مشاهدة النسخة كاملة : هل نحن في هذا الزمن بحاجة للقبيلة ؟
ابن ذعيفة
27 - 09 - 2004, 00:01
في الزمن الماضي البعيد كانت الحياة قاسية و كانت أسباب البقاء شحيحة وكان الإنسان في صراع دائم من اجل البقاء و كانت القبيلة و الأسرة و العشيرة هي الملجئ الأمن و الحصن الحصين لذلك الإنسان
يقوي بها ضعفه وتشد من أزره وتقاسمه همومه، و بدون الانتماء إلى قبيلة يضعف الإنسان ويتخطفه الناس ويعيش حياة الذل والمهانة فلا يسقي حتى يصدر الرعاء ولو كان شيخ كبير.
ثم دارت عجلة الزمان وتطور الإنسان و سهلت الحياة ورغدا العيش واستعذب الماء وانتشر الأمن فقوي الضعيف وتساوى الوضيع مع الشريف ولم يعد الإنسان بحاجة إلى قبيلة تحميه او تستنقذ من القوم مواشيه أو تحفر معه بئر أو تحمي له عرض أو تأخذ له بثأر فقد ورثت المؤسسات السياسية والدوائر الحكومية هذا الدور ولم يعد للقبيلة أي دور او اثر في حياة البشر كما يصور للبعض او يعتقده اخرين
وهذا الكلام ليس صحيح على كل حال ولا ينطلي الا على الجهال وبسببه تفكك المجتمع القبلي وتنكر بعض افرده للأصولهم و هجروا مرابعهم
نعم وبلا ادنا شك ان الظروف قد تغيرت وان الحياة قد تطورت وان العالم اصبح قرية صغيرة ولكن لا ننسى ان الحياة قد تعقدت ايضا والمصالح قد تداخلت و الأطماع قد زادت حتى تنادى الناس فيما بينهم للتجمع من جديد حول من يتكلم بلسانهم و يدافع عنهم و يطالب بحقوقهم فالأطباء و المهدنسون واصحاب المهن لهم نقابات والتجار لهم غرف تجارية والصاغة واهل الحرف لهم مشايخ
فلماذا تجمعوا ؟ اليس ليتقوى بعضهم ببعض و يكمل بعضهم بعض
اذا فلا يصح شرعا و لا عقل ان نهمش القبيلة او ننسى دورها الفاعل في المجتمع ثم نصنع على انقاضها تكتلات اخرى لا تصل الى مستوى اخلاق القبيلة
فالقبيلة هي نواة الدولة ومستودع ذخيرتها وكتاب تاريخها ونبع اصالتها، كل الروابط يسهل تفككها الا رابطة الدين و النسب، فالمنظمات و الهيئات والنقابات و الجمعيات والأحزاب تزول و تضمحل و يعاد تشكيلها و تتغير اهدافها وتقلب رأس على عقب ويخرج افرادها باسماء جديدة وشعارات اخرى فلا يعول عليها كثيرا
اما القبيلة فليست وليدة اليوم ولم تستنبت في محمية او تستنسخ في معمل، القبيلة لها جذور ضاربة في اعماق التاريخ، تخشى الدنس وتهاب الفضيحة وتحفظ العهد وتحسب الف حساب لما يكتب التاريخ عنها، فإما حياة تسر الصديق واما ممات يغيض العدا
والدولة الواعية تثمن دور القبيلة وتسعى دوما للإستفادة من ولائها و ولاء ابنئها لها
فالقبائل العراقية و الصومالية و الأفغانية اكبر دليل على اهمية احتواء القبيلة و مد الجسور معها وهي ايضا دليل واضح على ما للقبائل من ثقل في الأزمات، فالدهر قللب يوم لك ويوم عليك
فنحن بحاجة لقبائلنا، لا لحفر بئر او دفع صائل او حفظ ماشية، بل لصنع رجال يصنعون التاريخ، رجال تربوا على الكرم والشجاعة و النجدة و الحمية ورعاية الجار وحفظ العرض وبذل الجاه، رجال يتسابقون في مضمار المروئة والأخلاق الرفيعة
فكيف نعيد للقبيلة عزها و منعتها و مجدها ونحيي ما اندثر من جميل خصالها ونشذب ونهذب اخلاقها؟
هذا ما سوف اتطرق اليه في مقال قادم ان شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم ابن ذعيفة
ابن شطيط
27 - 09 - 2004, 04:48
احسنت الموضوع والحديث اخوي ابن ذعيفه
اتيت بالاعمال واتيت بثباتاتها
القبيله في الماضي دوله لها سلطان ونفوذ ولها مكانه اجتماعيه
زالت ما عدى الا خيره فالمنتمي للقبيله ليس كغيره مع انه ’’يُحاول‘‘ تهميشه
انتظر مقالك الاخر اخي الكريم ...
