تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قطز


الاسراء
09 - 07 - 2010, 22:40
"قم يا محمود فخذ هذا الطريق الى مصر فستملكها و تهزم التتار"


رؤيا قطز
(أرقت البارحة و نابنى ضيق شديد فقمت فتوضأت و صليت النفل و اوترت و دعوت الله ثم عدت الى فراشى فغلبتنى عيناى و
رأيت اننى قد ضللت طريقى فى برية قفراء فجلست على صخرة ابكى و بينما انا كذلك اذا بكوكبة من الفرسان قد اقبلت يتقدمها جل جميل ابيض الوجه على أسه جمةتضرب فى اذنيه فلما رآنى أشا لاصحابه فوقفوا و ترجل عن فرسه و دنا منى فأنهضنى بقوة وضرب على صدرى و قال لى "قم يا محمود فخذ هذا الطريق الى مصر فستملكها و تهزم التتار"
فعجبت من معرفته اسمى و اردت ان اسأله من هو فما امهلنى ان ركب جواده فانطلق به فصحت بأعلى صوت .. من انت
فإلتفت الى احد اصحابه وهم منطلقون فى اثره . ويلك هذا محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم)

الاسراء
09 - 07 - 2010, 22:41
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) صدق الله العظيم
سورة التوبة

هذه قصة تجلو صفحة رائعةمن صفحات التاريخ المصرى فى عهد من اخصب عهوده و احفلها بالحوادث الكبرى و العبر الجلى يطل منها القارئ على المجتمع الاسلامى فى اهم بلاده من نهر السند الى نهر النيل
و يشاء الله تحمل مصر لواء الزعامة فى هذا الجهاد الكبير فتحمى التراث الاسلامى المجيد بيومين من ايامها عظيمين كلاهما له ما بعده : يوم الصليبيين فى فارسكور و يوم التتار فى عين جالوت

وبطلها الملك المظفر قطز-----------------------------------------------------------------------------المؤلف على احمد باكثير

وعندما نذكر التتار نتذكر ان بنفس البلد التى بها قبيلتى اللصوص المفسدين فى الارض توجد القبيلة المظلومة التى اغاثها الله بالرجل الصالح ذى القرنين و عندما استطاعت قبائل اللصوص المفسدين فى الارض- خرق السد -الذى بناه ذو القرنين ليحميهم من المفسدين فى الارض- حلم بهذا الموقف سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم وقال ويل للعرب من شر قد اقترب ..
2346 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِىُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ حَبِيبَةَ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتِ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ نَوْمٍ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ وَهُوَ يَقُولُ « لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يُرَدِّدُهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ » وَعَقَدَ عَشْرًا. قَالَتْ زَيْنَبُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَنُهْلَكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ « نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ جَوَّدَ سُفْيَانُ هَذَا الْحَدِيثَ. هَكَذَا رَوَى الْحُمَيْدِىُّ وَعَلِىُّ بْنُ الْمَدِينِىِّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْحُفَّاظِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ نَحْوَ هَذَا. وَقَالَ الْحُمَيْدِىُّ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ حَفِظْتُ مِنَ الزُّهْرِىِّ فِى هَذَا الْحَدِيثِ أَرْبَعَ نِسْوَةٍ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ حَبِيبَةَ وَهُمَا رَبِيبَتَا النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ زَوْجَىِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. وَرَوَى مَعْمَرٌ وَغَيْرُهُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِىِّ وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ عَنْ حَبِيبَةَ وَقَدْ رَوَى بَعْضُ أَصْحَابِ ابْنِ عُيَيْنَةَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ.


