القعقاع5
11 - 03 - 2012, 13:19
البداية : يقول الكاتب الأمريكي ستودارد مؤلف كتاب حاضر العالم الإسلامي : (وفيما العالم الإسلامي مستغرق في هجعته ومدلج في ظلمته إذا بصوت يدوي من قلب صحراء شبه الجزيرة العربية مهد الإسلام يوقض المؤمنين ويدعوهم إلى الإصلاح والرجوع إلى سواء السبيل والصراط المستقيم فكان هذا الصارخ بهذا الصوت إنما هو المصلح المشهور الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي أشعل نار الوهابية فاشتعلت واتقدت واندلعت ألسنتها إلى كل زاوية من زوايا العالم الإسلامي ثم أخذ هذا الداعي يحض المسلمين على إصلاح النفوس واستعادة المجد الإسلامي القديم والعز التليد فتبدت تباشير صبح الإصلاح ثم بدأت اليقظة الكبرى في عالم الإسلام ..........) اه
نتائج وآثار : أراد الله عز وجل أن يكون من نتاج هذه الدعوة ظهور مجتمع توحد على الحق وتآلف على البر واجتمع على التقوى ليقف هذا المجتمع صفا واحدا واجتمعوا حاكما ومحكوما على تحكيم شرع الله عز وجل والتزام أمره واجتناب نواهيه لا يخرجون في شؤونهم الخاصة والعامة داخليا وخارجيا عن مصدر الشريعة كتاب وسنة وتأسس دستورها وأنظمتها على هذا المصدر وتوارث هذا المصدر والتمسك به والدعوة إليه جيل بعد جيل فوحد الله البلاد على يد الملك عبد العزيز الذي رفع لواء التوحيد والسنة متأسيا بمن سبقه في مناصرة الدعوة فتأسست الدولة على كتاب وسنة وتأسى به من جاء بعده من أبناء رافعين راية التوحيد والسنة لا يغيب عن أذهانهم أن البشرية من حولهم تنظر إلى هذا المجتمع على أنه أرض المقدسات ومهبط الوحي وقبلة المسلمين في جميع أنحاء العالم , فأنعم الله على هذا المجتمع بالأمن والأمان ورغد العيش فتفجرت لهم بأمر الله خيرات الأرض وجمع الله لهم بين خيري الدنيا والآخرة فكان هذا المجتمع محط أنظار من كان يريد الدنيا وكثرة الأموال ومحط أنظار من كان يريد الله والدار الآخرة ومحط أنظار من أرادهما جميعا ,بعد أن كان يٌنظر إلى هذا المجتمع على أنه صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا كلأ يكثر فيها السلب والنهب والقتل ويكثر فيها الشرك والبدع , فهل كان أحد في ذلك الوقت يتوقع أن هذا المجتمع ستجتمع له خيرات الدنيا والآخرة في المستقبل بل أٌشتهر عنهم في ذلك الوقت المثل القائل (الهند هند لاقل ما عندك)
سنن كونية : إن من سنن الله الكونية أن ما من زمان ترفع فيه راية التوحيد والسنة ويرتفع لوائها إلا وتنبت نابتة من الناس امتلأت قلوبهم غيظا وحقدا يسلكون مسالك شتى للكيد والمكر بهذه الراية والتربص بمن يحملها بالتصريح تارة وبالتلميح تارة أخرى,هم كما وصفهم لنا أول من رفع لواء هذه الراية صلى الله عليه وسلم بأنهم دعاة على أبواب جهنم من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا , يدعون بدعوات ظاهرها الرحمة وباطنها الهلاك والدمار يمررون أهدافهم بإسم الإصلاح وهم للإفساد أقرب وباسم التقدم والتطور وهم للتخلف أقرب وباسم الحرية وهم لعبودية الغرب أقرب وباسم وحدة الوطن ومصلحته وهم لتشتته ولفساده أقرب وهم في ذلك كله متلبسين بلبوس الناصح الأمين كما قال الله عن فرعون ( وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد ) يقول ابن كثير انظر كيف أصبح فرعون مذكرا وواعظا .