التحيه لك,,,,
ابن ذعيفة
27 - 09 - 2004, 05:28
اخي ابن شطيط
اتمنى ان كل شبابنا يعون هذا الأمر وكل مثقفينا يثرون هذا الموضوع
شكرا لردك بارك الله فيك
doctor
27 - 09 - 2004, 11:51
مع جزيل الشكر للمشاركة
لكن ياعزيزى القبيلة هى اقوى رابط من اى تكتل او حزب
واجو ان يقرا جميع الاخوان فى المنتدى الموضوع حيث
ان الناس الان تتبع الريال ونسو او تناسو واللة يستر
مع خالص حبى واحترامى بس لسبيع
كلي مشاعر
27 - 09 - 2004, 12:49
مقال رائع من شخص رائع
تحياتي لك يابن ذعيفه
كلي مشـــــــــــــــــــــــــاعر
ابن ذعيفة
27 - 09 - 2004, 13:05
اخوي دكتور
وانا اتمنى ان تعود القبيلة الى ترابطها وان لا ينسى الجيل الجديد ماله و ما عليه من حقوق و واجبات تجاه قبيلته
وان لا ينسينا المال اهمية الرجال
اشكر لك ردك و تأيدك
خالد الشماسي
27 - 09 - 2004, 16:09
جميل جداً هذا المقال
حقاً أنت مقنع ، وبارع :)
ولي مداخله أخي ابن ذعيفة
إذا قال شخص من الناس بأن القبيلة ليس لها دور في القرن الواحد والعشرين وأن مؤسسات الدولة قامت مقامها فإن هذا المقال يمكن أن يسحب على الأسرة أبناء الرجل الواحد وأن كانوا متفرقين في بيوت شتى ويمكن كذلك أن يطبق على البيت الواحد والأسرة الواحدة
فلا تقلي بأن هناك من يستغني عن والديه او اخوته والدافع إلى اجتماعهم دافع فطري ورباني في نفس الوقت
فالشارع الحكيم قد أمر ببر الوالدين و الأبناء والحاشية وأبناء العمومة ، بل أنه قد تعدى هذه الروابط إلى بر صديق ابيك .
فإن كنت أنا وأنت نلتقي نسباً في سبيع بن عامر فأني انا وأنت مأمورين شرعاً على التواصل والبر بجامع الرحم في كل أبناء القبيلة
وإذا نظرت مثلاً لتلك الإنتخابات والأحزاب السياسية وما يحققه أعضاء كل حزب من فوز مرشحهم من صلاحيات وإمكانيات سياسية ومادية تحقق لهم مصالح كما كانت تحقق لذلك الإنسان القديم مصالحة بالقبيلة .
وكذلك الرغبة في التكتل شيء ضروري لمقاومة الظروف التي لا يستطيع الشخص بمفرده تحقيقها
وعندما يترشح مثلاً أحد أفراد القبيلة لمجلس النواب في الكويت سوف يقوم هذا المرشح بخدمة أفراد قبيلته الذين ساعدوه في الترشيح
فنحن يجب هذه الأيام أن نتكتل كما كنا متكتلين ، بل أن تكتل القبائل الأخرى سيضطرنا إجباراً على التكتل رضينا أم أبينا
وما هذه الإصلاحات التي يلوح بها السياسيون الآن إلا بداية خير لمن تكتل وأجبر الناس على سماع كلامة والرضوخ لمطالباته
سواء التي تخص مشاريع التنمية او الوظائف او المراكز الإجتماعية .