28176- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِى عَنْ صَالِحٍ - يَعْنِى ابْنَ كَيْسَانَ - قَالَ ابْنُ شِهَابٍ حَدَّثَنِى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِى سَلَمَةَ أَخْبَرَتْ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِى سُفْيَانَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعاً يَقُولُ « لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذَا ». قَالَ وَحَلَّقَ بِأُصْبُعَيْهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِى تَلِيهَا. قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلَكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ « نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ ». تحفة 15880 معتلى 11374

الخبث هو سم المجتمع(الفسد و الخبث والعفن و النجس و السِحْرُ والخَمْرُ والمخدرات ) الخِدْرُ هو الستر و ( خَدِرَ ) العضو ( خَدَرًا ) من باب تعب استرخى فلا يطيق الحركة
وهذا الخبث هو ايضا هو الذى كان سبب فى انهيار الاندلس عام 1492

ممالك خوازم شاه
هذه الاحداث التى حدثت فى ممالك خوارزم شاه كانت تواكب قفول شمس خليفة رسول الله فكانت الخلافة العباسية فى اضمحلالها و لهوها و مجونها اى الخبث الذى اشار اليه رسول الله صلى الله عليه و سلم وبنفس الوقت كان يولد بدر الخلافة العثمانية فى اسيا الصغرى
فى القرن الثالث عشر الميلادى انطلق القبيلتين التتيتين يأجوج و مأجوج فتكوا بالصين(امبراطورية الصين) ثم ايران(امبراطورية خوارزم شاه) و (الدولة الاسماعيلية) ثم بغداد (امبراطورية العباسيين)وقتل اخر الخلفاء العباسيين بها سنة 1258م واغاروا على(الامبراطوية البيزنطية) فهربت القبائل التركية من وسط آسيا التى اكتسحها التتار إلى الأناضول .. واستولى هولاكو على كل بلاد الشام و ارسل الى مصر رسله -هذا اول المشاهد التى يتجلى فيها كيف المماليك كانوا ناهبين للشعوب و متخاذلين- المماليك ضعاف الايمان الذين كانوا يميلون الى الاستسلام ووكانوا همهم هو المال و الملك وقتلوه فى الاخر واقاموا دولة المماليك
وفى هذه الرسالة نجد كيف كان المماليك محبين للفتنة



الى ولدى الاعز الاجل الملك المظفر قطز :
تلقيت كتابك جواب التهنئة بإعتلائك عرش مصر تذكر فيه عزمك على الرجوع الى اسمك الاول الذى سماك به ابوك الامير ممدود و اشهاره ثم عدولك عن ذلك خشية ان ينتقض عليك الامراء المماليك اذا علموا بأصلك و تستشيرنى فى ذلك فالرأى عندى ما رأيت و ليس العبرة بالاسماء و لكن بالاعمال و الله يعلم انك محمود بن ممدود ابن اخت السلطان جلال الدين بن خوارزم شاه و ان التى تحت عصمتك هى ابنة خالك جلال الدين فحسبك هذا من ربك و الناس يعلمون انك مملوك علت به همته و كفايته و صلاحته حتى صار من اعظم ملوك المسلمين و اعدلهم وحسبك هذا من الناس
والسلام منى و من خادمك الامين الحاج على الفراش عليك و على شيخنا الامام العز بن عبد السلام .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من خادمك المطيع ابن الزعيم
الموقف الثالث الذى يوضح سفالة المماليك : حملة فريزر - كان المماليك تتفاوض مع الانجليز بشأن عودة المماليك الى الحكم مقابل منح انجلترا امتيازات عسكرية فى مصر.. فأرسلت انجلترا حمل فريزر لمساعدة انصارها المماليك على التخلص من العثمانيين ووصلت الحملة فعلا وكانت نهايتها فى رشيد حيث الحرب بإستخدام الزيت المغلى
عثمان ابن أرطغرل مؤسس الخلافة التى حملت لواء الاسلام من بعد الخلافة العباسية .. ولد عام 656هـ (1258م) وهو نفس العام الذى قتل فيه التتار اخر الخلفاء العباسيين.. أى قبل موقعة عين جالوت بعامين ... موقعة عين جالوت حدثت عام (1260م)

