقرابتهم للنبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟

فأجاب الشيخ الفاضل بالتالي/

مافي شي أسمه سادة وأشراف هذه كلمة ( مستحدثة ) يقولون السادة نسل الحسين والأشراف نسل الحسن ليس بالضرورة
أذا كان الحسن والحسين سيدا أن يكون كل ذريتهم سادة هذا غير صحيح يوجد من ذرية الحسن والحسين من لا يصلي ولا يعبد الله عزوجل هل يلزم أن يكون جميع الذرية صالحين ليس بالضرورة هذا الأمر لا يؤخذ بالوراثة فلذلك قال النبي صلى الله علية وسلم (( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )) الأصل في العمل فقضية أن نسل الحسين يقال لهم سادة ونسل الحسن أشراف هذا كلام ( باطل ) بل الصحيح أن السيادة وصف وليست ( نسبا) وقد يكون الأنسان سيدا وهو ليس من آل البيت كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن سعد بن معاذ ( قومو لسيدكم ) يقصد سعد بن معاذ وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن أبو بكر وبلال (( أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا )) يقصد بلال 0
فكلمة سيد وشريف وصف يوصف بها الأنسان الذي أجتمعت عليه أوصاف السيادة والشرف من الكرم وحسن الخلق والشجاعة والحكمة وحسن الرأي ( فيقال فلان سيد بغض النظر عن نسبه ) فأذا جمع بين هذه الأخلاق والنسب الشريف فهذا خير على خير لكن قضية أن السادة نسل الحسين والأشراف نسل الحسن هذا كلام غير صحيح 0
والبعض يقول السادة نسل الحسن والحسين والأشراف هم باقي قريش هذا كلام باطل لا صحة له
لكن هذا في أستعمال الناس صار يكثر لكن هذا الكلام باطل 0


(( بارك الله في الجميع ))

خيَّال الغلباء
16 - 11 - 2009, 02:14
وإن كنت تطلب رتبة الأشراف = فعليك بالإحسان والإنصاف
وإذا اعتدى خلّ عليك فخلّه = والدّهر فهو له مكاف كاف

أبو الفتح البستي

المصدر الأول جزاك الله خيراً وجزى الشيخ الخميس خيرا ولا هنت

الاضجم
16 - 11 - 2009, 03:33
هذه الكلمة من الكلامات المستحدثة وهي كلمة استحدثة في العهد العباسي ،،،

والا بني عامر أول من وصفوا بالسادات من الجاهلية

اشكرك اخوي المصدر الأول على هذا النقل تحياتي وتقديري

المصدر الأول
16 - 11 - 2009, 14:47
أشكرك أخي خيال الغلباء على المرور 00 والشكر موصول لأخي الأضجم

( ومثل ما قال أخي الأضجم بارك الله فيه بني عامر ممن وصفو بالسادات منذ الجاهلية )

خيَّال الغلباء
22 - 11 - 2009, 18:24
بسم الله الرحمن الرحيم

قرأت في ( ملحق التراث ) في جريدة ( المدينة ) العدد 12236 وتاريخ 28/5/1417هـ مقالاً بقلم السيد / عبدالكريم بن إبراهيم آل غضية، بعنوان " ما الفرق بين اللقبين : السادة والأشراف " وذكر ملخصاً لما كتبه في الأعداد السابقـة وخلاصته :-

1_ إن إطلاق لقب سيد وشريف على أفراد من آل البيت كان قديماً .
2_ إن تخصيص لقب الأشراف على أبناء الحسن والحسين – رضي الله عنهما – كان في نهاية القرن الرابع الهجري .
3_ إن تدوين لقب الشريف أو السيد أمام أسماء آل البيت لم يكن معروفاً إلاّ في المتأخرين .

بقي أن نعرف هل هناك فرق بين هذين اللقبين إذا أطلقا على أبناء الحسن أو الحسين .

وانتهى المقال بتعليق من الكاتب بقوله : أما الذي أقوله في التفريق بينهما أنه لا فرق، غير أن الفاطميين لما بسطوا سلطتهم على البلاد الإسلامية مثل : مصر، والمغرب، والحجاز، وفلسطين، وأجزاء من أرض الشام، والعراق، فرضوا تلقيب من وقع في هذه البلاد بالأشراف حسنياً أم حسينياً ومن كان خارج هذه البلاد ممن لم يقع تحت سلطتهم كأهل اليمن وبعض الشام والعراق وبلاد السند والهند وخراسان وما وراءها وسواحل إفريقية من آل البيت فكان الناس يطلقون عليهم السادة أو الأشراف وغالباً ما اشتهروا به لقب السادة وخصوصاً في اليمن لذلك نجد أن غالب من يعرف بالسادة في الحجاز أو مصر أو غيرهما مما كان تحت تسلط الفاطميين قد نزح من اليمن أو من البلاد التي لم يحكموها .

وكنت أود لو تفضل الكاتب فذكر المراجع التي استند إليها في قوله هذا والثابت تاريخياً خلاف ما ذكر وهذا الموضوع قد شغل حيزاً كبيراً من أطروحة علمية ( رسالة دكتوراه ) تقدم بها السيد / سليمان عبدالغني مالكي في عام 1401هـ – 1981م بعنوان ( بلاد الحجاز منذ بداية عهد الأشراف حتى سقوط الخلافة العباسية في بغداد من منتصف القرن الرابع الهجري حتى منتصف القرن السابع الهجري ) وبإشراف الأستاذ الدكتور / محمد أمين صالح أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب بجامعة القاهرة وقد نال عليها درجة ( الدكتوراه ) وقد أوضح الدكتور / سليمان عبدالغني مالكي في هذه الرسالة ما ذكره المؤرخون عن هذا الموضوع .

وإيضاحاً مني للالتباس الذي وقع في مقال السيد / عبدالكريم أوضح ما يلي :-

1_ من هم آل البيت ؟ لقد اختلف الفقهاء والعلماء في أهل البيت وأرجح الأقوال أن أهل البيت هم العلويون آل الحسن وآل الحسين ولدي علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه – من زوجته فاطمة الزهراء ابنة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وجاء في التفسير أنه لما نزلت الآية الكريمة ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) اّية : 33 سورة الأحزاب، دعا الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم - علياً وفاطمة وولديهما الحسن والحسين وأدخلهم تحت عباءته وقال – صلى الله عليه وسلم : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام .

واستقرت أسرة آل الحسن وآل الحسين في مكة والمدينة واستطاعت بمناصرة الفاطميين الاستقلال بإمارة مكة والمدينة وحينما تولتا أمر مكة والمدينة أطلق عليهما الأشراف لتشريفهم إمارة مكة أو المدينة، وأما الأسر التي لم تتول منها حكم مكة أو المدينة فيسمونهم السادة آل البيت .

2_ ذكر ابن فهد في إتحاف الورى : " فما أن تم الفتح الفاطمي لمصر عام 358هـ حتى أعلن كبير الأشراف الحسنيين / جعفر بن محمد بن الحسن من بني سليمان من آل الحسن بن علي بن أبي طالب استقلاله بإمارة مكة والدعوة للخليفة الفاطمي في خطبة الجمعة ".

وذكر الفاسي في شفاء الغرام الجزء الثاني " وما لبث أن حذا آل الحسين القاطنين المدينة المنورة حذو بني الحسن بأن أعلن / طاهر بن مسلم الحسيني استقلاله بإمارة المدينة عام 360هـ وخطب أيضاً للخليفة المعز الفاطمي ".

3_ وذكر البرادعي في كتابه الدرة السنية ( وتولى السادة من آل البيت إمارة المدينتين المقدستين بالحجاز وأصبح يطلق لقب الأشراف على العائلة التي تحكم مكة أو المدينة نسبة إلى تشرفهم بإمارة مكة أو المدينة تمييزاً لبقية الأسرات العلوية التي لم تتول الإمارة )

4_ وذكر الجزيري في كتابه درر الفوائد ( وظهرت بوادر الخير بالنسبة لأهل الحجاز عندما بدأت الخلافة الفاطمية بإرسال الأموال والخلع إلى أشراف الحجاز وأسرهم وكذلك شحنات من الحبوب والبقول لسكان مكة والمدينة والقرى المجاورة لهما )

5_ نخلص مما ذكر أن لقب ( الشريف ) يطلق على كل من تولى إمارة مكة المكرمة أو المدينة المنورة وهو من أهل البيت السيد ويروي التاريخ أن الصحابي الجليل / عتاب بن أسيد تولى إمارة مكة المكرمة في عهد الرسول – صلى الله عليه وسلم – وهو أول أمير يتولى إمارة مكة المكرمة ولم يكن من أهل البيت سيداً لذلك لم يلقب بـ الشريف .

ومن ذلك يتبين أن إمارة هاتين المدينتين عندما تكون في أهل البيت السادة وعندما يتولى السيد هذه الإمارة يضاف إليه لقب الشريف نسبة إلى تشرفه بإمارة مكة أو المدينة وأيضاً أشار إلى ذلك معالي الدكتور / محمد عبده يماني في كتابه " علموا أبناءكم محبة آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.

جريدة المدينة _ العدد 12257 _ الخميس 19/6/1417هـ

وسألخِّص لكم الفرق بين لقبي السيّد والشريف وعلى من كان يطلق كل منهما :-

أمَّا لقب السيّد : فهو من الحديث الشريف على صاحبه وآله أفضل صلاة وأزكى تسليم ( أنا سيّد ولد آدم ولا فخر ) والحديث الآخر ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة ) وغيرها، وكان لقب السيّد في الحجاز يطلق على كل علوي حسني أو حسيني من غير الأسر الحاكمة أو المالكة، فمثلا في مكة المكرمة كل الأشراف الحسنيين سوى القتادات أو النمويين كان يطلق عليهم لقب السيد، أما في المدينة المنورة فكان لقب السيّد يطلق على كل حسيني سوى الأشراف المهانية أو الجمامزة والذين كانت إمرة المدينة المنورة فيهم .

أما لقب الشريف : فكان في الحجاز تحديدا يطلق على كل من الأسر المالكة الحسنية والحسينية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، والله أعلم .

وأول علوي لقّب بــ ( الشريف ) : هو الشريف / الرضي النقيب ابن النقيب، وأخوه الشريف / المرتضى .

ولقد كان في السابق عندما يذكرون المؤرخون والنسابة أمير مكة المكرمة شرفها الله يقولون السيد فلان والسيد فلان مثلان ( السيد بركات والسيد الحسن بن عجلان ) وكلاهما كما نعلم كانا حسنيين أحفاداً لسيدنا الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما، وانظروا رحمكم الله أنهما أمراء مكة ومن آل البيت ولم يلقبا بالشريف إلا ما قل وذلك لأنهما معروفين بالشرف ولا يحتاج أن تقال لهم كونهم أحفاد للمصطفى صلى الله عليه وسلم وليس لأنهم تسلموا إمرة مكة، فمكة هي الأرض المشرفة ولا يحتاج لأميرها أن يشرفها !!!! وهناك رأي يقول : إن معني لقب الشريف ليس لتشريف مكان ما وإنما هو تشريف جاء عن طريق الأباء والأجداد عن طريق تسلسل النسب، فتمعنوا رحمكم الله وانظروا وتدبروا الأمر واعلموا أن السيد هو الشريف والشريف هو السيد فأحفاد الحسن وأحفاد الحسين رضي الله عنهما هم ( سادة أشراف ) وليسوا ( سادة (و) أشراف ) وببساطة نستشف هذا المعنى عندما نقول ( نقابة السادة الأشراف ) إلى يومنا هذا .

والشريف والسيد كلمتان مترادفتان استعملت في بني هاشم كلهم بدون امتياز والمسلم به أن بني علي من قبل فاطمة لهم مزية وكرامة بهدا المسمي على غيرهم للأدلة الواردة في دلك ويكفي ما كتب الإمام / الشوكاني في كتابه البدر الطالع فإنه تكلم عن رجال القرن السابع فكل من كان من بني هاشم لقبهم بالسيد من دون أن يعطي في اللقب مزية للعلماء دون غيرهم من السادة في اليمن أما عندما تكلم عن منطقة عسير وجيزان لقبهم بالأشراف وللدلالة على ذلك تكلم عن عالمها / الحازمي فقال سجن الشريف / الحازمي وهو من العلماء فانظر رحمك الله كيف سماه بالشريف وهو من المنطقة التي دكرت بالسيادة وعلى حسب ظني أن هذه التسميات يحكمها العرف والمنطقة في منطقة الحجاز ومن أخد بقولها تسمي أهل البيت بالاشراف واليمن تسمهم بالسادة فالسادة هم الأشراف والأشراف هم السادة ولا فرق بينهم سواء حكموا أم لم يحكموا وإنما التشريف بكونهم من أحفاد المصطفى صلى الله عليه وسلم وما عرضه الإخوان عن الفرق بين السادة والأشراف إنما هو عرض عن حال الحجاز آن ذاك أو ما انتشر بين الناس وقتها لا غير ومن الممكن أن التفسيرات هذه انتشرت فقط من غير أن تكون صحيحة ولكن أخذ بها لشهرتها لا غير . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول من أراء السادة الأشراف بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

