الغيور السبيعي
26 - 09 - 2010, 17:51
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوعي اليوم عن (الفطرة) وهي من ثوابت النفس البشرية ,, فللأسف مانشاهده اليوم على البرامج والمطبوعات من الكم الهائل من الانشغال في أسلمة البرمجة العصبية (التي تخفي في طياتها عقائد وثنية وضلالات) ولم يخرج منها شباب الامة بفائدة, غير تعلم الكذب على النفس , واحتقار النفس , والابتعاد عن لب السلوك البشري ومحركه وهي (الفطرة) واشغلونا بالقشور ولم يتحدثوا عن الصميم ؟
الفطرة (محرك السلوك البشري )
كل إنسان معه مقياس ذاتي يكشف خطأه من دون موجه أو معلم أو رسالة
كما أن الله أودع في الإنسان عقلاً يعد مقياساً للحقائق أودع في نفسه مقياساً آخر هذا المقياس يكشف له خطأه ، أي أنت بالمقياس الحديث مبرمج أو مولف أو مفطور أو مكيف على منهج الله عز وجل ، فما من أمر أمرك الله به إلا ونفسك تتمناه ، وما من نهي نهاك الله عنه إلا ونفسك تعافه ، فالإنسان معه مقياس ذاتي بإمكانه أن يكشف خطأه من دون موجه ، من دون معلم
(﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ﴾
( سورة الروم الآية : 30) .
)
إقامة وجهك للدين حنيفاً هو نفسه ما برمجت عليه :
(﴿ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾ .
( سورة الروم الآية : 30 ) .
)
ما من أمر أمرك الله به وما من نهي نهاك الله عنه إلا وجبلتك مبرمجة عليه
الله عز وجل أمرك أن تكون صادقاً ، وجبلتك تكبر الصدق ، تحب الصدق ، أمرك الله أن تكون أميناً ، وجبلتك وفطرتك تحب الأمانة ، لكن حتى الأمور لا تختلط أن تحب الأمانة شيء وأن تكون أميناً شيء آخر ، حتى الذي يأكلون أموال الناس بالباطل يقتسمونها بالعدل ، لأن العدل فطرة ، فالفطرة أنك مبرمج ، مولف ، مصمم ، مفطور على الكمال ، من هنا جاء العذاب النفسي ، إنسان فطرته ليست كاملة فارتكب الجرائم يبقى مرتاحاً ؟ لا يوجد إنسان على وجه الأرض يرتكب خطأ فاحشاً إلا ويتألم ألماً داخلياً ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى))طه آية 124 ، وهذا ما يسمى بالكآبة المعاصرة ، الكآبة الآن أكبر مرض بالمجتمع البشري ،وكما نسمع بان البلدان الاوروبيه بالرغم من ان فيها من الاموال والاثرياء وجميع الملذات الا ان نسبة الانتحار فيها عاليه جدا وبالاخص بين الاثرياء . لأن هناك حركة بخلاف الفطرة ، حركة بخلاف منهج الله ، إن قلت فطرة يعني منهج الله ، إن قلت فطرة يعني الأمر والنهي ، ما من أمر أمرك الله به وما من نهي نهاك الله عنه إلا وجبلتك مبرمجة عليه لذلك
(﴿ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ (7) ﴾
( سورة الحجرات))
عندنا في علم النفس مرض اسمه الهستريا ، اسمه على خلاف واقعه ، الهستريا شلل عضوي لسبب نفسي ، الإنسان يلوم نفسه فتشل أعضاؤه ، مرض من الأمراض ، أي إنسان في الأرض من الستة آلاف مليون يرتكب خطأ ينهى عنه وحي السماء يحس بكآبة ، لذلك أكبر مرض نفسي في العالم الكآبة ، الذين وصلوا إلى قمم النجاح ينتحرون أحياناً عندهم كآبة ، الكآبة خلاف منهج الله عز وجل ، وخالف مبادئ فطرته ، سواء أقلت : فلان خالف منهج الله أو فلان خالف مبادئ فطرته المؤدى واحد ، فالفطرة جبلة طبيعية ، خصيصة فطر عليها الإنسان ، متوافقة تماماً مع منهج الله ، والدليل هذه الآية الأولى:
(﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ﴾
( سورة الروم الآية : 30 ) .
)
أن تقيم وجهك للدين حنيفاً هو ذاته فطرتك :
(﴿ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّه ﴾ .
( سورة الروم الآية : 30 ) .
)
الفطرة هبة للناس جميعاً :
إذاً الأمر هذه الفطرة التي أعطانا الله عز وجل إياها بعد العقل ، العقل أولاً والفطرة ثانياً ، هي ليست خاصة بفئة من الناس ، بل هي عطية وهبة للناس جميعاً.