ورجوعا الى ابطال قصتنا واسلاماه
جلال الدين قتله كردى
سيرون السائس مثله
محمود و جهاد و الشيخ سلامة تم خطفهم لكى يباعوا
الشيخ سلامة مات من الحمى بعد فراقه محمود و جهاد
وكان يسكن الجبل قوم من الاكراد يقطون الطريق على القوافل فينهبونها و على المسافرين فيقتلوهم و يخطفون اطفالهم و نسائم فيبيعونهم

ويأتى هنا سؤال ماهو تاريخ ال خوارزم شاة
وهل بذلك انتهى ملكهم ام خلفهم احد
والشئ الجديد ان الذى دفع عن الدين الحنيف امام الكفار التتار وانتصر عليهم بفضل من الله رجل من آل خوارزم شاه..الا وهو محمود قطز

الفصل التاسع صفحة 38
كان انصار الشيخ ابن عبد السلام قد صدعوا بأمره من المضى فيما فرضه الله عليهم من دفع الباطل فدأبوا على اغتيال من يقدرون عليه من الفرنج كلما دخل وفد منهم دمشق لشراء الاسلحة حتى ضاق صدر الصالح اسماعيل بهم فكلما قبض على جماعة منهم ظهرت جماعة اخرى فلما اعياه امرهم ارسل الى الشيخ من يهددونه بالقتل اذا لم يكف اذى جماعته فأعرض الشيخ عمن جاءوه ولم يزد فى جوابه لهم على ان قال :" قولوا لمن بعثكم اتقتلون رجلا يقول ربى الله"