الاضجم
22 - 11 - 2009, 21:20
يعني اخوي خيال نفهم من نقلك للموضوع أن اهل البيت شاملة لقبيلة الاشراف ؟

خيَّال الغلباء
22 - 11 - 2009, 21:32
الأضجم السادة الأشراف حسب فهمي من هذا النقل هم اّهل البيت النبوي عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم لأن اّل البيت أعم وأشمل من أهل البيت لحديث سلمان منا اّل البيت وأهل البيت هم ذرية الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة رضي الله عنهم أجمعين وكل من تقدم في قوم فهو سيدهم لأن في المعنى اللغوي فسحة وجزاك الله خيراً ولا هنت

الاضجم
22 - 11 - 2009, 21:49
طيّب اخوي الغالي والعزيز خيّال . استفسار اخير - الآية التي نزلت في النبي ابراهيم عليه الصلاة والسلام والآية لا تحضرني - ذكرهم الله ووصفهم بأهل البيت - وابراهيم عليه الصلاة والسلام جد لقبائل عدنان فهل تشمل الآية قبائل عدنان انهم من اهل بيت النبي ابراهيم عليه الصلاة والسلام .. طبعا نستثني المقياس او المعايير بالتقى سواء في اهل بيت الرسول الاعظم او خليل الله ابو الانبياء عليهما الصلاة والسلام - ام ماذا ..

هذا وتقبل فائق الاحترام والتقدير مسبوقا بالأسف والاعتذار لكثرت الاسئلة ،،،

خيَّال الغلباء
22 - 11 - 2009, 22:07
طيّب اخوي الغالي والعزيز خيّال . استفسار اخير - الآية التي نزلت في النبي ابراهيم عليه الصلاة والسلام والآية لا تحضرني - ذكرهم الله ووصفهم بأهل البيت - وابراهيم عليه الصلاة والسلام جد لقبائل عدنان فهل تشمل الآية قبائل عدنان انهم من اهل بيت النبي ابراهيم عليه الصلاة والسلام .. طبعا نستثني المقياس او المعايير بالتقى سواء في اهل بيت الرسول الاعظم او خليل الله ابو الانبياء عليهما الصلاة والسلام - ام ماذا ..

هذا وتقبل فائق الاحترام والتقدير مسبوقا بالأسف والاعتذار لكثرت الاسئلة ،،،

أخي الكريم / الأضجم بعد السلام لم أهتدي للاّية التي ذكرتها وكل القبائل العدنانية والقحطانية على قول من نسل أبو الأنبياء الثاني ابراهيم الخليل عليه وعلى أبي الأنبياء الأول نوح وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم والعدنانيون منتجهم من مكة المكرمة وهم أهل بيت الله الحرام الذي رفع قواعده أبويهما ابراهيم واسماعيل عليهما الصلاة والسلام وبركة الاّباء وإن علو تدرك الأبناء وإن سفلوا اللهم اجعلنا منهم وتشملهم دعوته التي جاء بها القراّن حكاية : ( واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ) أما المقصود بأهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم فالسادة الأشراف من أبناء الحسن والحسين رضي الله عنهم وأرضاهم والله أعلا وأجل وأعلم واسلم وسلم والسلام .

الاضجم
22 - 11 - 2009, 22:16
لقيت لك الآية اخوي خيّال ولا أستغني عن تعليق وبعضا من توضيحك

- قال تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام والملائكة تخاطب زوجته

( قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم " أهل البيت " أنه حميد مجيد )

خيَّال الغلباء
22 - 11 - 2009, 22:19
سأراجع فيها بعض التفاسير وأتيك بالخبر إن شاء الله وقد جاء في القرطبي قوله تعالى : ( قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد )

فيه أربع مسائل :-

الأولى : قوله تعالى : قالوا أتعجبين من أمر الله لما قالت : وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا وتعجبت، أنكرت الملائكة عليها تعجبها من أمر الله، أي من قضائه . وقدره، أي لا عجب من أن يرزقكما الله الولد، وهو إسحاق . وبهذه الآية استدل كثير من العلماء على أن الذبيح إسماعيل، وأنه أسن من إسحاق; لأنها بشرت بأن إسحاق يعيش حتى يولد له يعقوب . وسيأتي الكلام في هذا ; وبيانه في " الصافات " إن شاء الله تعالى .

الثانية : قوله تعالى : " رحمة الله وبركاته " مبتدأ، والخبر " عليكم " . وحكى سيبويه عليكم بكسر الكاف لمجاورتها الياء . وهل هو خبر أو دعاء ؟ وكونه إخبارا أشرف; لأن ذلك يقتضي حصول الرحمة والبركة لهم، المعنى : أوصل الله لكم رحمته وبركاته أهل البيت . وكونه دعاء إنما يقتضي أنه أمر يترجى ولم يتحصل بعد . نصب " أهل البيت " على الاختصاص; وهذا مذهب سيبويه . وقيل : على النداء .

الثالثة : هذه الآية تعطي أن زوجة الرجل من أهل البيت; فدل هذا على أن أزواج الأنبياء من أهل البيت; فعائشة - رضي الله عنها - وغيرها من جملة أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ممن قال الله فيهم : ويطهركم تطهيرا وسيأتي

[ ص : 64 ] الرابعة : ودلت الآية أيضا على أن منتهى السلام وبركاته كما أخبر الله عن صالحي عباده رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت . والبركة النمو والزيادة; ومن تلك البركات أن جميع الأنبياء والمرسلين كانوا في ولد إبراهيم وسارة . وروى مالك عن وهب بن كيسان أبي نعيم عن محمد بن عمرو بن عطاء قال : كنت جالسا عند عبدالله بن عباس فدخل عليه رجل من أهل اليمن فقال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته; ثم زاد شيئا مع ذلك; فقال، ابن عباس - وهو يومئذ قد ذهب بصره - من هذا ؟ فقالوا اليماني الذي يغشاك، فعرفوه إياه، فقال : ( إن السلام انتهى إلى البركة ) وروي عن علي - رضي الله عنه - أنه قال : دخلت المسجد فإذا أنا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في عصبة من أصحابه، فقلت : السلام عليكم; فقال : ( وعليك السلام ورحمة الله عشرون لي وعشرة لك ) قال : ودخلت الثانية; فقلت : السلام عليكم ورحمة الله فقال : ( وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ثلاثون لي وعشرون لك ) فدخلت الثالثة فقلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : فقال : ( وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ثلاثون لي وثلاثون لك أنا وأنت في السلام سواء ) إنه حميد مجيد أي محمود ماجد . وقد بيناهما في " الأسماء الحسنى " .

وجاء عند الشوكاني : ( ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود )

هذه قصة لوط عليه السلام وقومه، وهو ابن عم إبراهيم عليه السلام، وكانت قرى لوط بنواحي الشام وإبراهيم ببلاد فلسطين .

فلما أنزل الله الملائكة بعذاب قوم لوط، مروا بإبراهيم ونزلوا عنده، وكان كل من نزل عنده يحسن قراه، وكان مرورهم عليه لتبشيره بهذه البشارة المذكورة، فظنهم أضيافا، وهم جبريل وميكائيل وإسرافيل .

وقيل كانوا تسعة، وقيل أحد عشر، والبشرى التي بشروه بها هي بشارته بالولد، وقيل بإهلاك قوم لوط، والأولى أولى قالوا سلاما منصوب بفعل مقدر : أي سلمنا عليك سلاما قال سلام ارتفاعه على أنه خبر مبتدأ محذوف : أي أمركم سلام، أو مرتفع على أنه مبتدأ والخبر محذوف، والتقدير : عليكم سلام فما لبث أي إبراهيم أن جاء بعجل حنيذ قال أكثر النحويين أن هنا بمعنى حتى : أي فما لبث حتى جاء، وقيل : إنها في محل نصب بسقوط حرف الجر، والتقدير فما لبث عن أن جاء : أي ما أبطأ إبراهيم عن مجيئه بعجل وما نافية قاله سيبويه .

وقال الفراء : فما لبث مجيئه : أي ما أبطأ مجيئه، وقيل : إن ما موصولة وهي مبتدأ والخبر أن جاء بعجل حنيذ والتقدير : فالذي لبث إبراهيم هو مجيئه بعجل حنيذ، والحنيذ : المشوي مطلقا، وقيل : المشوي بحر الحجارة من غير أن تمسه النار، يقال : حنذ الشاة يحنذها : جعلها فوق حجارة محماة لتنضجها فهي حنيذ، وقيل معنى حنيذ : سمين، وقيل الحنيذ هو السميط، وقيل النضيج، وهو فعيل بمعنى مفعول، وإنما جاءهم بعجل، لأن البقر كانت أكثر أمواله .

فلما رأى أيديهم لا تصل إليه أي لا يمدونها إلى العجل كما يمد يده من يريد الأكل [ ص : 665 ] نكرهم يقال : نكرته وأنكرته واستنكرته : إذا وجدته على غير ما تعهد، ومنه قول الشاعر :-

فأنكرتني وما كان الذي نكرت
= من الحوادث إلا الشيب والصلعا

فجمع بين اللغتين، ومما جمع فيه بين اللغتين قول الشاعر :-

إذا أنكرتني بلدة أو نكرتها
= خرجت مع البازي علي سواد

وقيل يقال : أنكرت لما تراه بعينك، ونكرت لما تراه بقلبك، قيل : وإنما استنكر منهم ذلك، لأن عادتهم أن الضيف إذا نزل بهم ولم يأكل من طعامهم ظنوا أنه قد جاء بشر وأوجس منهم أي أحس في نفسه منهم خيفة أي خوفا وفزعا، وقيل معنى أوجس : أضمر في نفسه خيفة، والأول ألصق بالمعنى اللغوي، ومنه قول الشاعر :-

جاء البريد بقرطاس يحث به
= فأوجس القلب من قرطاسه فزعا

وكأنه ظن أنهم قد نزلوا به لأمر ينكره، أو لتعذيب قومه قالوا لا تخف قالوا له هذه المقالة مع كونه لم يتكلم بما يدل على الخوف، بل أوجس ذلك في نفسه، فلعلهم استدلوا على خوفه بأمارات كظهور أثره على وجهه، أو قالوه له بعدما قال عقب ما أوجس في نفسه من الخيفة قولا يدل على الخوف كما في قوله في سورة الحجر : قال إنا منكم وجلون [ الحجر : 52 ] ولم يذكر ذلك ههنا اكتفاء بما هنالك، ثم عللوا نهيه عن الخوف بقولهم : إنا أرسلنا إلى قوم لوط أي أرسلنا إليهم خاصة، ويمكن أن يكون إبراهيم عليه السلام قد قال قولا يكون هذا جوابا عنه : قال فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين [ الحجر 57 ، 58 ]

وجملة وامرأته قائمة فضحكت في محل نصب على الحال، قيل : كانت قائمة عند تحاورهم وراء الستر، وقيل : كانت قائمة تخدم الملائكة وهو جالس، والضحك هنا هو الضحك المعروف الذي يكون للتعجب أو للسرور كما قاله الجمهور .

وقال مجاهد وعكرمة : إنه الحيض، ومنه قول الشاعر :-

وإني لآتي العرس عند طهورها
= وأهجرها يوما إذا تك ضاحكا

وقال الآخر :-

وضحك الأرانب فوق الصفا
= كمثل دم الخوف يوم اللقا

والعرب تقول : ضحكت الأرنب : إذا حاضت . وقد أنكر بعض اللغويين أن يكون في كلام العرب ضحكت بمعنى حاضت فبشرناها بإسحاق ظاهره أن التبشير كان بعد الضحك .

وقال الفراء : فيه تقديم وتأخير .

والمعنى : فبشرناها فضحكت سرورا بالولد .

وقرأ محمد بن زياد من قراء مكة فضحكت بفتح الحاء، وأنكره المهدوي ومن وراء إسحاق يعقوب .