تطور أم إفساد : التطور مصطلح جذاب وكلمة رنانة تطرب الإذن لسماعها ويستطعم اللسان حلاوتها وتتسارع معه نبضات القلب ولكن سرعان ما يتحول إلى مصطلح منفر تنزعج الأذن لسماعه ويمج اللسان استطعامه وتقف عنده نبضات القلب وينكشف عواره وفساده عندما نعلم أن من تزعم لواء هذا التطور حثالة يتسمون بهتانا وزورا بالمثقفين والثقافة منهم براء حصروا ثقافتهم في دغدغت الشهوات فناضلوا ببسالة عبر كل مقروء ومسموع ومرئي لنشر هذه التفاهة التي لا تتجاوز ما بين السرة والركبة فجمعوا بين المتناقضات وبدلوا وحرفوا المسميات فالتعليم لا يتطور إلا عندما ننشأ ما يسمى بالمدارس المختلطة بين الطلاب والطالبات بدءا بالصفوف الدنيا في المرحلة الأبتدائيه مرورا بالصفوف العليا تمهيدا للمرحلة المتوسطة كسرا لحواجز الخجل والحياء والخوف والطهر في المرحلة الثانوية حتى تتلاقح الأبدان عفوا أقصد الأفكار في المرحلة الجامعية , ولكي نلحق بركب التقدم وتكون رايتنا خفاقة في السماء لننزع من فتياتنا الحياء فنوجد فريق النساء , ليحقق البطولات والانجازات فيعود للوطن بالكؤوس والميداليات ( بشرط أن يتم تكوين الفريق النسائي وفق الضوابط الشرعية من وجود المحرم وعدم الاختلاط )
تساؤلات : هل مصطلح الرجعية الذي يعني الرجوع إلى الوراء مذموم مطلقا ؟؟ وبصيغة أوضح هل التطور والتقدم يدخل في كل شيء أم أن هناك ما يقبل التطور كوسائل العبادات فلا مانع لمن أراد الحج مثلا يسافر على سيارة أو طائرة أو باخرة بدلا من الذهاب على جمل , ولا حرج أيضا على من وجد في طريقه لقطةً ثمينة أن يعرفها (يعلن عنها) عن طريق وسائل الاعلام الحديثة (مقروءة ومسموعة) بدلا من الوقوف في وسط الاسواق للاعلان عنها وفي أماكن التجمعات . وهناك ما لا يقبل التطور بل لا حاجة للناس في أن يطوروه بزيادة أو نقصان فمثلا الرجوع إلى عقيدة الصحابة رضي الله عنهم والتمسك بها هل هو مخالف للتطور وعندما يدعو الداعي إلى التمسك بالصدق في المعاملات هل هو يدعو إلى الرجوع 1400سنة للخلف وهل عندما يدعو الداعي إلى ستر المرأة وكرامتها وعفتها ويمنع خلوة المرأة بالرجل الاجنبى عنها تكون دعوة إلى فقدان الثقة بالمرأة وسوء الظن بها , وهل الدعوة إلى نبذ روايات الإلحاد والزندقة التي تعج بسب الذات الإلهية وروايات الجنس والدعارة يعتبر تقييد لحرية الفكر ومن قبيل الرأي والرأي الآخر . وهل عندما نحذر الناس من أن يكونوا مجرد أذنابا وأبواقا لأعدائنا فإننا بذلك نقف سدا أمام المفيد من الثقافات والصناعات والانفتاح على الآخر , وهل عندما يدعو الداعي إلى قوله تعالى (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) فإنه يعارض مبدأ حرية الأديان وعندما يحرف محرف فيقول( ومن يبتغ الإسلام دينا فلن يقبل منه ) يكون من حرية الرأي ومن قبيل الرأي والرأي الآخر , وهل نفعت مبادئ العلمانية واللبرالية الدول المجاورة أم جعلتها في ذيل القائمة عندما فرضت هذه المبادئ على الشعوب واندلعت فيها الثورات ضد هذه المبادئ العلمانية وهاهي الشعوب تطالب بتطبيق الشريعه بعد أن ذاقت الويلات والهلاك بسبب فرض هذه المبادئ الخبيثة .
الموقف الصحيح : لا يختلف اثنان في أن كل ما يفد علينا من الحضارات الأخرى منه المفيد ومنه الضار فهذا لاشك فيه ولا يحتاج إلى كثرة بيان ولكن الذي لابد من توضحيه وبيانه هو الجانب الذي أخذ الملبسون والمنحرفون من أصحاب الشهوات بالتلبيس فيه وتكرار النعيق به في مقالاتهم وبرامجهم هو ما الموقف الصحيح الذي يقبله كل ذي عقل سليم لم تؤثر عليه جرعت الكأس تحت الضوء الخافت ونعرات الموسيقى الهادئة وتبادل القبلات واللمسات .
