تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : معلّقة على خطى المعلقات.


مؤنس الخادم
02 - 02 - 2010, 19:27
السلام عليكم إخوتي ....
أريد أن أنشدكم هذه القصيدة ...
رغم أنّ النقّاد اليوم لا يعترفون بالشعر الذي يحاكي الشعر القديم ..
فهم يريدون الشعر الذي يقلّد الغربيين ... والمذاهب الأوربية
إلا أنني لا أستطيع إلا أن أكتب على خطى العرب .. على خطى الأصالة.
أرجو أن تعجبكم هذه القصيدة التي أردتها أن تكون مثل الشعر الجاهلي.

قد هان حبلك يا حسناء فانقطعـــــــا ــــــ وعاود القلب منك الهمّ والوجعــــــــــــــا
وآلمتني صروف الدهر إذ تركــــــــت ـــــــ في الرأس شيبا وهمّ الكبر قد قرعــــا
وأسدل الليل أثوابا على بصـــــــــري ــــــــ وفي فؤادي كثير الهمّ قــــــــد وقعـــا
وحال دونك يا حسنى معذبــــــــــــــة ــــــــــ يا ليت وصلك يا حسنـــــاء قد رجعــــا
تزيّنت بلباس الحسن وامـــــــــــتنعت ــــــــــ وزادني الحسن تقـــــــتيلا إذ امتنعــا
وغرّها أنّنا لسنا نطالبــــــــــــــــــــــــها ــــــــــ بديــــــّة لــــــــــــــــــقتيل قلبه انتزعـا
فلتقطعي كلّ حبل كان يمســـــــــكه ـــــــ وأجملي الصرم لا تبقي له طمعــــــــا
قد كان حظه من حسناء مـــــا أخذت ـــــ وحظّه من سعاد الصدّ والمنعــــــــــــــــا
قد كان يسعى يريد الركــــــب يلحقه ــــــ ففاته الركب واستبقاه منجزعـــــــــــــا
ما ودّعوا جارهم إذ أزمــــــعوا رحـــلا ـــــــ إنّ الكريم لرأي الجار قد رجعـــــــــــــــا
ففاضت العين عين الشـــوق ساكبة ـــــــ دمع المحبّ على المحبوب ما صنعـــــا
مرّت تسائلني لهـــــــــــــــــوا وملعبة ــــــ جاوبتها وكثير الدمع قد سرعـــــــــــــــا
ما عدت أحسن بعد الشيب من لعب ــــــ وقد غدا فــــي فؤادي الهمّ مجتمعـــــا
بتنا نعيش زمانا كلّه حــــــــــــــــــزن ـــــــ ويتلف المـــــــرء ما بالأمس قد جمعــــا
المال نطلب والأخلاق زينتنـــــــــــــا ــــــــ إنّ الغــــــــنى بالحلال اليوم قد منعــــا
جبنا جبالا وجبنا الأرض نقطعــــــها ــــــــ والذئب يعوي وسرب الطير قد هجعــــا
والنسر يعرض في الأجواء أجــنحة ــــــــ ويطلق الصوت كـــــالفرد الذي فزعـــــا
ناديته حين أهوى فوق صخرتـــــــه ـــــــ وجرّب الصيد فاستعـــصى وما جزعـــــا
إن كنت تطلب صيدا لست تدركــــه ـــــــ فقد أصابك ما في القلــــب قد وقعــــــا
مثلي ومثلك همّ العيش يبعـــــــثه ــــــــ ولّى وفارقنا دهرا وقد رجــــــــــــعـــــــا
قد أتعبتنا طريق العيش بل قتلـت ــــــــ لو أنّ فردا إذا ما نال قد قنعـــــــــــــــــــا
يا نسر لا تبك دهرا ليس يفرحنــــــا ــــــــ إن كنت أعطيت صبر القلب والقنعــــــــا
قد يتعب المرء يوما دون حاجـــــــته ــــــــ وقد تجيء إذا ما كان مضطجعــــــــــــــا
