تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صــــلــــة الــــرحــــم


خيَّال الغلباء
29 - 11 - 2009, 21:24
بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن الله تبارك وتعالى يقول في محكم التنزيل : ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من أراد يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه ) فصلة الرحم أمرها عظيم وثوابها عند الله جزيل كيف لا وهي تقرب الأخ إلى أخيه والولد إلى والديه والإنسان إلى جميع ذوي القربى فهي فرض على كل مسلم أراد الأجر والمثوبة من الله وهي من أسمى المعاني الإنسانية في الإسلام حث عليها ورغّب فيها تعظيماً لشأنها فهي تقرب القلوب إلى بعضها وتنقيها من شوائبها وتصلح النفوس بين ذوي القربى فالله الله بصلة الرحم وتواصوا بها واحرصوا عليها فهي مفتاح من مفاتيح الرزق وطول العمر ونعوذ بالله وإياكم من قطيعة الرحم والإفساد في الأرض ومما ورد بشأن صلة الرحم وقطعها : أمر الله بالإحسان إلى ذوي القربى وهم الأرحام الذين يجب وصلهم فقال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ ) ( البقرة اّية : 83 )

وقال تعالى : ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) ( البقرة اّية : 177 )

وقال تعالى : ( يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) ( البقرة اّية : 215 )

وقال تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ . وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) ( الأنفال اّية : 74 ـ 75 )

وقال تعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً ) ( النساء اّية : 36 )

وقال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ( النحل اّية : 90)

وقال تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً * وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً ) ( الإسراء اّية : 27 )

وقال تعالى : ( فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه وأولئك هم المفلحون)

كما أنه سبحانه عظم قدر الأرحام فقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) ( النساء اّية : 1 )

وقال سبحانه وتعالى : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) ( محمد : 23 )

وقال سبحانه وتعالى : ( وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) ( الرعد : 25 )

ووردت أحاديث كثيرة فيها الأمر بصلة الرحم وبيان ثواب الواصل والنهي عن قطيعة الرحم وبيان عقاب القاطع منها ما يلي :-

1- عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم ) البخاري - الفتح : 3 ( 1396 ) واللفظ له، ومسلم (14)

2- عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله : ( إن الرحم شُجْنةُ متمِسكة بالعرش تكلم بلسان ذُلَق، اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني، فيقول ـ تبارك وتعالى ـ : أنا الرحمن الرحيم، و إني شققت للرحم من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن نكثها نكثه ) الحديث له أصل في البخاري - الفتح : 10 ( 5988 ) والأدب المفرد ومجمع الزوائد ( 5 / 151 ) واللفظ له وقال : رواه البزار وإسناده حسن والترغيب والترهيب ( 3 / 340 ) وقال إسنادة حسن .

3- عن أبي ذر - رضي الله عنه - أنه قال : ( أوصاني خليلي أن لا تأخذني في الله لومةُ لائم، وأوصاني بصلة الرحم وإن أدبرت ) ذكره في المجمع وقال : رواه الطبراني في الصغير ( 2 / 48 ) حديث رقم ( 758 ) والكبير ( 2 / 265 ) ورجال الطبراني رجال الصحيح غير / سلام بن المنذر وهو ثقه ( 8 / 154 )

4- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله ) البخاري - الفتح : 10 ( 5989 ) ومسلم ( 2555 ) وهذا لفظه .

5- عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سرهُ أن يبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثرة فليصل رحمه ) البخاري الفتح : 10 ( 5986 ) ومسلم ( 2557 )
6- عن عبدا لله بن سلام - رضي الله عنه - قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، انجفل الناس قِبَلهُ وقيل : قد قدم رسول لله صلى الله عليه وسلم، قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً فجئت في الناس لأنظُرَ فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعتهُ تكلم به أن قال : ( يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام ) الترمذي ( 2485 ) وابن ماجه ( 3251 ) واللفظ له وأحمد ( 5 / 451 ) وذكره الألباني في الصحيحة برقم ( 456 )

7- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ) البخاري - الفتح : 10 ( 6138 ) واللفظ له، ومسلم ( 47 )

8 ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم ) رواه أحمد وإسناده صحيح .

9 ـ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر وقاطع الرحم ) رواه أحمد .

10 ـ وعن جبير بن مطعم ـ رضي الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة قاطع ) أي قاطع رحم وعموماً الصلة يمكن أن تكون بما يلي :-

1- الزيارة : بأن تذهب إليهم في أماكنهم .

2- الاستضافة : بأن تستضيفهم عندك في مكانك .

3- تفقدهم والسؤال عنهم والسلام عليهم : تسأل عن أحوالهم سواء سألتهم عن طريق الهاتف أو بلغت سلامك وسؤالك من ينقله إليهم, أو أرسلت ذلك عن طريق رسالة .

4- إعطاؤهم من مالك سواء كان هذا الإعطاء صدقة إذا كان الموصول محتاجاً أو هدية إن لم يكن محتاجاً, وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة ) رواه النسائي واللفظ له والترمذي وحسنه .+

5- توقير كبيرهم ورحمة ضعيفهم .

6- إنزالهم منازلهم التي يستحقونها وإعلاء شأنهم .

7- مشاركتهم في أفراحهم بتهنئتهم ومواساتهم في أحزانهم بتعزيتهم, فمثلاً هذا تزوج أو رزق بمولود أو توظف أو غير ذلك تشاركه الفرحة بهدية أو مقابلة تظهر فيها الفرح والسرور بفرحة أو مكالمة تضمنها تبريكاتك وإظهار فرحك بما رزقوا, فإن مات لهم أحد أو أصيبوا بمصيبة تواسيهم وتحاول أن تخفف عنهم وتذكرهم بالصبر والأجر للصابرين, وتظهر لهم حزنك لما أصابهم .

8- عيادة مرضاهم .

9- إتباع جنائزهم .

10- إجابة دعوتهم, إذا وجهوا لك الدعوة فلا تتخلف إلا لعذر .

11- سلامة الصدر نحوهم فلا تحمل الحقد الدفين عليهم وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا .

12- إصلاح ذات البين بينهم, فإذا علمت بفساد علاقة بعضهم ببعض بادرت بالإصلاح وتقريب وجهات النظر ومحاولة إعادة العلاقة بينهم .

13- الدعاء لهم, وهذا يملكه كل أحد ويحتاجه كل أحد .

14- دعوتهم إلى الهدى وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالأسلوب المناسب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

خيَّال الغلباء
30 - 11 - 2009, 20:35
يرفع بحول الله وقوته

فهيد بن راكان آل دخيل الله الملحي
30 - 11 - 2009, 23:36
بارك الله فيك اخي الغالي / خيال الغلباء ،،

وجزاك الله الف خير وجعلها الله في ميزان اعمالك ،،

،،
،،

ودمت بخير ،،

ابــــن مسعــود
01 - 12 - 2009, 00:11
مشكور اخوي خيال

على الموضوع الراقي والجميل

بيض الله وجهكـ

اخوكـ ابن مسعود ...

خيَّال الغلباء
01 - 12 - 2009, 02:03
أخي الكريم الفاضل / ابن مسعود بعد السلام كل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة وشكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بصلة الرحم والأرقى مرورك الكريم والله يبيض وجهك وجزاك الله خيراً ولا هنت واسلم وسلم والسلام .