الفصل التاسع صفحة 85 و 86 و 87
قال ابن الزعيم (مولى قطز) لقطز :اخرج فى غمار جيوش الملك الصالح اسماعيل كأنك واحد منهم حتى اذا تصاف الفريقان فصح بأعلى صوتك فى الفريق الذى انت فيه بأن جيش الملك الصالح ايوب انما يقاتل الصليبيين الكفار و ان جيش الصالح اسماعيل انما خرج مع الكفار لقتال المسلمين ثم اهب بالمسلمين من جيش الصالح اسماعيل ان ينحازوا لاخوانهم ليقاتلوا جميعا اعداءهم الكفار و تقدم فانحز انت و جماعتك الذين سأبعثهم معك من اخواننا المخلصين فسينحاز الباقون معكم و تدور الدائرة على هذا الملك الخائن و احلافه ان شاء الله
ولما تواجه الجمعان لم يشك الصالح اسماعيل و حلفاؤه الفرنج فى ان النصر سيكون لهم لما رأوا من قلة الجيش المصرى ورأى رجال الجيش المصرى انفسهم انهم قد اضاعوا الفرصة اذ جاءوا بعد انهزام الناصر داوود فضعف رجاؤهم فى النصر و اضطروا الى الثبات ليشاغلوا عدوعهم ريثما تأتيهم الامدادات من بلاده و التحم القتال وكاد المصريون ينهزمون واذا بصوت يرتفع من صفوف الشاميين بين القلب و الميسرة (يا اهل الشام اتقوا الله فى انفسكم لا تعرضوها لغضب الله ان اهل مصرانما جاءوا ليقاتلوا اعداءكم الصليبيين و انتم تقاتلون اخوانكم المسلمين فقاتلوا جميعا اعداء الله و اعداء الشام و مصر قاتلوا الصليبيين)...بحث المصريين عن البطل اهمام الذى حول كفتهم من الهزيمة الى النصر فلم يجدوه ..فقطز كان قد اسرع بجواده الى الكرك ليبشر الملك الناصر داوود صاحب الكرك بهزيمة الصليبييين و حليفهم الملك الناصر صاحب دمشق ثم رجع قطز الى سيده ابن لزعيم ..فعرض سيده عليه ان يلتحق بخدمة الملك الصالح نجم الدين ايوب لعله يستطيع ان يقوم بعمل يرضى الله و يخدم به الاسلام فبعثه الى مصر و ارسل معه خادمه الامين الحاج على الفراش ليبيعه للصالح نجم الدين ايوب واوصاه ان يقدم ثمنه للامام العز بن عبد السلام و لكن الملك الصالح وهبه لاحد مماليكه وهو الذى خلفه على عرش مصر الا وهو عز الدين ايبك الذى تلقب فيما بعد بالملك المعز
واقعة المنصورة
وبعد ان هزم صلاح الدين الايوبى جيش الصليبيين هزيمة منكرة فى وقعة حطين اراد الصليبيون ان يثأروا منه لهذه الهزيمة التاريخية الكبرى فجهز لويس التاسع ملك فرنسا حملة صليبية جديدة لغزو الشق مرة ثانية و ارسل الى الملك الصالح فى مصر يتهدده و يتوعده و يخوفه بما فعل الاسبان بمسلمين الاندلس فكتب القاضى "بهاء الدين زهير" ردا على رسالة ملك فرنسا يقول له : "اما بعد... فقد وصلنا كتابك و انت تتوعد بكثرة جيوشك و عدد ابطالك ... ولكنك نسيت اننا ارباب السيوف و ماقتل منا فرد الا جددناه و لا بغى علينا باغ الا دمرنا ولو رأت عينك ايها المغرور حد سيوفنا و عظم حروبنا و فتحنا منكم الحصون و السواحل لكان لك ان تعض اناملك من الندم و لابد ان تزل بك القدم فى يوم اوله لنا و اخره عليك" ...وجاءت هذه الحملة الصليبية وعلى رأسها ملك فرنسا واستولت على دمياط و بقيت فيها ستة اشهر ليستكمل لويس معدات حملته قبل استئناف زحفه فما كان من المصريين الا ان جمعوا شملهم ووحدوا امرهم منتظرين ساعة الجهاد و القتال ...وبينما كان الجيش الصليبى يستعد للزحف على المنصورة توفى الملك الصالح نجم الدين ايوب ..فقرر رجال الملك الصالح نجم الدين ايوب كتم نبأ وفاته وتولوا تصريف شئون البلاد و تدبي شئون الملك و تدبير امر الحرب و اصدار الاوامر بإسمه الى قيادة الجيش ووضعت جثته فى صندوق من الصندل و ارسل الصندوق مع شجرة الدر الى القاهرة على ظهر سفينة لم يعلم احد من ملاحيها ان هذا الصندوق الفاخر بداخله جثة وحمل الصندوق المغلق الى القصر بجزيرة الروضة وجرت الحياة كأن شيئا ام يتغير بمقر القيادة بالمنصورة
وكانت الرسائل ترفع الى الملك فتخرج برأيه و عليها خاتمه دون ان يشك احد فى بالامر..وهزم المماليك بقيادة الامير قطز فى المنصورة الصليبيين عند المنصورة و فارسكور حيث كانت القنوات و الترع مليئة بمياه النيل ووقع الملك لويس التاسع اسيرا فى ايدى القوات المصرية و سجن فى دا بن لقمان بالمنصورة و لم يطلق سراحه الا بعد دفع فدية كبيرة و تبقى دار بن لقمان فى المنصورة(عاصمة محافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية ) الى اليوم ممن الاثار الاسلامية الشاهدة على ذلك ...
اختلف توران شاه مع شجرة الدر فقتلته فى فارسكور و جعلت نفسها ملكة مصر فإعتض الخليفة العباسى وقال ان لم يكن عندكم رجال ارسل لكم من عندى فأسرعت بالزواج من اقرب المماليك الى زوجها السابق وهو ايبك