أي إنسان حتى الملحد ، ملحد أمه من سبعة أيام لم تأكل شيئاً ، جاء بطعام نفيس أكله وحده ألا يشعر بحقارته ؟ شعور ذاتي ، لذلك أقول لك الآن كلمة خطيرة : أحياناً الإنسان يحتقر ذاته قد لا يدري بخطئه أحد ، قد يكسب مالاً كسباً غير مشروع ، قد يبني مجده على أنقاض الآخرين ، قد يبني غناه على إفقار الآخرين ، قد يبني قوته على إضعاف الآخرين ، قد يبني حياته على قتل الآخرين ، قد يبني عزه على إذلال الآخرين ، هذا الإنسان قوي ولا أحد بإمكانه أن يعترض عليه ولكن في داخله انهيار ، انهياره الداخلي بسبب فطرته ، هذا الانهيار يجعله بوضع صحي غير جيد ، سريع الانفعال ، ردود فعله قاسية جداً ، هذا اضطرابه النفسي ، أستاذ جميل أنت بالعقل تعرف الله وأنت بالفطرة تعرف خطأك ، الله عز وجل سيحاسبنا ، بالكون آيات (وأعطاك عقلاً) كافية لمعرفة الله ، و لك فطرة كافية لمعرفة خطأك ، لذلك في بعض الفنادق بألمانيا كتب على السرير إذا لم تنم هذه الليلة فالعلة ليست في فراشنا إنها وثيرة ولكن العلة في ذنوبك إنها كثيرة .
من خالف فطرته انقلب كالوحش الكاسر
في البداية هناك آلام ، أي إنسان يخالف فطرته لو عقّ أباه ، لو عق أمه ، لو ارتكب خطأً فاحشاً ، لو أضر بإنسان ، أي إنسان كائن من كان في كل مكان وزمان ، حينما يؤذي أخاه الإنسان يتألم من الداخل ، هذا الألم إلى حين ، إلى أن تنطمس فطرته يصبح كالبهيمة ، هؤلاء الذين ألفوا العدوان على الآخرين ، ابتزاز أموالهم ، انتهاك أعراضهم ، بعد حين تنطمس فطرتهم هذا المعنى يعبر عنه في القرآن الكريم :
(﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) ﴾
( سورة المطففين) .
)
فمعنى الران : انطماس الفطرة
تصميم الفطرة من قِبل الله عز وجل تصميمياً رائعاً تكشف بها الخطأ
قال تعالى : (﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) ﴾ .
( سورة الشمس ) .
)
كيف سواها ربنا ؟ قال تعالى : (﴿ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) ﴾ .
( سورة الشمس ) .)
نحن نخاف أن يفهم من هذه الآية أن الله خلق فيها الفجور معاذ الله ، هذا المعنى مرفوض ، لكن الآية تعني أن الله صمم هذه النفس البشرية تصميماً رائعاً ، بحيث لو أخطأت لكشفت ذاتياً أنها أخطأت ، الإنسان لا يحتاج لا إلى موجه ولا إلى مرشد .
حتى الهرة إن أطعمتها قطعة لحم تأكلها أمامك ، أما إذا خطفتها بفطرتها تعرف أنها معتدية تأكلها بعيدة عنك
انقلاب الفطرة إلى صبغة بالاتصال بالله عز وجل
الجنة جنتان ، في الدنيا جنة وجنة السماء
ولكن جنة الدنيا كما قال بعض العلماء : في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة ، قال تعالى
(﴿ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6) ﴾
( سورة محمد) .
)
في الدنيا ذاقوا طعمها ، إن طعمها هو القرب من الله عز وجل ، لكن لابدّ من ملاحظة : أنا ذكرت الفطرة أن تحب الشيء لا أن تفعله ، لكن الصبغة أن تكون كريماً ، الفطرة أن تحب الكرم ، الفطرة أن تحب الرحمة ، الفطرة أن تحب العدل ، ولكن الصبغة أن تغدو عادلاً وأن تغدو كريماً ، بالاتصال بالله (وتزكية النفس) تنقلب الفطرة إلى صبغة :
قوله تعالى : { صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً }
وقوله تعالى :(﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ ﴾ .
( سورة آل عمران الآية : 159 ) .
)
هذه النقطة دقيقة جداً أنا أتمنى أن ينتقل الإنسان من فطرة سليمة إلى صبغة راقية يصبغ بهذه الخصال الفطرة السليمة التي أودعها الله عز وجل في النفس . عندما يطلب الإنسان العلم يعرف الحقيقة ، وبدافع من حبه لوجوده ، ولسلامة وجوده ، ولكمال وجوده ، ولاستمرار وجوده ، يتحرك نحو سلامة وجوده وكمال وجوده
ابليس ومحاولاته لصم البشرية عن سماع صوت فطرتهم وموافقتها واشغالهم عنها :
فجعله ينكر فضل الله ويسىء الأدب ............؟!!!!