قرأ حمزة وابن عامر وحفص بنصب يعقوب على أنه مفعول فعل دل عليه فبشرناها، كأنه قال : ووهبنا لها من وراء إسحاق يعقوب .

وأجاز الكسائي والأخفش وأبو حاتم أن يكون يعقوب في موضع جر .

وقال الفراء : لا يجوز الجر إلا بإعادة حرفه .

قال سيبويه : ولو قلت مررت بزيد أول من أمس، وأمس عمر كان قبيحا خبيثا، لأنك فرقت بين المجرور وما يشركه كما يفرق بين الجار والمجرور .

وقرأ الباقون برفع يعقوب على أنه مبتدأ وخبره الظرف الذي قبله، وقيل : الرفع بتقدير فعل محذوف : أي ويحدث لها، أو وثبت لها .

وقد وقع التبشير هنا لها، ووقع لإبراهيم في قوله تعالى : فبشرناه بغلام حليم [ الصافات 101 ] وبشروه بغلام عليم [ الذاريات 28 ] لأن كل واحد منهما مستحق للبشارة به لكونه منهما .

وجملة قالت يا ويلتى مستأنفة جواب سؤال مقدر كأنه قيل : فماذا قالت ؟ قال الزجاج : أصلها يا ويلتي، فأبدل من الياء ألف لأنها أخف من الياء والكسرة، وهي لم ترد الدعاء على نفسها بالويل، ولكنها كلمة تقع كثيرا على أفواه النساء إذا طرأ عليهن ما يعجبن منه، وأصل الويل : الخزي، ثم شاع في كل أمر فظيع، والاستفهام في قولها : أألد وأنا عجوز للتعجب : أي كيف ألد وأنا شيخة قد طعنت في السن، يقال : عجزت تعجز مخففا ومثقلا عجزا وتعجيزا : أي طعنت في السن، ويقال : عجوز وعجوزة، وأما عجزت بكسر الجيم : فمعناه عظمت عجيزتها، قيل كانت بنت تسع وتسعين، وقيل بنت تسعين وهذا بعلي شيخا أي وهذا زوجي إبراهيم شيخا لا تحبل من مثله النساء، وشيخا منتصب على الحال، والعامل فيه معنى الإشارة .

قال النحاس : وفي قراءة أبي وابن مسعود شيخ بالرفع على أنه خبر المبتدأ، أو خبر بعد خبر، أو خبر مبتدأ محذوف، وعلى الأول يكون بعلي بدلا من اسم الإشارة، قيل : كان إبراهيم ابن مائة وعشرين سنة، وقيل ابن مائة، وهذه المبشرة هي سارة امرأة إبراهيم .

وقد كان ولد لإبراهيم من هاجر أمته إسماعيل، فتمنت سارة أن يكون لها ابن وأيست منه لكبر سنها، فبشرها الله به على لسان ملائكته إن هذا لشيء عجيب أي ما ذكرته الملائكة من التبشير بحصول الولد مع كونها في هذه السن العالية التي لا يولد لمثلها - شيء يقضى منه العجب .

وجملة قالوا أتعجبين من أمر الله مستأنفة جواب سؤال مقدر، والاستفهام فيها للإنكار : أي كيف تعجبين من قضاء الله وقدره، وهو لا يستحيل عليه شيء، وإنما أنكروا عليها مع كون ما تعجبت منه من خوارق العادة لأنها من بيت النبوة، ولا يخفى على مثلها أن هذا من مقدوراته سبحانه، ولهذا قالوا : رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت أي الرحمة التي وسعت كل شيء والبركات وهي النمو والزيادة قيل الرحمة : النبوة، والبركات : الأسباط من بني إسرائيل لما فيهم من الأنبياء، وانتصاب أهل البيت على المدح أو الاختصاص، وصرف الخطاب من صيغة الواحدة إلى الجمع لقصد التعميم إنه حميد أي يفعل موجبات حمده من عباده على سبيل الكثرة مجيد كثير الإحسان إلى عباده بما يفيضه عليهم من الخيرات، والجملة تعليل لقوله : رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت .

قوله : فلما ذهب عن إبراهيم الروع أي الخيفة التي أوجسها في نفسه، يقال : ارتاع من كذا : إذا خاف، ومنه قول النابغة :- [ ص : 666 ]

فارتاع من صوت كلاب فبات له
= طوع الشوامت من خوف ومن حذر

وجاءته البشرى أي بالولد، أو بقولهم : لا تخف .

قوله : يجادلنا في قوم لوط .

قال الأخفش والكسائي : إن يجادلنا في موضع جادلنا، فيكون هو جواب لما، لما تقرر من أن جوابها يكون بالماضي لا بالمستقبل .

قال النحاس : جعل المستقبل مكانه كما يجعل الماضي مكان المستقبل في الشرط، وقيل : إن الجواب محذوف، ويجادلنا في موضع نصب على الحال قاله الفراء، وتقديره : فلما ذهب عنه الروع وجاءته البشرى اجترأ على خطابنا حال كونه يجادلنا : أي يجادل رسلنا، وقيل إن المعنى : أخذ يجادلنا، ومجادلته لهم قيل إنه لما سمع قولهم : إنا مهلكو أهل هذه القرية [ العنكبوت 31 ] قال : أرأيتم إن كان فيهم خمسون من المسلمين أتهلكونهم ؟ قالوا : لا، قال : فأربعون ؟ قالوا : لا، قال : فعشرون ؟ قالوا : لا، ثم قال : فعشرة ؟ فخمسة ؟ قالوا : لا .

قال : فواحد ؟ قالوا : لا .

قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله [ العنكبوت 32 ] الآية، فهذا معنى مجادلته في قوم لوط : أي في شأنهم وأمرهم .

ثم أثنوا على إبراهيم، أو أثنى الله عليه فقال : إن إبراهيم لحليم أي ليس بعجول في الأمور، ولا بموقع لها على غير ما ينبغي .

والأواه : كثير التأوه، والمنيب : الراجع إلى الله .

وقد تقدم في براءة الكلام على الأواه .

قوله : يا إبراهيم أعرض عن هذا هذا قول الملائكة له : أي أعرض عن هذا الجدال في أمر قد فرغ منه، وجف به القلم، وحق به القضاء إنه قد جاء أمر ربك الضمير للشأن، ومعنى مجيء أمر الله : مجيء عذابه الذي قدره عليهم، وسبق به قضاؤه وإنهم آتيهم عذاب غير مردود أي لا يرده دعاء ولا جدال، بل هو واقع بهم لا محالة، ونازل بهم على كل حال ليس بمصروف ولا مدفوع .