(من الفصل الحادى عشر-
فقد عزم اقطاى على ان يكيد للملك المعز بنشر الاضطراب فى البلاد حتى يظهر بذلك عجز الملك المعز عن القبض على زمام الحكم و حينئذ تتلفت البلاد فلا تجد غير أقطاى
فاوعز اقطاى الى خشداشيته من المماليك البحرية و اتباعهم و اتباعهم فعاثوا فى الارض فسادا و استطالوا على الناس فجعلوا يأخذون اموال العامة و نسائهم و اولادهم بأيديهم فلا يقدر احد على منعهم حتى بلغ من بغيهم و فسادهم ان كانوا يدخلون الحمامات ياخذون النساء منها غصبا فإذا قيل لاقطاى فى ذلك قال لا قدرة لى عليهم فدعوا الملك المعز يكفيهم عن البغى فى البلاد
-121-

وقد بدا من ظلم اقطاى و بغيه على الناس و فساد أصحابه فى البلاد ما يستحل به دمه و يتقرب الى الله بقتله و كذلك رأى استاذه الملك لمعز لن يستق له امر و لن يثبت له ملك حتى يزول اقطاى من الوجودفأعلن قطز الى الملكة و الى استاذه الملك المعز انه كفيل بقتل اقطاى
فإتفق الثلاثة على ان يدعى اقطاى لمقابلة العز فى القلعة حتى اذا بلغ الدهليز برز له فقتله و اشار المعز على قطز ان يختار جماعة ممن يثق بهم من مماليك المعز و اشياعه ليساعدوه فى مهمته الخطيرة فقال قطز انى اكفيه وحدى
قال المعز انه شديد القوة كريه اللقاء يا قطز و نحن بحاجة اليك و لئن افلت من يدك ليكونن فيه هلاكنا ) و مازال بقطز حتى رضى بأن يعاونه اثنان اختارهما من مماليك المعز وهما بهادر و سنجر الغتمى
-122-

الفصل الثانى عشر
قبض الملك المعز فى صباح اليوم الثانى على من بقى من جماعة اقطاى من المماليك اللبحرية فقتل رؤساءهم الذين يخشى منهم و حبس الباقين و استراح الناس من بغيهم و فسادهم و ظلوا اياما يتذكرون حديث مصرع اقطاى بيد سيف الدين قطز و اعجبوا بشجاعة قطز و بطولته و عظم فى عيونهم و احبوه من ذلك الحين
و عرف الملك المعز لمملوكه الشجاع الامين فضله عليه و على ملكه فزاده فى تقريبه و ترقيته حتى اعتقه و قلده اكبر منصب فى الدولة وهو منصب نائب السلطنة فلم يزد قطز الا اخلاصا و تفانيا فى خدمته و لم تنس الملكة شجرة الدر فضل هذا المملوك الشجاع عليها فبرت له بوعدها و انعمت عليه بجلنار
وكان الذى تولى عقد تزويجهما الشيخ عز الدين بن عبد السلام و كانت الملكة هى التى تولت بيدها اصلاحها و تزيينها و زفتها بنفسها الى نائب السلطنة سيف الدين قطز و اقيم العرس السعيد فى قلعة الجبل..
وجلس الملك المعز لاستقبال وفود التهنئة بزواج مملوكه الوفى كما جلست الملكة تستقبل وفود النساء المهنئات بزواج وصيفتها الجميلة
-125- )
-الفصل الثانى عشر صفحة 126 و 127 و 128-
فإن" الملك المعز ايبك " لم يكد يتخلص من اقطاى وفتنه الا ووجد امامه فتن فى بيته وهى غيرة النسوة
شجرة الدر تغير من ضرتها فقررت ان تتطلق من زوجها -الملك المعز عز الدين ايبك- وتتزوج الملك الناصر صاحب دمشق فقبل ان تتطلق كانت بدأت علاقتها مع الملك الناصر صاحب دمشق فأرسلت له هدية فاخرة و معها رسالة تقول له انها تريد ان تتزوجه بعد ان تقتل زوجها و ستجعله ملك لمصر..طبعا الرجل خاف من هذه المجنونة الجالسة على العرش ولم يرسل اليها رده
شجرة الدر قتلت زوجها الملك المعز ايبك ليلا وهو فى الحمام ...
الان قطز هو السلطان
مماليك الرجل المقتول قبضوا على شجة الدر وحبسوها فى برج القلعة
وجاء الفتى المراهق واضعا نفسه ملكا خلفا لابيه ليصبح اسم هذا الصبى "الملك المنصور نور الدين على "
فامر بزوجة ابيه ان تحمل الى امه لتفعل بها امه ما يحلو لها .. وفى الحال تم ارسال شجرة الدر الى ضرتها
فما كان من ام الملك الجديد الا ان امرت جواريها ان يضربوا شجرة الدر بالقباقييب ثم القوها من فوق سور القلعة

