تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القاتل وعمر بن الخطاب ( والصدق منجاة)


ابن جروه
12 - 12 - 2009, 14:46
لقد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال
الصدق منجاة





أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب وكان في المجلس ، وهما يقودان رجلاً من البادية
فأوقفوه أمامه
‏قال عمر : ما هذا ؟؟
!! ‏قالوا : يا أمير المؤمنين .. هذا قتل أبانا
‏قال : أقتلت أباهم ؟
!! ‏قال : نعم قتلته
‏قال : كيف قتلتَه ؟
‏قال : دخل بجمله في أرضي فزجرته فلم ينزجر
فأرسلت عليه ‏حجراً وقع على رأسه فمات
قال عمر : القصاص الإعدام




قرار لم يكتب ، وحكم سديد لا يحتاج مناقشة
لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل
هل هو من قبيلة شريفة ؟
هل هو من أسرة قوية ؟
ما مركزه في المجتمع ؟




كل هذا لا يهم عمر
لأنه لا ‏يحابي ‏أحداً في دين الله
ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله
ولو كان ‏ابنه القاتل لاقتص منه




قال الرجل : يا أمير المؤمنين
أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض
‏أن تتركني ليلة لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية
فأُخبِرُهم ‏بأنك ‏سوف تقتلني ثم أعود إليك
والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا



: قال عمر
من يكفلك أن تذهب إلى البادية ثم تعود إليَّ ؟
‏فسكت الناس جميعاً
إنهم لا يعرفون اسمه ولا خيمته ولا داره
‏ولا قبيلته ولا منزله
فكيف يكفلونه ؟؟
وهي كفالة ليست على عشرة دنانير ولا على ‏أرض
ولا على ناقة
إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف



ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟
ومن يشفع عنده ؟
ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟




فسكت الصحابة وعمر مُتأثر لأنه ‏وقع في حيرة
هل يُقدم فيقتل هذا الرجل وأطفاله يموتون جوعاً هناك
أو يتركه فيذهب بلا كفالة فيضيع دم المقتول




وسكت الناس ونكّس عمر ‏رأسه والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟
‏قالا : لا .. من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين
قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس
: ‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده وصدقه وقال
يا أمير المؤمنين .. أنا أكفله
‏قال عمر : هو قَتْل
قال : ولو كان قاتلا
‏قال : أتعرفه ؟
!! ‏قال : ما أعرفه
قال : كيف تكفله ؟
‏قال : رأيت فيه سِمات المؤمنين فعلمت أنه لا يكذب
وسيأتي ان شاء‏الله
‏قال عمر : يا أبا ذرّ .. أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث
أني تاركك
‏قال : الله المستعان يا أمير المؤمنين




فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليالٍ يُهيئ فيها نفسه
ويُودع ‏أطفاله وأهله
وينظر في أمرهم بعده ثم يأتي ليقتص منه لأنه قتل




وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد يَعُدّ الأيام عداً
وفي العصر ‏نادى ‏في المدينة : الصلاة جامعة




فجاء الشابان واجتمع الناس وأتى أبو ‏ذر ‏وجلس أمام عمر
قال عمر : أين الرجل ؟ .. قال : ما أدري يا أمير المؤمنين
‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس وكأنها تمر سريعة
على غير عادتها
وسكت ‏الصحابة واجمين .. عليهم من التأثر مالا يعلمه
إلا الله




صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر
وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد
‏لكن هذه شريعة
لكن هذا منهج
لكن هذه أحكام ربانية لا يلعب بها ‏اللاعبون
‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها
ولا تنفذ في ظروف دون ظروف
‏وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان





وقبل الغروب بلحظات وإذا بالرجل يأتي
فكبّر عمر وكبّر المسلمون‏ معه
‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك
ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك
‏قال : يا أمير المؤمنين .. والله ما عليَّ منك
ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى
ها أنا يا أمير المؤمنين تركت أطفالي كفراخ‏ الطير
لا ماء ولا شجر في البادية وجئتُ لأُقتل





فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان ؟
‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه
قال عمر : الله أكبر .. ودموعه تسيل على لحيته
جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما
وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته
وجزاك الله خيراً أيها الرجل ‏لصدقك ووفائك
وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك ورحمتك




قال أحد المحدثين : والذي نفسي بيده
لقد دُفِنت سعادة الإيمان ‏والإسلام ‏في أكفان عمر




اللهم إنا نسألك العلم النافع و العمل الصالح

خيَّال الغلباء
12 - 12 - 2009, 15:01
ابن جروه جزاك الله خيراً ولا هنت

ابن جروه
12 - 12 - 2009, 15:09
خيال الغلبااااااا لاهنت على مرورك الكريم وفقني الله واياك

نجم الغلبا
12 - 12 - 2009, 16:24
لقد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال
الصدق منجاة





أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب وكان في المجلس ، وهما يقودان رجلاً من البادية
فأوقفوه أمامه
‏قال عمر : ما هذا ؟؟
!! ‏قالوا : يا أمير المؤمنين .. هذا قتل أبانا
‏قال : أقتلت أباهم ؟
!! ‏قال : نعم قتلته
‏قال : كيف قتلتَه ؟
‏قال : دخل بجمله في أرضي فزجرته فلم ينزجر
فأرسلت عليه ‏حجراً وقع على رأسه فمات
قال عمر : القصاص الإعدام