وجعله ينسى فضل الله عليه ويطمس بالران على فطرته بكل الوسائل والشبهات والمغريات
ويتناسى بأن ربنا على سائر مخلوقاته ؟
ــ قال ربي ـ سبحانه ــ : ( ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )
وينسى بان ميزنا الله عن غيرنا من المخلوقات فأعطانا الاختيار والعقل وأدوات العلم ؟
ــ قال ربي ـ سبحانه ــ : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون )
وينسى بانه يكلفنا من فوق سبع سماوات بما لم تستطع عليه السماوات والجبال والأرض , لأننا أهل لذلك التكليف ؟
ــ قال ربي ـ سبحانه ــ : ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا )
فينعمي بالمادة بسبب الشيطان ولا يتفكر بالكون من حوله وبديع خلق الله بان سخر لنا هذا الكون كله تكريماً لنا و لأجل عمارة الأرض بما يرضيه ؟
ــ قال ربي ـ سبحانه ــ : ( الم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمر هو يمسك السماء ان تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم )
ويحتقر ويذل نفسه ويهين كرامته بسبب الشيطان الحقود وينسى ان الله اصطفانا بهذا الدين هو خير الأديان ــ الإسلام الناسخ لكل دين قبله ــ ؟
ــ قال ربي ـ سبحانه ــ : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )
وينسيه ابليس بان ربنا خصنا بأفضل رسله ـ عليهم السلام ـ محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟
ـ قال ربي ـ سبحانه ـ : ( ما كان محمد أبا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما )
ويغفل عن فضل الله بان يخصنا بأفضل كتبه القرآن الكريم ــ ؟
ــ قال ربي ـ سبحانه ــ : ( ولقد أتيناك سبعا من المثاني والقران العظيم )
ــ قال ربي ـ سبحانه ــ : ( إن هذا القران يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا )
ــ قال ربي ـ سبحانه ــ : ( لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القران لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) .
ــ قال ربي ـ سبحانه ــ : ( ولقد ضربنا للناس في هذا القران من كل مثل لعلهم يتذكرون )
ــ قال ربي ـ سبحانه ــ : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )
ولا يرى فضله بان اعطانا ربنا ما لم يعط الأمم من قبلنا ؟
ــ عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة وأعطيت الشفاعة )
ـ عن هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم )
وينسى بان ربنا هو الحكيم ,
و الخبير ,
و العليم ,
و الملك ,
ويغفل عن معاني كبيرة ويحتقر نفسه بسبب ابليس ومن تلك المعاني الكثيرة :
بان ربنا هو الذي أخبرنا عن طريق كتابه وسنة نبيه أننا لنا ذلك كله وأكثر إن أحسنا .
الا يعني ذلك شيئا لك يا بني الانسان ؟؟؟؟
ألا يعني هذا أننا خلقنا لنملك هذه الأرض ونعمرها بالخير .
ألا يعني هذا أننا خلقنا لنعيش أعزاء .
ألا يعني هذا أننا خلقنا لنحيا سعداء ـ في السراء والضراء ـ
ألا يعني هذا أننا خلقنا لنعيش حياة الكرماء .
ألا يعني هذا أننا خلقنا لنملك ونؤثر على غيرنا , لا أن نُملك ويؤثر علينا .
فلمـــــــــــــــــــــاذا اذا هناك من يتبع استدراج وخطوات الشيطان؟!!!!!
فصرنا نرى في أمة محمد صورا تدمي القلب بين شبابنا وفتياتنا وكبيرنا وصغيرنا ؟؟؟؟
() ــ فلماذا نرى من يسيء الأدب مع الله وينكر هذه النعم ويسيء الظن بربه ؟
() ــ فلماذا نرى كثير من الناس ينكر ذلك ويأبى إلا العيش في الظلام ؟
() ــ فلماذا نرى من يحطم نفسه وينكر قدراته التي أعطاها إياها ربه ؟
() ــ فلماذا نرى من يحط من قدر ذاته التي كرمها ربه ويذلها ويمنعها حقها ؟
() ــ فلماذا نرى من يمنع نفسه عن الانطلاق في الخير وإخراج طاقاته لتنفع
نفسها و أمتها ؟
() ــ فلماذا نرى من يأبى إلا العيش مع المتردية والنطيحة وفي الحفر, وحقها أن
تعيش حياة العظماء وفي القمم ؟
() ــ فلماذا نرى الكثير ممن يتلذذون بالتشكي والتسخط و لا يعملون شيئاً .
