صهيل الخيل
01 - 05 - 2010, 23:54
http://www.isalep.com/images/icons/icon45.gif صحابة رسول الله من الذي جعلهم عدولاً؟ 1
الحمد لله رب العالمين وافضل السلام واتم التسليم على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين وعلى آلهم وصحبهم اجمعين .
أما بعد فيا عباد الله: الكثير منا بدأ يتساءل عن أصحاب سيدنا محمد عليه وآله الصلاة والسلام, بسبب الغزو الفضائي الذي دخل إلى بيوتنا, والذي أراد أن يمزق كيان هذه الأمة, وأن يجعلهم شيعاً وأحزاباً, لأن الغرب عاجز عن أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, فما وجد سبيلاً إلا سبيلاً واحداً, ألا وهو أن يفرق هذه الأمة, وأن يجعلها أحزاباً وشيعاً, وذلك من خلال إلقاء بعض الكلمات التي تشوش على المسلمين دينهم. من جملة هذه الشائعات ومن جملة هذه الكلمات أن يقول البعض: من الذي زكى لنا أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام؟ من الذي جعلهم عدولاً؟ من الذي أمرنا أن نقتدي بأصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟ بل البعض أيها الإخوة ربما أن تكون عنده الجرأة ليقول: أصحاب النبي سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ارتدوا عن الإسلام بعد وفاة نبينا صلى الله عليه وسلم.
ليس غريباً هذا الكلام إذا صدر عن رجل حاقد على أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, فقد أشار مولانا عز وجل إلى الصحابة وإلى مبغضهم بقوله عز وجل: {ليغيظ بهم الكفار}. هؤلاء الذين امتلأت قلوبهم حقداً وحسداً وبغضاً على أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لا غرابة أن يتفوهوا بمثل هذه الكلمات, ولكن الغرابة في الإنسان المؤمن الذي يقرأ القرآن ويتدبره, ثم بعد ذلك يتساءل: هل أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام عدول؟ هل أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أتقياء صلحاء يقتدى بهم؟ إنه لأمر عجيب أن ترى مسلماً يتساءل ويقول: هل ارتد أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام؟! إنه لمن العجيب أيها الإخوة, لذلك رأيت لزاماً علينا أن نتعرف على أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, من خلال القرآن العظيم, الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, الذي قال فيه مولانا: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}, ومن خلال أحاديث سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, من الأحاديث الصحيحة التي وردت في أصدق الكتب بعد القرآن الكريم ألا وهما صحيحا البخاري ومسلم.
يقول مولانا سبحانه وتعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً} هذا آي من كتاب الله, يعرفنا على أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, فأصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ذكرهم الله في التوراة, وذكرهم في الإنجيل, وأهل الكتاب يعرفون صفات أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما يعرفون صفات سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, ونحن اليوم بعد ألف وأربعمئة عام ونيف نريد أن نتساءل ونقول: من هم أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام؟ والله إنه لأمر عجيب! وتعلمون أيها الإخوة عندما أكرم الله عز وجل المسلمين بفتح بيت المقدس ما سلم النصارى مفاتيح الأقصى لقائد الجيش, بل أخبروهم إن الذي يتسلم مفاتيح الأقصى أمير المؤمنين, وله صفات عندنا نعرفها, وعندما جاء سيدنا عمر – وما أدراك من هو عمر , عمر الفاروق, الذي جعل له الغرب إلى يومنا هذا نصباً تذكارياً, وأشاروا إليه بأنه إله العدل, هكذا اعتقاد الغرب في سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه, وترى العجب العجاب من بعض المسلمين من يأخذ ليطعن في شخص سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه. والله الذي لا إله غيره, لو انقلب الناس جميعاً إلى كناسين وأرادوا أن يثيروا الغبار على السماء ما أثاروها إلا على رؤوسهم, من الذي ينال شخصية سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه؟ - سيدنا عمر عندما جاء ليتسلم مفاتيح الأقصى, بمجرد أن رآه النصارى دفعوا له المفاتيح وقالوا: هكذا صفته عندنا, ما هي صفته, أن يدخل الأقصى على قدميه, وخادمه على الدابة, وأن يكون ثوبه مرقعاً, هذا عندهم, وأما نحن نريد اليوم تعريفاً بأصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, وختمت الآية بقوله عز وجل: {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً}.
