تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سرطان الأمّة في هذا العصر.


مؤنس الخادم
29 - 03 - 2010, 11:28
إخواني في منتديات سبيع الغلباء السلام عليكم ورحمة الله أما بعد:
فلكم يحزن الاسنان حين يرى شباب أمتنا العربية ولاهم إلا الحديث عن الرياضة وعن كرة القدم،
لقد فتنتنا وأهلكتنا أصنام هذا العصر.
إن هذه الأصنام العصرية - مع الأسف رياضية - بمعنى أنها ظهرت في
عالم الرياضة ، وباسمها وفي ميادينها ، بحجة الجمال الجسمي ، والكمال البدني ،
واللهو البرىء ، والتنافس الشريف ، والتباري النظيف للترفيه عن النفس بما هو
رياضي ، حتى يعيش الإنسان في حياة رياضية ، وبذلك ينمو جسمياً ويزكو عقلياً ،
إلا أن الرياضيين انحرفوا ومحبيهم انجرفوا ، وقد كان هذا الإفساد الذي طرأ على
عالم الرياضة متوقعاً بل كان مقصوداً والبرهان هو التناحر والتقاتل والتنافر
والتعارض والضحايا في سبيل الرياضة وبالأخص كرة القدم .
كنت أسائل نفسي قائلاً وباحثاً : ألم ينحرف الناس من عشاق كرة القدم عن
أهدافها التي تبدو معروفة ومعقولة ؟ ألم ينشغلوا بها إلى أبعد الحدود ؟ ألم يلهوا بها
إلى حد المبالغة التي أدت إلى إضاعة حقوق وإزهاق أرواح ؟ فأين الروح الرياضية
والتغني بها وأين سمو المقاصد منها ؟ ؟
ولم يطل التساؤل ولا البحث ، ولم أتهم نفسي بعدم التوفيق في وضع النقط
على الحروف ، فقد وجدت الجواب المقنع أو بالأحرى الحجة الدالة على وجود
الأصنام العصرية بالأشكال الرياضية من بروتوكولات حكماء صهيون : ( ... إنما
توافق الجماهير على التخلي والكف عما تظنه نشاطاً سياسياً إذا أعطيناها ملاهي
جديدة أي التجارة التي نحاول ، فنجعلها تعتقد أنها أيضا مسألة سياسية . ونحن
أنفسنا أغرينا الجماهير بالمشاركة في السياسات ، كي نضمن تأييدها في معركتنا
ضد الحكومات الأممية (غير اليهودية) . ولكي نبعدها عن أن تكشف بأنفسها أي خط
ممل جديد سنلهيها أيضاً بأنواع شتى من الملاهي والألعاب ومزجيات الفراغ
والمجامع العامة وهلم جرا . وسرعان ما سنبدأ الإعلان في الصحف داعين الناس
إلى الدخول في مباريات شتى في كل أنواع المشروعات : كالفن والرياضة وما
إليهما . هذه المتع الجديدة ستلي ذهن الشعب حتماً عن المسائل التي سنختلف فيها
معه ) .
هذه الكلمات من البروتوكولات برهنت بها على وجود الانحرافات المرادة في
عالم الرياضة عند المحترفين والهواة على صعيد أي لعبة رياضية ، ففي بداية شهرة
الرياضات كان المقصود منها شريفاً وظاهراً للعيان ، ولكن بالتدريج تحققت لليهود
الفوائد المرجوة منها كمشروعات من بنات أفكارهم تستهدف القضاء على غير
اليهود بالإضعاف والاستعباد بالوسائل الرياضية ، هذا الاستعباد الذي نتج بالتنافس
المريب ، والإلهاء الدائم ، والتحريض اللامشرّف ، والتضييع للأوقات فيما لا يفيد
أو ينفع .
وحتى لا يستمر تجسيم عنصر الشر والفساد في شتى الرياضات أصبح من
الواجب تعليمها بحذر ، ومزاولتها بتوجيه ، والإقبال عليها بوعي ، وبذلك نفوت
على يهود الأغراض التي يريدون منها ، ونخيب رجاء حكماء صهيون فيما خططوا
له وابتكروا من وسائل وفنون رياضية تلهي وتضيع بالانشغال بها والانكباب عليها . ولعل الملاحظ المنصف يؤيدني في وجهة نظري هذه إذا تمعن فيما وضحت
واستنتجت خصوصاً إذا مثَّلت له بكرة القدم ، هذه اللعبة التي ضيعت أوقات
الصغار والكبار وألهتهم عن معالجة مشاكلهم وتصحيح أوضاعهم وتحسين واقعهم
والتخطيط لمستقبلهم بالأفيد الأهم والأصلح الأعم .
ولكن أين نحن من هذه التحسينات الضرورية والتصحيحات الإصلاحية ما دام
الناس في غفلتهم المعهودة ، كل تجمعاتهم عن الرياضة وكل مشاهدتهم لكرة القدم
حتى صاروا أساراها ، وكيف لا يكونون ضحاياها وقد سلبت وقضت على إرادتهم
، وضيعت طاقاتهم بالاهتمام والافتتان بها ، يحضرون تجمعاتها ، ويقبلون على
مبارياتها ، ويفرحون للانتصار ويحزنون للاندحار ؟ ! وقد بلغ بهم الحب الأعمى
والتعلق بها إلى حضور حفلاتها والتفرغ لها غاية بعيدة ، أما تجمعات الدين فقد
غدت مُهمَلة مهجورة .
و ما الدين ؟ أليس في نظرهم حياة على الهوامش حافلة بالمحظورات ، مانعة
للشهوات ، مضيعة للفرص مع الرغبات ، مضيقة على النفوس ، معطلة للطاقات ! !
وقد انغمس في الرياضة وغلا في حبها الكبار ، بل سلبت عقول الصغار
الذين لا تكاد تجد أحدهم يحادثك عن شيء غير كرة القدم ، فهو يهمل ما عداها ،
ويقبل عليها لعباً ومشاهدة ، ويلم بتاريخها ويعرف مشاهير لاعبيها وفرقها المحلية
والعالمية ، وان كلمته بالتدريج عن دينه ظهرت سلبيته فيه ، وتجلت إيجابيته في
غيره ، فهو مسوق ، وهو مقلد ، وهو مسحور بكرة القدم ، وهو مقدس لها ، وذلك
ما استهدفته بروتوكولات صهيون ، وهكذا تجد عندهم العلم بأنواع الرياضات
وفرقها وأبطالها مع معرفة أسمائها وأسماء أعضائها المشهورين الذين يحفظون
أسماءهم عن ظهر قلب .. و لكن لا يحفظون فاتحة الكتاب ولا كلمات التشهد !.
إن كرة القدم ومثيلاتها من بنات الرياضة - وبنات النظرة الجاهلية - أصنام
عصرية تجسم ضياع الإنسان العصري كما جسمت اللات والعزى ضياع الإنسان
العربي فيما مضى في جاهلية ما قبل الإسلام .
منقول بتصرف يسير.