فالقبيلة هي الرابط القوي بعد رابط الدين بل أن رابط القرابة يزيد على رابط الدين داخل البلاد الإسلامية وذلك لأن كل ساكني البلاد الإسلامية مسلمين ويبقى الأقربون أولى بالمعروف كما قال صلى الله عليه وسلم
فلا غنى لنا عن أبناء عمومتنا ولا أبناء قبيلتنا ومن استغنى فسيرجع بعد أن يدرك و ينصدم في تكتلات القبائل الأخرى .
لا شلت يمينك يا ابن ذعيفة وننتظر مقالك القادم واعتبر لي مع كل مقال لك مداخلة من تلميذ من تلاميذك
سلمـان
27 - 09 - 2004, 17:08
مقال رائع من شخص اكثر روعة
مادري اذا الموضوع مخصص للسبيع (وانا دخلت عرض)
لكن بذكر اللي عندي
القبيلة اخي العزيز مازالت على مكانتها السابقة على الاقل عند اغلب المنتسبين للقبائل
وكما ان الدافع الذي يدفع افراد الاسرة الواحدة هو امر فطري ورباني كما ذكر اخي العزيزابوعمر فذالك هو الحال بالنسبة للقبيلة
فلا اعتقد ان هناك من لايدافع عن قبيلته او يرظى بذل لها
لكن الحال الان قد تغير كليا"
ففي الماضي كان اثبات حب الرجل وحرصه على قبيلته بأستعداده للموت دون حماها
ام الان فلا يثبت ذلك بحفظ تراث قبيلته ومأثرها من الاندثار والضياع وبحب افراد تلك القبيلة
واكبر مثال على ذلك هذا المنتدى وغيره للقبائل الاخراى
وهذه من نعم الله علينا
اذ كنا في خوف فأصبحنا بأمن
وقد كنا اعداء واذا بنا اصدقاء
ومع ذلك فلا اظن ان هناك من يفضل على ابناء قبيلته اي شخص اخر سواء انتم او نحن
مع بقاء رابط الصداقة بيننا والذي هو ليس بأقل من رابط القبيلة
كانت القبائل قوية عزيزة ومازالت وستظل
شكرا" لابن ذعيفة على الموضوع
وتقبلوا مني المشاركة
اخوكم سلمان
ابن ذعيفة
27 - 09 - 2004, 17:09
اخي كلي مشاعر
شكرا لك وجزاك الله خير
ابن ذعيفة
29 - 09 - 2004, 06:22
اخوي أبو عمر
بيض الله وجهك على هذه الإضافة القيمة
وهذه الإضائة المهمة لطريق الوحدة
وانا يا اخي من يتتلمذ على امثالكم
و للنقد و التقويم و التصحيح احوج
ابن ذعيفة
30 - 09 - 2004, 09:58
اخوي سلمان
الموضوع موجه لكل الشرفاء امثالك فاهلا بك و بما لديك من علم
ونحمد الله الذي الف بين قلوبنا فاصبحنا بنعمته اخوانا
وندعو الله ان يتم نعمته علينا و يجزي من وحدوا هذه البلاد عنا خير و يمكن لهم في الأرض ويرزقنا واياهم شكر نعمته
اخي الكريم
كلنا نفخر و نعتز بقبائلنا ولكن
البعض لا يشعر باهمية القبيلة وثقلها الإجتماعي و السياسي
بل بعض القبائل غائبة عن المشهد الإعلامي و السياسي وهي تمثل نسبة لا يستهان بها من سكان البلاد
بل قد يصل الحال الى ان تستجدي الخدمات العامة و البنى التحتية ولا تحصل على شيء من ذلك ويستأثر بها من اعاد تنظيم نفسه من صغار الأسر الحريصة كل الحرص على الأخذ بالأسباب
و خذ مثال على الغفلة و الغاياب:
الأنتخابات البلدية لا يهتم بها ويسعا اليها الا من يعرف اهمية التكتل و النفوذ الى مراكز صنع القرار
اما من لم يحس باهمية ذلك فلن يشارك وان شارك فلن يجد مساند
لماذا ؟
اترك لك الجواب
هناك خلل في معرفة اهمية القبيلة يجب ان يعالج
و ما هذا المقال و ما سيلحقة من مقالات ان شاء الله الا لبنة او مشقاص لترميم صرح القبيلة
فاسأل الله التوفيق و السداد
خيَّال الغلباء
17 - 09 - 2008, 02:16
جزاك الله خيرا
فهد القريشي
17 - 09 - 2008, 02:53
مررت من هنا وشدني هذا الموضوع الرائع احييك على ما سطرت اناملك وان دل هذا على شئ فهو الدلالة الواضحة على الوعي والنظج من قبل الكاتب لدور القبيلة في كل الاوقات والاحوال.