آية ثانية أيها الإخوة من كتاب الله عز وجل: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} والنبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري – والطعن في صحيح البخاري قائم أيها الإخوة من أجل الطعن في أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام – يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم), والله يقول: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}, هل يا ترى مرت على أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام خيرية بحيث يشار إليها بالبنان كما مرت في زمن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, وفي زمن سيدنا أبي بكر وعمر, {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}, في زمنه صلى الله عليه وسلم وفي زمن الخلفاء الراشدين المهديين, ولو اقتتلوا مع بعضهم البعض ولو اختلفوا, ولكنهم كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر, ويقيمون القرآن العظيم, واستمرت هذه الخيرية أيها الإخوة إلى زمن زوال الدولة العثمانية, التي نحن دُرِّسناها بأنها الاستعمار العثماني, هذه الخيرية استمرت, وبدأت تضيع خيرية هذه الأمة لأنها تمزقت أحزاباً وشيعاً.
أيها الإخوة أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يقول فيهم مولانا عز وجل: {هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} أول من تلقى القرآن عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, هم أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, وزكاهم رسول الله, هل نشك في تزكية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وبعد التزكية أطلع الله سيدنا محمداً عليه الصلاة والسلام على حسن خاتمتهم فبشرهم الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى, إن هو إلا وحي يوحى, بشرهم بالجنة فقال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام: (أبو بكر في الجنة, وعمر في الجنة, وعثمان في الجنة, وعلي في الجنة, وعدد العشرة المبشرين بالجنة) [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه] وأما نحن ماذا نفعل أيها الإخوة, ماذا نفعل, هل نشك في كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنشفي أحقادنا والعياذ بالله تبارك وتعالى؟!.
انظروا أيها الإخوة في قول الله عز وجل: {ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين * إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى الناس بسيدنا إبراهيم, اليهود قالت إبراهيم يهودي, النصارى قالت إبراهيم نصراني, وكل منهما تمسح بسيدنا إبراهيم, فرد الله عليهم: {ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين} لأن العرب كان يتمسحون كذلك بسيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام, {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه} في زمنه {وهذا النبي}, أيّ نبيّ أيها الإخوة؟ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, {وهذا النبي والذين آمنوا}, والله قال: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار} أصحاب سيدنا محمد الذين آمنوا هم أولى الناس بسيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم.
آية أخرى أيها الإخوة, يقول الله تعالى: {وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير} هذه الآية أيها الإخوة عندما يقول مولانا: {وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم} تليت على أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, السؤال لنا جميعاً أيها الإخوة: هل أصحاب سيدنا محمد جاهدوا أم لا أيها الإخوة؟ هل ترى إنساناً عنده مسكة عقل يقول أصحاب رسول الله ما جاهدوا؟ {وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم}, من الذي اجتبى أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟ من الذي اختارهم ليكونوا أصحاباً لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟ هو الذي اجتباكم, أيجتبي مولانا لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام المنافقين؟! لا ورب الكعبة, وإن وجد المنافقون في زمن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولكنهم عُرفوا وفُضحوا من خلال أفعالهم أيها الإخوة, لا من خلال باطنهم عندما أبطنوا الكفر, وأصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عرفوا المنافقين في زمنه صلى الله عليه وسلم من خلال ما فضحهم ربنا عز وجل في القرآن العظيم, لأن البعض أيها الإخوة يقول – ولعلك أن تتنبه, لعلك أن تصحوا يا أخي, الخطر داهم على أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, فتن تجعل الحليم حيراناً, فتن تمزق كيان هذه الأمة, كن على حذر, وتنبه, هؤلاء أصحاب سيدنا محمد عليه وآله الصلاة والسلام, الذين كانوا معه بإيمانهم وجاهدوا معه, البعض يطعن ويقول - في زمن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان هناك منافقون, وكان سيدنا حذيفة بن اليمان هو الذي يعلم أسماء المنافقين – هل انتبهت إلى هذا السؤال؟ - فما أدرانا أنه نقل إلينا الدين عن طريق المنافقين الذين كذبوا على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟ إذاً أنت تشك في دين الله كله, إذاً أنت تشك في القرآن العظيم, إذاً ممن أخذنا هذا الدين أيها الإخوة, إذا قلت من آل بيت سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, والله الذين لا إله غيره نعال آل بيت سيدنا محمد تيجان على رؤوسنا, وغبار أحذيتهم كحل إثمد في أعيننا, والله الذي لا إله غيره لا يكمل إيماننا حتى يكمل حبنا لآل بيت سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, لا تزاودوا علينا أينا الناس, لا تخادعونا أيها الناس, آل بيت سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حبهم فرض على الأمة, ما أحبهم إلا من أحب سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم, وما أبغضهم إلا من أبغض سيدنا محمداً عليه الصلاة والسلام, يا أخي إذا كنت كذوباً فكن ذَكوراً, أما تقرأ القرآن العظيم؟ وإذا قرأت القرآن العظيم ووصلت إلى سورة التوبة ماذا قال عنها العلماء؟ هذه السورة العظيمة المباركة التي ملئت بقوله: {فمنهم .... فمنهم .... فمنهم ... فمنهم} من هؤلاء؟ هذه السورة العظيمة التي قال عنها العلماء: السورة الفاضحة التي فضحت المنافقين, والله عز وجل أسمى سورة كاملة سورة المنافقين, عندما يقول مولانا: فمنهم .... فمنهم فمنهم ومنهم ومنهم. أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أما عرفوا المنافقين؟ أما كان يقول سيدنا كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه عندما تخلف عن غزوة تبوك, فخرج من بيته, يقول رضي الله تعالى عنه: فأخذت أقلب بصري فيمن تخلف فما أرى إلا رجلاً عذره الله ما يستطيع الخروج إلى الجهاد في سبيل الله, أو رجلاً مغموساً في النفاق, فكان يعلمهم سيدنا كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه. يا عبد الله اتق الله في أصحاب سيدنا محمد, أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قال فيهم مولانا: {وجاهدوا في الله حق جهاده} جاهدوا, ما هو وصفهم عند ربنا {هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين} من هو؟ هو الله عز وجل, سماهم المسلمين من قبل في الكتب السماوية, وفي هذا القرآن العظيم وصفهم بالإسلام والإيمان, {ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس} أصحاب سيدنا محمد شهداء على الناس, بنص القرآن العظيم, على الناس جميعاً, على من سبق وعلى من حضر معهم, وعلى من يأتي من بعدهم, فهم شهداء على الناس, بشهادة الله عز وجل, {ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله} أقام أصحابُ سيدنا محمد الصلاة, وآتوا الزكاة, وعندما وقف سيدنا أبو بكر رضي الله تعالى عنه لمحاربة أهل الردة, حاربهم لأنهم منعوا الزكاة, واعتصموا بالله, واعتصموا بالقرآن واعتصموا بالسنة, واقرؤوا التاريخ أيها الإخوة, ولكن لا التاريخ الذي كتبه جرجي زيدان, لا التاريخ الذي كتبه الحاقدون على إسلامنا, لا التاريخ الذي كتبه المبغضون لأصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, هذا الأمر دين أيها الإخوة, انظروا عمن تأخذوا دينكم, {فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم} مولى من؟ إن لم يكن الله مولى لسيدنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ولسيدنا معاوية ولسيدنا خالد سيف الله المسلول ولسيدنا أبي هريرة, إن لم يكن الله ولياً للسيدة عائشة, وما أدراك ما عائشة, عائشة التي كان الله وليها, فبرأها من فوق سبع سماوات, لنرى البعض اليوم من يلعن السيدة عائشة, {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم}, الله عز وجل يقول: {فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم} الله مولى أصحاب سيدنا رسول الله, الله مولاهم, فسددهم, المصيب منهم في اجتهاده له أجران, والمخطئ له أجر, والمبغض لهم عليه اللعنة والطرد من رحمة الله عز وجل, أتبغض رجلاً إما أن يكون له أجران أو له أجر؟ ويقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) [رواه البخاري ومسلم].
هؤلاء أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, لعلنا أيها الإخوة أن نشنف أسماعنا وأن نشرف ألسنتنا بالتعرف على أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أكثر من ذلك, من خلال القرآن, ومن خلال سنة سيدنا محمد عليه وآله الصلاة والسلام, والله الذي لا إله غيره ليس لإرادة فتنة, إنما إرادة للتوضيح لأننا أمة ندعو بعضنا البعض إلى التماسك لا إلى التمزق والتفرق, وها هو الغرب يفعل الأعاجيب بالمسلمين في العراق وفي فلسطين وفي لبنان, أنريد أن نجر الوبال على أمتنا أيها الإخوة؟ لنتق الله عز وجل أيها الإخوة, لا نكن أداة طيعة في يد أعداء هذا الدين من أجل تمزيق كياننا, والله وضعُنا لا نحسد عليه, ولكن مع كل هذا مع ضعفنا يريد عدونا أن يجعلنا أشلاء أكثر من ذلك, فهل تنبهنا أيها الإخوة؟ أسأل الله أن يوقظنا من غفلتنا, وأن يلهمنا رشدنا, وأقول هذا القول وكل منا يستغفر الله, فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الشيخ احمد شريف نعسان مفتي منطقة الباب - حلب
الحمد لله رب العالمين وافضل السلام واتم التسليم على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين وعلى آلهم وصحبهم اجمعين .
أما بعد فيا عباد الله: الكثير منا بدأ يتساءل عن أصحاب سيدنا محمد عليه وآله الصلاة والسلام, بسبب الغزو الفضائي الذي دخل إلى بيوتنا, والذي أراد أن يمزق كيان هذه الأمة, وأن يجعلهم شيعاً وأحزاباً, لأن الغرب عاجز عن أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, فما وجد سبيلاً إلا سبيلاً واحداً, ألا وهو أن يفرق هذه الأمة, وأن يجعلها أحزاباً وشيعاً, وذلك من خلال إلقاء بعض الكلمات التي تشوش على المسلمين دينهم. من جملة هذه الشائعات ومن جملة هذه الكلمات أن يقول البعض: من الذي زكى لنا أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام؟ من الذي جعلهم عدولاً؟ من الذي أمرنا أن نقتدي بأصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟ بل البعض أيها الإخوة ربما أن تكون عنده الجرأة ليقول: أصحاب النبي سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ارتدوا عن الإسلام بعد وفاة نبينا صلى الله عليه وسلم.
ليس غريباً هذا الكلام إذا صدر عن رجل حاقد على أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, فقد أشار مولانا عز وجل إلى الصحابة وإلى مبغضهم بقوله عز وجل: {ليغيظ بهم الكفار}. هؤلاء الذين امتلأت قلوبهم حقداً وحسداً وبغضاً على أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لا غرابة أن يتفوهوا بمثل هذه الكلمات, ولكن الغرابة في الإنسان المؤمن الذي يقرأ القرآن ويتدبره, ثم بعد ذلك يتساءل: هل أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام عدول؟ هل أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أتقياء صلحاء يقتدى بهم؟ إنه لأمر عجيب أن ترى مسلماً يتساءل ويقول: هل ارتد أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام؟! إنه لمن العجيب أيها الإخوة, لذلك رأيت لزاماً علينا أن نتعرف على أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, من خلال القرآن العظيم, الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, الذي قال فيه مولانا: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}, ومن خلال أحاديث سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, من الأحاديث الصحيحة التي وردت في أصدق الكتب بعد القرآن الكريم ألا وهما صحيحا البخاري ومسلم.