وكأن غيرهم لم يصب بما أصيبوا ؟
() ــ فلماذا نرى من إذا أصابته مصيبته أظلمت دنياه كلها وسخط على ذلك ؟
() ــ فلماذانرى الكثير إذا نظروا للدنيا لا ينظروا إلا الظلام , وأما النور فيها فهم
عميان لا يجيدون النظر إليه ؟
() ــ فلماذا نرى الكثير لا يثق بنفسه التي كلفها ربي بالرسالة العظمى ؟
() ــ فلماذا نرى الكثير هنا كثير الشكوى ......؟
() ــ فلماذا نرى الكثير يجيد توسيع مساحة المستحيل ويضيق مساحة الممكن و
لا يجيد العكس الذي أوجده ربنا ؟
هذا كله بعد ان وضع ابليس الحواجز بيننا وبين نفوسنا بكل الطرق من شهوات وذنوب ومعاصي وشبهات كي نتوه ونضيع في ارجاء الارض ونعيش في غفلة وضنك , وندوس على هذه النفس الطاهرة (نفخة من روح الله) التي بين جنباتنا وفي اعماقنا
هل تسائلت يوما :
من الذي أخرجَ الأبوينِ من الجنّةِ دارَ النَّعيمِ والبهجَةِ والسرور إلى دارِ الآلام والأحزانِ والمصائب ؟وما الذي أخرجَ إبليسَ من ملكوتِ السماءِ وطردَه ولَعَنَه ، ومسخَ ظاهرَه وباطنَه ، فَجَعَلَ صورتَهُ أقبحَ صورةٍ وأشنَعها ، وباطِنَه أقبحَ من صورتِه وأشْنَع ، وبُدِّلَ بالقربِ بُعداً ، وبالرحمةِ لَعْنَةً ، وبالجمالِ قُبْحَاً ، وبالجنة ناراً تلظى ، وبالإيمان كفرا ، وبموالاةِ الوليِّ الحميدِ أعظمَ عداوةٍ ومُشاقّةٍ ، وبِزَجَلِ التسبيحِ والتقديسِ والتهليلِ زَجَلَ الكفرِ والشركِ والكَذِبِ والزورِ والفحش . وبلباسِ الإيمانِ لباسَ الكفرِ والفسوقِ والعصيانِ ، فهانَ على الله غايةَ الهوانِ ، وسَقَطَ من عينه غايةَ السقوطِ وحَلَّ عليه غضبُ الربِّ تعالى فأهْواهُ ، ومَقَتَهُ أكبرَ المقتِ فأرداهُ ، فصار قَوّاداً لكل فاسقٍ ومجرم . رضي لنفسه بالقيادةِ بعد تلك العبادةِ والسيادةِ ! فَعِيَاذاً بك اللهمَّ من مخالفةِ أمرِك ، وارتكابِ نـهيِك .
فقادهم الى المعاصي والذنوب والذل , واغراهم بالمال والشهوات مقابل
معصية الله وحجب الانسان عن فطرته في الأرض النتيجة فشل ومهانة وضنك بالدنيا بسبب أن الفطرة تلعن صاحبها ولا تسكن في مكانها بل تثور عليه ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى))طه آية 124 " ومن أعرض عن ذكري " أي خالف أمري وما أنزلته على رسولي أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه فإن له معيشة ضنكا أي ضنك في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس فإن له معيشة ضنكا قال الشقاء وقال العوفي عن ابن عباس فإن له معيشة ضنكا قال كلما أعطيته عبدا من عبادي قل أو كثر لا يتقيني فيه فلا خير فيه وهو الضنك في المعيشة وقال أيضا إن قوما ضلالا أعرضوا عن الحق وكانوا في سعة من الدنيا متكبرين فكانت معيشتهم ضنكا, "(فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) أي : في الدنيا ، فلا طمأنينة له ، ولا انشراح لصدره ، بل صدره ضيق ، حَرج ؛ لضلاله ، وإن تَنَعَّم ظاهره ، ولبِس ما شاء ، وأكل ما شاء ، وسكن حيث شاء ؛ فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين ، والهدى ، فهو في قلق ، وحيرة ، وشك ، فلا يزال في ريبة يتردد ، فهذا من ضنك المعيشة"
وايضا تعجيل عذاب الله في الدنيا فيحل بأرضهم من الخسف والزلازل ويمحق بركتها ، وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ديار ثمود فمنعهم من دخول ديارهم إلا وهم باكُون ، ومَن شُرب مياهِهم ، ومن الاستسقاء من أبيارهم لتأثير شؤم المعصية في الماء ، وكذلك شؤم تأثير الذنوب فى نقص الثمار ، وما ترى به من الآفات .
نعمة التوبة التي أحرقت قلب ابليس
فوضع الله التوبة وتاب عن ادم وزوجته عندما عصى الله , وهنا جن جنون ابليس , ولا تزال المعركة قائمة الى اليوم (معركة الارض) فيحاول ابليس بشتى الطرق بصد البشر عن (تزكية ارواحهم) وخرقها بالذنوب واليأس من رحمة الله , وحثم الى البحث عن ذاتهم من خلال الماديات الحسية , والبحث عن ارواحهم من خلال الوثنيات والاصنام والفلسفة وصدهم عن سبيل الله , وصدهم عن الاستقامة وطاعة الله , فإن للطاعةِ من البركةِ ما يبقى حتى بعدَ موتِ صاحِبِها. قال سبحانه : (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا) وقال سبحانه في قصة موسى مع الْخَضِر : (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ . قال فيها الله عز وجل (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا(
عوده للفطره للروح .فدع الفطره تقودك بسلام
وذلك بتطهير الروح وتزكية النفس , التزكية في القرآن الكريم عدة مرات و في آيات كثيرات ، وقد وردت إلى جانب العبادات, و أورد بعضاً من آيات القرآن الحكيم:
قال تعالى :
{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة : 129]
{كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 151]
{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران : 164]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور : 21]
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة : 2]
{جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى} [طه : 76]
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [فاطر : 18]
{فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى} [النازعات : 18]
{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} [الأعلى : 14]
والايات كثيرة في التزكية .
وتزكية النفس اولها التوبة الصادقة ثم اتباع الفطرة فهي كفيلة بان تقودك الى الكرامة والعزة والرفعة والمعالي والسعادة والقوة, فهذا الطريق المستقيم الذي وضعه الله للانسان ….
