تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تحذير الإخوان من ضـــــــلالات طارق السويـــــدان


خيال التوحيد
25 - 02 - 2011, 22:02
تحذير الإخوان من ضلالات طارق السويدان (http://www.arabsys.net/vb/showthread.php?t=28518)
بسم الله الرحمن الرحيم

تحذير الإخوان من ضلالات طارق السويدان


الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن سار على نهجه إلى يوم الدين ، أمّا بعد :

فلا نزال نسمع من الكثير الذبّ المستميت عن طارق السويدان الكويتي ، وكأن طارق السويدان من أئمة الدين المجددين ، الذين حملوا للدين شعارا ، وأقاموا له مناراً ، حتى لقي طارق مالم يحصل منهم لله ولا لرسوله صلى الله عليه وسلم ولا لصحابته الكرام !! من النصرة والتأييد والذب عنه حتى ولو بالتمييع والمغالطات ، وعندما نقول ذلك لا نقوله من فراغ أو الاتهام الباطل الذي رمونا به وانسلّوا منه!! ، فما أن تأتي الوقيعة في أهل الأهواء والبدع إلاّ وتحركت عندهم بقايا أصول الجرح والتعديل وتعنتوا في إثبات ذلك ، وعندما نثبت لهم ذلك تتحرك عندهم بقايا أصول الفقه ودلالات الألفاظ ، ويصرّفون الكلام على ما يشتهون !! ، ويقولون : قصده كذا !! ، وأراد كذا !! ، وهو يعني كذا !! ، فإن لم يجدوا حيلة في دفع ذلك كلّه ليتهم يقرّون ويعترفون ، ويجردون الولاء والبراء لله !! ، ولكن نراهم يتلقّفون أي مجابهة لهذه الأدلة ، فتارة يقولون : هذا الكلام عليهم مزوّر !! ، أو هذا الشريط تعرض للنقص والدبلجة !! ، وهذه والله من علامات الهوى والكبر والإعراض والعياذ بالله ، كما قال الله تعالى: { سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لايؤمنوا بها وإن يروا سبيل الحق لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذّبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلون } وقال تعالى : { كذلك يطبع الله على قلوب الذين لايعلمون } وقال جلّ وعلا : {كذلك يطبع الله على كل قلب متكبرٍ جبار } وقال تعالى: { ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا } ، فالمتكبر وصاحب الهوى لو تناطحت أمام عينه الجبال ، ونزلت عليه الحجة من السماء في قرطاس يلمسه بيده و يقرؤه ما كان منه بعد هذا إلاّ الإعراض والعياذ بالله ، قال تعالى : { ولو نزلنا عليك كتاباً في قرطاسٍ فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلاّ سحر مبين * وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر ثم لا ينظرون } ، وقال تعالى : { ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلّمهم الموتى وحشرنا عليهم كلّ شيٍ قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلاّ أن يشاء الله ولكنّ أكثرهم يجهلون } .

فليكثر من الحمد من هدي إلى سبيل الحق وليفرح بذلك ، قال تعالى : { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون } .

ولا يظن الظان أن هذا منهم من قبيل التحري والتثبت الذي أمرنا الله به ، كما قال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } ، لأن أصل التثبت والتحرّي موجود عند أهل السنة في كل شي ، ومع كلّ أحد حتى الكافر !! ، لأن وصف الغير بما ليس فيه وتعقيب ذلك بالحكم عليه من جنس الظلم والجورالذي حرمه الله تعالى على عباده ، قال تعالى : { ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} .

أمّا أهل الأهواء والبدع ، فهم أهل الغل والحقد على المسلمين ، فتراهم ينسبون إلى أهل العلم من أهل السنة مقالات وعبارات ، بينهم وبين إثباتها عليهم خرق القتاد كما يقال ، وإن وقع من أحد علماء السنة خطأ عندهم ، لم يكلّفوا أنفسهم بالذب عنهم والاعتذار لهم على أقلّ احتمال .

فلماذا لم تتحرك همم أولئك الجهال بالذب عن الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - عندما شنّع عليه بعض أدعياء العلم عندما أفتى بجواز الصلح مع اليهود المحتلين ، بل منهم من تجرأ على الجهر بتكفيره !! ، مع أن الدليل ناصره ؟! .

ولماذا لم تتحرك همم أولئك الأقماع بالذب عن الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ - حفظه الله - عندما تهجم عليه بعض الأئمة المضلين كالقرضاوي وغيره بالتجهيل لأنه أفتى بمنع العمليات الانتحارية ، وإباحة ذلك ؟ ، مع أن المسألة هنا محلّ نظر واجتهاد ؟! .

ولماذا لم تتحرك ثوائر الغيرة عندهم لأهل العلم عندما تجرأت بعض الأقلام بالتهجم على الشيخ الإمام صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - عندما حذّر من طارق السويدان وسعى في منعهمن إلقاء المحاضرات في الطائف صيف عام 1422هـ ؟! .

لماذا لم يتحرك الدفاع منهم عن هيئة كبار العلماء عندما أفتوا بفتاوى عدّة لا تروق لهم ولا توافق أهوائهم ؟! ، كفتواهم في جواز الاستعانة بالكفار في حرب الخليج ، وكفتواهم في إيقاف بعض الدعاة الذين خالفوا السنة في نصيحة ولاة الأمر ، وكفتواهم في الإنكار على لجنة الحقوق الشرعية المزعومة ؟.

أين التثبت والتحقيق والعدل والإنصاف والرفق بالمخالف في كل هذه الصور ؟! .

هذا هو حالهم مع أهل السنة دائماً في قديم الزمان وحديثه ، لا يرقبون في مؤمنٍ ولا مؤمنة إلاّ ولا ذمّة ؟ ، يخونون معهم في العهود والمواثيق ، ويستبيحون أعراضهم ، وأموالهم حتى دمائهم ؟ .

ومن الجانب الآخر : أين هم عن ضلالات يوسف القرضاوي(1) التي تتوالى على الإسلام وأهله في كل يوم .

أين هم عن ضلالات سيد قطب(2) التي سرت سريان النار في الهشيم بين الشباب العربي والإسلامي ، لماذا لم يحذّروا منها ، حتى مع الثناء عليه على أقل احتمال ؟! .

أين هم عن ضلالات : حسن البنا ، وأبي الأعلى المودودي ، والترابي ، ورؤوس الفكر الإخواني المنحدر ؟! .

لماذا هم يتلمسون لبني حزبهم الأعذار والمخارج ، وألسنتهم سلاط حداد على أهل السنةوالأثر ؟! .

أوليس يحق لنا بعد هذا أن نقول عنهم : ( بأنهم هم الخوارج مع أهل السنة ، المرجئة مع أهل الأهواء (1) ؟! ) .

إن أهل الأهواء يعظمون مقالات قاداتهم وأشخاصهم أكثر من تعظيمهم للكتاب والسنة والسلف الصالح من الصحابة والتابعين ، فهاهم أهل الضلالة من اليهود والنصارى والأديان الكافرة يطعنون في الإسلام وفي أهله ، ولم تتحرك منهم الثوائر كما تحركت لمن طعن في أحد قادات حزبهم ، بل والله مالقي خصوم أهل السنة قديماً وحديثاً من الردّ والنكير ما حظي به قادات هذه الأحزاب المنحرفة من الذب والنكير على المخالف .

أين هم عن كتب ابن حجر الهيتمي والكوثري والسقاف وغيرهم ، وما فيها من ذمٍ لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ومعتقد أهل السنة ؟! .

أين هم عن كتب أهل التصوف وعبادة القبور في ذمهم لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - وعقيدة أهل التوحيد والسنة ؟! .

أين هم عن كتب الأباضية ، التي تزايد خطرها في الطعن في عقيدة أهل السنة والحديث .

لماذا أقلام أولئك الأوباش بمثابة الرماح على أهل السنة ، بينما نراها مكانس تزيل الأذى عنوجوه أهل البدع ؟! .

إنّي أناشد بالله كل من نظر في هذه الأسطر أن يرفق بنفسه ولا يعجل ، ولا تأخذه العزة بالإثم ، فيعرض عن سماع وقراءة ما أقول وأكتب ، وأن يطرح كل الرجال وآرائهم وراء ظهره أمام الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح ، فإلى ذلك كلّه التحاكم فيما بيننا ، قال الله تعالى : { فإن تنازعتم في شيٍ فردوه إلى الله والرسول } الآية ، قال أهل العلم : الرد إلى الله إلى كتابه ، والرد إلى رسول الله اليه حياً وإلى سنته ميتاً ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

عقد شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب في كتابه النفيس " كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد " باباً سمّاه : ( باب : طاعة الأمراء والعلماء في تحليل ما حرّم الله أو تحريم ما أحلّ الله ) ، ثم ذكر تحته قول الله تعالى : { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله } ، وذكر حديث عدي بن حاتم - رضي الله عنه - أنه قال : يا رسول الله ؛ والله ما كنّا نعبدهم من دون الله ! ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( ألم يكونوا يحرمون الحلال فتحرمونه ، ويحلون الحرام فتحلّونه ؟! )) ، قال : بلى ، فقال : (( فتلك عبادتكم إيّاهم )) .

وذكر قول الله تعالى : { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } ، فلا يمتحن أي الناس بمقالة أي قائل إلاّ ما كان من كتاب الله ومن سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى وإن كان هذا المخالف من أفاضل الناس وكبرائهم ، ومثل ذلك موقف الصحابي الجليل عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - من الصحابيين الجليلين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين ، وهما هما ، أفضل هذه الأمة بعد نبيها ، فعندما خولف ابن عباس في بعض مسائل الحج ، والدليل ينصره ، قالوا له إن أبا بكر وعمر يقولان بخلاف ذلك ؟! ، فقال : (يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ، أقول لكم قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر ؟! ) .

وهكذا لمّا قيل لابن عمر رضي الله عنهما في مسألة أفتى فيها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :

إن أباك عمر بن الخطاب يقول بخلاف ذلك ؟! ، فقال لهم : ( سنة النبي خير من سنة أبي ) .

وكذلك عندما خولف ابن عمر رضي الله عنهما في مسألة أخرى ، واعترضوا عليه بقول ابن عباس رضي الله عنه قال : ( سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن تتبع من سنة ابن عباس ) رواه الهروي .

وأفتى الشافعي - رحمه الله - في مسألة بحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم فقيل له : تقول بهذا الحديث ؟! ، فقال : ( سبحانك الله ، تراني في كنيسة ، تراني في بيعة ، تراى على وسطي زنّار ، أقول لك قضى رسول الله وأنت تقول لي ، تقول أنت ) ، رواه الهروي في "ذم الكلام " .

فهذا هو معنى تجريد الإتباع لله والرسول صلى الله عليه وسلم عندما دعانا الله إلى ذلك في آيات عدّة ، كقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم } الآية ، وقوله تعالى :{ يا أيها الذين أطيعوا الله ورسوله ولا تولّوا عنه وأنتم تسمعون } .

ولهذا تقرر عند أهل العلم من قديم الزمان أن أقوال الرجال يحتج لها ولا يحتج بها وإن عظم قدرهم وعلا شأنهم .

وقد ذم السلف الصالح الرأي وتقليد الرجال ، قال الامام الأوزاعي : ( عليك بالأثر وإن رفضك الناس وإيّاك وآراء الرجال وإن زخرفوها لك بالقول ) .

ومما أنشد الإمام أحمد :


دين الــنــــبي محمد آثــــــار نعم المطيـــة للفتى الآثار

لاترغبن عن الحديث وأهله فالرأي ليل والحديث نهار

وأنشد ابن عبدالبر :


لافرق بين مقلد وبهيمة تنقاد بين دعاثرٍ وجنادلِ

إذا تقرر هذا فإن بعض الإخوة المحبين دفع إلي ورقة جاءني بها من الشبكة العنكبوتية

http : // www . islamtodau . net/هذه الكلمة ممنوعةهذه الكلمة ممنوعةهذه الكلمة ممنوعةهذه الكلمة ممنوعةهذه الكلمة ممنوعةهذه الكلمة ممنوعةهذه الكلمة ممنوعة.cfm?id


وذلك بتاريخ 11/4/1422هـ ، فوجدت فيها دفاعاً عجيباً عن طارق السويدان ، فأحببت أن أوضح لمن أراد طلب الحق بإنصاف ما في هذه الورقة من مغالطات ، ثم أجلّي أمر طارق السويدان لمن لا يعرفه ، فأقول :

لي على هذه الورقة عدة ملاحظات :

الملاحظة الأولى : اسم الموقع [ الإسلام اليوم ] ، وفي ترجمة اللغة اللاتينية إلى العربية يكون إسمه : [ اسلام اليوم ] ، وكأن إسلام اليوم غير إسلام الأمس !! ، غير إسلام محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا هو المراد عندهم حقيقة !! ، وهو ( فقه التجديد ) أو ( فقه التيسير ) ، الذي يطبل عليه القرضاوي ، ورؤوس الفكر الإخواني كالبنا والتلمساني وسيد قطب والترابي (1) ، بدعوى مسايرة رغبات المجتمع !! ، فأعادوا النظر في عدد من المسائل الدينية الثابتة من قديم الزمان ، وغيّروا أحكامها مسايرة لرغبات المجتمع !! ، وإلاّ متى كان من ديننا حرية الحوار مع اليهود والنصارى وموالاتهم ؟! ، ومتى كان في ديننا توحيد الديانة مع فرق الضلال من الجهمية والروافض ؟! ، ومتى كان في ديننا محاربة الإلتزام بالسنة ، بدعوى التطرّف والتشدد والبدائية ؟! ، ومتى كان في ديننا إباحة سماع الموسيقى والأغاني ؟! ، ومتى كان في ديننا سماع الأناشيد الصوفية ؟! ، ومتى كان في ديننا التمثيل ومنطلقه الكذب من الرجال والنساء ؟! ، ومتى كان في ديننا تكشّف المرأة ومخالطتها للرجال ولعبها للرياضة وتولّيها المناصب على الرجال ؟! ، ومتى كان في ديننا إباحة الصور والتماثيل ؟! ، وغيرها كثير من المحدثات التي يزعق بها أئمة الضلال المضلين في زماننا بكل وقاحة وجرآءة ، والله المستعان .

إن الله تعالى عندما شرع لنا دين الإسلام جعله الدين الذي لايقبل الله تعالى سواه ، قال تعالى : { إن الدين عند الله الإسلام } ، وقال : { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه } ، وهو الدين الذي بلّغه محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس أجمعين ، ومات حين مات وهو دينه الذي ارتضى لنا ، وبه أتمه الله ، قال تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } ، الإسلام الذي مات عليه محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون لهم بإحسان ، الإسلام الذي يحاسب عليه العبد في قبره وفي يوم الدين الأكبر ، الإسلام الذي كلّ دين سواه عند الله باطل مردود ، وكذلك عند رسوله صلى الله عليه وسلم ، كما قال صلى الله عليه وسلم : (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )) ، وفي رواية : (( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد )) متفق عليه ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار )) رواه أحمد وغيره من حديث عبدالله بن مسعود بسند صحيح .

فأي دين يريد هؤلاء ، وأي إسلامٍ اليوم غير الإسلام الذي يريده الله تعالى منّا ؟!!! .

الملاحظة الثانية : قوله في منشوره السابق : ( الدكتور الفاضل طارق السويدان من الدعاة المعروفين ) .

أقول : كان الأولى أن يقيد المعرفة بحسب علمه ويقول : ( لدينا !! ) ، وعدم إطلاق ذلك ، بينما أن حقيقة الأمر أن طارق السويدان لم يكن يُعرف إلاّ منذ زمن قريب ، وليس له من العلم والتحقيق والشهرة بذلك ما يوجب له المعرفة بين الناس ، ولكن جرت عادة الفكر الإخواني تلميع أصاغرهم ، وتمييع أكابر أهل السنة !! ، فمتى ما وافق الشخص مذهبهم رفعوه حتى أبلغوه منازل الأئمة والمجددين ، ومتى ما خالف مذهبهم أذابوا جميع محاسنه وجهود في الإسلام !! .


قام تلميع أهل البدع ومناصري الفكر الإخواني ، مع إغفاله أئمة السنة والحديث المتقدم منهم والمعاصر ، ومن ذلك ما قاله في شريط : ( تقويم رجال الإسلام في العصر الحاضر ) محاضرة بالمعهد العلمي ببريدة ، فقال : ( أيها الأخوة رجالات الإسلام في هذا العصر هم في ميادين شتى فأنت إذا نظرت مثلاً في ميدان الدعوة الى الله وجدت رجالاً عرفوا بالدعوة وأثروا في مجتمعاتهم أبلغ تأثير ولعل من الأسماء البارزة والمشهورة أمثال الشيخ حسن البنا وأبو الأعلى المودودي أو غيرهم من المصلحين !! ، وإذا نظرت في مجال الأدب والفكر أمثال سيد قطب !! ومحمد قطب وغيرهما من الكتاب المشهورين ، وكذلك كتابات أبو الأعلى المودودي وأبو الحسن الندوي وغيرهم ، وفي مجال العلم الشرعي والفقه والفتوى والحديث وجدت علماء أفذاذا في هذه الجزيرة أو غيرها ولعل الأجياد الذين يشاد بذكرهم أمثال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في مجال الحديث والسنة والشيخ عبدالعزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين وكذلك لا تنكر جهود الآخرين في غير هذه البلاد تجد بحوث الدكتور مصطفى الزرقا ويوسف القرضاوي !! ، وإذا نظرت في مجال الجهاد وجدت شخصيات بارزة في الجهاد ولعل الجهاد الأفغاني على الساحة أبرز ما يلفت الأنظار أمثال عبدرب الرسول سياف !! أو برهان الدين رباني أو حكمتيار أو من تبنى مسألة الجهاد كعبدالله عزام أو غيرهم ، وفي مجال الخطبة والوعظ مثل عبدالحميد كشك واحمد القطان وإبراهيم عزت .... ) .


الملاحظة الثالثة : قوله : ( وله أشرطة مفيدة كتب لها الله القبول عند الناس ! ).

أقول : وهذا من القول على الله تعالى بغير علم ، قال تعالى : { قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن وأن تشركوا بالله مالم ينزّل به سلطاناً وأن تقولوا على الله مالا تعلمون } .

وقال تعالى : { ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسئولا } .

وما يدري سلمان أن الله تعالى قد كتب لها القبول ، أنبيٌ هو ؟! ،{ أطّلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا } .

فإن حكم لها بالقبول لكثرة انتشارها، فانتشار الشريط أو الكتاب ونحوه بين الناس لايعني أن الله تعالى قد كتب لها القبول عندهم ، وإلاّ فانتشار كتب الضلالة في هذا الزمان يذهل العقول ! ، وانتشار أشرطة الفاسقين والفاسقات من المغنيين والمغنيات والممثلين والممثلات أكثر من أن تحصر بسهولة ! .

وإن حكم لها بالقبول بمجرد كثرة الذين أثنوا عليها فهذا لا يكفي تسليماً ، وإلاّ فأهل العلم قد حذّروا منها ومما فيها ، كالشيخ عبدالعزيز بن باز ، وابن عثيمين - رحمهم الله - ، والشيخ عبدالله بن غديان و صالح الفوزان وغيرهم .

وإن حكم لها بالقبول بظهور الفائدة فيها ، فأي فائدة ترجى قد انفرد بها السويدان عن غيره على التسليم بذلك جدلاً ، وإلاّ فأشرطته تحتوي على أنواع من الخلط والتضليل ، والتجاسر على الخوض فيما حصل بين الصحابة من فتن ، مما أجمع السلف رضوان الله عليهم على الكفّ عمّا شجر بينهم وترك الخوض فيه .

فمن أين بعد ذلك يحق الحكم بأن الله تعالى ذكره وشأنه قد كتب لأشرطة السويدان القبول ؟! .

الملاحظة الرابعة : قوله : ( ولذا نحن نرى أن هذه الأشرطة فيها خير ونفع كبير ، ونوصي الإخوة بالإستفادة منها وسماعها ) .

أقول : لماذا أغفل علو الإسناد هنا ؟! ، كان الأولى أن يوصي بالكتب التي تكلمت عن قصص الأنبياء والتاريخ الإسلامي كتفسير ابن جرير وابن كثير وتاريخيهما ، وغيرها من الكتب .

ولكن الحقيقة التي يجب أن يتفطّن لها كل منصف : ( أن فكر أولئك القوم يملي عليهم أن ينظر الناس إلى علوم السلف بمنظار معاصريهم من قادات فرقة الإخوان ) ، ففي التفسير لا يخرجون عن " ظلال القران " لسيد قطب ، وكأنه أفضل التفاسير على الإطلاق ، وفي الفقه يهتمون بكتابات يوسف القرضاوي وسيد سابق ونحوهم ، وفي العقيدة كتاب " الإيمان " لمحمد نعيم ياسين ، و " شرح الطحاوية" لسفر الحوالي !! ومؤلفات محمد قطب ، وفي السيرة بكتاب " قبسات من حياة الرسول " لمحمد قطب ، و " رجال حول الرسول " لخالد محمد خالد ، وأشرطة السويدان !! ، وهكذا سائر الفنون ؟ .

ويصنعون بذلك فجوة كبيرة بين الشباب المعاصر وبين علوم السلف ومؤلفاتهم ، حتى تطاولوا على الكتب التي يكثر رواجها بين الناس بالتحقيق والتعليق المفسد لمقاصد مؤلفيها.

والتحقيق أن أشرطة طارق السويدان لايجوز سماعها ، لخلّوها من التحقيق أولاً ، ولعدم خلّوهامن الخلط والخطأ ثانياً !! ، وجرت عادة السلف - رضوان الله تعالى عنهم - على ترك سماع كلام أهل البدع وإن كان بمقال حق ، حتى لا يدخلوا عليهم الباطل في ثناياه : روى ابن بطة عن مفضل بن مهلهل قال : ( لو أن صاحب البدعة يحدثك ببدعته لحذرته وفررت منه ، ولكنه يحدثك بالسنة في بدو مجلسه ثم يدخل عليك بدعته فلعلها تلزم قلبك فمتى تخرج منه ) .

ولا يعني ذلك عدم قبول الحق لأنه قاله ، فالحق يقبل من كلّ من جاء به ، ولكن أعني بذلك الزهد فيما عنده لرجاء وجوده عند غيره ، أو قبول الحق منه إذا سلّم بانفراده في بيانه ويعرف هذا له ويبيّن حاله للناس حتى لا يغتروا به ، وهذه هي طريقة السلف المثلى مع أهل الأهواء .

ومثال ذلك ما رواه العقيلي من طريق عيسى بن يونس قال حدثنا ثور وكان قدرياً وقال قتيبة حدثنا جرير الحافظ المقدّم لكنّي سمعته يشتم معاوية علانية .

روى اللالكائي في " السنة " أن ابن عمر - رضي الله عنه - ذكر له بعض كلام نجدة الحروري فجعل لا يسمع منه كراهية أن يقع في قلبه منه شي .

وروى عن يحي بن أبي كثير - رحمه الله - أنه قال : ( إذا رأيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره ) .

وروى عن ابن المبارك - رحمه الله - أنه قال : ( يكون مجلسك مع المساكين وإيّاك أن تجالس صاحب بدعة ) .

وقال الفضيل بن عياض - رحمه الله - : ( لا تجلس مع صاحب بدعة فإنّي أخاف أن ينزل عليك اللعنة ) .

وعن أبي قلابة قال : ( لا تجالسوهم ولا تخالطوهم فإنّي لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ويلبّسوا عليكم كثيراً مما تعلمون ) .

وكان ابن طاوس جالساً فجاءه رجل من المعتزلة ، ثم جعل يتكلم ، فأدخل ابن طاوس أصبعيه في أذنيه وقال لابنه : ( أدخل أصبعيك في أذنيك واشدد لا تسمع من كلامه شيئاً ) ، قال معمر: يعني أن القلب ضعيف .

وقال عبدالرزاق : قال لي ابراهيم بن أبي يحي : إني أرى المعتزلة عندكم كثير ! ، قلت : نعم ، وهم يزعمون أنك منهم !! قال : أفلا تدخل معي هذا الحانوت حتّى أكلمك !! ، قلت : لا ، فقال له: لم ؟ ، قلت : لأن القلب ضعيف ، وإن الدين ليس لمن غلب.

وقال رجل من أهل الأهواء لأيوب : أسألك عن كلمة ، فولّى أيوب وهو يقول : لا ولا نصف كلمة ، مرتين يشير بأصبعه .

وروى عن مجاهد قال : ( لا تجالسوا أهل الأهواء فإن لهم عرّة كعرة الجرب ) .

وروى عن إسماعيل بن عبيدالله قال : ( لا تجالس ذا بدعة فيمرض قلبك ، ولا تجالس مفتوناً ، فإنه ملّقن حجته ) .

قلت : وصدق والله أن المفتون ملقن حجته فلا يغتر به مغتر ، وقد جاء مصداق ذلك في الحديث الشريف في وصف القلوب وفيه : (( وقلبٌ أسود مرباد كالكوز مجخياً ، لايعرف معروفاً ولا ينكر منكراً ، الاّ ما أشرب من هواه )) .

وجاء رجلان من أهل الأهواء إلى ابن سيرين فقالا : يا أبا بكر نحدثك بحديث !! ، قال : لا، قالا : فنقرأ عليك آية !! ، قال : لا ،لتقومان عني أو لأقومنّ .

وقال له رجل : إن فلان يريد أن يأتيك ولا يتكلم بشي !! ، فقال : قل لفلان لا مايأتيني فإن قلب ابن آدم ضعيف ، وإنّي أخاف أن أسمع منه كلمة فلا يرجع قلبي الى ما كان .

وجاء رجل من أهل الأهواء إلى طاوس وهو جالس فقال : أتأذن لي أن أجلس ، فقال له : إن

جلست قمنا ، فقال : يغفر الله لك يا أبا عبدالرحمن ، فقال : هو ذاك إن جلست والله قمنا ، فانصرف الرجل .

وإن وجد عندهم حق يستفاد منه أسنده أهل السنة عنهم ولم يمنعهم ذلك من التحذير منهم ، فيقول أحدهم : حدثنا فلان وكان مرجياً أو رافضياً ، وهكذا .

الملاحظة الخامسة : بعد إحسان سلمان في الحث على الكف عمّا شجر بين الصحابة وعدم الخوض في ذلك ، وهذا هو مذهب أهل السنة ، ولكن جاء في كلامه أن الفتن التي وقعت بين الصحابة : ( موضع لبس لا يكاد ينجو منها إلاّ القليل ) ، فأقول : أمّا في العصور الأولى حين الفتن والزمن القريب منها قبل التدوين وجمع السنة ، فإن اللبس في هذا الخلاف بينهم متحقق ولهذا كان من بين الطائفتين جماعة من الصحابة وعلماء التابعين ، ومنهم من اعتزل عن الفتنة مطلقاً كسعد بن أبي وقاص وغيره .

أمّا بعد أن استقرت الشريعة ، وحفظت السنة ، ودوّنت ، وجمع أصول اعتقاد أهل السنة ، فإن هذه المسألة مع استحباب أهل السنة عدم الخوض فيها إلاّ أنهم مجمعون على أن الصواب كان مع علي رضي الله عنه ، بأدلة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( ويح عمّار تقتله الفئة الباغية )) ، وعمار - رضي الله عنه - كان في جيش علي رضي الله عنه ، وكذلك ما حصل مع عبدالله بن الزبير - رضي الله عنه - ، وغير ذلك مما شجر بين الصحابة ، فليس في تلك الحوادث عند أهل السنة منذ زمن بعيد وفي هذا الزمن شكّ أو التباس ، مع إقرارنا بأن بينهم المصيب والمخطئ ، وأن كلّهم على اجتهاد بين الأجر و الأجرين ، فنعرف للمصيب صوابه ، ولا يمنعنا خطأ المخطئ منهم عن الترضي عنه ، والكف عن مساويه .

الملاحظة السادسة : قال ( وقد تداول البعض شريطاً فيه مجموعة من المتحدثين ومن بينهم الدكتور طارق السويدان ويظهر أن في الشريط شيئاً من التصرف والحذف والدبلجة ؟؟!! ) .

أقول : هذا الشريط هو شريط فيه محاضرة للسويدان بعنوان : ( الحوار في الساحة الإسلامية واقع ومعالجات ) محاضرة ألقاها في إحدى تجمعات الرافضة بدولة الكويت .

ويسهل - تكذيب أي حجة تكون عليهم ، كما يسهل عليهم الكذب حين يريدون ، وإلاّ من الذي حرّف ودبلج وزاد ونقص وافترى ؟!! ، أليس هو عندما نسب إلى شيخنا عبدالعزيز بن باز - رحمه الله تعالى - أنه يوافقه على التفريق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية (1) ، وصرح بذلك في محاضرة بحائل ، وشيخنا ابن باز - والله الذي لا إله إلاّ هو - أنه لا يفرق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية ، و والله لقد سمعت أذناي ووعى قلبي عن الشيخ لا مرة ولا مرتين ولا ثلاث ولا عشر يجيب عن مثل هذه المسألة التي أحدثها فيقول بإجابة مجموعها : ( الفرقة الناجية هم الطائفة المنصورة ، واحد واحد ، وهم أهل الحديث ، وهم أهل السنة والجماعة ) ، بل أجرى بعض إخواننا أهل السنة في حائل اتصالاً هاتفياً ليلة تلك المحاضرة بالشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - وسأله عن كلام سلمان هذا ، فنفاه الشيخ نفياً شديداً ، وقال هذا خطأ منه ؟! ، وبين مذهبه السابق عنه في ذلك .

كيف يزعم أن في هذا الشريط دبلجة ، وهو المدبلج حقا هذه الكلمة ممنوعة!! ، أولم يعرض سلمان كتابه الذي سمّاه بـ " العزلة " على الشيخ ابن باز - رحمه الله - فلّما قدّم له الشيخ إحساناً بالظن فيه ، أدرج قبل الطبع في مقدمة كتابه هذا كلاماً يصرّح فيه بالتفريق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية ، ختى يغرر بالجهال بأن الشيخ يوافقه على كلّ ما في هذا الكتاب ، ولكن أبى الله إلاّ أن يفضح الكاذبين ، حيث أن تأريخ المقدمة ظهر متأخراً عن تأريخ تقديم الشيخ فلله الحمد .

وقد كنت عند الشيخ في منزله بالرياض ، حين أتى بعض الإخوان بكتاب " العزلة " وصنيع ، فأنكره إنكاراً شديداً .

أوليس هو الذي دبلج وأدرج !! ، على شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - بأنه يفرّق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية ، وكتاب العقيدة الواسطية الذي يحفظه صبيان أهل التوحيد والسنة يكذب افتراء سلمان ، حيث قال رحمه الله في أوله : ( أمّا بعد : فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة ) .

والحمد لله الشريط موجود ومتداول ، ولا يظهر فيه ما يزعم ، وإن كان حقاً ما يقول ذلك لماذا لم يبادر السويدان على كثرة الردود عليه والانتقادات على تبرير موقفه بالتراجع عن الخطأ أو الاعتراف بطويته الفاسدة حتى يستريح ويستراح منه .

قال تعالى : { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون * إلاّ الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم } .

فلم تكن توبتهم ولا صلاحهم في أنفسهم كافية حتى يبيّنوا ما كانوا يكتمون من قبل ، ومن هذا أخذ أهل العلم أن من أخطأ علانية أنه يصحح خطأه علانية ، ومن اتهم بتهمة هو برئ منها لابدّ أن يظهر للناس ما يدفع هذه التهمة عنه ، والنبي صلى الله عليه وسلم دفع الشبهة عن نفسه وقال : (( على رسلكما إنها صفية )) .

ولمّا أتُهم البخاري - رحمه الله تعالى - بقول الجهمية في أفعال العباد ، سارع إلى تصنيف كتابه " خلق أفعال العباد " حتى يدفع هذه التهمة عنه .

الملاحظة السابعة : تبريره لمقالة السويدان في شريطه ذلك عندما قال السويدان : ( ونشوف الناس كيف تتعبد ربها بالطريقة اللي هي مقتنعة فيها بدون ما نستفز الآخرين ، ولا الآخرين يستفزوها ، وكيف أنا أكفل لك كل حريتك ؟ ، بس يا أخي لا تسب أبو هريرة علن سبّه بيتك كيفك لا تسبه عندي ، يعني لازم نستفز بعضنا ، ما فيه حلّ آخر ، هذا الذي نطرحه هذا مبدأ ) .

قال : ( وفي كلام الدكتور - وفقه الله - لكل خير إشارة إلى أنه لا ينبغي للشيعة سبّ أبي هريرة وغيره على المنابر ، وهذا شي طيب ، ولكن يفهم البعض من العبارة أن يسمح لهم بسبّه في بيوتهم ) ، أقول : لي مع هذا الكلام وقفات :

الأولى : دعاءه لطارق السويدان بالتوفيق ، مع تركه الترضي عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه !! ، فكيف تسارعت ذاكرة سلمان إلى الدعاء لطارق السويدان ، مع إغفاله الترضي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنهم – وخاصة عن أبي هريرة الذي يمتحن به الفرق الضالة ؟! .

الثانية : إطلاق اسم ( الشيعة ) على ( الروافض ) ، وهذا خلاف الأولى ، إذ أن التشيع أعم من الرفض ، وإن كان هم في الضلالة سواء على تفاوت بينهم فيها ، ومن يسب أبا هريرة - رضي الله عنه - لا يقال عنه شيعي ، وإنما هو رافضي فاجر ، وعامة الشيعة اليوم إمامية إثنا عشرية رافضة ، فتنبه ؟! .

الثالثة : حجز الظالم عن ظلمه علانية ، وصاحب المنكر من منكره علانية ، لاشكّ أن هذا أمر طيّب ، وهو من ارتكاب أهون الشرين إن تعذر طرحهما ، ولكن سياق كلام طارق السويدان لم يأت على هذا الوجه ، وإنما جاء به على وجه قبول اجتهاد الفريق المخالف ( وهم الرافضة ) واحترام الرأي لها بصورة لا يكون فيها مضرة للرأي الآخر ؟! ، وهذا بناء على قاعدة إمامهم الأول حسن البنا التي يقول فيها : ( نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) ، والخطاب عام لجميع الفرق الضالة المنتسبة للإسلام ، بل حتى لليهود والنصارى كما هو معلوم من عقيدته (1) .

وهاك نص كلام السويدان ، يقول : ( ونشوف الناس كيف تتعبد ربّها بالطريقة اللي هي مقتنعة فيها بدون ما نستفز الآخرين ولا الآخرين يستفزوها !! ، وكيف أنا أكفل لك كل حريتك ، بس يا أخي لا تسب أبو هريرة علن سبه ببيتك كيفك لا تسبه عندي ؟! ، يعني لازم نستفز بعضنا ، ما فيه حلّ آخر ، هذا الذي نطرحه ، هذا مبدأ !! ) .

فهذا هو كلام السويدان ، وكيف أن مساقه السعي لوحدة المذاهب !! ، وهذا من أبطل الباطل الذي يستحيل وقوعه شرعاً وكوناً !! ، كما سيأتي إيضاحه .

الرابعة : كيف يقبل السويدان ومن يبرر له - الحوار مع من يُعرف أنه يسب أبا هريرة رضي الله عنه وكذلك ساير الصحابة - رضي الله عنهم - ، ألا يكون جزاؤه الهجر والزجر والأخذ على يده ، أليس لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم حرمة وجلالة في قلوب أهل التوحيد ، ماذا يراد بمن يطعن في نقلة الدين وحملة لوائه صدر الإسلام ؟! ، وكيف يعترف له بالأخوة ؟! ، لماذا لم يأمرنا السويدان ومن أقرّه بأن ننصح أولئك بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما قال : (( لا تسبوا أصحابي فلو أنفق أحدكم ملء أحد ذهب ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه )) متفق عليه .

لماذا لم يأمرنا بقوله صلى الله عليه وسلم : (( إذا ذكر أصحابي فأمسكوا )) . رواه ابن أبي عاصم بسند جيد .

لماذا لم يأمرنا بقوله صلى الله عليه وسلم : (( يا أيها الناس اتقوا الله في أصحابي )) رواه ابن أبي عاصم من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بسند جيد .

كيف يعترف له - طارق - بالأخوة !! ، وقد اتفق أهل العلم قاطبة من أهل السنة علىضلال من غمز في أحدٍ من الصحابة ، بل منهم من حكى تكفيرة !! .

قال الإمام مالك : ( الذي يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له سهم أو نصيب في الإسلام ) ، رواه ابن بطة في الإبانة الصغرى .

قال الإمام أحمد : ( إذا رأيت أحداً يذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فاتهمه على الإسلام ) ، رواه اللالكائي .

وقال أبو زرعة في ما رواه عنه الخطيب في الكفاية : ( إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ) .

قال أبو عبيد القاسم بن سلام : ( عاشرت الناس كلهم ، وكلمتهم ، وكلمت أهل الكلام ، فما رأيت قوماً أوسخ ولا أقذر قذراً ولا أضعف حجة ولا أحمق من الرافضة ) .

وقال شيخ الإسلام بن تيمية : ( إن الرافضة ليس لهم عقل صريح ونقل صحيح ، ولايقيمون حقاً ولا يهدمون باطلاً لا بحجة وبيان ولا بيد وسنان ) .

وقال القحطاني في نونيته المشهورة :

إن الروافض شر من وطئ الحصى من كلّ إنسٍ ناطقٍ أو جـــــانِ

ويروى أن الأعمش رأى جاناً فسأله ، هل أنتم { طرائق قددا } ؟ ، قال الجني : نعم ، فينا الجهمي والمرجئ والرافضي ، قال : من شركم ؟ ، قال : الرافضة .

فكيف يقال فيمن هذا وصفهم بأنهم إخوة له ؟! .

*****

وبعد التعليق على كلام ا ، أوضّح على عجل واختصار بعض كلام السويدان في شريطه المذكور ، وقد تصدى لكشفه جماعة من أهل السنة ، ولكن أذكر من كلامه في شريطه الآنف الذكر بعض النقولات مع بعض التعليق اليسير ، ومن ذلك :


* السويدان يدعو إلى فتح الحوار في استحقاق الله عز وجل للربوبية ؟!!! .

قال السويدان : ( فلا بد من مبدأ الحوار حتى مع المعارضين ، وهذا منهج إسلامي أصيل وأدب إسلامي راقي ، الله سبحانه وتعالى يعلمنا إيّاه في أعظم القضايا ، إحنا ما عندنا شي مسكّر ، ما فيه شي مغلق !! ، الباب مفتوح للحوار والنقاش في أيّ شي حتى في أعظم القضايا حتى في قضية التوحيد التي هي أصل الدين وينبني عليها أمر الدين كلّه نحن مستعدين أن نتحاور !! ، ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول : { قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين } ، ما عندي إشكال ، إذا استطعتم أن تثبتوا لي أن الله سبحانه وتعالى له ولد سأكون أول من يعبده !!!! ، فإذا كان الحوار مفتوح حتى في قضية التوحيد فما بالك في قضايا أهون من هذه المسألة ) .

أقول : تأمل يا صاحب التوحيد ، كيف هذا الخلط العظيم ، والتلبيس الذميم ، في صنيع هذا الرجل ، إذ أنه يسعى لفتح باب الحوار والجدل كما يقول حتى في آكد الثوابت وأهمها ، وهذا الحوار والجدل الذي يريده ليس هو مراده إبلاغ الحق الذي عند الموحد على مخالفه ، وإنما للبحث عن نصرة من تكون له الغلبة في النقاش والفصاحة والبيان حتى وإن سلب الله ربوبيته وأثبت بالدليل أن لله - عز شانه - ولد !! ، هذا على حدّ فهم السويدان للآية .

وقد روى الإمام أحمد وغيره من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا أراد الله بقوم فتنة ألقى بينهم الجدل )) ، ثم تلا قوله تعالى : { ما ضربوه لك إلاّ جدلا بل هم قوم خصمون } .

أنظر إلى كلامه هذا وما فيه من طوام تكشف عدة ملاحظات :

أولاها : أنه دعى إلى فتح الحوار والجدال في ربوبية الله وألوهيته والله تعالى أنكر على المشركين ذلك ، والسويدان يأمرهم به !! ، قال تعالى : { قل أتجادلونني في أسماءٍ سميتموها أنتم وأباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان } الآية ، وعاب عليهم الله تعالى مناظراتهم الجدلية وقال : { ما ضربوه لك

إلاّ جدلاً بل هم قوم خصمون } .

وما جاء فيه الإذن بالجدال مع الكفار بالحسنى كقوله تعالى : { ولاتجادلوا الذين كفروا إلاّ بالتي هي أحسن } الآية ونحوها ، ليس المراد به البحث عن الحق عند أحد الطرفين !! ، وإنما المراد إثبات الحق بالحجج النقلية والعقلية والنظرية ونحو ذلك ، من طرف المسلم ، وهذا لاحرج فيه .

والثانية : ( إحنا ما عندنا شي مسكّر ، ما عندنا شي مغلق ) .

أقول : وهذه من لكنته ، ثم من قال له أن ما عندنا في الدين ( شي مسكر أو مغلق ) على حدّ تعبيره ، ألم ينهانا الله تعالى عن تلقف ما ليس لنا به علم ؟ ، وقال : { ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسئولا } .

ألم ينهانا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عن إتباع المتشابه من الكتاب ، فقال الله تعالى ذكره : { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة وإبتغاء تأويله } الآية .

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها : (( إذا رأيتم الذين يتبعون ماتشابه منه فأحذروهم فإنهم الذين سمّى الله )) .

ألم يعف الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم عن إجابة اليهود عن الروح وماهيتها ، وإرشادهم إلى إسناد العلم لعالمه وهو الله تعالى : فقال له : { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا } .

لماذا يجعل السويدان لمخالف القران والسنة حرية الإبداء عن رأيه والنظر فيه ، والله تعالى يقول { ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } .

ولهذا فإن الحوار لا يفتح له باب إلاّ مع من إستساغ أهل العلم خلافه في مسائل النظر والإستدلال ، أمّا المسائل القطعية كمسائل الاعتقاد والأحكام الظاهرة المعلومة من الدين

بالضرورة ، فإن الحوار مع المخالف فيها لامجال له ، وليس بأهل أن يفاتح به ، وإنما حقّه معاقبته بما يلائم حاله .

الثالثة : استدلاله على إباحة الحوار في القضايا العظمى الثابتة في الإسلام بقوله تعالى : { قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين } ، ويقول في معنى الآية تأفكاً : (ما عندي إشكال ، إذا استطعتم أن تثبتوا لي أن الله سبحانه وتعالى له ولد سأكون أول من يعبد !! ) .

أقول : وهذا من القول على الله تعالى بغير علم ، وقد روى الإمام أحمد و الترمذي وغيرهما ، من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار )) ، قال الترمذي : حديث حسن صحيح .

قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : ( أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذ قلت في كتاب الله مالا أعلم ) ، رواه ابن عبدالبر في " الجامع لبيان العلم وفضله " .

قال ابن تيمية - رحمه الله - : ( من فسّر القران أو الحديث وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين ، فهو مفترٍ على الله ، ملحد في آيات الله ، محرّف للكلم عن مواضعه ، وهذا فتح لباب الزندقة والإلحاد ، وهو معلوم البطلان بالاضطرار من دين الإسلام ) ، الفتاوى (13/243) .

أقول : ومن من أهل التفسير - من بدء جمعه من عهد الصحابة إلى هذا العصر الذي ركب فيه الناس الصعب والذلول - فسّر هذه الآية بتفسير السويدان الذي ينصّ على : ( أن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يعقد مجلساً للحوار في إمكانية إثبات الولد للرحمن - سبحانه - فإن هم أثبتوا ذلك فأنا له عابد اعترافاً بصوابكم !! ) . فإن كان يعني بهذا الكلام ما ظهر لنا هنا فوربي إنه للكفر والزندقة !! ، حيث أن هذا الصنيع لايصدر إلاّ من شاك فيما يدعو إليه ، ووصف الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك من الكفر الواضح المخرج عن الملّة .

أما قول أهل التفسير في هذه الآية فأقربهم من فسرها بتفسيرين وهما :

الأول : أن هذا من قبيل قطع حجة الخصم بطلب تحقيق المستحيل شرعاً وطبعاً ، كما حاج إبراهيم لخصمه بقوله : { فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب } يعني إن كنت أنت الله أو تكافئه فأت بها من المغرب !! .

وقول إبراهيم : { فاسئلوهم إن كانوا ينطقون } .

ومثل قوله تعالى : { يا معشر الجن والأنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا } ومن الذي يستطيع منهم في ذلك الحين ؟! .

ومثل قوله : { قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا } أي عودوا إلى الدنيا ، وهل هذا ممكن حينئذٍ ؟!! ، والأمثلة نحو هذا كثيرة .

والثاني : أن هذا من قبيل الافتراض والتسليم الجدلي - وذا اختيار شيخنا ابن باز رحمه الله وغفر له - ، بأن لو فرضنا ذلك لما منعنا من أن نعبده وحده ، وهذا الشرط لا يلزم منه الوقوع ولا الجواز أيضاً (1) ، ولهذا نزّه الله تعالى نفسه عن ذلك فقال بعد هذه الآية : { سبحان رب السموات والأرض رب العرش عمّا يصفون } .

ومثل هذا التعليق الشرطي للتسليم الافتراضي وارد في القران في مواضع ، كما قال الله تعالى : { لو أراد الله أن يتخذ ولداً لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الواحد القهار } .

ومثاله : قوله تعالى : { قل لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا } .

وقوله : { إنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين } ، وهل هو في شكٍ من دينه ؟! .

ومن ذلك إنشاد الشافعي :

إن كان رفضاً حب آل محمدٍ فليشهد الثقلان أني رافضيوقول ابن تيمية رحمه الله :

إن كان نصباً حب صحب محمدٍ فليشهد الثقلان أني ناصبي

وقول آخر :

إن كان تجسيماً ثبوت صفاته لديكم فإني اليوم عبد مجسمُ

وقول آخر :

إن كان توحيد الإله توهباً فأنا المــقــرّ بأنني وهابي

والأمثلة في المعنى كثيرة ، أيضاً آخر الآيات ينقض على السويدان استدلاله !! ، فهو يزعم أن الآية داعية للحوار رحابة الصدر مع المخالف حتى في التوحيد !! ، وتقبل وجهة نظره !! ، من غير نفرة ولا زجر ولا هجر ، والله تعالى يقول عقب الآية التي تلاها : {فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يعودون }، فلماذا لم يحث نبيه صلى الله عليه وسلم على الاستمرار معهم بسعة صدر ورحابة ، وفتح أبواب الحوار والجدل بين الطرفين إذن ؟! .


*السويدان يرى أنه إذا حسن قصد الانسان ودافعه لاعبرة بذنبه مهما بلغ ؟! .

يقول السويدان : ( يعني الشيخ يحفظه الله لابس عمامه ، أنا لابس غترة ، لماذا لأنه هو يريد أن يتعبد الله سبحانه وتعالى بهذه الطريقة ، أنا أرى أني أتعبد الله سبحانه وتعالى بطريقة ثانية ، هذه قضية دوافع !! ، لا بأس أني أنا في النهاية أرى أن مقصوده هو عبادة الله عز وجلّ ، لا بأس أن أحاوره بالدليل والبرهان ، أقول له : والله هذا الصحيح ، هو يقول لي : هذا خطأ ، هذا حق كل إنسان فنحن ننظر إلى دوافع الناس ) .

أقول : يرد على السويدان بكلام الله عز وجلّ ، قال تعالى : { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً } .

ويقول الله تعالى ذكره في سورة فاطر : { أفمن زيّن له سوء عمله فرءاه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون } .

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )) ، أي مردود عليه وإن حسن قصده .

ويقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : ( كم من مريد للخير لم يدركه ) ررواه الدارمي .

ما رأي السويدان في قصد الوجوه الخاشعة العاملة الناصبة ، هل شفع لها هذا من أن تصلى النار الحامية ؟!! .

إذن لا عبرة بحسن القصد مع تحقق الخطأ إلاّ في المسائل التي يتسع فيها الخلاف ، وباب الاجتهاد فيها مفتوح ، فالكل بين الأجر والأجرين .

أمّا مسائل العقيدة ، وما يعلم من الدين بالضرورة من الأحكام ، فإن دعوى حسن القصد في مخالف الحق لا يعدّ شافع لقائله ، وإلاّ فعامة أهل الضلال يدّعون حسن القصد ، فالجهمية يدعون بنفي الصفات لتنزيه الرحمن !! ، والقدرية يزعمون بنفيهم للقدر لحفظ العدل لله !! ، والرافضة في الغلو في آل البيت يزعمون حب النبي وآل بيته !! ، وهكذا سائر طوائف الإسلام ، بل سائر من قال بمقالة ضالة منحرفة لابدّ وأن لديه مقصد حسن يتذرع به ، لأن الباطل المحض ترفضه العقول السليمة ، ولكن الباطل إذا لبّس ببعض الحق قبله الناس ، قال شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله تعالى - في الفتاوى (4/51): ( لابد في كلّ بدعة - عليها طائفة كبيرة - من الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويوافق عليه أهل السنة والحديث : ما يوجب قبولها ، إذ الباطل المحض لا يقبل بحال ) .

أقول : فالخير كلّه في الجنة ، والشر كلّه في النار ، وهذه الدار خليط بين الخير والشر ، فمن هدي إلى الخير فقد هدي ، ومن وقع على الشر فقد هلك ، والله أعلم .

ولكن لماذا جعل السويدان مثال الخلاف ببين أهل السنة والرافضة في الأعمال المتعبد بها هما المظهرية في لبس العمامة أو الغترة ؟! .

لماذا لم يناقش فيمن يتعبد إلى ربّه بسب جبريل عليه السلام ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم؟! .

لماذا لم يناقش من تعبد إلى ربّه بالطواف بالقبور والمشاهد ، والحج إليها ؟! ، هل يصحح لهؤلاء دينهم لأن مقصدهم هو التعبد إلى الله ؟! .

ويلزم من قول السويدان هذا موافقة قول المعتزلة بأن كل مجتهد مصيب ، وهذا قول باطل عند أهل السنة والحديث ، ويلزم منه الكفر وتأييد كل صاحب ملة على ملته . وراجع تفصيل الرد على هذا القول في : " روضة الناظر " لابن قدامة ( صحيفة : 417-422 ) .

* السويدان يرى حرية الحوار المطلقه في دين الله وإعذار المخالف مهما كان خلافه ؟!!

كما تقدم أن نقلنا عن دعوته إلى حرية الحوار حتى في مسائل العقيدة ، يقول أيضاً : ( ما دام القضية قضية حوار ورأي وجدل ومبادئ وقناعات ، كل إنسان له حرّيته !! ) .

أقول : إن المسلم يشرف بأن يكون عبداً ذليلاً لربه ، منقاداً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوصف العبودية في الدين خير وصف للمسلم ، ولهذا وصف الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بها في أشرف المواطن ، فقال في شرف إنزال القران : { وإن كنتم في ريبٍ مما أنزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله } الآية ، وقال في موطن الإسراء : { سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى } الآية ، وقال تعالى في موطن نصرة الله له : { أليس الله بكافٍ عبده } وقال في مقام الدعوة : { وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا } ،وقال في صلاته : { عبداً إذا صلّى } ، ومواطن أخرى في شرف الاعتراف بالعبودية لله .

أمّا الحرية والرق فهما في الدنيا ، ولهذا فهي تقع على المؤمن والكافر ، ومن قال بأن الإنسان حرّ في نظرته وتأمله وما يختار من أحكام الله ، فما هو الداعي لأنزال الكتب وبعث الرسل إذن ؟! .

ألم يقل الله تعالى : { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } الآية .

وهل ذم السلف فيما ذمّوا شيئاً أخطر على دين المرء من الرأي وإتباعه ، ونبذ نصوص الوحيين لتحكيم الهوى والعقول !! .

لماذا قعّد أهل العلم أصول استنباط الأحكام ، والنظر في الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع والقياس ونحوها ؟! ، أليس ذلك لتقيّد العالم في الاعتماد الصحيح على الدليل بحجة مقبولة ، إمّا آية محكمة ، أو سنة قاضية ، أو إجماع ثابت ، أو قياس صحيح .

إن أهل الرأي يعنون بحرية الحوار ، أي أن الإنسان يختار من الأحكام ما يهوى ، ثم يسعى جاداً إلى تأييد ما اختار بما تسنّى له من أدلة ، أما أهل السنة والأثر ، فلا يصدرون الحكم حتى ينظرون في الأدلة ، فيستجيبون لها ، فأولئك يقعِّدون ثم يستدلون !! ، وأهل السنة يقعِّدون بما يستدلون .

ولهذا اتفق أهل السنة على تعظيمها ، وعدم قبول الجدال فيها من كلّ أحدٍ مهما كانت رتبته ، كما قال ابن عباس - رضي الله عنهما : ( يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ، أقول لكم قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر ) رضي الله عنهم أجمعين .

وروى البخاري ومسلم عن أبي بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - أنه قال : ( لست تاركاً شيئاً كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعمل به إلاّ عملت به ، وإنّي لأخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ ) .

وقال الشافعي - رحمه الله - ( أجمع العلماء على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحدٍ من الناس ) .

وعندما حدّث عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله )) ، قال ابنه : والله لنمنعهن!! ، فغضب عبدالله بن عمر رضي الله عنه عليه ، وفي رواية قال : لعنك الله وضربه على صدره ، وقال : (( أقول لك قال رسول الله وتقول لنمعنهن !! ، والله لا كلمتك أبداً )) ، فمات ولم يكلمه .

فهل هذا يعد تحجّر من ابن عمر - رضي الله عنهما - وكبت لحرية الرأي ، وعدم احترام الرأي الآخر ؟! ، أمّ أن هذا هو الإجلال الواجب لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم الإذن بالتطاول عليها أو ردّها أو الاستهزاء بها ؟! .

وقد وصف السويدان من منع من الحوار بالتطرف ، فقال في آخر محاضرته : ( أنا اعتقد أنه يوجد متطرفين في الكويت عندكم وعندنا ، ويوجد أصحاب استعداد للحوار ، أرجوا أن نكون جميعاً من الداعين للحوار المقبلين عليه ، ونأخذ بقوة على يد المتطرفين الذين يريدون تشتيت الأمة فوق الشتات الذي أصابها ) .

وهذا الكلام منه مناقضة لمذهبه !! ، حيث أن المتطرفين الذين وصفهم بذلك مخالفون له في الرأي ، فلماذا كسر باب الحوار معهم ، وانتقل إلى الأخذ عليهم بالقوة !! ، هلاّ تلطف معهم ودعاهم بمبدئه وإن رفضه المخالفون المتطرفون على حدّ زعمه !! .

والآثار عن السلف في المنع من مخاصمة أهل البدع والأهواء ومجادلتهم كثيرة جداً قد استوعبت ذكر الكثير منها في كتابي : " إعانة الله ذي الجلال على دك حصون أهل الضلال " .

ومن ذلك ما قال إمام الحديث والأثر ، أيوب بن أبي تميمة السختياني : ( ما كنت براد عليهم بشي أشد من السكوت ) رواه الآجري وابن بطة .

وروى ابن بطة عن أحمد بن أبي الحواري قال : قال لي عبدالله البسري وكان من الخاشعين ، ما رأيت قط أخشع منه : ( ليس السنة عندنا أن ترد على أهل الأهواء ، ولكن السنة عندنا أن لا تكلّم أحداً منهم ) .

وجاء رجل إلى الحسن البصري وقال له ، تعال حتى أخاصمك ، فقال الحسن : ( أما أنا فقد أبصرت ديني ، فإن كنت أضللت دينك فالتمسه ) ، رواه الآجري وغيره .

وهكذا جاء رجل إلى الإمام مالك فقال تعال أخاصمك !! ، فقال له الإمام مالك : فإن غلبتك ؟ ، قال : أتبعك ، فقال له : فإن غلبتني ؟! ، قال : تتبعني ، فقال : يا هذا إن الله أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ديناً واحد ، أمّا أنا فقد أبصرت دينك ، فإن كنت قد فقدت دينك فالتمسه ، رواه الآجري .

فالجدال والخصومات من أكبر أسباب الضلال والانحراف عن دين الإسلام ، وهو المورث للشك في المعتقد ، والانحراف عن السنة ، والفرقة والاختلاف .

ومما يدل على ذلك ما حصل للجعد بن درهم في مناظرته للسمنية الهنود ، ووقوعه في الريب والشك ، حتى أنه جلس أربعين يوماً لا يصلي شاكاً في الله عز وجل .

ولهذا يصدق تحذير السلف من مماراة أهل الأهواء ومخاصمتهم .

وقد صدق الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله عندما قال : ( من جعل دينه غرضاً للخصومات تزندق ) (1) .


(1) ولله الحمد قيّض الله لهذا الرجل من أهل العلم من يكشف ستاره ، ويبين للناس عواره ، بالأدلة والبراهين ، والإثبات بالعزو والتوثيق ، من كتبه وأشرطته ، ولقاءاته التلفازية !! ، ومن ذلك كتاب الشيخ مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - الذي سماه : " الرد الكاوي على الكلب العاوي يوسف القرضاوي " ، وكتاب " يوسف القرضاوي في ميزان الإسلام " للخراشي ، وكتاب " كشف اللثام عن مخالفة عقيدة القرضاوي لعقيدة الإسلام " للعديني ، وكتاب " الحق الدامغ للدعاوي لدحض مزاعم القرضاوي " للحميد ، وغيرها من الكتب .


(2) ولقد قام أهل السنة - نصرهم الله - ببيان أخطاء سيد قطب وضلالاته ، حتى صارت محنته في عصرنا شبيهة بمحنة ابن عربي في عصورٍ مضت مع ابن تيمية - رحمه الله - وغيره ، وقد كتب الشيخ ناصر السنة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله - مؤلفات عدّة في كشف بلايا سيد قطب ، ككتاب " أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب " ، وكتاب " الحد الفاصل بين الحق والباطل " ، وكتاب " مطاعن سيد قطب في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، كما كتب الشيخ عبدالله بن محمد الدويش - رحمه الله - كتاب " المورد العذب الزلال في بيان أخطاء الضلال " وغيرها من الكتب ، وهي قريبة ومتداولة ، فلينظر فيها طالب الحق والانصاف ، وليطلب التحري والإثبات ، فإن ثبت عنهم ما قالوه ، فما الذي يمنع من النكير عليهم والتحذير منهم ، عندما لم يمتنعوا من النكير على أكابر هيئة العلماء في هذه البلاد ؟! .


(1) يقول أحد كبار فرقة الإخوان بأن أهل السنة السلفيين : ( مرجئة مع الحكام خوارج مع الدعاة !! ) ، فاحكم ياباغي الإنصاف من الذي تخبط في فهم معتقد الخوارج والمرجئة ؟! ، وإن كان حقاً هم يفهمون ذلك ، فأين هم عن مقالات الخوارج الموجودة في كلام سلمان العودة وسفر الحوالي وناصر العمر الثابتة عنهم في تكفير مرتكب الكبيرة وخلطهم في ضابط الإستحلال عند أهل العلم ، وانظر كتاب : " الأجوبة المفيدة على أسئلة المناهج الجديدة " إجابات الشيخ العلاّمة / صالح بن فوزان الفوزان – يحفظه الله - ، اعتنى بها الأخ / جمال بن فريحان الحارثي .

وإن كانوا يعقلون حقاً مذهب المرجئة وينكرونه ، فإلى أين أرجئوا الحكم على من تأول صفات الله عز وجلّ ونفى حقيقتها ؟ ، وإلى أين أرجئوا الحكم على من غمز في رسول الله موسى عليه السلام كسيد قطب وغيره ؟ ، وإلى أين أرجئوا الحكم على من غمز في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! ، وإلى أين أرجوا الحكم على من وقع في البدع والمحدثات والطرق الصوفية وأورادها الشركية كالبنا وغيره ؟ ، وإلى أين أرجئوا الحكم على من أباح المحرمات ، وتلاعب بشرع الله كيف يشتهي ويشتهي جمهوره كالقرضاوي والكبيسي ونحوهما ؟! ، لماذا لم يتجاسروا بالحكم عليهم بالخطأ وبيان ذلك ، فضلاً عن الحكم عليهم بالتبديع أو التكفير ؟! ، قال الإمام أحمد وغيره من السلف : (( قاتل الله أهل البدع يقولون مالهم ويتركون ما عليهم )) .


(1) وقد كتب الشيخ محمود الطحان كتاباً سمّاه " مفهوم التجديد " ، رد فيه على الترابي السوداني في تخبطه في محاولته التجديد بتمييع بعض ثوابت الإسلام في العقائد والفقه والأصول حتى في الأدب بل وفي الغيبيات !! .


(1) اسمع ذلك في شريط المزرعة المسجل لسلمان العودة ، جلسة ألقاها إبّان ثورة لجنة الحقوق الشرعية التي يترأسها سلمان العودة ومحمد المسعري وغيرهم .


(1) وقد حقق في هذه المسألة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي - متع الله بعمره في نصرة السنة - في كتاب " ( أهل الحديث هم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية ) ، رد به على سلمان العودة بما جعل سلمان يسكت إلى هذه الساعة ؟! .


(1) وراجع كتاب : " دعوة الإخوان المسلمين في ميزان الإسلام " تأليف أخينا الشيخ فريد بن أحمد آل ثبيت - وفقه الله وغفر له - فإنه نافع للغاية .

وقد صرّح السويدان بهذه القاعدة في شريطه المذكور ، فقال فيه بما نصّه : ( الحرب العراقية الإيرانية حرب فاجرة دمرت الأمة ، وأي تأييد فيها لصدام كان جريمة ، صدام مجرم طول عمره ، ليش ما نحط أيدينا مع بعض ونتعاون على هذا الفجور الموجود في البلد ، هذا الذي ندعو إليه ؛ ونفس الوقت نتعاون فيما نحن متفقين عليه دون إشتراط أن نتفق على كلّ شي ، لأن هذا الشرط باطل ، وهذا الشرط سيجعل الحوار والتعاون معدوم ) . انتهى من شريطه : " الحوار في الساحة الإسلامية واقع ومعالجات " .

قلت : أهل الأهواء مخالفون مختلفون !! ، لماذا لم يدعو - السويدان - إلى حرية الحوار مع صدام ؟! ، لماذا لم يتفق مع صدام في معاداته لإمريكا وإسرائيل !! ، ويقول له : ( لاتسب وتقتل الكويتي أمامي وسبّه واقتله ببيتك !! ) .

وانظر لزاماً تعليقي على هذا الكلام كما سيأتي .


(1) تفسير ابن كثير (7/228) ط . الشعب ، سورة الزخرف : 81 .


(1) راجع فصول ذم الرأي والجدال والخصومة في كتب السنة كـ " الشريعة " للآجري ، و " ذم الكلام " للهروي ، و " السنة " للالكائيتحذير الإخوان من ضلالات طارق السويدان (2)


* السويدان يرى أن أصل الدين هو قبول حرية الرأي واحترام الرأي المخالف ؟!! .

يقول السويدان : ( أنا مستعد أن أخالفك - يعني إلى النخاع كما يقولون - لكن في نفس الوقت سأدافع عن حرّيتك في إبداء رأيك حتى النخاع ، أنا مستعد أن لا أتفق معك في كثير من القضايا ، لكنّي ماني مستعد أن أسمح لأحد أن يحجر على حريتك في الكلام !! ، هذا هو المعنى الأصيل في الإسلام !! ) .

أقول : إن إقرار حرية الرأي كما تقدم إيضاحه ، لا يجوز إلا فيما يجوز قبول رأي المخالف فيه وما يستساغ فيه المخالفة ، فلا يجوز لأحد أن شنع على عالم من العلماء إذا أفتى في مسألة من مسائل الفروع بدليل استند إليه ، وقد يعذره عن القول الصحيح معاذير ذكرها أهل العلم ، كعدم بلوغ الدليل ، أو بلوغه وعدم ثبوته ، أو بلوغه وثبوته وعدم دلالته ، أو بلوغه وثبوته ودلالته ولكن وجد هو ما يظنه صارف لحكمه من تقييد أو نسخ أو نحو ذلك ، فهذه المعاذير هي التي يجب أن نعذر بها كلّ عالم من العلماء إذا ظهر لنا مخالفته للحق في مسائل الأحكام والتشريع .

أمّا المسائل الجلية ، من أصول الاعتقاد ، وما يعلم من الدين بالضرورة ، فإن المخالف فيها لا يقبل قوله ، ولا يحترم ولا كرامة ، ولا يجوز أن يعطى الحرية في إظهار ما يشاء من أباطيله بحجة عدم الحجر على إبداء الرأي !! ، وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلاّ كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويتقيدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل )) .

وعلى هذا ، هل ضرب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لصبيغ بن عُسل لتتبعه المتشابه

من القران ونفيه من المدينة ، وأمر الناس بهجره ، كل ذلك من قبيل تحجير حرية الرأي ؟! .

وهل قتل خالد القسري للجعد بن درهم - لنفيه صفات الله عز وجل - وتقديمه أضحية في يوم الأضحى !! ، يعد ذلك من قبيل تحجير الرأي والحرية .

إذن على مذهب السويدان هذا وأشباهه ، يكون المرء حراً ويتكلم بالكفر ولا يقام عليه حدّ الردة احتراماً لرأيه ؟! .

وعلى هذا القول : يحترم سب الرافضي للشيخين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - ، ويقبل طعنهم في أمهات المؤمنين عائشة وحفصة - رضي الله عنهن - ، ويغفر له ذنبه ويقال هذه وجهة نظره ومبلغ تأمله ؟! .

ويكون المرء حراً يقذف من يشاء !! ، ولا يقام عليه حدّ القذف احتراماً لوجهة نظره !! .

ويكون المرء حراً ويشتم من يشاء بما شاء !! ، ويقول : هذا رأيي ووجهتي الشخصية ، فيجب احترامها !! .

أي خلط هذا الخلط ؟ ، وأي جهالة هذا الجهل ؟ .

إن من تكلم بأي كلمة تشين الدين وأهله فإنه مما أوجب الله تعالى علينا الرد عليه ، وتجلية أمره للناس ، والتحذير منه إن لم يرجع ، وعدم تمكينه من الكلام ، وهذا الذي جرى عليه سلفنا الصالح ، من التحذير منهم .

ولما جاء رجلان من أهل الأهواء إلى محمد بن سيرين - رحمه الله - فقالا : يا أبا بكر نحدثك بحديث !! ، قال : لا ، قالا : فنقرأ عليك آية !! ، قال : لا ، لتقومان عني أو لأقومنّ .

وقال له رجل : إن فلان يريد أن يأتيك ولا يتكلم بشي !! ، فقال : قل لفلان لا مايأتيني فإن قلب ابن آدم ضعيف ، وإنّي أخاف أن أسمع منه كلمة فلا يرجع قلبي إلى ما كان .

وجاء رجل من أهل الأهواء إلى طاوس وهو جالس فقال : أتأذن لي أن أجلس ، فقال له : إن

جلست قمنا ، فقال : يغفر الله لك يا اباعبدالرحمن ، فقال : هو ذاك إن جلست والله قمنا ، فانصرف الرجل .

وكان حماد بن سلمة إذا جلس قال : ( من كان قدرياً فليقم ) ، ومثله عن طاوس وأيوب وسليمان التيمي وغيرهم ، ذكر ذلك ابن مفلح في " الآداب " .

وقد تقدم ذكر بعض الآثار عن السلف في التحذير من السماع لأهل البدع ومجالستهم فليراجع .

هل يرى طارق السويدان أن هذا كله من السلف الصالح استبداد بالرأي ، وحجر للحرية ؟!.



* السويدان داعية للتقريب مع الرافضة ، إن لم يكن داعية للرفض ؟!! .

يقول عن الرافضة في الكويت : ( يجب أن نكسر هذه القطيعة ، كسر القطيعة شي ، والوحدة شي آخر !! ، يعني مو شرط نتفق ، مو شرط نصل إلى أن أنا أترك مذهبي ، وإلاّ أنت تترك مذهبك ، ما هو بالضرورة هذا ، لكن على الأقل نسولف مع بعض ، نتحاور شوي مع بعض ، نجلس مع بعض بدون حرج بدون توتر بدون تشنج ، وأحترمك ، وتحترمني ، وأحترم رأيك !! ، وتحترم رأيي !! ، ونتناقش ، وأقول لك أنت غلطان ، وتقول لي أنا : غلطان .. ) .

ويقول : ( أسأل سؤال رئيسي إذا بدأنا الحوار ما هو الهدف من هذا الحوار ، أن نصل الأمر إلى الوحدة ، لابأس أن يكون الهدف البعيد المدى على مدى القرون ) .

أقول : هذا هو كلام السويدان - بلفظه وركاكته ولكنته - ، كيف يدعو إلى التقارب بين أهل السنة الذين يزعم هو الانتساب إليهم !! ، وبين الرافضة ، الذي يكفرهم علماؤنا ، ومن نظر في كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - المسمّى بـ " منهاج السنة " علم مبلغ ضلال هذه الفرقة التي يدعو السويدان إلى كسر القطيعة بيننا وبينهم !! (1) .

وكان السلف الصالح يشددون أشد التشديد في الجلوس مع أهل البدع أمثال الذين يدعو السويدان إلى مؤانستهم ، ويضمونه في الحكم إليهم ، ومن ذلك :

لما قدم سفيان الثوري البصرة ، جعل ينظر إلى أمر الربيع بن صبيح وقدره عند الناس ، فسأل عن مذهبه ؟ ، فقالوا : ما مذهبه الاّ السنة ، قال : من بطانته ؟ ، قالوا : أهل القدر !! ، قال : هو قدري .

قال ابن بطة معلقاً على هذا : رحمة الله على سفيان ، لقد نطق بالحكمة فصدق ، وقال بعلم فوافق الكتاب والسنة ، وما توجبه الحكمة وما يدركه العيان ويعرفه أهل البصيرة والبييان ، قال الله عز

وجلّ : { يا أيها الذين آمنوا لا تتحذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودّوا ما عنتم } .

ثم ذكر له شاهداً من السنة وهو حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - : (( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف )) .

ثم روى عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : ( لو أن الناس جمعوا في صعيد واحد كلهم مؤمن وفيهم كافران ، تألف أحدهما إلى صاحبه ، ولو أن الناس جمعوا في صعيد واحد كلهم كافر وفيهم مؤمنان تألف أحدهما إلى الآخر ) .

قلت : ويشهد لما سبق من السنة أيضاً حديث ابن الدخشن في الصحيحين ، عندما طعن فيه بعض الصحابة بالنفاق ، فقال الرسول صلّى الله عليه وسلم : (( الا تراه يشهد أن لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله )) ، قالوا : فإننا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين.

قلت : وهذا فيه دليل أن الصحابة كانوا يحكمون على حال الرجل بحال أخدانه .

وروى عن الفضيل بن عياض - رحمه الله - قال : ( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ، ولا يمكن أن يكون صاحب سنة يمالي صاحب بدعة إلاّ من نفاق ) .

وقال عتبة الغلام - رحمه الله - : ( من لم يكن معنا فهو علينا ) .

وقال رجل للأوزاعي - رحمه الله - : أنا أجالس أهل السنة وأهل البدع ، فقال الأوزاعي : (هذا رجل يريد أن يساوي بين الحق والباطل ) .

قال ابن بطة معلقاً على هذا الكلام : صدق الأوزاعي ، أقول إن هذا الرجل لايعرف الحق من الباطل ولا الكفر من الإيمان ، وفي مثل هذا نزل القرآن ووردت السنة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : { وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنّا وإذا خلوا الى شياطينهم قالوا إنّا معكم } .

ثم أسند الحديث الصحيح : ( مثل المنافق كالشاة العايرة بين الغنمين تصير إلى هذه مرّة وإلى هذه مرّة لا تدري أيها تتبع ) .

ثم قال ابن بطة : كثر هذا الضرب في زماننا هذا لا كثرهم الله وسلمنا وإيّاكم من شر المنافقين وكيد الباغين ، ولا جعلنا وإيّاكم من اللاعبين ، ولا من الذين استهوتهم الشياطين ، فارتدوا ناكصين ، وصاروا حائرين .

وهذا لأن العدو من الداخل أخطر من العدو في الخارج ، وذلك لأن العدو في الداخل يفسد الناس إبتداءً والأرض تبعاً ، وأما العدو من الخارج فهو يفسد الأرض ابتداءً والناس تبعاً ، كما قال ذلك شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله تعالى – في بعض كلامٍ له ، الفتاوى ( 28 / 231 ) .

وأهل البدع ينقضون في حصون المسلمين من الداخل ، ويوهنون قواهم ، ويفرقون صفهم ، وتتجارى بهم الأهواء ، وتفترق كلمتهم ، وتتشعب آرائهم ، بعد أن كان هم أهل التوحيد : إلههم واحد ، ونبيهم واحد ، وكتابهم واحد .

وأنشد ابن القيم – رحمه الله - :

ولواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني سبيل الحق والإيمانِ



* السويدان يعتذر للرافضة ويخطئ من يكفرهم ؟!! .

ويبرر السويدان ضلال الرافضة ويقول : ( الشيء الآخر - وقد أشار إليه الشيخ الفاضل يحفظه الله - أن معلوماتنا عن بعضنا ماهي مأخوذه من مصادر صافية ، باختصار أنا من الأشياء اللي حرصت عليها في دراستي للقضية الإسلامية عندما وصلت إلى دراسة المذهب الشيعي !! ، فكان وقع في يدي مجموعة كتب لإحسان إلهي ظهير ، خلاصتها أنه يعني المذهب الشيعي وأتباعه كفار كفر صريح والحلّ الوحيد هو ذبحهم ، ما أعرف كم مليون حنذبحهم !! ، لكن أنا فهمي للإسلام ما استطاع أن يبلغ هذا الكلام ، فرجعت إلى مرجعين ، أولاً : رجعت ليس إلى كتب المتأخرين ، وإنما لكتب المتقدمين بما فيهم بعض الناس اللي استشهد فيهم إحسان إلهي ظهير ، ويمكن بعض الشيعة يرون أنهم متشددين ضد الشيعة مثل الإمام ابن تيمية ، فوجدت كلام ابن تيمية يختلف اختلاف جذري عما يقول إحسان ، ثم رجعت إلى كتب الشيعة ، وحرصت أن أقتني كتب الشيعة ، والحمد لله عندي شوي كتب !! ، وجدت أن الذي حدث هو عملية تجميع لمجموعة من الزلاّت ، وما فيه عالم ما عنده زلّه ، ولا مذهب ما فيه زلّه !! ) .

أقول وهذا الكلام المتخبط لي عليه عدّة ملاحظات :

الأولى : قوله : ( إن معلوماتنا عن بعضنا مأخوذة من مصادر غير صافية !! ) .

أقول : هذا الكلام جد خطير ، وفيه هدم لكتب السنة وأصول الاعتقاد بوجه عام ، حيث أننا عرفنا ضلال الرافضة من تلك الكتب ، وما من كتاب من كتب السنة والحديث إلاّ ويعقد فيه فصول عن فضل الصحابة والرد على الرافضة وبيان ضلالهم ، حتى يندر أن يخلو كتاب من كتب السنة والحديث إلاّ وفيه ما يحث على فضل الصحابة وذم من سبهم أو تنقصهم .

إن التشكيك في هذه المصادر يعني التشكيك في الآثار المسندة الثابتة عن أئمة الصحابة والتابعين وأئمة الدين كمالك والشافعي وأحمد وإسحاق وغيرهم فيما حكوه من ضلال الرافضة وكفرهم .

الثانية : قوله : ( باختصار أنا من الأشياء اللي حرصت عليها في دراستي للقضية الإسلامية عندما وصلت إلى دراسة المذهب الشيعي !! ، فكان وقع في يدي مجموعة كتب لإحسان إلهي ظهير ، خلاصتها أنه يعني المذهب الشيعي وأتباعه كفار كفر صريح والحلّ الوحيد هو ذبحهم ، ما أعرف كم مليون حنذبحهم !! ) .

أقول : هو في هذا الكلام ينتقد على الشيخ إحسان ظهير تكفيره للرافضة ، ثم رتّب على ذلك تصوره الخاطئ أن الحل الوحيد لهم هو القتل !! ، وهذا كلام فيه تلبيس وكذب وجهل .

أما التلبيس : فتمويهه بأن الذي حكى كفر الروافض هو إحسان ظهير فقط ، مخالفاً بذلك قول العلماء المتقدمين على حدّ زعمه ، والتحقيق أن الرافضة قد حكى كفرهم أئمة الإسلام من قديم الزمان ، ومقالات أئمة المذاهب الأربعة فيهم محكية في كتب الفقه في أبواب أحكام المرتد ، وفي كتب مفردة مستقلة ككتاب : " الإعلام بقواطع الإسلام " لأحمد بن حجر الهيتمي ( ت : 974هـ ) ، وقد حكى الهيتمي في كتابه الآخر وهو " الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة " ، رد على الرافضة ، ( صحيفة : 383 ) وما بعدها ، أقوال المذاهب الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة ، في تكفير الرافضة الذي يصرفون شيئاً من أنواع العبادة لغير الله ، والذين يجحدون بعض ما أنزل الله وشرع ، والذين يسبون الصحابة ويطعنون في دينهم ، فليراجع .

وقد تقدم ذكر قول الأئمة فيمن تنقص الصحابة ، والحكم بزندقته ، وسب الصحابة من أهون طوام الرافضة أمام إشراكهم بالله ، وطعنهم في الرسالة ، وفي القران .

قال بن القيم – رحمه الله – في كتابه " زاد المعاد " ( 5/86 ) : ( ولهذا أفتى أئمة الإسلام كمالك والإمام أحمد وغيرهما أن الرافضة لاحق لهم في ألفي ، لأنهم ليسوا من المهاجرين ولا من الأنصار ولا من الذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ، وهذا مذهب أهل المدينة ، واختيار شيخ الإسلام بن تيمية ، عليه يدل القران والسنة ، وفعل رسول الله صلى الله عليه

وسلم وخلفائه الراشدين ) .

أمّا الكذب والجهل : ففي نسبته إلى إحسان ظهير قوله بقتل كلّ رافضي على وجه الأرض ، والمنقول عنه خلاف ذلك ، فقد قال في كتابه " الرد الكافي " : ( ولا يخطر ببال أحد أننا من دعاة الطائفة أو التفرقة ، وحاشا لله أن نكون كذلك ، لأننا لم نقصد بهذا الكتاب ولا بالكتب الأخرى التي كتبناها سواء عن الشيعة أو عن الفرق الباطلة المنحرفة الأخرى أن نثير عواطف الناس ونحرضهم على قتال بعضهم بعضاً ، ومحاربة الواحد الآخر ، كما لم نرد أن نفرق كلمة جامعة ، بل كلّ قصدنا من هذا أن نكون على بينة من الأمر ، وأن نعطي كل ذي حق حقه ، وأن لا نخدع ولا نباغت من أحد )(1) .

فهذا الكلام يكذّب ما زعمه السويدان عن الشيخ إحسان ظهير - رحمه الله - ، وعلى فرض ثبوت هذا الكلام عنه - رحمه الله - فكلامه صحيح في أمثالهم ممن حكم العلماء بكفرهم ، وهم بين أن يكونوا كفاراً أصليين لم يدخلوا في الإسلام الصحيح الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم عن ربّه عز وجلّ ، وبين أن يكونوا مرتدين إن كان قد صح لهم إسلام في يوم من الأيام !! .

وقد قاتل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - المرتدين ، ولم يعتبر بكثرتهم ، كما قاتل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه الخوارج ولم يعتبر بكثرتهم ، وهاتين الطائفتين أهون عند التحقيق من فرقة الروافض التي هي أكفر الفرق بل فاق كفرهم كفر اليهود والنصارى كما تقدم حكايته عن علمائنا .

الثالثة : قوله : ( وإنما لكتب المتقدمين بما فيهم بعض الناس اللي استشهد فيهم إحسان إلهي ظهير ، ويمكن بعض الشيعة يرون أنهم متشددين ضد الشيعة مثل الإمام ابن تيمية ، فوجدت كلام ابن تيمية يختلف اختلاف جذري عما يقول إحسان ) .

أقول : وهذا من جهله كما تقدم ، فهناك من هو أقدم من ابن تيمية - رحمه الله - الذي هو في القرن الثامن ممن تكلّم عن الرافضة وبيان مذهب ، ممن اتبعهم شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله – في

حكمه على الرافضة بذلك .

أيضاً زعمه بأن كلام شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله تعالى - يخالف كلام الشيخ إحسان ظهير فيهم !! ، وما علم بأن شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله - قد فضح الرافضة في أكثر كتبه ، وأفرد لهم بالتصنيف كتاباً يقطع علائق ضلالهم(1) ، مما لم يكتب إحسان ظهير - رحمه الله - عشر معشار ما كتب ابن تيمية - رحمه الله - ، بل إن عامة من كتب في الرافضة بعده وطلب معرفة حالهم يعدّ عالة على كتب ابن تيمية - رحمه الله - فيهم ، ومنهم السويدان كما ذكر !! .

ومما قال شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله تعالى - عن الرافضة :

( هم أعظم ذوي الأهواء جهلاً وظلماً ، يعادون خيار أولياء الله تعالى ، من بعد النبيين ، من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان - رضي الله عنهم ورضوا عنه - ويوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين وأصناف الملحدين كالنصيرية والإسماعيلية وغيرهم من الضالين ) ( منهاج السنة : 1/20 ) .

وقال : ( اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد ، على أن الرافضة أكذب الطوائف ، والكذب فيهم قديم ، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب ) ، ( منهاج السنة : 1/59 ) .

وقال : ( أخبر الله تعالى عن المنافقين أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، والرافضة تجعل هذا من أصول دينها وتسميه التقية ) ، ( منهاج السنة : 2/46 ) .

وقال : ( أكثر ما تجد الرافضة : إما في الزنادقة المنافقين الملحدين ، وإما في جهال ليس لهم علم بالمنقولات ولا بالمعقولات ) ، ( منهاج السنة : 2/81 ) .

وقال : ( هم دائماً يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم ) ، ( منهاج السنة : 3/378 ) .

وقال : ( الرافضة يطعنون في الصحابة ونقلهم ، وباطن أمرهم الطعن في الرسالة ) ، ( منهاج السنة : 3/463 ) .

وقال : ( الذي ابتدع مذهب الرافضة كان زنديقاً ملحداً عدواً لدين الإسلام وأهله ) ، ( منهاج السنة : 4/363 ) .

وقال : ( أمّا الفتنة فإنما ظهرت في الإسلام من الشيعة ، فإنهم أساس كل فتنة وشر ، وهم قطب رحى الفتن ) ، ( منهاج السنة : 6/364 ) .

وقال : ( أصل الرافض كان من وضع قوم زنادقة منافقين مقصودهم الطعن في القران والرسول ودين الإسلام ) ، ( منهاج السنة : 7/9 ) .

وقال أيضاً : ( الرافضة ليس لهم سعي إلاّ في هدم الإسلام ، ونقض عراه ، وإفساد قواعده ) ، ( منهاج السنة : 7/415 ) .

وقال أيضاً : ( من له أدنى خبرة بدين الإسلام يعلم أن مذهب الرافضة مناقض له ) ، ( منهاج السنة : 8/479 ) (1).

وفي كلامٍ نفيسٍ له - رحمه الله تعالى - في الفتاوى (28/ 474- 500 ) ، يتعذر نقله هنا بكماله فراجعه لزاما ، ومما قال فيه : ( فهذه سنة أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - وغيره ، قد أمر بعقوبة الشيعة : الأصناف الثلاثة ، وأخفهم المفضلة ، فأمر هو وعمر - رضي الله عنه - بجلدهم ، والغالية يقتلون باتفاق المسلمين ، وهم الذين يعتقدون الإلهية والنبوة في علي مثل النصيرية والإسماعيلية الذين يقال لهم : بيت صاد ، وبيت سين ، ومن دخل فيهم من المعطلة الذين ينكرون وجود الصانع ، أو ينكرون القيامة أو ينكرون ظواهر لشريعة - إلى أن قال أيضاً : - فإن جميع هؤلاء الكفار أكفر من اليهود والنصارى ، فإن لم يظهر عن أحدهم ذلك كان من المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار ، ومن أظهر ذلك كان أشد من الكافرين كفراً ، فلا يجوز أن يقرّ بين المسلمين بجزية ولا ذمة ، ولا يحل نكاح نسائهم ، ولا تؤكل ذبائحهم ، لأنهم مرتدون من شر المرتدين ، فإن كانوا طائفة ممتنعة وجب قتالهم كما يقاتل المتردون ، كما قاتل الصديق والصحابة أصحاب مسيلمة الكذاب ، وإذا كانوا في قرى المسلمين فرقوا ، وأسكنوا بين المسلمين بعد التوبة ، وألزموا بشرائع الإسلام التي تجب على المسلمين ) .

وقال : ( وأما الواحد المقدور عليه من الخوارج والرافضة فقد روي عنهما - أعني عمر وعلي رضي الله عنهما - قتلهما أيضاً ، والفقهاء وإن تنازعوا في قتل الواحد المقدور عليه من هؤلاء ، فلم يتنازعوا في وجوب قتالهم إذا كانوا ممتنعين ، فإن القتال أوسع من القتل ) .

وقال : ( وهؤلاء الرافضة إن لم يكونوا شراً من الخوارج المنصوصين فليسوا دونهم ، فإن أولئك إنما كفروا عثمان وعليا ، وأتباع عثمان وعلي فقط ، دون من قعد عن القتال أو مات قبل ذلك ، والرافضة كفرت أبا بكر وعمر وعثمان وعامة المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ، وكفروا جماهير أمة محمد صلى الله عليه وسلم - من المتقدمين والمتأخرين ) .

وقال : ( وقد اتفق أهل العلم بالأحوال أن أعظم السيوف التي سلّت على أهل القبلة ممن ينتسب إليها ، وأعظم الفساد الذي جرى على المسلمين ممن ينتسب إلى القبلة ، إنما هو من الطوائف المنتسبة إليهم ، فهم أشد ضرراً على الدين وأهله وأبعد عن شرائع الإسلام ، من الخوارج و الحرورية ) .

أقول : هذه النقول كلّها كافية في تحرير موقف شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله - من مذهب الرافضة ، ولا يتصور وصف الرافضة بأكثر مما وصفهم به شيخ للإسلام بن تيمية - رحمه الله - .

الرابعة : قوله : ( ثم رجعت إلى كتب الشيعة ، وحرصت أن أقتني كتب الشيعة ، والحمد لله عندي شوي كتب !! ) .

أقول : إن مثل هذا المقصد مما حذّر منه أئمتنا - أئمة أهل السنة - ، لما في ذلك من خطر التأثر بعقيدة المخالف ، ووقوع الشبه في قلب الإنسان الضعيف ، ومن أظهر نتاج ذلك ما نشاهده من

تأثيرها على دين السويدان ، وتعاطفه مع الرافضة ودفاعه عنهم بل وتأييدهم !! .

وطريقة السلف التحذير من النظر في كتب أهل البدع ، وإتلافها وإن كان فيها بقايا من الخير فإنها لا تقرأ كما يشهد لذلك حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عندما أخذ يقرأ في ورقة وجدها من التوراة ، فراءه النبي صلى الله عليه وسلم فغضب غضباً شديداً ، وأنكر على عمر فعله ذلك .

ومن مأثور السلف في رفض كتب أهل الأهواء الكثير جداً حفظت لك ما نقله ابن أبي يعلى أن الإمام أحمد سئل عن تفسير الكلبي ؟ ، فقال : من أوله إلى آخره كذب ، فقيل له : فيحل النظر فيه ؟ فقال : لا .

ونقل عنه أيضاً أنه قال : ( من كان عنده كتاب الحيل في بيته يفتي به ، فهو كافر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم ) ، قلت : وهذا الكتاب منسوب إلى أبي حنيفة النعمان .

وعند الهروي أن حفص بن غياث قال : ( ينبغي أن يكتب على كتاب الحيل كتاب الفجور).

وعنده أيضا أن يحي بن عمار عندما تاب عنده أحد أهل البدع من أهل الكلام قال له أحضر لنا كتب الكلام كي نحرقها .

وكذلك الإمام أحمد قرئ عليه كتاب للكرابيسي في المدلسين فلمّا مرّ بترجمة الحسن بن صالح وما انتقدوا عليه من الخروج ، قال الكرابيسي : تركوا ابن حي لذلك ، فهذا عبدالله بن الزبير قد خرج فليتركوه !! ، فغضب الإمام أحمد غضباً شديداً ، ولعنه وقال : احرقوه ، أو قال سجرّوا به التنور ، أو قال اخرقوه ، الشكّ منّي والمعنى واحد .

قلت : رحم الله الإمام أحمد ، كيف لو رأى كتب المعاصرين وما فيها من الغيّ والضلال ، ونقض لعرى الدين....
منقـــــــــــــول

أبو ريوف
26 - 02 - 2011, 09:09
ياخي احمد الله على نعمة الاسلام وهذه البلد وضعت لك خيرت العلماء وانت في اخر الزمان تكثر الفتن

ابن عباء
28 - 02 - 2011, 15:30
جزاك الله خير

خيال التوحيد
19 - 03 - 2011, 00:46
أشكر الجميع على مرورهم الكريم وبارك الله فيكم...

سعودي ذهبي
19 - 03 - 2011, 13:13
يـــاخوي انت لاتكثر الفتن وخل الناس في حالها و يوم القيامة سوف يحاسب كل شخص عما فعله في الدنيا من حرام

سيف التوحيد
19 - 03 - 2011, 14:35
أنت ياذهبي ماعندك ألا القصص ، فأنت اللي خلك في حالك هداك الله
أعلى الله قدركم يا أهل التوحيد ، إلى الأمام يامقدام يا خيال التوحيد
الحق ثقيل ، عجز عنه أهل الأهواء وأهل الدنيا ، فرجعوا إلى أنفسهم واعترفوا بحقارتهم وهوانهم ، ورأوا أهل التوحيد مستمسكين بالحق وعنه يذودون كل دسيسة ورويبضة فحسدوهم ولم يسلم أهل التوحيد من بذاءة ألسنتهم ولكن كما قيل :
وإذا أتتك مسبتي من ناقص ... فهي الشهادة لي ...
والسلام.

سعودي ذهبي
19 - 03 - 2011, 23:08
أخوي ,,سيف التوحيد,, أنـــت مالك شغل ؟!!

الكلام موجه لخيال التوحيد ..

من حسن إسلام المرء تركة مالا يعنيه ..

أترك عنك اللقافه الله يجزاك خير ولا تتدخل في شؤوون الأخرين ..

أبو حاتم محمد
19 - 03 - 2011, 23:37
أنا لا أشك في أن طارق السويدان رافضي خبيث مندس
جزاك الله خير يا حقيقة التوحيد على ما بينت فقد أجدت بارك الله فيك
أما إخوانكم الذين يدافعون عنه وعن أمثاله فإنهم والله قد لعب سم الإخوان فيهم وهم إن لم يتداركوا أنفسهم بالرجوع إلى ما قامت عليه دعوة التوحيد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الدعوة السلفية المباركة فلا ريب أنهم خاسرون
وإياكم ومنهج الإخوان المفلسين المتميعين فإنهم أصحاب هوى ومنهجهم خليط بين الطرقية والقبورية والرافضية والمعتزلية والأشعرية والجهمية والعلمانية ووووو........
إلا السلفية فإنها منهم براء

خيال التوحيد
21 - 03 - 2011, 18:10
جزاك الله خيرآ أخي سيف التوحيد ونفع الله بك وبما قلت...
وهدأ أخينا سعودي ذهبي ووفقة للحق...

سعودي ذهبي
21 - 03 - 2011, 19:45
لايجي في بالك أني مع طارق السويدان .. أنا أقول الله يهلكه يارب