يقول مولانا سبحانه وتعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً} هذا آي من كتاب الله, يعرفنا على أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, فأصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ذكرهم الله في التوراة, وذكرهم في الإنجيل, وأهل الكتاب يعرفون صفات أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما يعرفون صفات سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, ونحن اليوم بعد ألف وأربعمئة عام ونيف نريد أن نتساءل ونقول: من هم أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام؟ والله إنه لأمر عجيب! وتعلمون أيها الإخوة عندما أكرم الله عز وجل المسلمين بفتح بيت المقدس ما سلم النصارى مفاتيح الأقصى لقائد الجيش, بل أخبروهم إن الذي يتسلم مفاتيح الأقصى أمير المؤمنين, وله صفات عندنا نعرفها, وعندما جاء سيدنا عمر – وما أدراك من هو عمر , عمر الفاروق, الذي جعل له الغرب إلى يومنا هذا نصباً تذكارياً, وأشاروا إليه بأنه إله العدل, هكذا اعتقاد الغرب في سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه, وترى العجب العجاب من بعض المسلمين من يأخذ ليطعن في شخص سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه. والله الذي لا إله غيره, لو انقلب الناس جميعاً إلى كناسين وأرادوا أن يثيروا الغبار على السماء ما أثاروها إلا على رؤوسهم, من الذي ينال شخصية سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه؟ - سيدنا عمر عندما جاء ليتسلم مفاتيح الأقصى, بمجرد أن رآه النصارى دفعوا له المفاتيح وقالوا: هكذا صفته عندنا, ما هي صفته, أن يدخل الأقصى على قدميه, وخادمه على الدابة, وأن يكون ثوبه مرقعاً, هذا عندهم, وأما نحن نريد اليوم تعريفاً بأصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, وختمت الآية بقوله عز وجل: {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً}.
آية ثانية أيها الإخوة من كتاب الله عز وجل: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} والنبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري – والطعن في صحيح البخاري قائم أيها الإخوة من أجل الطعن في أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام – يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم), والله يقول: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}, هل يا ترى مرت على أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام خيرية بحيث يشار إليها بالبنان كما مرت في زمن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, وفي زمن سيدنا أبي بكر وعمر, {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}, في زمنه صلى الله عليه وسلم وفي زمن الخلفاء الراشدين المهديين, ولو اقتتلوا مع بعضهم البعض ولو اختلفوا, ولكنهم كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر, ويقيمون القرآن العظيم, واستمرت هذه الخيرية أيها الإخوة إلى زمن زوال الدولة العثمانية, التي نحن دُرِّسناها بأنها الاستعمار العثماني, هذه الخيرية استمرت, وبدأت تضيع خيرية هذه الأمة لأنها تمزقت أحزاباً وشيعاً.
أيها الإخوة أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يقول فيهم مولانا عز وجل: {هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} أول من تلقى القرآن عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, هم أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, وزكاهم رسول الله, هل نشك في تزكية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وبعد التزكية أطلع الله سيدنا محمداً عليه الصلاة والسلام على حسن خاتمتهم فبشرهم الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى, إن هو إلا وحي يوحى, بشرهم بالجنة فقال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام: (أبو بكر في الجنة, وعمر في الجنة, وعثمان في الجنة, وعلي في الجنة, وعدد العشرة المبشرين بالجنة) [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه] وأما نحن ماذا نفعل أيها الإخوة, ماذا نفعل, هل نشك في كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنشفي أحقادنا والعياذ بالله تبارك وتعالى؟!.