س ب ع 777
18 - 09 - 2008, 14:59
لاهنت على المجهود الرائع
تقبل مروري
عواكيس
18 - 09 - 2008, 23:09
في الزمن الماضي البعيد كانت الحياة قاسية و كانت أسباب البقاء شحيحة وكان الإنسان في صراع دائم من اجل البقاء و كانت القبيلة و الأسرة و العشيرة هي الملجئ الأمن و الحصن الحصين لذلك الإنسان
يقوي بها ضعفه وتشد من أزره وتقاسمه همومه، و بدون الانتماء إلى قبيلة يضعف الإنسان ويتخطفه الناس ويعيش حياة الذل والمهانة فلا يسقي حتى يصدر الرعاء ولو كان شيخ كبير.
ثم دارت عجلة الزمان وتطور الإنسان و سهلت الحياة ورغدا العيش واستعذب الماء وانتشر الأمن فقوي الضعيف وتساوى الوضيع مع الشريف ولم يعد الإنسان بحاجة إلى قبيلة تحميه او تستنقذ من القوم مواشيه أو تحفر معه بئر أو تحمي له عرض أو تأخذ له بثأر فقد ورثت المؤسسات السياسية والدوائر الحكومية هذا الدور ولم يعد للقبيلة أي دور او اثر في حياة البشر كما يصور للبعض او يعتقده اخرين
وهذا الكلام ليس صحيح على كل حال ولا ينطلي الا على الجهال وبسببه تفكك المجتمع القبلي وتنكر بعض افرده للأصولهم و هجروا مرابعهم
نعم وبلا ادنا شك ان الظروف قد تغيرت وان الحياة قد تطورت وان العالم اصبح قرية صغيرة ولكن لا ننسى ان الحياة قد تعقدت ايضا والمصالح قد تداخلت و الأطماع قد زادت حتى تنادى الناس فيما بينهم للتجمع من جديد حول من يتكلم بلسانهم و يدافع عنهم و يطالب بحقوقهم فالأطباء و المهدنسون واصحاب المهن لهم نقابات والتجار لهم غرف تجارية والصاغة واهل الحرف لهم مشايخ
فلماذا تجمعوا ؟ اليس ليتقوى بعضهم ببعض و يكمل بعضهم بعض
اذا فلا يصح شرعا و لا عقل ان نهمش القبيلة او ننسى دورها الفاعل في المجتمع ثم نصنع على انقاضها تكتلات اخرى لا تصل الى مستوى اخلاق القبيلة
فالقبيلة هي نواة الدولة ومستودع ذخيرتها وكتاب تاريخها ونبع اصالتها، كل الروابط يسهل تفككها الا رابطة الدين و النسب، فالمنظمات و الهيئات والنقابات و الجمعيات والأحزاب تزول و تضمحل و يعاد تشكيلها و تتغير اهدافها وتقلب رأس على عقب ويخرج افرادها باسماء جديدة وشعارات اخرى فلا يعول عليها كثيرا
اما القبيلة فليست وليدة اليوم ولم تستنبت في محمية او تستنسخ في معمل، القبيلة لها جذور ضاربة في اعماق التاريخ، تخشى الدنس وتهاب الفضيحة وتحفظ العهد وتحسب الف حساب لما يكتب التاريخ عنها، فإما حياة تسر الصديق واما ممات يغيض العدا
والدولة الواعية تثمن دور القبيلة وتسعى دوما للإستفادة من ولائها و ولاء ابنئها لها
فالقبائل العراقية و الصومالية و الأفغانية اكبر دليل على اهمية احتواء القبيلة و مد الجسور معها وهي ايضا دليل واضح على ما للقبائل من ثقل في الأزمات، فالدهر قللب يوم لك ويوم عليك