بل كم قفارا قطعنا ليس يؤنسنــــا ــــــ إلا التوجّس للأصوات والسمعـــــــــــــــــا
لا قيت فيها صبورا راح منبعثـــــــــا ـــــــ عند الأصيل يريد الصيد فاطّلعـــــــــــــــــا
قرّبت منه هدوء الأرض يــــــسعده ــــــ وبعده عن شـــــــــرور النّاس قد نفعــــــا
لمّا رآني دعت للغار أرجلـــــــــــــه ــــــ ومن شرور بني الإنـــــسان قد هرعــــــا
ظــــللت أخدعه أبغي تصبــــــــــّره ـــــــ من قلبه فغدا منّي ومــــــــــــا رجعــــــا
أو كالذي غادر الأفراخ منطلـــــــقا ــــــــ من عشّه وسما في الجوّ وارتفعــــــــــا
قد غرّدت تشك طول الجوع أفرخه ــــــ فطاف يخبرها قولا به سجعـــــــــــــــــــا
فأتبعته هنيهات حمامــــــــــــــــــته ـــــــ يا رُبّ خلّ إذا غادرت قد تبعــــــــــــــــــــا
أبقى الفراخ فلا مأمون يحرسهــــا ــــــــ ولم يخف أن ناب الغدر قد طمعـــــــــــــا
ضعيفة مرغت بالجوع عاريــــــــــة ـــــــــ لو عادها طامع عنها فلا امتنعـــــــــــــــا
حتّى إذا استسلمت للجوع ساكنة ـــــ عند الأصيل ولا راع لها طلعــــــــــــــــــــا
فجاءها آيبا والرزق يحملـــــــــــــــه ـــــــ والدفء في حضنه والأمن قد رجعــــــا
فظلّ يطعمها رزقا ويحرسهــــــــــا ــــــــ وكلّ حبل بأيدي الخوف قد قطعــــــــــا
أيقنت أنّ إله النّاس يرزقهـــــــــم ــــــــــ ما كان رزق طليب النّاس ممتنعـــــــــا
وجارةٍ مازحت بالجدّ تسألنـــــــي ـــــــــ عن حالنا ورأت للقول متّسعـــــــــــــــــا
ما بال جسمك مثل السيف منشحبا ــــ وأصفر اللون طول كلّ الوجه قد فقعا
كفعلة العابد النائي بصومعــــــــــة ـــــــ صام الليالي والأيام ما قطعـــــــــــــــا
جاوبتها إنّني لا الصوم يهزلنــــــي ـــــــ ولا التأرّق إذما نائم هجعــــــــــــــــــــا
لكنّه الهمّ للأسفار يبعثنــــــــــــــي ـــــــ قد كاد ينبت عند القلب منفرعـــــــــا
هذي حياتي أسلّي الهمّ منبعثـــا ــــــــ بسفرة في قفار الأرض مطّلعـــــــــا
فهل سمعت أيا حسناء عن رجـــل ـــــــ مشى صباحا وعند الليل ما رجعـــــا
قد غيبت حاله في البرّ فأتلفــــت ــــــــ أوصاله بتراب الأرض فاضطجعــــــــــا
قد كان يأرق طول الليل يؤنســـه ـــــــ صوت يناديه أو طيف به خدعـــــــــــــا
أيجزع القلب حين العين تكذبـــــه ـــــــ عند الظلام ترى المحبوب قد طلعـــــا
أم أنّ قلبي يري للعين أخيلـــــةـــــــــ حتى يعالج داء اليأس إذ وقعـــــــــــــا
بل إنّني عائذ بالصبر يمنعنــــي ــــــــ ويمنع العين من إلقائها الدمعــــــــــــــا
وإن تمكن يا حسنا مخاوفــــــك ــــــــــ فما أنا وقضاء الله قد وقعــــــــــــــــــا
لكنّني قائل خيرا لخائفـــــــــــة ــــــــــ ياربّ مكّن لحسنا الخير والرّفعـــــــــــا