انظروا أيها الإخوة في قول الله عز وجل: {ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين * إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى الناس بسيدنا إبراهيم, اليهود قالت إبراهيم يهودي, النصارى قالت إبراهيم نصراني, وكل منهما تمسح بسيدنا إبراهيم, فرد الله عليهم: {ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين} لأن العرب كان يتمسحون كذلك بسيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام, {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه} في زمنه {وهذا النبي}, أيّ نبيّ أيها الإخوة؟ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, {وهذا النبي والذين آمنوا}, والله قال: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار} أصحاب سيدنا محمد الذين آمنوا هم أولى الناس بسيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم.
آية أخرى أيها الإخوة, يقول الله تعالى: {وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير} هذه الآية أيها الإخوة عندما يقول مولانا: {وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم} تليت على أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, السؤال لنا جميعاً أيها الإخوة: هل أصحاب سيدنا محمد جاهدوا أم لا أيها الإخوة؟ هل ترى إنساناً عنده مسكة عقل يقول أصحاب رسول الله ما جاهدوا؟ {وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم}, من الذي اجتبى أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟ من الذي اختارهم ليكونوا أصحاباً لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟ هو الذي اجتباكم, أيجتبي مولانا لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام المنافقين؟! لا ورب الكعبة, وإن وجد المنافقون في زمن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولكنهم عُرفوا وفُضحوا من خلال أفعالهم أيها الإخوة, لا من خلال باطنهم عندما أبطنوا الكفر, وأصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عرفوا المنافقين في زمنه صلى الله عليه وسلم من خلال ما فضحهم ربنا عز وجل في القرآن العظيم, لأن البعض أيها الإخوة يقول – ولعلك أن تتنبه, لعلك أن تصحوا يا أخي, الخطر داهم على أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, فتن تجعل الحليم حيراناً, فتن تمزق كيان هذه الأمة, كن على حذر, وتنبه, هؤلاء أصحاب سيدنا محمد عليه وآله الصلاة والسلام, الذين كانوا معه بإيمانهم وجاهدوا معه, البعض يطعن ويقول - في زمن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان هناك منافقون, وكان سيدنا حذيفة بن اليمان هو الذي يعلم أسماء المنافقين – هل انتبهت إلى هذا السؤال؟ - فما أدرانا أنه نقل إلينا الدين عن طريق المنافقين الذين كذبوا على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟ إذاً أنت تشك في دين الله كله, إذاً أنت تشك في القرآن العظيم, إذاً ممن أخذنا هذا الدين أيها الإخوة, إذا قلت من آل بيت سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, والله الذين لا إله غيره نعال آل بيت سيدنا محمد تيجان على رؤوسنا, وغبار أحذيتهم كحل إثمد في أعيننا, والله الذي لا إله غيره لا يكمل إيماننا حتى يكمل حبنا لآل بيت سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, لا تزاودوا علينا أينا الناس, لا تخادعونا أيها الناس, آل بيت سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حبهم فرض على الأمة, ما أحبهم إلا من أحب سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم, وما أبغضهم إلا من أبغض سيدنا محمداً عليه الصلاة والسلام, يا أخي إذا كنت كذوباً فكن ذَكوراً, أما تقرأ القرآن العظيم؟ وإذا قرأت القرآن العظيم ووصلت إلى سورة التوبة ماذا قال عنها العلماء؟ هذه السورة العظيمة المباركة التي ملئت بقوله: {فمنهم .... فمنهم .... فمنهم ... فمنهم} من هؤلاء؟ هذه السورة العظيمة التي قال عنها العلماء: السورة الفاضحة التي فضحت المنافقين, والله عز وجل أسمى سورة كاملة سورة المنافقين, عندما يقول مولانا: فمنهم .... فمنهم فمنهم ومنهم ومنهم. أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أما عرفوا المنافقين؟ أما كان يقول سيدنا كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه عندما تخلف عن غزوة تبوك, فخرج من بيته, يقول رضي الله تعالى عنه: فأخذت أقلب بصري فيمن تخلف فما أرى إلا رجلاً عذره الله ما يستطيع الخروج إلى الجهاد في سبيل الله, أو رجلاً مغموساً في النفاق, فكان يعلمهم سيدنا كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه. يا عبد الله اتق الله في أصحاب سيدنا محمد, أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قال فيهم مولانا: {وجاهدوا في الله حق جهاده} جاهدوا, ما هو وصفهم عند ربنا {هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين} من هو؟ هو الله عز وجل, سماهم المسلمين من قبل في الكتب السماوية, وفي هذا القرآن العظيم وصفهم بالإسلام والإيمان, {ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس} أصحاب سيدنا محمد شهداء على الناس, بنص القرآن العظيم, على الناس جميعاً, على من سبق وعلى من حضر معهم, وعلى من يأتي من بعدهم, فهم شهداء على الناس, بشهادة الله عز وجل, {ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله} أقام أصحابُ سيدنا محمد الصلاة, وآتوا الزكاة, وعندما وقف سيدنا أبو بكر رضي الله تعالى عنه لمحاربة أهل الردة, حاربهم لأنهم منعوا الزكاة, واعتصموا بالله, واعتصموا بالقرآن واعتصموا بالسنة, واقرؤوا التاريخ أيها الإخوة, ولكن لا التاريخ الذي كتبه جرجي زيدان, لا التاريخ الذي كتبه الحاقدون على إسلامنا, لا التاريخ الذي كتبه المبغضون لأصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, هذا الأمر دين أيها الإخوة, انظروا عمن تأخذوا دينكم, {فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم} مولى من؟ إن لم يكن الله مولى لسيدنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ولسيدنا معاوية ولسيدنا خالد سيف الله المسلول ولسيدنا أبي هريرة, إن لم يكن الله ولياً للسيدة عائشة, وما أدراك ما عائشة, عائشة التي كان الله وليها, فبرأها من فوق سبع سماوات, لنرى البعض اليوم من يلعن السيدة عائشة, {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم}, الله عز وجل يقول: {فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم} الله مولى أصحاب سيدنا رسول الله, الله مولاهم, فسددهم, المصيب منهم في اجتهاده له أجران, والمخطئ له أجر, والمبغض لهم عليه اللعنة والطرد من رحمة الله عز وجل, أتبغض رجلاً إما أن يكون له أجران أو له أجر؟ ويقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) [رواه البخاري ومسلم].
هؤلاء أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, لعلنا أيها الإخوة أن نشنف أسماعنا وأن نشرف ألسنتنا بالتعرف على أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أكثر من ذلك, من خلال القرآن, ومن خلال سنة سيدنا محمد عليه وآله الصلاة والسلام, والله الذي لا إله غيره ليس لإرادة فتنة, إنما إرادة للتوضيح لأننا أمة ندعو بعضنا البعض إلى التماسك لا إلى التمزق والتفرق, وها هو الغرب يفعل الأعاجيب بالمسلمين في العراق وفي فلسطين وفي لبنان, أنريد أن نجر الوبال على أمتنا أيها الإخوة؟ لنتق الله عز وجل أيها الإخوة, لا نكن أداة طيعة في يد أعداء هذا الدين من أجل تمزيق كياننا, والله وضعُنا لا نحسد عليه, ولكن مع كل هذا مع ضعفنا يريد عدونا أن يجعلنا أشلاء أكثر من ذلك, فهل تنبهنا أيها الإخوة؟ أسأل الله أن يوقظنا من غفلتنا, وأن يلهمنا رشدنا, وأقول هذا القول وكل منا يستغفر الله, فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الشيخ احمد شريف نعسان مفتي منطقة الباب - حلب