تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : 10ـ ابتسامات.


مؤنس الخادم
19 - 02 - 2010, 10:34
1ـ قال الأصمعي: خرج الحجاج متصيداً، فوقف على أعرابي يرعى إبلاً وقد انقطع عن أصحابه، فقال: يا أعرابي، كيف سيرة أميركم الحجاج ? فقال الأعرابي: غشوم ظلوم لا حياه الله ولا بياه. قال الحجاج: فلو شكوتموه إلى أمير المؤمنين ? فقال الأعرابي: هو أظلم منه وأغشم، عليه لعنة الله ! قال: فبينا هو كذلك إذ أحاطت به جنوده، فأومأ إلى الأعرابي فأخذ وحمل، فلما صار معهم قال: من هذا ? قالوا: الأمير الحجاج، فعلم أنه قد أحيط به، فحرك دابته حتى صار بالقرب منه، فناداه: أيها الأمير: قال: ما تشاء يا أعرابي ? قال: أحب أن يكون السر الذي بيني وبينك مكتوماً؛ فضحك الحجاج وخلى سبيله.
2ـ وخرج مرة أخرى فلقي رجلاً. فقال: كيف سيرة الحجاج فيكم ? فشتمه أقبح من شتم الأول حتى أغضبه، فقال: أتدري من أنا ? قال: ومن عسيت أن تكون ? قال: أنا الحجاج، قال: أوتدري من أنا ? قال: ومن أنت ? قال: أنا مولى بني عامر، أجن في الشهر مرتين هذه إحداهما. فضحك وتركه.
3ـ وخرج ابن أحمد المدني أيام العصبية إلى أذربيجان، فلقيه فرسان، فسقط في يده، فقال: الساعة يسألونني من أنا ? وأخاف أن أقول مضري وهم يمانية، أو يماني وهم مضرية، فيقتلونني؛ فقربوا منه، وقالوا: يا فتى، ممن أنت ? قال: ولد زنا، عافاكم الله ! فضحكوا منه، وأعطوه الأمان، فأخبرهم بنفسه، فأرسلوا معه من يوصله إلى مقصده.
4ـ قيل لأشعب الطماع: لقد لقيت التابعين وكثيراً من الصحابة، فهل رويت مع علو سنك حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ? فقال: نعم، حدثني عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خلتان لا تجتمعان في مؤمن. قيل: وما هما ? قال: نسيت واحدةً، ونسي عكرمة الأخرى.
5ـ ودخل رجل على المتوكل فقال له: ما اسمك ? قال: قطان. قال: وما صناعتك ? قال: حمدان. قال: لعل اسمك حمدان وصناعتك قطان ? قال: نعم يا أمير المؤمنين، ولكني دهشت لهيبتك.
6ـ ودخل رجل من أهل العراق الشام في أيام عبد الملك في حوائج له، فحجب عنه، فدخل في غمار الناس، فقال عبد الملك لجلسائه: ما معنى قول الشاعر:
إذا ما المواشط باكـرنـهـا وأتبعن بالظّفر وحفاً طويلا
تخذن القرون فعقّـلـنـهـا كعقل العسيف غرابيب ميلا
يصف شعر امرأة، والوحف: البشام، والعسيف: الأجير، والغرابيب الشديدة السواد؛ يريد عناقيد الكرم. وروي عراجين ميلاً فسكتوا عن آخرهم.
فقال العراقي لرجل من أهل الشام له بزة وهيئة: أرأيتك إن أخبرتك بمعناه وحصل لك الحظ عند أمير المؤمنين أتقربني منه حتى أسأله حاجتي ? قال: لك ذلك. قال: إنما يصف البطيخ، فوثب الشامي، وقال ذلك، فافتضح وانقلب المجلس ضحكاً. فقال له عبد الملك: من أين لك هذا العلم ? قال: هذا العراقي ابن اللخناء قال لي ذلك. فقال عبد الملك: ما أدخلك ? أذكر حاجتك ? فذكرها فقضاها له وقال: أخرج من الشام لا تفسدها علي بمجاورتك.
6ـ وقال المنصور لبعض الخوارج وقد أتي به أسيرا : أخبرني أي أصحابي كان أشد إقداماً في مبارزتكم ? فقال: ما أعرف وجوههم مقبلين، وإنما أعرف أقفاءهم؛ فمرهم أن يدبروا لأعرفك أشدهم إدباراً.
7ـ وقال رجل للجماز: أشتهي أن أرى الشيطان. فقال له: انظر في المرآة فإنك تراه.
8ـ وقال له رجل: أنا وجع من دمل فيّ. قال له: وأين هي ? قال: في أخس موضع مني. قال: كذبت؛ لأني لا أرى في وجهك شيئاً.
9ـ وقال له رجل: يا أبا عبد الله؛ أنا رجل جامد العين، لو مات أبي ما بكيت، ولكن إذا سمعت الصوت الفريح من الوجه المليح، بكيت حتى أغمي علي. فعلام يدل هذا ? قال: على أنك لا تلفح أبداً.
10ـ انفرد المهدي من عسكره فاجتاز برجل على ماء، فقال: ألك طعام ? قال: نعم ! وقدم إليه سفرة كانت معه، فأكل المهدي ثم غسل يده. فقال له الرجل: أصلحك الله ! معي شراب فهل لك فيه? قال: نعم ! فشرب، فلما انتشى قال للرجل: أتعرفني ? قال: لا. قال: أنا صديق لوزير أمير المؤمنين، وسأسأله في أن يسبب لك أسباباً تنتفع بها؛ ثم شرب قدحاً ثانياً، وقال: أتعرفني من أنا? فقال: لقد قلت إنك صديق لوزير أمير المؤمنين. فقال: أنا وزير أمير المؤمنين. ثم شرب ثالثاً. وقال: أتدري من أنا ? فقال: قل لكي أرى. قال: أنا أمير المؤمنين. فسد الرجل ركوته ونحاها ناحيةً، فقال له المهدي: ما لك عجلت برفعها ? قال: شربت ثلاثة أقداح فادعيت الخلافة؛ فإن شربت الرابعة ادعيت النبوة، فليس بيني وبينك عمل. فضحك المهدي وأدركته الخيل فجعلوا يترجلون ويسلمون عليه بالخلافة، ثم ركب المهدي وأمرهم بالتحفظ على الرجل؛ فلما تيقن الرجل الأمر سألهم أن يقربوه من أمير المؤمنين، فقربوه منه. فقال: يا أمير المؤمنين، نصيحة، فأدناه، فقال: ما رأيت أصدق منك في دعواك، وإن ادعيت الرابعة، فأنا أول مؤمن بك. فضحك المهدي منه وأمر له بصلة وضمه إلى ندمائه.

بدوي نت
09 - 03 - 2010, 21:44
مشكور ولاهنت