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جمع اخوكم السبيعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوعي اليوم عن (الفطرة) وهي من ثوابت النفس البشرية ,, فللأسف مانشاهده اليوم على البرامج والمطبوعات من الكم الهائل من الانشغال في أسلمة البرمجة العصبية (التي تخفي في طياتها عقائد وثنية وضلالات) ولم يخرج منها شباب الامة بفائدة, غير تعلم الكذب على النفس , واحتقار النفس , والابتعاد عن لب السلوك البشري ومحركه وهي (الفطرة) واشغلونا بالقشور ولم يتحدثوا عن الصميم ؟
الفطرة (محرك السلوك البشري )
كل إنسان معه مقياس ذاتي يكشف خطأه من دون موجه أو معلم أو رسالة
كما أن الله أودع في الإنسان عقلاً يعد مقياساً للحقائق أودع في نفسه مقياساً آخر هذا المقياس يكشف له خطأه ، أي أنت بالمقياس الحديث مبرمج أو مولف أو مفطور أو مكيف على منهج الله عز وجل ، فما من أمر أمرك الله به إلا ونفسك تتمناه ، وما من نهي نهاك الله عنه إلا ونفسك تعافه ، فالإنسان معه مقياس ذاتي بإمكانه أن يكشف خطأه من دون موجه ، من دون معلم
(﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ﴾
( سورة الروم الآية : 30) .
)
إقامة وجهك للدين حنيفاً هو نفسه ما برمجت عليه :
(﴿ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾ .
( سورة الروم الآية : 30 ) .
)
ما من أمر أمرك الله به وما من نهي نهاك الله عنه إلا وجبلتك مبرمجة عليه
الله عز وجل أمرك أن تكون صادقاً ، وجبلتك تكبر الصدق ، تحب الصدق ، أمرك الله أن تكون أميناً ، وجبلتك وفطرتك تحب الأمانة ، لكن حتى الأمور لا تختلط أن تحب الأمانة شيء وأن تكون أميناً شيء آخر ، حتى الذي يأكلون أموال الناس بالباطل يقتسمونها بالعدل ، لأن العدل فطرة ، فالفطرة أنك مبرمج ، مولف ، مصمم ، مفطور على الكمال ، من هنا جاء العذاب النفسي ، إنسان فطرته ليست كاملة فارتكب الجرائم يبقى مرتاحاً ؟ لا يوجد إنسان على وجه الأرض يرتكب خطأ فاحشاً إلا ويتألم ألماً داخلياً ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى))طه آية 124 ، وهذا ما يسمى بالكآبة المعاصرة ، الكآبة الآن أكبر مرض بالمجتمع البشري ،وكما نسمع بان البلدان الاوروبيه بالرغم من ان فيها من الاموال والاثرياء وجميع الملذات الا ان نسبة الانتحار فيها عاليه جدا وبالاخص بين الاثرياء . لأن هناك حركة بخلاف الفطرة ، حركة بخلاف منهج الله ، إن قلت فطرة يعني منهج الله ، إن قلت فطرة يعني الأمر والنهي ، ما من أمر أمرك الله به وما من نهي نهاك الله عنه إلا وجبلتك مبرمجة عليه لذلك
(﴿ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ (7) ﴾
( سورة الحجرات))
عندنا في علم النفس مرض اسمه الهستريا ، اسمه على خلاف واقعه ، الهستريا شلل عضوي لسبب نفسي ، الإنسان يلوم نفسه فتشل أعضاؤه ، مرض من الأمراض ، أي إنسان في الأرض من الستة آلاف مليون يرتكب خطأ ينهى عنه وحي السماء يحس بكآبة ، لذلك أكبر مرض نفسي في العالم الكآبة ، الذين وصلوا إلى قمم النجاح ينتحرون أحياناً عندهم كآبة ، الكآبة خلاف منهج الله عز وجل ، وخالف مبادئ فطرته ، سواء أقلت : فلان خالف منهج الله أو فلان خالف مبادئ فطرته المؤدى واحد ، فالفطرة جبلة طبيعية ، خصيصة فطر عليها الإنسان ، متوافقة تماماً مع منهج الله ، والدليل هذه الآية الأولى:
(﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ﴾
( سورة الروم الآية : 30 ) .
)
أن تقيم وجهك للدين حنيفاً هو ذاته فطرتك :
(﴿ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّه ﴾ .
( سورة الروم الآية : 30 ) .
)
الفطرة هبة للناس جميعاً :
إذاً الأمر هذه الفطرة التي أعطانا الله عز وجل إياها بعد العقل ، العقل أولاً والفطرة ثانياً ، هي ليست خاصة بفئة من الناس ، بل هي عطية وهبة للناس جميعاً.