وحتى يتبين الموقف الصحيح انظر إلى ما ذكره العلامة الشنقيطي في أضواء البيان بعد أن حصر الموقف من الحضارة الغربية من ناحية أخذها وتركها في أربعة أقسام لا خامس لها حصرا عقليا لا شك فيه ( أسوقه بتصرف ) :
الأول : ترك الحضارة نافعها وضارها .
الثاني : أخذها كلها نافعها وضارها .
الثالث : أخذ ضارها وترك نافعها .
الرابع : أخذ نافعها وترك ضارها .
فنرجع بالسبر الصحيح إلى هذه الأقسام فنجد ثلاثة منها باطلة بلا شك وواحد صحيح بلا شك فالأول منها تركها كلها ووجه بطلانه واضح لأن عدم الاشتغال بالتقدم المادي يؤدي إلي الضعف الدائم والتواكل والتكاسل ويخالف الأمر السماوي في قوله تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) والقسم الثاني من الأقسام الباطلة أخذها كلها لأن ما فيها من الانحطاط الخلقي وضياع القيم الروحية والمثل العليا الإنسانية أوضح من أن أبينه ويكفي ما فيها من التمرد على نظام السماء وعدم طاعة خالق هذا الكون عز وجل ( الله أذن لكم أم على الله تفترون ) والقسم الثالث من الأقسام الباطلة أخذ الضار وترك النافع ولا شك أن هذا لا يفعله من له أقل تمييز . فتعينت صحة القسم الرابع بالتقسيم والسبر الصحيح وهو أخذ النافع وترك الضار وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل فقد انتفع بحفر الخندق في غزوة الأحزاب مع أن ذلك خطة عسكرية كانت للفرس وأخبره بها سلمان الفارسي فأخذ بها ولم يمنعه من ذلك أن أصلها للكفار .....) اه
ومن ذلك يتضح ويتبين أن الموقف المتمثل في اقتباس النافع المفيد واطراح ما تبين ضرره هو الموقف الذي يشهد له الشرع والعقل السليم بالصحة وهو الموقف الذي اتخذه علماؤنا ودعاتنا .
أختم بسؤال : من خلال واقع مجتمعنا السعودي ما هو المشروع الحضاري الذي اقتبسه دعاة التقدم من الحضارة الغربية وثبت انه نافع مفيد لمجتمعنا ولو خف ضرره ووقف ضده علماؤنا وضد الانتفاع منه ( نريد فقط مشروع واحد فقط )
أخوكم
مطلق العايد
محافظة رماح
منقوووووول
نتائج وآثار : أراد الله عز وجل أن يكون من نتاج هذه الدعوة ظهور مجتمع توحد على الحق وتآلف على البر واجتمع على التقوى ليقف هذا المجتمع صفا واحدا واجتمعوا حاكما ومحكوما على تحكيم شرع الله عز وجل والتزام أمره واجتناب نواهيه لا يخرجون في شؤونهم الخاصة والعامة داخليا وخارجيا عن مصدر الشريعة كتاب وسنة وتأسس دستورها وأنظمتها على هذا المصدر وتوارث هذا المصدر والتمسك به والدعوة إليه جيل بعد جيل فوحد الله البلاد على يد الملك عبد العزيز الذي رفع لواء التوحيد والسنة متأسيا بمن سبقه في مناصرة الدعوة فتأسست الدولة على كتاب وسنة وتأسى به من جاء بعده من أبناء رافعين راية التوحيد والسنة لا يغيب عن أذهانهم أن البشرية من حولهم تنظر إلى هذا المجتمع على أنه أرض المقدسات ومهبط الوحي وقبلة المسلمين في جميع أنحاء العالم , فأنعم الله على هذا المجتمع بالأمن والأمان ورغد العيش فتفجرت لهم بأمر الله خيرات الأرض وجمع الله لهم بين خيري الدنيا والآخرة فكان هذا المجتمع محط أنظار من كان يريد الدنيا وكثرة الأموال ومحط أنظار من كان يريد الله والدار الآخرة ومحط أنظار من أرادهما جميعا ,بعد أن كان يٌنظر إلى هذا المجتمع على أنه صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا كلأ يكثر فيها السلب والنهب والقتل ويكثر فيها الشرك والبدع , فهل كان أحد في ذلك الوقت يتوقع أن هذا المجتمع ستجتمع له خيرات الدنيا والآخرة في المستقبل بل أٌشتهر عنهم في ذلك الوقت المثل القائل (الهند هند لاقل ما عندك)