وقد سرى الخوف من التتار الى مصر لكثرة اللاجئين اليها من العراق و تركيا و الشام واخذ هؤلاء يحدثون الناس بفظائع التتار وافاعيلهم التى تقشعر لها الابدان
فأشار العز بن عبد السلام على قطز ان يزيل هذه الاسرة الباغية الملك المراهق وامه التى الا تختلف عن شجرة الدر
وكان حينها عشيق شجرة الدر ارسل الملك المنصور ليستنجد به
فسافر اليه الملك المنصور نور الدين على الى دمشق
فإغتنم قطز هذه الفرصة وعقد مجلس فى قلعة الجبل دعا اليه الوزراء و العلماء و منهم الامام الشيخ العز بن عبد السلام و القضاة و احضر ايضا سفير الملك الناصر صاحب دمشق

وقرر المجلس المنعقد تولية قطز امر مصر
و تم القبض على الملكة الام و على ولديها الامير فاقان و اخوه الملك المنصور نور الدين على وتم حبسهم فى برج القلعة

ودعا الامراء المماليك الى مجلس القلعة وبسط السلطان القضية التى دعاهم من اجلها وكان ممما قال لهم " ان الامراء هم جنود الدولة جاءوا الى هذه البلاد من اسواق الرقيق لا يملكون شيئا فغنوا من اموال الامة وامتلأت خزائنهم بالذهب و الفضة حتى ان فيهم لمن يجهز بناته بالجواهر و اللآلئ و يتخذ الاناء الذى يستنجى به فى الخلاء من فضة و يرصع مداس زوجته بأصناف الجواهر كل ذلك و الامة صابرة عليهم راضية بهم لانهم يقومون لها بمهمة الدفاع عن بلادهم و توفير اسباب الامن لها وها هو ذا العدو على الابواب قد اقبل يريد القضاء عليها و على دينها و شرفها و عرضها و مالها و ليس فى بيت المال من يكفى لتجهيز الجيش اللازم لرد العدو فكان علينا ان نأخذ من اموال الامة لبيت المال اذ لا سبيل لنا غير ذلك ولكن الشرع الشريف افتانا بأنه لا يجوز لنا ذلك حتى ننزل نحن - معشر الامراء - عما احتجبناه من اموال الامة ونرد لبيت المال ما كنزنا من ذهب وفضة وجواهر و غيرها مما يفضل عن حاجتنا فإذا احصينا ذلك و لم يكف كان لنا حينئذ ان نأخذ من اموال العامة وانى ما دعوتكم الان الا لتساعدونى على تنفيذ حكم الشرع فى و فيكمثم فى الامة حتى نبرأ الى الله من مظالمنا و نخرج للجهاد فى سبيله و قد رضى عنا و رضينا عنه فينصرنا على عدونا و يثبت اقدامنا يوم اللقاء "
وجاءت رسل التتار الى مصر
"من ملك الملوك شرقا و غربا .. يعلم الملك المظفر قطز و اهل مملكته .. اننا جند الله فى ارضه .. سلطانا على من حل به غضبه ..ليس لكم من سيوفنا خلاص و لا من مهابتنا مناص .. خيولنا سوابق و سهامنا خوارق و سيوفنا صواعق و قلوبنا كالجبال و عددنا كالرمال فمن طلب حربنا ندم و من قصد اماننا سلم" فأمر السلطان قطز بقتلهم و تعليق رؤسهم على باب زويلة و بذلك قطع الامر على المماليك ضعاف الايمان الذين كانوا يميلون الى الاستسلام و قال للماليك "يا امراء المسلمين لك زمان تأكلون اموال بيت المال و انتم للغزو كارهون وانا متوجه للجهاد فمن اختار منكم الجهاد يصحبنى ومن لم يختر ذلك يرجع الى بيته و ذنبه فى عنقه" ..فاسجاب المماليك لندائه

