المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصه ... ومن شر حاسد اذا حسد


محمد المليحي
12 - 04 - 2010, 05:22
ليس معنى الموده ان نلتقى يوما وليس عدم اللقاء يعني عدم المحبه فليس كل لقاء موده ولا كل غيبة جفوه


قال الامام احمد بن حنبل:إن لنا إخوان لانراهم إلا مره كل سنه,نحن اوثق بمودتهم ممن نراهم كل يوم.


أسعد الله قلوبا طاهره إن وصلناها شكرت وإن قصرنا عذرت


ونور قلبك بالايمان وغفرلك ولواديك في الدنيا والاخره. اللهم آمين.




توبة متأخرة توبة قاتل


"فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ"


الحسد داء وبيل، ومرض قاتل.. بسببه لُعن إبليس وطُرد من رحمة الله.. وبسببه وقعتْ أول جريمة قتلٍ على وجه الأرض، كما سطرها الله في كتابه الكريم، في قصة ابني آدم عليه السلام..
وقد سُئل الحسن البصري رحمه الله: أَيَحسِد المؤمنُ؟ قال: ما أنساك لاخوة يوسف! ولهذا أمر الله بالاستعاذة من الحسد كما في قوله تعالى: (ومن شر حاسدٍ إذا حسد).
ألا قـل لمـن كان لـي حاسـداً أتدري على مـن أسأت الأدب
أسـأت علـى الله فــي فعلـه لأنك لم ترضِ لي مـا وهـب
وقصتنا هذه شبيهة بقصة ابني آدم، وفيها عبرة لكل حاسد، يقول صاحبها وهو يذرف دموع الندم خلف القضبان الحديدية:
كانت القرية هادئة، والناس منصرفين إلى أعمالهم، فلا تسمع إلا صياح الأطفال وصراخهم، وهم يلعبون ويتراكضون في براءة متناهية؛ مما يضفي على القرية الوادعة جواً من الأمن والأمان..
أنا وابن جارنا محمد كنا صديقين متلازمين، بل كروحين في جسد واحد، لا نكاد نفترق أبداً، فقد وصلتْ الصداقة بيننا إلى درجة أن شباب القرية إذا رأوا أحدنا يمشي بمفرده سألوه عن توأمه، لما قد ألفوه منا.
وظللنا على هذه الحال إلى أن وصلنا إلى المرحلة الثانوية.. في ذلك الوقت شاركنا -مع شباب القرية- في نقل أثاث جارنا الجديد إلى داخل منزله.. كان هذا الجار رجلاً طيباً في أواسط العمر، ومعه عائلته المكونة من زوجته وبنت واحدة.
وما إن بدأتْ الزيارات المتبادلة بين نساء القرية وزوجة هذا الجار الجديد، حتى بدأ أهالي القرية في مدح جمال ابنة جارنا وكمال خلقها، وكنتُ أنا ومحمد من بين من استمع لتلك الروايات.
وصارت هذه الفتاة بعد حوالي سنة من إقامتها مع أسرتها حلم أكثر شباب القرية، وكنتُ أنا ومحمد في مقدمة من يراودنا مثل هذا الحلم، لعلاقة أسرتنا الوطيدة بأسرتها، حيث كنا نستطيع تتبع أخبار هذه الفتاة أولاً بأول.
لم أكن أظهر لصديقي محمد شيئاً عن حبي لتلك الفتاة لإحساسي أنه ربما كان يحمل نفس الشعور والرغبة في الارتباط بها، لكنه لم يكن يفكر مثل تفكيري.. فقد أخذ يجدُّ ويجتهد في دراسته حتى التحق بالجامعـة ثم تخرج بتفوق، مما جعل أهل القرية يذكرونه بكل خير ، بينما لا يذكرني أحد بسبب فشلي ورسوبي المتكرر في الثانوية مما اضطر والدي إلى سحب أوراقي من المدرسة للعمل معه في المحل التجاري الذي يمتلكه.
وحين بلغني إعجاب محمد بهذه الفتاة، وعزمه على التقدم لخطبتها؛ بدأ الحسد يغلي في داخلي، وتغيرتْ معاملتي له كثيراً فأصبحتُ أتجنبُ الجلوس معه بكثرة، وأقدم تبريرات واهية لأتهرب من لقائه.. كل ذلك بسبب تفوقه، الذي يتحدث عنه أهل القرية، بينما أصبحتُ أنا في نظرهم لا شيء.
وجاءت اللحظة الحاسمة.. وتقدم محمد للزواج منها.. فسمعت الزغاريد تنطلق من بيتها، فأحسستُ كأن صاعقة وقعتْ على رأسي، ولم يعد سراً اتفاق أهل العروسين على إتمام إجراءات الزواج خلال شهر واحد..
كان الدم يغلي في عروقي.. لقد أصبح توأمي رجلاً متميزاً بعلمه عني، بينما ويلات الفشل تتعقبني، وتحول بيني وبين ما كنت أتمناه وأحلم به منذ ثمان سنوات.
أحسست أن محمداً سرقها مني.. فجعلتُ كل همي أن أثار منه بأية وسيلة حتى أطفئ نار الحقد التي اشتعلتْ في صدري... وتملكني الشيطان بشكل لم أتخيله من قبل فقمت بشراء مسدس ملأته بالطلقات..
وفي ليلة الزفاف دخلتُ على محمد متظاهراً بتهنئته.. وعلى حين غِرة؛ أخرجتُ مسدسَ الغدر من جيبي لأطلق عليه أربعة أعيرة نارية استقرتْ في صدره...!!!
ويضج المكان، وتختلط الأصوات، ويسقط محمد بين أهله مضرجاً بدمائه.. وتصطبغ ثيابه البيضاء الناصعة البياض بدمه الأحمر القاني، ويتحول الفرح إلى حزن.. ويُسدل الستار عن مشهد مبكٍ حزين..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعده له عذاباً عظيماً).
أما المجرم الأثيم فقد تم إلقاء القبض عليه، وها هو الآن يحدثكم من خلف القضبان، والدموع تتساقط من عينيه.. نعم، تتساقط من عينيّ ندماً على ما اقترفته في حق صديق طفولتي الذي لم يؤذيني يوماً من الأيام.. ولكن، بعد فوات الأوان هل ينفع الندم؟
كل ما أرجوه أن يطهرني القصاص من خطيئتي، ويتقبلني الله عنده من التائبين.