أي إنسان حتى الملحد ، ملحد أمه من سبعة أيام لم تأكل شيئاً ، جاء بطعام نفيس أكله وحده ألا يشعر بحقارته ؟ شعور ذاتي ، لذلك أقول لك الآن كلمة خطيرة : أحياناً الإنسان يحتقر ذاته قد لا يدري بخطئه أحد ، قد يكسب مالاً كسباً غير مشروع ، قد يبني مجده على أنقاض الآخرين ، قد يبني غناه على إفقار الآخرين ، قد يبني قوته على إضعاف الآخرين ، قد يبني حياته على قتل الآخرين ، قد يبني عزه على إذلال الآخرين ، هذا الإنسان قوي ولا أحد بإمكانه أن يعترض عليه ولكن في داخله انهيار ، انهياره الداخلي بسبب فطرته ، هذا الانهيار يجعله بوضع صحي غير جيد ، سريع الانفعال ، ردود فعله قاسية جداً ، هذا اضطرابه النفسي ، أستاذ جميل أنت بالعقل تعرف الله وأنت بالفطرة تعرف خطأك ، الله عز وجل سيحاسبنا ، بالكون آيات (وأعطاك عقلاً) كافية لمعرفة الله ، و لك فطرة كافية لمعرفة خطأك ، لذلك في بعض الفنادق بألمانيا كتب على السرير إذا لم تنم هذه الليلة فالعلة ليست في فراشنا إنها وثيرة ولكن العلة في ذنوبك إنها كثيرة .
من خالف فطرته انقلب كالوحش الكاسر
في البداية هناك آلام ، أي إنسان يخالف فطرته لو عقّ أباه ، لو عق أمه ، لو ارتكب خطأً فاحشاً ، لو أضر بإنسان ، أي إنسان كائن من كان في كل مكان وزمان ، حينما يؤذي أخاه الإنسان يتألم من الداخل ، هذا الألم إلى حين ، إلى أن تنطمس فطرته يصبح كالبهيمة ، هؤلاء الذين ألفوا العدوان على الآخرين ، ابتزاز أموالهم ، انتهاك أعراضهم ، بعد حين تنطمس فطرتهم هذا المعنى يعبر عنه في القرآن الكريم :
(﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) ﴾
( سورة المطففين) .
)
فمعنى الران : انطماس الفطرة
تصميم الفطرة من قِبل الله عز وجل تصميمياً رائعاً تكشف بها الخطأ
قال تعالى : (﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) ﴾ .
( سورة الشمس ) .
)
كيف سواها ربنا ؟ قال تعالى : (﴿ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) ﴾ .
( سورة الشمس ) .)
نحن نخاف أن يفهم من هذه الآية أن الله خلق فيها الفجور معاذ الله ، هذا المعنى مرفوض ، لكن الآية تعني أن الله صمم هذه النفس البشرية تصميماً رائعاً ، بحيث لو أخطأت لكشفت ذاتياً أنها أخطأت ، الإنسان لا يحتاج لا إلى موجه ولا إلى مرشد .
حتى الهرة إن أطعمتها قطعة لحم تأكلها أمامك ، أما إذا خطفتها بفطرتها تعرف أنها معتدية تأكلها بعيدة عنك
انقلاب الفطرة إلى صبغة بالاتصال بالله عز وجل
الجنة جنتان ، في الدنيا جنة وجنة السماء
ولكن جنة الدنيا كما قال بعض العلماء : في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة ، قال تعالى
(﴿ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6) ﴾
( سورة محمد) .
)
في الدنيا ذاقوا طعمها ، إن طعمها هو القرب من الله عز وجل ، لكن لابدّ من ملاحظة : أنا ذكرت الفطرة أن تحب الشيء لا أن تفعله ، لكن الصبغة أن تكون كريماً ، الفطرة أن تحب الكرم ، الفطرة أن تحب الرحمة ، الفطرة أن تحب العدل ، ولكن الصبغة أن تغدو عادلاً وأن تغدو كريماً ، بالاتصال بالله (وتزكية النفس) تنقلب الفطرة إلى صبغة :
قوله تعالى : { صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً }
وقوله تعالى :(﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ ﴾ .
( سورة آل عمران الآية : 159 ) .
)
هذه النقطة دقيقة جداً أنا أتمنى أن ينتقل الإنسان من فطرة سليمة إلى صبغة راقية يصبغ بهذه الخصال الفطرة السليمة التي أودعها الله عز وجل في النفس . عندما يطلب الإنسان العلم يعرف الحقيقة ، وبدافع من حبه لوجوده ، ولسلامة وجوده ، ولكمال وجوده ، ولاستمرار وجوده ، يتحرك نحو سلامة وجوده وكمال وجوده
ابليس ومحاولاته لصم البشرية عن سماع صوت فطرتهم وموافقتها واشغالهم عنها :
فجعله ينكر فضل الله ويسىء الأدب ............؟!!!!