فنحن بحاجة لقبائلنا، لا لحفر بئر او دفع صائل او حفظ ماشية، بل لصنع رجال يصنعون التاريخ، رجال تربوا على الكرم والشجاعة و النجدة و الحمية ورعاية الجار وحفظ العرض وبذل الجاه، رجال يتسابقون في مضمار المروئة والأخلاق الرفيعة
فكيف نعيد للقبيلة عزها و منعتها و مجدها ونحيي ما اندثر من جميل خصالها ونشذب ونهذب اخلاقها؟
هذا ما سوف اتطرق اليه في مقال قادم ان شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم ابن ذعيفة
القبيلة هي الأساس لجذور الأسرة ومن ثم المجتمع بأكمله بيض الله وجهك ولا هنت على الموضوع الجميل
ليث الغلبا
29 - 09 - 2008, 13:21
[size=4]نحن أحوج من أي وقت مضئ للقبلية
( الله لا يخلينا منها )
لماذا رؤس الاموال التي مشكوك في أصولها بل معدومة الاصول تبحث عن قبائل تعتنز عليها
هل الجريسي بحاجة للعتبان وهل قبولهم لنسبة من بعضهم إستمر سرعان ما تغيرت الامور
عند الحقيقة أمام القبائل
ليس مستغربًا أن توجد أو تتفشى العصبية القبلية في كثيرٍ من المجتمعات الإسلامية، وبخاصة العربية منها، وفي جزيرة العرب تحديدًا، حيث أصل العروبة ومهدها؛ فقد أنبأ بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أربعة عشر قرنًا، فأخبر أن أربع خصال من خصال الجاهلية تظل في أمته، ولايدعها أهل الإسلام؛ منها التفاخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، فقال عليه الصلاة والسلام: ((أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ؛ لا يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ، وَالاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ)) [1].
وعليه: فإنه مع كون التعصب القبلي خصلة مستمرة في أمة الإسلام، كما أخبر بذلك نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام، لكن بقاءه لا يعني أنه أصبح أمرًا مقبولاً، أو واقعًا محتومًا يُعذَر المسلم فيه إذا ما سايره، أو انخرط فيه، فليس ذلك قصد الحديث، بل القصد هو تحذير الأمة من اتّباع عادات الجاهلية، والانسياق خلف دعاواها الباطلة. ومع هذا التحذير النبوي الشريف؛ نرى كثيرًا من الناس متأثرين بالعصبية القبلية، حتى أصبحت حديث سامرهم، وشغل شاعرهم.
وليس من المعيب أن يحفظ الإنسان نسبه وحسبه، لكن الزلل يكمن في أن يعتقد أن ذلك هو معيار التفاضل بين البشر، أو أن يتخذ ذلك سببًا للتعالي والتكبر على الآخرين، أو التفريق بين عباد الله المسلمين، وتصنيفهم إلى طبقات وفئات تفصل بينهم حواجز النسب وعوازل الحسب، فإن كان ليس محمودًا للإنسان أن يفخر على غيره بما كان من كسب يده، فما بالك بما ليس من كسبه، وما لا جهد له فيه؟!