سنن كونية : إن من سنن الله الكونية أن ما من زمان ترفع فيه راية التوحيد والسنة ويرتفع لوائها إلا وتنبت نابتة من الناس امتلأت قلوبهم غيظا وحقدا يسلكون مسالك شتى للكيد والمكر بهذه الراية والتربص بمن يحملها بالتصريح تارة وبالتلميح تارة أخرى,هم كما وصفهم لنا أول من رفع لواء هذه الراية صلى الله عليه وسلم بأنهم دعاة على أبواب جهنم من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا , يدعون بدعوات ظاهرها الرحمة وباطنها الهلاك والدمار يمررون أهدافهم بإسم الإصلاح وهم للإفساد أقرب وباسم التقدم والتطور وهم للتخلف أقرب وباسم الحرية وهم لعبودية الغرب أقرب وباسم وحدة الوطن ومصلحته وهم لتشتته ولفساده أقرب وهم في ذلك كله متلبسين بلبوس الناصح الأمين كما قال الله عن فرعون ( وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد ) يقول ابن كثير انظر كيف أصبح فرعون مذكرا وواعظا .
تطور أم إفساد : التطور مصطلح جذاب وكلمة رنانة تطرب الإذن لسماعها ويستطعم اللسان حلاوتها وتتسارع معه نبضات القلب ولكن سرعان ما يتحول إلى مصطلح منفر تنزعج الأذن لسماعه ويمج اللسان استطعامه وتقف عنده نبضات القلب وينكشف عواره وفساده عندما نعلم أن من تزعم لواء هذا التطور حثالة يتسمون بهتانا وزورا بالمثقفين والثقافة منهم براء حصروا ثقافتهم في دغدغت الشهوات فناضلوا ببسالة عبر كل مقروء ومسموع ومرئي لنشر هذه التفاهة التي لا تتجاوز ما بين السرة والركبة فجمعوا بين المتناقضات وبدلوا وحرفوا المسميات فالتعليم لا يتطور إلا عندما ننشأ ما يسمى بالمدارس المختلطة بين الطلاب والطالبات بدءا بالصفوف الدنيا في المرحلة الأبتدائيه مرورا بالصفوف العليا تمهيدا للمرحلة المتوسطة كسرا لحواجز الخجل والحياء والخوف والطهر في المرحلة الثانوية حتى تتلاقح الأبدان عفوا أقصد الأفكار في المرحلة الجامعية , ولكي نلحق بركب التقدم وتكون رايتنا خفاقة في السماء لننزع من فتياتنا الحياء فنوجد فريق النساء , ليحقق البطولات والانجازات فيعود للوطن بالكؤوس والميداليات ( بشرط أن يتم تكوين الفريق النسائي وفق الضوابط الشرعية من وجود المحرم وعدم الاختلاط )
تساؤلات : هل مصطلح الرجعية الذي يعني الرجوع إلى الوراء مذموم مطلقا ؟؟ وبصيغة أوضح هل التطور والتقدم يدخل في كل شيء أم أن هناك ما يقبل التطور كوسائل العبادات فلا مانع لمن أراد الحج مثلا يسافر على سيارة أو طائرة أو باخرة بدلا من الذهاب على جمل , ولا حرج أيضا على من وجد في طريقه لقطةً ثمينة أن يعرفها (يعلن عنها) عن طريق وسائل الاعلام الحديثة (مقروءة ومسموعة) بدلا من الوقوف في وسط الاسواق للاعلان عنها وفي أماكن التجمعات . وهناك ما لا يقبل التطور بل لا حاجة للناس في أن يطوروه بزيادة أو نقصان فمثلا الرجوع إلى عقيدة الصحابة رضي الله عنهم والتمسك بها هل هو مخالف للتطور وعندما يدعو الداعي إلى التمسك بالصدق في المعاملات هل هو يدعو إلى الرجوع 1400سنة للخلف وهل عندما يدعو الداعي إلى ستر المرأة وكرامتها وعفتها ويمنع خلوة المرأة بالرجل الاجنبى عنها تكون دعوة إلى فقدان الثقة بالمرأة وسوء الظن بها , وهل الدعوة إلى نبذ روايات الإلحاد والزندقة التي تعج بسب الذات الإلهية وروايات الجنس والدعارة يعتبر تقييد لحرية الفكر ومن قبيل الرأي والرأي الآخر . وهل عندما نحذر الناس من أن يكونوا مجرد أذنابا وأبواقا لأعدائنا فإننا بذلك نقف سدا أمام المفيد من الثقافات والصناعات والانفتاح على الآخر , وهل عندما يدعو الداعي إلى قوله تعالى (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) فإنه يعارض مبدأ حرية الأديان وعندما يحرف محرف فيقول( ومن يبتغ الإسلام دينا فلن يقبل منه ) يكون من حرية الرأي ومن قبيل الرأي والرأي الآخر , وهل نفعت مبادئ العلمانية واللبرالية الدول المجاورة أم جعلتها في ذيل القائمة عندما فرضت هذه المبادئ على الشعوب واندلعت فيها الثورات ضد هذه المبادئ العلمانية وهاهي الشعوب تطالب بتطبيق الشريعه بعد أن ذاقت الويلات والهلاك بسبب فرض هذه المبادئ الخبيثة .