قرار لم يكتب ، وحكم سديد لا يحتاج مناقشة
لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل
هل هو من قبيلة شريفة ؟
هل هو من أسرة قوية ؟
ما مركزه في المجتمع ؟




كل هذا لا يهم عمر
لأنه لا ‏يحابي ‏أحداً في دين الله
ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله
ولو كان ‏ابنه القاتل لاقتص منه




قال الرجل : يا أمير المؤمنين
أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض
‏أن تتركني ليلة لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية
فأُخبِرُهم ‏بأنك ‏سوف تقتلني ثم أعود إليك
والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا



: قال عمر
من يكفلك أن تذهب إلى البادية ثم تعود إليَّ ؟
‏فسكت الناس جميعاً
إنهم لا يعرفون اسمه ولا خيمته ولا داره
‏ولا قبيلته ولا منزله
فكيف يكفلونه ؟؟
وهي كفالة ليست على عشرة دنانير ولا على ‏أرض
ولا على ناقة
إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف



ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟
ومن يشفع عنده ؟
ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟




فسكت الصحابة وعمر مُتأثر لأنه ‏وقع في حيرة
هل يُقدم فيقتل هذا الرجل وأطفاله يموتون جوعاً هناك
أو يتركه فيذهب بلا كفالة فيضيع دم المقتول




وسكت الناس ونكّس عمر ‏رأسه والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟
‏قالا : لا .. من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين
قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس
: ‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده وصدقه وقال
يا أمير المؤمنين .. أنا أكفله
‏قال عمر : هو قَتْل
قال : ولو كان قاتلا
‏قال : أتعرفه ؟
!! ‏قال : ما أعرفه
قال : كيف تكفله ؟
‏قال : رأيت فيه سِمات المؤمنين فعلمت أنه لا يكذب
وسيأتي ان شاء‏الله
‏قال عمر : يا أبا ذرّ .. أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث
أني تاركك
‏قال : الله المستعان يا أمير المؤمنين




فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليالٍ يُهيئ فيها نفسه
ويُودع ‏أطفاله وأهله
وينظر في أمرهم بعده ثم يأتي ليقتص منه لأنه قتل




وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد يَعُدّ الأيام عداً
وفي العصر ‏نادى ‏في المدينة : الصلاة جامعة




فجاء الشابان واجتمع الناس وأتى أبو ‏ذر ‏وجلس أمام عمر
قال عمر : أين الرجل ؟ .. قال : ما أدري يا أمير المؤمنين
‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس وكأنها تمر سريعة
على غير عادتها
وسكت ‏الصحابة واجمين .. عليهم من التأثر مالا يعلمه
إلا الله




صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر
وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد
‏لكن هذه شريعة
لكن هذا منهج
لكن هذه أحكام ربانية لا يلعب بها ‏اللاعبون
‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها
ولا تنفذ في ظروف دون ظروف
‏وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان





وقبل الغروب بلحظات وإذا بالرجل يأتي
فكبّر عمر وكبّر المسلمون‏ معه
‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك
ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك
‏قال : يا أمير المؤمنين .. والله ما عليَّ منك
ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى
ها أنا يا أمير المؤمنين تركت أطفالي كفراخ‏ الطير
لا ماء ولا شجر في البادية وجئتُ لأُقتل





فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان ؟
‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه
قال عمر : الله أكبر .. ودموعه تسيل على لحيته
جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما
وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته
وجزاك الله خيراً أيها الرجل ‏لصدقك ووفائك
وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك ورحمتك




قال أحد المحدثين : والذي نفسي بيده
لقد دُفِنت سعادة الإيمان ‏والإسلام ‏في أكفان عمر




اللهم إنا نسألك العلم النافع و العمل الصالح ابن جروه فالك الجنة
ابكانا الوفاء

نواف بن هليمه
12 - 12 - 2009, 19:00
ابن جروه جزاك الله خيراً ولا هنت
و مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

ابن جروه
13 - 12 - 2009, 06:37
نجم الغلبا ونواف بن هليمه لاهنتو على مروركم الجميل وسأل الله اين يجعلنا من الصادقين الصالحين

سعد الجبوري
13 - 12 - 2009, 07:29
حياك الله اخي ابن جروه على الموضوع
انها قصص مضيئة انارت اركان الكون كله
ورجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه
مباركة جهودكم ان شاء الله

ماجد ابن غنيم
13 - 12 - 2009, 11:44
قصه رائعه جدااا
الله لايهيتك يابن جروه

نبع الوفاء
13 - 12 - 2009, 12:00
قصه رائعه ولاهنت يابن جروه على النقل

ابن جروه
14 - 12 - 2009, 14:51
سعد الجبوري : ماجد بن غنيم : نبع الوفاء لاهنتو على مروركم الكريم وسأل الله لي ولكم العمل الصالح والقول الصادق