خيَّال الغلباء
09 - 12 - 2009, 23:03
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم وما حدث في كارثة الغرق في مدينة جدة لهو أمر يندى له الجبين وقد صوره الشاعر الإسلامي الكبير / عبدالرحمن العشماوي وفقه الله وحفظه بهذه القصيدة التي يقول فيها :-
لا تسألوا عن جدَّةَ الأمطارا = لكنْ سلوا مَنْ يملكون قرارا
لا تسألوا عنها السيولَ فإنها = قَدَرٌ ومَنْ ذا يَصْرف الأقدارا ؟
لا تسألوا عنها بحيرةَ مِسْكِهَا = فَلِمِسْكِهَا معنىً يؤجِّج نارا
أتكون جدَّةُ غيرَ كلِّ مدينةٍ = والمسكُ فيها يقتل الأزهارا ؟!
لا تسألوا عن جدَّةَ الجرحَ الذي = أجرى دموعَ قلوبنا أنهارا
لكنْ سلوا عنها الذين تحمَّلوا = عبئاً ولم يستوعبوا الإنذارا
مَنْ عاش في أغلى المكاتب قيمةً = وعلى كراسيها الوثيرة دارا
مَنْ زخرف الأثواب فيها ناسياً = جسداً تضعضع تحتها وأنهارا
لا تسألوا عن بؤسِ جدَّةَ غيرَ مَنْ = دهَنَ اليدَيْن وقلَّم الأظفارا
مَنْ جرَّ ثوب وظيفةٍ مرموقةٍ = فيها ومزَّق ثوبها وتوارى
وأقام في الساحاتِ أَلْفَ مجسَّمٍ = تسبي برونق حُسْنها الأبصارا
صورٌ تسرُّ العينَ تُخفي تحتها = صوراً تثير من الرَّمادِ شراراً
أهلاً برونقها الجميل ومرحباً = لو لم يكن دونَ الوباء سِتارا
لا تسألوا عن حالِ جدَّةَ جُرْحَها = فالجرح فيها قد غدا موَّارا
لكنْ سلوا مَنْ يغسلون ثيابهم = بالعطر كيف تجاوزوا المقدارا
ما بالهم تركوا العباد استوطنوا = مجرى السيول وواجهوا التيَّارا
السَّيْلُ مهما غابَ يعرف دربَه = إنْ عادَ يمَّم دربَه واختارا
فبأيِّ وعيٍ في الإدارة سوَّغوا = هذا البناء وليَّنوا الأحجارا ؟!
ما زلت أذكر قصةً لمُواطنٍ = زار الفُلانَ وليته ما زارا
قال المحدِّث : لا تسلني حينما = زُرْتُ الفُلانَ الفارس المغوارا
ومَرَرْتُ بالجيش العَرَمْرَمِ حَوْلَه = وسمعتُ أسئلةً وعشتُ حصارا
حتى وصلْتُ إلى حِماه فلا تسلْ = عن ظهره المشؤوم حين أدارا
سلَّمتُ ما ردَّ السلامَ وإنَّما = ألقى عليَّ سؤاله استنكارا
ماذا تريد ؟ فلم أُجِبْه وإنَّما = أعطيتُه الأوراقَ والإِشعارا
ألقى إليها نظرةً ورمى بها = وبكفِّه اليسرى إليَّ أشارا
هل كان أبكم - لا أظنُّ – وإنَّما = يتباكم المتكبِّر استكبارا
فرجعتُ صِفْرَ الرَّاحتَيْن محوقلاً = حتى رأيتُ فتىً يجرُّ إزارا
ألقى السؤالَ عليَّ : هل من خدمةٍ ؟ = ففرحتُ واستأمنتُه الأسرارا
قال : الأمور جميعها ميسورةٌ = أَطْلِقْ يديك وقدِّم الدولارا
وفُجِعْتُ حين علمتُ أن جَنَابَه = ما كان إلا البائعَ السِّمْسارا
وسكتُّ حين رأيتُ آلافاً على = حالي يرون الجِذْعَ والمنشارا
ويرون مثلي حُفْرةً وأمانةً = ويداً تدُقُّ لنعشها المسمارا
يا خادم الحرمين وجهُ قصيدتي = غسل الدموعَ وأشرق استبشارا
إني لأسمع كلَّ حرفٍ نابضٍ = فيها يزفُّ تحيَّةً ووقارا
ويقول والأمل الكبير يزيده = أَلَقاً يخفِّف حزنَه الموَّارا
يا خادم الحرمين حيَّاك الحَيَا = لما نفضتَ عن الوجوه غبارا
واسيتَ بالقول الجميل أحبَّةً = في لحظةٍ وجدوا العمارَ دَمَارا
ورفعت صوتك بالحديث موجِّهاً = وأمرتَ أمراً واتخذت قرارا
يا خادم الحرمين تلك أمانة = في صَوْنها ما يَدْفَعُ الأَخطارا
الله في القرآن أوصانا بها = وبها نطيع المصطفى المختارا
في جدَّةَ الرمزُ الكبيرُ وربَّما = تجد الرموزَ المُشْبِهَاتِ كِثارا
تلك الأمانة حين نرعاها نرى = ما يدفع الآثام والأوزارا
هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم وما حدث في كارثة الغرق في مدينة جدة لهو أمر يندى له الجبين وقد صوره الشاعر الإسلامي الكبير / عبدالرحمن العشماوي وفقه الله وحفظه بهذه القصيدة التي يقول فيها :-
لا تسألوا عن جدَّةَ الأمطارا = لكنْ سلوا مَنْ يملكون قرارا
لا تسألوا عنها السيولَ فإنها = قَدَرٌ ومَنْ ذا يَصْرف الأقدارا ؟
لا تسألوا عنها بحيرةَ مِسْكِهَا = فَلِمِسْكِهَا معنىً يؤجِّج نارا
أتكون جدَّةُ غيرَ كلِّ مدينةٍ = والمسكُ فيها يقتل الأزهارا ؟!