إن معرفة الشخص لنسبه نعمة خالصة من الله؛ فهو سبحانه شاء لك أن تولد ابن فلان الفلاني، ولو شاء سبحانه أن تولد من غير ذلك النسب لنَفَذَتْ مشيئته، إذًا فالنسب نعمة تستحق الشكر لا الفخر، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، حيث قال: ((أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا فَخْرَ، وبِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ وَلاَ فَخْرَ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ يَوْمَئِذٍ - آدَمُ فَمَنْ سِوَاهُ - إِلاَّ تَحْتَ لِوائِي، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَْرْضُ وَلاَ فَخْرَ)) [2]، وقد بيّن القرآن الكريم الحكمة من جعل الناس شعوبًا وقبائل، فقال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ *} [الحُجرَات: 13]؛ فالله سبحانه يقول: {لِتَعَارَفُوا}، وليس: لتفاخروا وتعاظموا. فليس عيبًا أن يعرف الناس أنسابهم؛ حتى يتحقق التعارف بينهم؛ شعوبهم وقبائلهم، ولكن العيب أن يكون ذلك مدعاة للتعاظم والتعالي على غيرهم. فمابال أقوام ينحون هذا المنحى، ويَدْعون بهذه الدعوى، والله سبحانه قد وضع الميزان القِسْطَ لذلك: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}؟!
وأنا لن أتنازل عن قبليتي مهما حصل
ولا هنتو
الله يبارك فيكم جميعاً
محمد التواما
09 - 11 - 2008, 19:29
لاهنت على هذا الموضوع الرائع
شبيه الذيب
11 - 11 - 2008, 00:28
جزاك الله خير
ابونوره السبيعي
19 - 11 - 2008, 04:15
الســــــــلام علـيكم ........
اشكرك على هذا الموضوع مره مهم
ولك اعمق تحياتــــــــــــــــي......
الشريف الشنبري
20 - 11 - 2008, 21:21
موضوع متميز عالج أهمية الأنتماء بعقلانيه اكسبها رونق جذاب في الطرح...عليه فأن حاجة الأنسان للأنتماء القبلي شيء طبيعي وفطري زرعه الله سبحانه وتعالى لحكمة يعلمها وكأثبات للأنساب وماتجمعه من تداخلات إجتماعية في منظومة متناسقة كروابط تفرضها وتحكمها الحاجه....
فإذا كان الأنتماء بعيدا عن التعصب والعنصرية والتفضيل والمفاخرة فأنه أمر محمود ويحض علية الدين القويم
كما فال الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه (خيركم خيره لأهله) أما إذا كان الأنتماء عكس ماذكر فأنه أمر غير مرغوب فيه ومنهي عنه في الأسلام لما يسببه من أثار سلبيه لاتخفى على أصحاب العقول الفطينة كما هو حاصل الآن من إثارة للنعرات والتعصابات القبيلية المقيته والت تفرق ولاتجمع...
أنا من المؤيدين للأنتماء الأيجابي وفق المنظور الأسلامي السامي علما بأن الحاجة للقبيلة لاتنتفي حتى لو كان دور المؤسسات الحكومية افضل بكثير مما تلعبه الآن..........
إحترامي وتقديري للجميع
المختار العروسي
08 - 01 - 2009, 20:32
قال تعالى: {.............وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا......}
فمن رفض القبيلة فقد أنكر قول الله تعالى. ومن حارب وحاول القضاء على هذه السنة الكونية فإنه يحارب الله تعالى.
بارك الله فيك ولك يأخي العربي القح. وليكن ما يجمعنا بعد الأصل الخلقي الدين الذي من عند الله.
والسلام عليكم
الزين الشيخي
09 - 01 - 2009, 03:25
طرحك راقي ..
أعتقد إلى الآن لازلنا بحاجة للقبيلة بكل ماتحمله الكلمة من معنى .
تحياتي
جعد الوبر
23 - 07 - 2009, 21:37
في الزمن الماضي البعيد كانت الحياة قاسية و كانت أسباب البقاء شحيحة وكان الإنسان في صراع دائم من اجل البقاء و كانت القبيلة و الأسرة و العشيرة هي الملجئ الأمن و الحصن الحصين لذلك الإنسان
يقوي بها ضعفه وتشد من أزره وتقاسمه همومه، و بدون الانتماء إلى قبيلة يضعف الإنسان ويتخطفه الناس ويعيش حياة الذل والمهانة فلا يسقي حتى يصدر الرعاء ولو كان شيخ كبير.