وقد أخرج ابن أبي حاتم عن عثمان بن محصن في ضيف إبراهيم قال : كانوا أربعة : جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، ورافائيل .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله : بعجل حنيذ قال : نضيج .

وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال : مشوي .

وأخرج أبو الشيخ عنه أيضا قال : سميط .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك قال : الحنيذ الذي أنضج بالحجارة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي يزيد البصري في قوله : فلما رأى أيديهم لا تصل إليه قال : لم ير لهم أيديا فنكرهم .

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله : نكرهم قال : كانوا إذا نزل بهم ضيف فلم يأكل من طعامهم ظنوا أنه لم يأت بخير، وأنه يحدث نفسه بشر، ثم حدثوه عند ذلك بما جاءوا فيه فضحكت امرأته .

وأخرج ابن المنذر عن المغيرة قال : في مصحف ابن مسعود وامرأته قائمة وهو جالس .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد وامرأته قائمة قال : في خدمة أضياف إبراهيم .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قال : لما أوجس إبراهيم في نفسه خيفة حدثوه عند ذلك بما جاءوا فيه، فضحكت امرأته تعجبا مما فيه قوم لوط من الغفلة، ومما أتاهم من العذاب .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس فضحكت قال : فحاضت وهي بنت ثمان وتسعين سنة .

وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله : فضحكت قال : حاضت وكانت ابنة بضع وتسعين سنة، وكان إبراهيم ابن مائة سنة .

وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة قال : حاضت .

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عمر مثله .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : ومن وراء إسحاق يعقوب قال : هو ولد الولد .

وأخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء عن حسان بن أبجر قال : كنت عند ابن عباس فجاء رجل من هذيل، فقال له ابن عباس : ما فعل فلان ؟ قال : مات وترك أربعة من الولد وثلاثة من الوراء، فقال ابن عباس : فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب قال : ولد الولد .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب من طرق عن ابن عباس أنه كان ينهى عن أن يزاد في جواب التحية على قولهم : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ويتلو هذه الآية رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت .

وأخرج البيهقي عن ابن عمر نحوه .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله : فلما ذهب عن إبراهيم الروع قال : الفرق يجادلنا في قوم لوط قال : يخاصمنا .

وأخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ عن قتادة في تفسير المجادلة قال : إنه قال لهم يومئذ : أرأيتم إن كان فيهم خمسون من المسلمين ؟ قالوا : إن كان فيهم خمسون لم نعذبهم، قال : أربعون ؟ قالوا : وأربعون ، قال : ثلاثون ؟ قالوا : وثلاثون حتى بلغوا عشرة، قالوا : إن كان فيهم عشرة لم نعذبهم، قال : ما قوم لا يكون فيهم عشرة فيهم خير ؟ قال قتادة : إنه كان في قرية لوط أربعة آلاف ألف إنسان، أو ما شاء الله من ذلك .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال : لما جاءت الملائكة إلى إبراهيم قالوا لإبراهيم : إن كان فيها خمسة يصلون رفع عنهم العذاب .

وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن ميمون قال : الأواه الرحيم .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : المنيب المقبل إلى طاعة الله .

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال : المنيب المخلص .

المصدر الأول
23 - 11 - 2009, 03:20
أخي / خيال الغلباء بارك الله فيك

أنا هدفي من طرح الموضوع هو ( أطلاق كلمة سيد وشريف )

هل كلمة سيد أو شريف حكر على فئة دون فئة ؟

هل نزلت آية أو ذكر في الأحاديث تحديد لقب ( السيد أو الشريف ) على فئة دون أخرى؟

هل اذا ذكر أحد من الناس بلقب ( السيد او الشريف ) وهو ليس من آل البيت ( يحرم ذلك ) ؟

مالفائدة من اطلاق ( لقب السيد أو الشربف ) لفئة من المسلمين دون اخرى هل اللقب يقربهم إلى الله زلفى

حتى وإن كان عاصي أو لا يعبد الله

نعرف أن ابا جهل في النار وهو من أشراف قريش وبلال في الجنة وهو عبد حبشي

أذن ما كان هدف الفاطميين من اطلاق مثل هذه الألقاب وهل هو تفرقة بين المسلمين بالتمييز

في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قيل يا رسول من أكرم الناس قال ( أتقاهم ) الكرم هنا

تشمل السيد والشريف

فأنا لست متعصبا ضد الأشراف لأجل لا يفسر القارئ كلامي إلى شي آخر ولكن مثلما قال

الشيخ / عثمان الخميس حفظه الله

لقب السيد والشريف لا اساس له ولا صحة

فبنو عامر كانو سادة وفيهم اشراف في الجاهلية وفي الأسلام إلى وقتنا الحاضر مع التقى بإذن الله

كما قال الرسول علية افضل الصلاة والتسليم ( والذي نفسي بيدة لو اسلم فأسلمت بنو عامر لزاحمو قريشا على منابرهم )

كما قال الشاعر/

وشاركنا قريش في تقاها وفي انسابها شرك العنان
بما ولدت نساء بني قريش وما ولدت نساء بني أبـــــان

فهل يطلق على ذرية بنو عامر لقب ( سيد أو شريف ) ؟؟؟

أكتفي بهذا 000

ودمتم0000000

خيَّال الغلباء
24 - 11 - 2009, 03:58
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم / المصدر الأول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على طرح هذا الموضوع القيم والإختيار الموفق والشرف والسيادة تختلف من حال إلى حال فلكل قوم سيد والشريف من شرف بعمله حسب المعنى اللغوي للكلمة أما سيد ولد اّدم مطلقا فرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مشاحة في ذلك لثبوته بصحيح السنة وسيدا شباب أهل الجنة فالحسن والحسين رضي الله عنهما وأرضاهما وللشريف الدكتور / حاتم العوني وفقه الله وحفظه مبجث مؤصل جميل منشور في منتدى التاريخ والأنساب حول مشروعية التلقب بالشريف فياليتك تراجعه لأن في المسألة عموم وخصوص فجزاه الله خير الجزاء وصدق في تبيينه وتوضيحه أن تحريم لقب الشريف ابتداع في الفتيا

= :: [ الشرف والشريف في اللغة ] :: =

الشرف في اللغة :-

الشرف : هو مصدر قولك : " شرف يشرف، شرفاً " وهو مأخوذ من مادة : " ش ر ف " التي تدل على العلو والارتفاع فالشرف العلو " وأنشد / الجوهري :-

آتي النديَّ فلا يُقْرَبُ مجلسي
= وأقودُ للشرف الرفيع حماري

أي أنه يقول : إني خرفتُ، فلا ينتفع برأيي، وكبرت، فلا أستطيع أن أركب من الأرض حماري إلا من مكان عال " والشريف : الرجل العالي ويقال للذي غلبه غيره بالشرف : مشروف .

قال / ابن منظور : " شرف يشرف شرفاً، فهو شريف، أي : علا في دين أو دنيا والجمعُ : أشراف، وشرفاء والشرف والمجد لا يكونان إلا بالآباء " .

وفي تاج العروس لــ / الزبيدي : " والشرف : المجد يقال للرجل : شريف، أي : ماجد ولا يكون الشرف والمجد إلا بالآباء، يقال : رجلٌ شريف، ورجلٌ ماجد : له آباء متقدمون في الشرف وأما الحسب والكرم : فيكونان في الرجل، وإن لم يكن له آباء لهم شرف، قاله / ابن السكيت ".

ولأحرف بناء كلمة " شرف " تأثيرٌ في معناها، ومن ذلك أن لفظة " شر " أصلٌ يدل على الانتشار والتطاير، ولهذا يوجد في جنس أهل " الشرف " انتشار وتطاير وتعدي على المشروفين قال / ابن فارس : " ( شر ) : الشين والراء أصلٌ واحد يدل على الانتشار والتطاير من ذلك الشر خلاف الخير ورجلٌ شرير، وهو الأصل، لانتشاره وكثرته والشر : بسطك الشيء في الشمس والشرر : ما تطاير من النار، الواحدة شررة قال الله جل وعلا : " إنها ترمي بشررٍ كالقصر " وقال / امريء القيس :-

تجاوزت أحراساً عليها ومعشراً
عليَّ حراصاً لو يشرون مقتلي ".

ومن ملح الباب ما قاله / عمرو بن بحر : " ذكر لي بعض الأباضية أنه يجري عنده ذكر الشيعة يوماً فغضب، وشتمهم؛ وذكر ذلك كالمنكر عليهم نحلتهم إنكاراً شديداً؛ قال : فسألته يوماً عن سبب إنكاره على الشيعة ولعنه لهم ؟! فقال : " لمكان الشين في أول كلمة، لأني لم أجد ذلك قط إلا في مسخوطة، مثل : شؤم، وشر، وشيطان، وشيخ، وشعث، وشعب، وشرك، وشتم، وشقاق، وشطرنج، وشَيْن، وشَنَّ، وشانيء، وشوصة، وشوك، وشكوى، وشنآن " فقلت له : إن هذا كثير، ما أظن أن القوم يقيم الله لهم علماً مع هذا أبداً ".

ثم قال / ابن فارس : " ( شرف ) الشين والراء والفاء أصلٌ يدل على علوٌ وارتفاع فالشرف : العلو والشريف : الرجل العالي ورجلٌ شريف من قومٍ أشراف؛ يقال : أنه جمع نادر، كحبيب وأحباب، ويتيم وأيتام ويقال للذي غلبه غيره بالشرف : مشروف ويقال : استشرفت الشيء : إذا رفعت بصرك تنظر إليه ويقال للأنوف : الأشراف ".

وربما أطلق على الرجل : " شرف " ويراد به الرجل الشريف ولا زال هذا سارياً في الأشراف يسمون الرجل بـ " شرف " خاصة أشراف الحجاز من النمويين وغيرهم وقيل للأعمش لِـمَ لم تستكثر من الشعبي ؟ فقال : يحتقرني، كنت آتيه مع / إبراهيم، فيرحب به، ويقول لي : اقعد ثَـمَّ أيُّها العبد !! ثم يقول :-

لا نرفعُ العبدَ فوقَ سُنَّتِهِ
= ما دام فينا بأرضنا شرفُ

قال / ابن الأثير في قول الشعبي ( شرف ) : " أي : شريف يقالُ : هو شرف قومه وكرمهم : أي شريفهم وكريمهم " وربما أطلق على الرجل الشريف : " البيت " فيقال : " فلانٌ بيتُ قومه " أي : شريفهم قال في " تاج العروس " : " والبيت : الشرف، والجمع : البيوت ثم يجمع بيوتات، جمع الجمع وفي " المحكم " : والبيتُ من بيوتات العرب : الذي يضم شرف القبيلة، كآل حصن الفزاريين، وآل الجدين الشيبانيين، وآل عبدالمدان الحارثيين، وكان / ابن الكلبي يزعم أن هذه البيوتات أعلى بيوت العرب ويقال : بيت تميم في بني حنظلة، أي : شريفها وقال / العباس رضي الله عنه يمدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :-

حتى احتوى بيتك المهيمن
= خندف علياء تحتها النُّطُق

أراد بيته، أي : شرفه العالي والبيت أيضاً : الشريف، وفلان بيت قومه، أي : شريفهم، عن / أبي العميثل الأعرابي " وهناك فروق بين " الشرف " وبين بعض الكلمات المقاربة له، التي ربما ظُنَّ أنها من قبيل المترادف، وهي ليست منه، مثل : " العزة، والمجد، والحسب، والكرم، ونحو ذلك ".

- " فالعزة تتضمن معنى الغلبة والامتناع، والشرف في الأصل إنما هو شرف المكان ولا يقال لله شريف، ويقال له عزيز " ومنه تعلم عدم جواز قول ما شاع عند قبيلة البقوم في بيتين سائرين :-

شريف ما نعرف شريف
= ما نعرف إلا ربنا !! "

لعدم جواز إطلاق هذا اللفظ على جهة التسمية أو الوصف لعدم وروده، وباب الأسماء والصفات توقيفي، يقتصر فيه على النص الثابت من الكتاب أو السنة الصحيحة، وإن كان يصح ذلك على جهة الإخبار عن الله تعالى، والله تعالى أعلم .

- وهناك من يقول بأن المجد لا يكون إلا بالآباء، وهو النسب والشرف يكون بذلك وبغيره .

- قال / ابن خلدون : " والحسب من العوارض التي تعرض للآدميين، فهو كائن فاسد لا محالة وليس يوجد لأحد من أهل الخليقة شرف متصل في آبائه من لدن آدم إليه إلا ما كان من ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم كرامةً به وحياطةً على السر فيه وأول كل شرف خارجية كما قيل، وهي الخروج عن الرياسة والشرف إلى الضعة والابتذال وعدم الحسب، ومعناه أن كل شرف وحسب فعدمه سابق عليه، شأن كل محدث ثم إن نهايته في أربعة آباء وذلك أن باني المجد عالم بما عاناه في بنائه ومحافظ على الخلال التي هي أسباب كونه وبقائه وابنه من بعده مباشر لأبيه، قد سمع منه ذلك وأخذه عنه، إلا أنه مقصر في ذلك تقصير السامع بالشيء عن المعاين له ثم إذا جاء الثالث كان حظه الاقتفاء والتقليد خاصة، فقصر عن الثاني تقصير المقلد عن المجتهد ثم إذا جاء الرابع قصر عن طريقتهم جملةً، وأضاع الخلال الحافظة لبناء مجدهم واحتقرها، وتوهم أن ذلك البنيان لم يكن بمعاناة ولا تكلف وإنما هو أمر وجب لهم منذ أول النشأة بمجرد انتسابهم، وليس بعصابة ولا بخلال، لما يرى من التجلة بين الناس، ولا يعلم كيف كان حدوثها ولا سببها، ويتوهم أنه النسب فقط، فيربأ بنفسه عن أهل عصبيته … ".

ثم قال : " … واشتراط الأربعة في الحساب إنما هو في الغالب، وإلا فقد يدثر البيت ويتلاشى وينهدم وقد يتصل أمرها إلى الخامس والسادس إلا أنه في انحطاط وذهاب واعتبار الأربعة : من قبل الأجيال الأربعة : بانٍ، ومباشرٍ له، ومقلد، وهادم وهو أقل ما يمكن وقد اعتبرت الأربعة في نهاية الحسب في باب المدح والثناء قال صلى الله عليه وسلم : " إنما الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم : يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم " إشارة إلى أنه بلغ الغاية من المجد ".

ثم قال : " … قال / كسرى للنعمان : هل في العرب قبيلة تشرف على قبيلة ؟ قال : نعم قال : بأي شيء ؟ قال : من كان له ثلاثة آباء متوالية رؤساء، ثم اتصل ذلك بكمال الرابع، فالبيت من قبيلته " وطلب ذلك فلم يجده إلا في آل / حذيفة بن بدر الفزاري، وهم بيت قيس، وآل / ذي الجدين بيت شيبان، وآل / الأشعث بن قيس من كندة، وآل / حاجب بن زرارة وآل / قيس بن عاصم المنقري من بني تميم فجمع هؤلاء الرهط ومن تبعهم من عشائرهم وأقعد لهم الحكام والعدول : فقام / حذيفة بن بدر، ثم / الأشعث بن قيس لقرابته من النعمان، ثم / بسطام بن قيس ابن شيبان، ثم / حاجب، ثم / قيس بن عاصم، وخطبوا ونثروا فقال / كسرى : كلهم سيد يصلح لموضعه .

وكانت هذه البيوتات هي المذكورة في العرب بعد بني هاشم، ومعهم بيت بني الديان من بني الحارث بن كعب اليمني، وهذا كله يدل على أن الأربعة آباء نهاية في الحسب، والله أعلم ".

جريان الاستعمال عند العرب بهذا الأمر : يطلق على رؤساء القبائل وكبارها في كلام العرب " أشراف " ولهذا يوجد في كتب الأخبار والتواريخ والسير ذكر :-

- أشراف الكوفة .
- أشراف الحيرة .
- أشراف خراسان .
- أشراف الأعاجم .
ونحو ذلك من العبارات .

استعماله عند المصنفين : وتجد ذلك المعنى أيضاً مبثوثاً في الكتب والتصانيف، فقد ألف / البلاذري كتاباً سماه : " أنساب الأشراف " ومن نظر فيه فهم المراد بلفظ : " الشريف " عند المتقدمين ولــ / الحسن بن عتيق القسطلاني كتاب عنوانه : " الإشراف على مناقب الأشراف " وليست هذه الكتب مقصورة على آل البيت النبوي فضلاً عن أن تكون مقصورة على ذرية علي أو الحسن والحسين أو أحدهما وتجد في " عيون الأخبار " : " أفعال من أفعال السادة والأشراف " وعند / ابن عبد ربه في " العقد الفريد " : " مراثي الأشراف " و " أشراف كتاب النبي صلى الله عليه وسلم " " ونوكى الأشراف " " ومن حد من الأشراف " وهناك كتاب : " النكت الظراف فيمن ابتلي بالعاهات من الأشراف ".

وسرى هذا إلى بعض كتب الفقه، فتجد عند الأحناف مثلاً في : " باب التعزير " ذكر من كان له شرف، كالعلماء والفقهاء ونحوهم، وإن لم يكونوا من آل البييت النبوي ونفذ ذلك أيضاً إلى علماء الجرح والتعديل، فإذا أرادوا تعديل رجل، قالوا في ضمن ألفاظ التعديل : " فلانٌ شريف " أو : " هو من أهل الشرف " أو : " حدثوا عن أهل الشرف، فإنهم لا يكذبون " قال / شعبة : " حدثوا عن أهل الشرف، فإنهم لا يكذبون " وقال / أبو عثمان البرذعي : " سألت أبا زرعة عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى ؟ فقال : رجلٌ شريف " وحدثني محمد بن إدريس، عن آخر، عن سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق، قال : قلت لابن أبي نجيح : ما تقول في / عمرو بن شعيب ؟ فقال : شريف فقلت : ما تقول في / عمرو بن سعيد ؟ - هو الأشدق - قال : " رجلٌ شريف " وكان / الأعمش إذا مدح شيوخه وأصحابه يقول : " كان أصحابي أشرافاً لا يكذبون " وقال / شعبة : " اكتبوا عن أبي أمية / إسماعيل بن يعلى، فإنه رجلٌ شريف لا يكذب " هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .

المصدر الأول
26 - 11 - 2009, 02:07
شكرا لمرورك خيال الغلباء