لا تسألوا عن جدَّةَ الجرحَ الذي = أجرى دموعَ قلوبنا أنهارا
لكنْ سلوا عنها الذين تحمَّلوا = عبئاً ولم يستوعبوا الإنذارا
مَنْ عاش في أغلى المكاتب قيمةً = وعلى كراسيها الوثيرة دارا
مَنْ زخرف الأثواب فيها ناسياً = جسداً تضعضع تحتها وأنهارا
لا تسألوا عن بؤسِ جدَّةَ غيرَ مَنْ = دهَنَ اليدَيْن وقلَّم الأظفارا
مَنْ جرَّ ثوب وظيفةٍ مرموقةٍ = فيها ومزَّق ثوبها وتوارى
وأقام في الساحاتِ أَلْفَ مجسَّمٍ = تسبي برونق حُسْنها الأبصارا
صورٌ تسرُّ العينَ تُخفي تحتها = صوراً تثير من الرَّمادِ شراراً
أهلاً برونقها الجميل ومرحباً = لو لم يكن دونَ الوباء سِتارا
لا تسألوا عن حالِ جدَّةَ جُرْحَها = فالجرح فيها قد غدا موَّارا
لكنْ سلوا مَنْ يغسلون ثيابهم = بالعطر كيف تجاوزوا المقدارا
ما بالهم تركوا العباد استوطنوا = مجرى السيول وواجهوا التيَّارا
السَّيْلُ مهما غابَ يعرف دربَه = إنْ عادَ يمَّم دربَه واختارا
فبأيِّ وعيٍ في الإدارة سوَّغوا = هذا البناء وليَّنوا الأحجارا ؟!
ما زلت أذكر قصةً لمُواطنٍ = زار الفُلانَ وليته ما زارا
قال المحدِّث : لا تسلني حينما = زُرْتُ الفُلانَ الفارس المغوارا
ومَرَرْتُ بالجيش العَرَمْرَمِ حَوْلَه = وسمعتُ أسئلةً وعشتُ حصارا
حتى وصلْتُ إلى حِماه فلا تسلْ = عن ظهره المشؤوم حين أدارا
سلَّمتُ ما ردَّ السلامَ وإنَّما = ألقى عليَّ سؤاله استنكارا
ماذا تريد ؟ فلم أُجِبْه وإنَّما = أعطيتُه الأوراقَ والإِشعارا
ألقى إليها نظرةً ورمى بها = وبكفِّه اليسرى إليَّ أشارا
هل كان أبكم - لا أظنُّ – وإنَّما = يتباكم المتكبِّر استكبارا
فرجعتُ صِفْرَ الرَّاحتَيْن محوقلاً = حتى رأيتُ فتىً يجرُّ إزارا
ألقى السؤالَ عليَّ : هل من خدمةٍ ؟ = ففرحتُ واستأمنتُه الأسرارا
قال : الأمور جميعها ميسورةٌ = أَطْلِقْ يديك وقدِّم الدولارا
وفُجِعْتُ حين علمتُ أن جَنَابَه = ما كان إلا البائعَ السِّمْسارا
وسكتُّ حين رأيتُ آلافاً على = حالي يرون الجِذْعَ والمنشارا
ويرون مثلي حُفْرةً وأمانةً = ويداً تدُقُّ لنعشها المسمارا
يا خادم الحرمين وجهُ قصيدتي = غسل الدموعَ وأشرق استبشارا
إني لأسمع كلَّ حرفٍ نابضٍ = فيها يزفُّ تحيَّةً ووقارا
ويقول والأمل الكبير يزيده = أَلَقاً يخفِّف حزنَه الموَّارا
يا خادم الحرمين حيَّاك الحَيَا = لما نفضتَ عن الوجوه غبارا
واسيتَ بالقول الجميل أحبَّةً = في لحظةٍ وجدوا العمارَ دَمَارا
ورفعت صوتك بالحديث موجِّهاً = وأمرتَ أمراً واتخذت قرارا
يا خادم الحرمين تلك أمانة = في صَوْنها ما يَدْفَعُ الأَخطارا
الله في القرآن أوصانا بها = وبها نطيع المصطفى المختارا
في جدَّةَ الرمزُ الكبيرُ وربَّما = تجد الرموزَ المُشْبِهَاتِ كِثارا
تلك الأمانة حين نرعاها نرى = ما يدفع الآثام والأوزارا
هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .