قابل للتعلم
28 - 02 - 2005, 03:06
كالعادة في كل صيف ينبغي أن ننهض مبكرا حتى نذهب لمدرسة القرآن ، كنت أذهب وأنا متململة لا لشئ فقط لكي أكمل نومي ، ولكن لا بأس فأنا أستطيع أنا أقرأ القرآن في المنزل بدلا من النهوض مبكرا ، فجدي هو المعلم
كانت مدرستنا صغيرة نسبيا لذا فإننا نجلس بالخارج حيث نقوم بعمل حلقة نصف دائرية حولها فربعها للبنات والربع الآخر للأولاد .. وأنا بالطبع أجلس على الطرف في نهاية الحلقة وأنتظر دوري في القراءة . وفي أثناء انتظاري أقوم بجمع بعض الأحجار الصغيرة الجميلة وألعب بها ، وقد أتبادل الأحاديث مع صديقتي المقربة ولكنها اليوم تجلس بعيدا عني عند المنتصف ..
في الزاوية المقابلة يجلس عادل وخالد .. أوه ماذا يفعلان وكأنهما يحاولان الهرب من المدرسة ، فأنا أعلم بأنهما يخبئان دراجتيهما في الخلف .. سأخبر جدي .. لا . لا فهما قاسيان في الضرب ، ومن هناك .. أوليس هذا ( فالح ملبق ) إنه شرير ولا يحب هذا الاسم.. أذكر مرة جرى بالعصا خلفي لأنني ناديته بهذا الاسم حتى علمت جيدا حدود قريتنا إنه ينظر إلى .. نظراته شريرة .. الأفضل أن أصرف بصري عنه سريعا..
تنهدت الصغيرة ثم قالت في نفسها : لازال دوري بعيدا .. آه تذكرت بعد قليل سيعرض المسلسل الكارتوني ، لن أراه ، ماذا لو أهرب وأقفز من خلف هذا الجدار .. لا .لا ليست فكرة جيدة ..
لقد نسيت أمر الفتاة الجديدة من القرية المجاورة ، سأذهب لأتعرف عليها ..
خلود : مرحبا .
أمل : أهلا
خلود : أنت من القرية المجاورة ، لقد رأيتها مرة حينما ذهبنا إلى الحديقة ، ولكن أين بيتكم بالضبط ؟ .
أمل : بيتنا كبير وكبير جدا هناك . لابد وأنك رأيته؟ !!! .
خلود تحدث في نفسها لا أذكر أن قريتهم بها بيوت كبيرة ، ثم قالت : نعم رأيته إنه كبير وكبير جدا .
لاحت على وجه أمل ابتسامة عريضة ثم قالت : وأنت أين بيتكم ؟ .
خلود : أنا حفيدة المعلم . و أشارت إلى منزل قريب ثم قالت : هذا بيتنا ..
أمل : هل جدك شرير؟ ، إنه لا يحمل خيزرانا طويلة .
خلود : إنه طيب ، ولكنه يحمل الخيزران ليأدب بها من يقوم بالشغب أو لا يجيد القراءة جيدا . ولكن تعالي معي في الزاوية حيث لن يرانا جدي سأريك ألعابي .
أمل بدهشة : حقا لديك ألعاب هنا ، إذا هيا بنا .
و وانطلقتا نحو الزاوية حيث تخبئ أمل أحجارها .
قالت : أمل هذه لعبي ، وسأسمح لك بالعلب معي ، هذه الأم وهؤلاء الأبناء فأيهم تختارين ؟ .
أمل بتهكم : إنها مجرد أحجار ، أنا لدي ألعاب كثيرة ، ولكن سألعب اليوم معك .
وأخذتا باللعب معا وقتا ليس بطويل ، ثم أخرجت أمل بعض لب ثمار شجرة النبق وأخذتا بطرقه وأكل ما فيه .. ولكن وفجأة وبينما الكل منشغل في المدرسة سمع صراخا قوي .. التفت الجميع وأعينهم تحاول اقتفاء مصدر الصراخ ، بدأ وكأنه قادم من الزاوية .. نظر الجميع إلى الصغيرتين
خلود تصرخ : لم أفعل شيئا . لم أفعل شيئا صدقوني ، ثم ولت مهرولة ..
أنشغل الجميع بإصبع أمل الذي كان ينزف بشدة ، ثم أسعفت مباشرة إلى المركز الصحي .
حاولت خلود الاختباء في المزرعة ، كانت خائفة جدا ، نظرت إلى يديها .. ثم قالت بصوت يخالطه البكاء
: مجرمة ..أنا مجرمة .. ماذا لو أدخلوني السجن .. سمعت صوتا يقول لها : لن يدخلك أحدا السجن .
ذهبت تجري باكية لمركز الصوت .. أبي . أبي . لقد قتلت أمل ..
الأب : لا يا صغيرتي .. لقد تأذى إصبعها فقط ... ولكن لماذا هربت فهذا تصرف غير صحيح .
خلو : لكني لم أقصد منا أطرق اللب ومن أنتبه أن إصبعها كان على الحجر ..
الأب : هل تودين الذهاب لرؤيتها في المركز الصحي .. حتى تعتذري لها وتطمئني عليها .
وذهبا إلى المركز الصحي حيث اطمئن الأب على حالة أمل .. بينما خلود رفضت أن تدخل في الغرفة لرؤية أمل ..
كانت تنتظر أباها وترقب عن كثب المرضى .. عاد الأب بعد ذلك .
خلود : هل ستموت أمل يا أبي ؟؟ .
الأب : لا ستكون بخير ، ولكنها لتن تعود للمدرسة من جديد .
تمت
كانت مدرستنا صغيرة نسبيا لذا فإننا نجلس بالخارج حيث نقوم بعمل حلقة نصف دائرية حولها فربعها للبنات والربع الآخر للأولاد .. وأنا بالطبع أجلس على الطرف في نهاية الحلقة وأنتظر دوري في القراءة . وفي أثناء انتظاري أقوم بجمع بعض الأحجار الصغيرة الجميلة وألعب بها ، وقد أتبادل الأحاديث مع صديقتي المقربة ولكنها اليوم تجلس بعيدا عني عند المنتصف ..
في الزاوية المقابلة يجلس عادل وخالد .. أوه ماذا يفعلان وكأنهما يحاولان الهرب من المدرسة ، فأنا أعلم بأنهما يخبئان دراجتيهما في الخلف .. سأخبر جدي .. لا . لا فهما قاسيان في الضرب ، ومن هناك .. أوليس هذا ( فالح ملبق ) إنه شرير ولا يحب هذا الاسم.. أذكر مرة جرى بالعصا خلفي لأنني ناديته بهذا الاسم حتى علمت جيدا حدود قريتنا إنه ينظر إلى .. نظراته شريرة .. الأفضل أن أصرف بصري عنه سريعا..
تنهدت الصغيرة ثم قالت في نفسها : لازال دوري بعيدا .. آه تذكرت بعد قليل سيعرض المسلسل الكارتوني ، لن أراه ، ماذا لو أهرب وأقفز من خلف هذا الجدار .. لا .لا ليست فكرة جيدة ..
لقد نسيت أمر الفتاة الجديدة من القرية المجاورة ، سأذهب لأتعرف عليها ..
خلود : مرحبا .
أمل : أهلا
خلود : أنت من القرية المجاورة ، لقد رأيتها مرة حينما ذهبنا إلى الحديقة ، ولكن أين بيتكم بالضبط ؟ .
أمل : بيتنا كبير وكبير جدا هناك . لابد وأنك رأيته؟ !!! .
خلود تحدث في نفسها لا أذكر أن قريتهم بها بيوت كبيرة ، ثم قالت : نعم رأيته إنه كبير وكبير جدا .
لاحت على وجه أمل ابتسامة عريضة ثم قالت : وأنت أين بيتكم ؟ .
خلود : أنا حفيدة المعلم . و أشارت إلى منزل قريب ثم قالت : هذا بيتنا ..
أمل : هل جدك شرير؟ ، إنه لا يحمل خيزرانا طويلة .
خلود : إنه طيب ، ولكنه يحمل الخيزران ليأدب بها من يقوم بالشغب أو لا يجيد القراءة جيدا . ولكن تعالي معي في الزاوية حيث لن يرانا جدي سأريك ألعابي .
أمل بدهشة : حقا لديك ألعاب هنا ، إذا هيا بنا .
و وانطلقتا نحو الزاوية حيث تخبئ أمل أحجارها .
قالت : أمل هذه لعبي ، وسأسمح لك بالعلب معي ، هذه الأم وهؤلاء الأبناء فأيهم تختارين ؟ .
أمل بتهكم : إنها مجرد أحجار ، أنا لدي ألعاب كثيرة ، ولكن سألعب اليوم معك .
وأخذتا باللعب معا وقتا ليس بطويل ، ثم أخرجت أمل بعض لب ثمار شجرة النبق وأخذتا بطرقه وأكل ما فيه .. ولكن وفجأة وبينما الكل منشغل في المدرسة سمع صراخا قوي .. التفت الجميع وأعينهم تحاول اقتفاء مصدر الصراخ ، بدأ وكأنه قادم من الزاوية .. نظر الجميع إلى الصغيرتين
خلود تصرخ : لم أفعل شيئا . لم أفعل شيئا صدقوني ، ثم ولت مهرولة ..
أنشغل الجميع بإصبع أمل الذي كان ينزف بشدة ، ثم أسعفت مباشرة إلى المركز الصحي .
حاولت خلود الاختباء في المزرعة ، كانت خائفة جدا ، نظرت إلى يديها .. ثم قالت بصوت يخالطه البكاء
: مجرمة ..أنا مجرمة .. ماذا لو أدخلوني السجن .. سمعت صوتا يقول لها : لن يدخلك أحدا السجن .
ذهبت تجري باكية لمركز الصوت .. أبي . أبي . لقد قتلت أمل ..
الأب : لا يا صغيرتي .. لقد تأذى إصبعها فقط ... ولكن لماذا هربت فهذا تصرف غير صحيح .
خلو : لكني لم أقصد منا أطرق اللب ومن أنتبه أن إصبعها كان على الحجر ..
الأب : هل تودين الذهاب لرؤيتها في المركز الصحي .. حتى تعتذري لها وتطمئني عليها .
وذهبا إلى المركز الصحي حيث اطمئن الأب على حالة أمل .. بينما خلود رفضت أن تدخل في الغرفة لرؤية أمل ..
كانت تنتظر أباها وترقب عن كثب المرضى .. عاد الأب بعد ذلك .
خلود : هل ستموت أمل يا أبي ؟؟ .
الأب : لا ستكون بخير ، ولكنها لتن تعود للمدرسة من جديد .
تمت