وجعله ينسى فضل الله عليه ويطمس بالران على فطرته بكل الوسائل والشبهات والمغريات
ويتناسى بأن ربنا على سائر مخلوقاته ؟
ــ قال ربي ـ سبحانه ــ : ( ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )
وينسى بان ميزنا الله عن غيرنا من المخلوقات فأعطانا الاختيار والعقل وأدوات العلم ؟
ــ قال ربي ـ سبحانه ــ : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون )
وينسى بانه يكلفنا من فوق سبع سماوات بما لم تستطع عليه السماوات والجبال والأرض , لأننا أهل لذلك التكليف ؟
ــ قال ربي ـ سبحانه ــ : ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا )
فينعمي بالمادة بسبب الشيطان ولا يتفكر بالكون من حوله وبديع خلق الله بان سخر لنا هذا الكون كله تكريماً لنا و لأجل عمارة الأرض بما يرضيه ؟
ــ قال ربي ـ سبحانه ــ : ( الم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمر هو يمسك السماء ان تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم )
ويحتقر ويذل نفسه ويهين كرامته بسبب الشيطان الحقود وينسى ان الله اصطفانا بهذا الدين هو خير الأديان ــ الإسلام الناسخ لكل دين قبله ــ ؟
ــ قال ربي ـ سبحانه ــ : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )
وينسيه ابليس بان ربنا خصنا بأفضل رسله ـ عليهم السلام ـ محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟
ـ قال ربي ـ سبحانه ـ : ( ما كان محمد أبا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما )
ويغفل عن فضل الله بان يخصنا بأفضل كتبه القرآن الكريم ــ ؟
ــ قال ربي ـ سبحانه ــ : ( ولقد أتيناك سبعا من المثاني والقران العظيم )
ــ قال ربي ـ سبحانه ــ : ( إن هذا القران يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا )
ــ قال ربي ـ سبحانه ــ : ( لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القران لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) .
ــ قال ربي ـ سبحانه ــ : ( ولقد ضربنا للناس في هذا القران من كل مثل لعلهم يتذكرون )
ــ قال ربي ـ سبحانه ــ : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )
ولا يرى فضله بان اعطانا ربنا ما لم يعط الأمم من قبلنا ؟
ــ عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة وأعطيت الشفاعة )
ـ عن هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم )
وينسى بان ربنا هو الحكيم ,
و الخبير ,
و العليم ,
و الملك ,
ويغفل عن معاني كبيرة ويحتقر نفسه بسبب ابليس ومن تلك المعاني الكثيرة :
بان ربنا هو الذي أخبرنا عن طريق كتابه وسنة نبيه أننا لنا ذلك كله وأكثر إن أحسنا .
الا يعني ذلك شيئا لك يا بني الانسان ؟؟؟؟
ألا يعني هذا أننا خلقنا لنملك هذه الأرض ونعمرها بالخير .
ألا يعني هذا أننا خلقنا لنعيش أعزاء .
ألا يعني هذا أننا خلقنا لنحيا سعداء ـ في السراء والضراء ـ
ألا يعني هذا أننا خلقنا لنعيش حياة الكرماء .
ألا يعني هذا أننا خلقنا لنملك ونؤثر على غيرنا , لا أن نُملك ويؤثر علينا .
فلمـــــــــــــــــــــاذا اذا هناك من يتبع استدراج وخطوات الشيطان؟!!!!!
فصرنا نرى في أمة محمد صورا تدمي القلب بين شبابنا وفتياتنا وكبيرنا وصغيرنا ؟؟؟؟
() ــ فلماذا نرى من يسيء الأدب مع الله وينكر هذه النعم ويسيء الظن بربه ؟
() ــ فلماذا نرى كثير من الناس ينكر ذلك ويأبى إلا العيش في الظلام ؟
() ــ فلماذا نرى من يحطم نفسه وينكر قدراته التي أعطاها إياها ربه ؟
() ــ فلماذا نرى من يحط من قدر ذاته التي كرمها ربه ويذلها ويمنعها حقها ؟
() ــ فلماذا نرى من يمنع نفسه عن الانطلاق في الخير وإخراج طاقاته لتنفع
نفسها و أمتها ؟
() ــ فلماذا نرى من يأبى إلا العيش مع المتردية والنطيحة وفي الحفر, وحقها أن
تعيش حياة العظماء وفي القمم ؟
() ــ فلماذا نرى الكثير ممن يتلذذون بالتشكي والتسخط و لا يعملون شيئاً .
وكأن غيرهم لم يصب بما أصيبوا ؟
() ــ فلماذا نرى من إذا أصابته مصيبته أظلمت دنياه كلها وسخط على ذلك ؟
() ــ فلماذانرى الكثير إذا نظروا للدنيا لا ينظروا إلا الظلام , وأما النور فيها فهم
عميان لا يجيدون النظر إليه ؟
() ــ فلماذا نرى الكثير لا يثق بنفسه التي كلفها ربي بالرسالة العظمى ؟
() ــ فلماذا نرى الكثير هنا كثير الشكوى ......؟
() ــ فلماذا نرى الكثير يجيد توسيع مساحة المستحيل ويضيق مساحة الممكن و
لا يجيد العكس الذي أوجده ربنا ؟
هذا كله بعد ان وضع ابليس الحواجز بيننا وبين نفوسنا بكل الطرق من شهوات وذنوب ومعاصي وشبهات كي نتوه ونضيع في ارجاء الارض ونعيش في غفلة وضنك , وندوس على هذه النفس الطاهرة (نفخة من روح الله) التي بين جنباتنا وفي اعماقنا
هل تسائلت يوما :
من الذي أخرجَ الأبوينِ من الجنّةِ دارَ النَّعيمِ والبهجَةِ والسرور إلى دارِ الآلام والأحزانِ والمصائب ؟وما الذي أخرجَ إبليسَ من ملكوتِ السماءِ وطردَه ولَعَنَه ، ومسخَ ظاهرَه وباطنَه ، فَجَعَلَ صورتَهُ أقبحَ صورةٍ وأشنَعها ، وباطِنَه أقبحَ من صورتِه وأشْنَع ، وبُدِّلَ بالقربِ بُعداً ، وبالرحمةِ لَعْنَةً ، وبالجمالِ قُبْحَاً ، وبالجنة ناراً تلظى ، وبالإيمان كفرا ، وبموالاةِ الوليِّ الحميدِ أعظمَ عداوةٍ ومُشاقّةٍ ، وبِزَجَلِ التسبيحِ والتقديسِ والتهليلِ زَجَلَ الكفرِ والشركِ والكَذِبِ والزورِ والفحش . وبلباسِ الإيمانِ لباسَ الكفرِ والفسوقِ والعصيانِ ، فهانَ على الله غايةَ الهوانِ ، وسَقَطَ من عينه غايةَ السقوطِ وحَلَّ عليه غضبُ الربِّ تعالى فأهْواهُ ، ومَقَتَهُ أكبرَ المقتِ فأرداهُ ، فصار قَوّاداً لكل فاسقٍ ومجرم . رضي لنفسه بالقيادةِ بعد تلك العبادةِ والسيادةِ ! فَعِيَاذاً بك اللهمَّ من مخالفةِ أمرِك ، وارتكابِ نـهيِك .
فقادهم الى المعاصي والذنوب والذل , واغراهم بالمال والشهوات مقابل
معصية الله وحجب الانسان عن فطرته في الأرض النتيجة فشل ومهانة وضنك بالدنيا بسبب أن الفطرة تلعن صاحبها ولا تسكن في مكانها بل تثور عليه ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى))طه آية 124 " ومن أعرض عن ذكري " أي خالف أمري وما أنزلته على رسولي أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه فإن له معيشة ضنكا أي ضنك في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس فإن له معيشة ضنكا قال الشقاء وقال العوفي عن ابن عباس فإن له معيشة ضنكا قال كلما أعطيته عبدا من عبادي قل أو كثر لا يتقيني فيه فلا خير فيه وهو الضنك في المعيشة وقال أيضا إن قوما ضلالا أعرضوا عن الحق وكانوا في سعة من الدنيا متكبرين فكانت معيشتهم ضنكا, "(فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) أي : في الدنيا ، فلا طمأنينة له ، ولا انشراح لصدره ، بل صدره ضيق ، حَرج ؛ لضلاله ، وإن تَنَعَّم ظاهره ، ولبِس ما شاء ، وأكل ما شاء ، وسكن حيث شاء ؛ فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين ، والهدى ، فهو في قلق ، وحيرة ، وشك ، فلا يزال في ريبة يتردد ، فهذا من ضنك المعيشة"
وايضا تعجيل عذاب الله في الدنيا فيحل بأرضهم من الخسف والزلازل ويمحق بركتها ، وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ديار ثمود فمنعهم من دخول ديارهم إلا وهم باكُون ، ومَن شُرب مياهِهم ، ومن الاستسقاء من أبيارهم لتأثير شؤم المعصية في الماء ، وكذلك شؤم تأثير الذنوب فى نقص الثمار ، وما ترى به من الآفات .
نعمة التوبة التي أحرقت قلب ابليس
فوضع الله التوبة وتاب عن ادم وزوجته عندما عصى الله , وهنا جن جنون ابليس , ولا تزال المعركة قائمة الى اليوم (معركة الارض) فيحاول ابليس بشتى الطرق بصد البشر عن (تزكية ارواحهم) وخرقها بالذنوب واليأس من رحمة الله , وحثم الى البحث عن ذاتهم من خلال الماديات الحسية , والبحث عن ارواحهم من خلال الوثنيات والاصنام والفلسفة وصدهم عن سبيل الله , وصدهم عن الاستقامة وطاعة الله , فإن للطاعةِ من البركةِ ما يبقى حتى بعدَ موتِ صاحِبِها. قال سبحانه : (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا) وقال سبحانه في قصة موسى مع الْخَضِر : (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ . قال فيها الله عز وجل (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا(
عوده للفطره للروح .فدع الفطره تقودك بسلام
وذلك بتطهير الروح وتزكية النفس , التزكية في القرآن الكريم عدة مرات و في آيات كثيرات ، وقد وردت إلى جانب العبادات, و أورد بعضاً من آيات القرآن الحكيم:
قال تعالى :
{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة : 129]
{كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 151]
{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران : 164]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور : 21]
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة : 2]
{جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى} [طه : 76]
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [فاطر : 18]
{فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى} [النازعات : 18]
{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} [الأعلى : 14]
والايات كثيرة في التزكية .
وتزكية النفس اولها التوبة الصادقة ثم اتباع الفطرة فهي كفيلة بان تقودك الى الكرامة والعزة والرفعة والمعالي والسعادة والقوة, فهذا الطريق المستقيم الذي وضعه الله للانسان ….
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جمع اخوكم السبيعي