الموقف الصحيح : لا يختلف اثنان في أن كل ما يفد علينا من الحضارات الأخرى منه المفيد ومنه الضار فهذا لاشك فيه ولا يحتاج إلى كثرة بيان ولكن الذي لابد من توضحيه وبيانه هو الجانب الذي أخذ الملبسون والمنحرفون من أصحاب الشهوات بالتلبيس فيه وتكرار النعيق به في مقالاتهم وبرامجهم هو ما الموقف الصحيح الذي يقبله كل ذي عقل سليم لم تؤثر عليه جرعت الكأس تحت الضوء الخافت ونعرات الموسيقى الهادئة وتبادل القبلات واللمسات .
وحتى يتبين الموقف الصحيح انظر إلى ما ذكره العلامة الشنقيطي في أضواء البيان بعد أن حصر الموقف من الحضارة الغربية من ناحية أخذها وتركها في أربعة أقسام لا خامس لها حصرا عقليا لا شك فيه ( أسوقه بتصرف ) :
الأول : ترك الحضارة نافعها وضارها .
الثاني : أخذها كلها نافعها وضارها .
الثالث : أخذ ضارها وترك نافعها .
الرابع : أخذ نافعها وترك ضارها .
فنرجع بالسبر الصحيح إلى هذه الأقسام فنجد ثلاثة منها باطلة بلا شك وواحد صحيح بلا شك فالأول منها تركها كلها ووجه بطلانه واضح لأن عدم الاشتغال بالتقدم المادي يؤدي إلي الضعف الدائم والتواكل والتكاسل ويخالف الأمر السماوي في قوله تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) والقسم الثاني من الأقسام الباطلة أخذها كلها لأن ما فيها من الانحطاط الخلقي وضياع القيم الروحية والمثل العليا الإنسانية أوضح من أن أبينه ويكفي ما فيها من التمرد على نظام السماء وعدم طاعة خالق هذا الكون عز وجل ( الله أذن لكم أم على الله تفترون ) والقسم الثالث من الأقسام الباطلة أخذ الضار وترك النافع ولا شك أن هذا لا يفعله من له أقل تمييز . فتعينت صحة القسم الرابع بالتقسيم والسبر الصحيح وهو أخذ النافع وترك الضار وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل فقد انتفع بحفر الخندق في غزوة الأحزاب مع أن ذلك خطة عسكرية كانت للفرس وأخبره بها سلمان الفارسي فأخذ بها ولم يمنعه من ذلك أن أصلها للكفار .....) اه
ومن ذلك يتضح ويتبين أن الموقف المتمثل في اقتباس النافع المفيد واطراح ما تبين ضرره هو الموقف الذي يشهد له الشرع والعقل السليم بالصحة وهو الموقف الذي اتخذه علماؤنا ودعاتنا .
أختم بسؤال : من خلال واقع مجتمعنا السعودي ما هو المشروع الحضاري الذي اقتبسه دعاة التقدم من الحضارة الغربية وثبت انه نافع مفيد لمجتمعنا ولو خف ضرره ووقف ضده علماؤنا وضد الانتفاع منه ( نريد فقط مشروع واحد فقط )
أخوكم
مطلق العايد
محافظة رماح
منقوووووول