القصة منقوله من كتاب العائدون إلى الله

خالد الشماسي
12 - 04 - 2010, 09:52
مرحبا اخي محمد المليحي

شكرا لك على هذه القصة

عودا حميدا ،، ومن طول الغيبات جاب الغنايم

سمح آلمحيآ
13 - 04 - 2010, 02:37
لي عوده لضيق الوقت

اشكرك اخوي محمد الملحي

قرناس
13 - 04 - 2010, 02:51
نتيجه طبيعيه لمن يطلق لنفسه الوساوس الشيطانيه والأوهام والتهيؤات الباطله .. ثم ينقاد طواعيه
لهذه الدوافع الذي يفرزها الشيطان في عقله ويبول .. فلو يتعوذ بالله من شرور الجن والأنس ودائماً يحصن
نفسه بسلاح الحرب ضد شرور نفسه بأن يكون العلم زينة العقل وأن يسائل هوى نفسه دائماً بما هي
الفائده من أن يضع نفسه معول هدم وتدمير حياة الناس المطمئنه .. الآمنه سواء في أملاكهم أو في شخوصهم أو في التعرض لذويهم ..!
الحياة فيها شر وفيها خير .. فأي الطريقين يختاااره الإنسان له العاقبه منه سواء كانت شر او خير .. فأرحام
الشر لاتنجب إلا الشر .. وأرحام الخير لاتنجب إلا الخير ..!!

طوبى لمن يزرع الخير والوئام بين الناس .. يحبه الله ورسوله .

وبوركت يمينك ذات النور أخي محمد .. ورجائي من الله لك بالتوفيق في كل خطااك

المـــعنــــــآ
13 - 04 - 2010, 14:00
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

سبيعي ما يهاب
13 - 04 - 2010, 21:18
مشكوور اخوي محمد المليحي

محمد المليحي
20 - 04 - 2010, 17:19
مرحبا اخي محمد المليحي

شكرا لك على هذه القصة

عودا حميدا ،، ومن طول الغيبات جاب الغنايم


ارحب يا خالد

والغنايم في طلتك الكريمه في هذا المتصفح

لاهنت طال عمرك

لك كل ود أخوك

محمد المليحي
20 - 04 - 2010, 17:24
سمح المحيا

لاهنت على هذا المرور

كل الود لك من اخوكـ