صفحة150
-وكان الملك المظفر إذ ذاك قد عين عساكره فى مواقعهم فجعل الأمير ركن الدين بيبرس على ميسرته و الأمير بهادر المعزى على ميمنته و كان هو على القلب -
صفحة 151
-وصاح الفارس الملثم صن نفسك يا سلطان المسلمين ها قد سبقتك الى الجنة)
وكان الفارس قبل ذلك قد أطار رأس الصبى التترى-
صفحة152
-ولما رأى التتار ذلك وكانوا قد فرحوا بغياب السلطان و ظن كثير منهم انه قتل حموا و استماتوا فى الهجوم فضطربت ميمنة المسلمين التى عليها الامير بهادر حتى صار صف المسلمين خطا ماثلا مقدمة الميسرة عليها بيبرس و مؤخرة الميمنة التى انكشفت حتى تعرض القلب لهجمات التتار الحامية و قد ادركوا ان فيه السلطان فاندفعوا لاختراقه و ضغطوا عليه حتى تقهقر قليلا فكاد يوازى الميمنة المنكشفة وصار الصف اشبه بضلعين لزاوية منفرجة
وعندما تقدم السلطان قليلا الى الامام و كشف عن خوذته و القى بها على الارض و صرخ بصوته ثلاثا واسلاماه-)

الاسراء
09 - 07 - 2010, 22:41
الى والدى الاعز الاجل الملك المظفر قطز :
تلقيت كتابك جواب التهنئة بإعتلائك عرش مصر تذكر فيه عزمك على الرجوع الى اسمك الاول الذى سماك به ابوك الامير ممدود و اشهاره ثم عدولك عن ذلك خشية ان ينتقض عليك الامراء المماليك اذا علموا بأصلك و تستشيرنى فى ذلك فالرأى عندى ما رأيت و ليس العبرة بالاسماء و لكن بالاعمال و الله يعلم انك محمود بن ممدود ابن اخت السلطان جلال الدين بن خوارزم شاه و ان التى تحت عصمتك هى ابنة خالك جلال الدين فحسبك هذا من ربك و الناس يعلمون انك مملوك علت به همته و كفايته و صلاحته حتى صار من اعظم ملوك المسلمين و اعدلهم وحسبك هذا من الناس
والسلام منى و من خادمك الامين الحاج على الفراش عليك و على شيخنا الامام العز بن عبد السلام .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من خادمك المطيع ابن الزعيم

الاسراء
11 - 07 - 2010, 20:48
و الفرنسيين كانت لهم هزيمة فادحة فى المنصورة الطاهرة عام (1249م)-فى عهد الخلافة العباسية) و كرروا المحاولة عام (1798م)

ثم حملة فريزر الإنجليزية التى تمكنت رشيد فيها اخذ ثأرها من الفرنسيين وذلك بقتلها الانجليز بالزيت المغلى

صهيل الخيل
12 - 07 - 2010, 18:01
رحم الله الامام و العالم الكبير المجاهد العز بن عبد السلام الذي كان احد اسباب نصرة المسلمين على التتار و كان من العلماء الاكابر الذين حرضو المسلمين على القتال ضد التتار و الصليبين رحمه الله رحمة واسعة و جزاه الله عن امة سيدنا و نبينا محمد صلى الله عليه و سلم خيرا ورحم الله المجاهد الكبير قطز الذي حرر الله على يديه بلاد المسلمين من التتار و جزاك الله خيرا اخي الاسراء على هذا الموضوع المهم الذي بينت فيه دور هذا العالم الجليل