ثم دارت عجلة الزمان وتطور الإنسان و سهلت الحياة ورغدا العيش واستعذب الماء وانتشر الأمن فقوي الضعيف وتساوى الوضيع مع الشريف ولم يعد الإنسان بحاجة إلى قبيلة تحميه او تستنقذ من القوم مواشيه أو تحفر معه بئر أو تحمي له عرض أو تأخذ له بثأر فقد ورثت المؤسسات السياسية والدوائر الحكومية هذا الدور ولم يعد للقبيلة أي دور او اثر في حياة البشر كما يصور للبعض او يعتقده اخرين
وهذا الكلام ليس صحيح على كل حال ولا ينطلي الا على الجهال وبسببه تفكك المجتمع القبلي وتنكر بعض افرده للأصولهم و هجروا مرابعهم
نعم وبلا ادنا شك ان الظروف قد تغيرت وان الحياة قد تطورت وان العالم اصبح قرية صغيرة ولكن لا ننسى ان الحياة قد تعقدت ايضا والمصالح قد تداخلت و الأطماع قد زادت حتى تنادى الناس فيما بينهم للتجمع من جديد حول من يتكلم بلسانهم و يدافع عنهم و يطالب بحقوقهم فالأطباء و المهدنسون واصحاب المهن لهم نقابات والتجار لهم غرف تجارية والصاغة واهل الحرف لهم مشايخ
فلماذا تجمعوا ؟ اليس ليتقوى بعضهم ببعض و يكمل بعضهم بعض
اذا فلا يصح شرعا و لا عقل ان نهمش القبيلة او ننسى دورها الفاعل في المجتمع ثم نصنع على انقاضها تكتلات اخرى لا تصل الى مستوى اخلاق القبيلة
فالقبيلة هي نواة الدولة ومستودع ذخيرتها وكتاب تاريخها ونبع اصالتها، كل الروابط يسهل تفككها الا رابطة الدين و النسب، فالمنظمات و الهيئات والنقابات و الجمعيات والأحزاب تزول و تضمحل و يعاد تشكيلها و تتغير اهدافها وتقلب رأس على عقب ويخرج افرادها باسماء جديدة وشعارات اخرى فلا يعول عليها كثيرا
اما القبيلة فليست وليدة اليوم ولم تستنبت في محمية او تستنسخ في معمل، القبيلة لها جذور ضاربة في اعماق التاريخ، تخشى الدنس وتهاب الفضيحة وتحفظ العهد وتحسب الف حساب لما يكتب التاريخ عنها، فإما حياة تسر الصديق واما ممات يغيض العدا
والدولة الواعية تثمن دور القبيلة وتسعى دوما للإستفادة من ولائها و ولاء ابنئها لها
فالقبائل العراقية و الصومالية و الأفغانية اكبر دليل على اهمية احتواء القبيلة و مد الجسور معها وهي ايضا دليل واضح على ما للقبائل من ثقل في الأزمات، فالدهر قللب يوم لك ويوم عليك
فنحن بحاجة لقبائلنا، لا لحفر بئر او دفع صائل او حفظ ماشية، بل لصنع رجال يصنعون التاريخ، رجال تربوا على الكرم والشجاعة و النجدة و الحمية ورعاية الجار وحفظ العرض وبذل الجاه، رجال يتسابقون في مضمار المروئة والأخلاق الرفيعة
فكيف نعيد للقبيلة عزها و منعتها و مجدها ونحيي ما اندثر من جميل خصالها ونشذب ونهذب اخلاقها؟
هذا ما سوف اتطرق اليه في مقال قادم ان شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم ابن ذعيفة
مشكور وما قصرت ولا هنت
عواكيس
20 - 09 - 2009, 11:36
مشكور وما قصرت ولا هنت
lion1430
21 - 09 - 2009, 18:44
مشكور وما قصرت ولا هنت
صامل الميقاف
24 - 09 - 2009, 00:22
مشكور وما قصرت ولا هنت
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir