دسمان بن مشلهب
24 - 09 - 2005, 22:16
بسم الله الرحمن الرحيم
تسمى الكعبة المشرفة بهذا الأسم لتكعيبها وهو تربيعها وقيل لعلوها ونتوئها، وتسمى بالبيت العتيق، والبيت الحرام،
وتسمى أيضاً البَنيَّة كبقية، يقال لا ورب هذه البنية ما كان كذا وكذا، ويقال لها بنية إبراهيم . وتسمى بالقبلة لأنها
تُستقبل ، وكل ما يُستقبل فهو قبلة، وتسمى (الحمساء) وكانت قريش تنتسب اليها فيقال لهم الحمس، وتسمى البيت
المعمور على أحد القولين في المراد به من قوله تعالى { والبيت المعمور } والقول الثاني أنه في السماء مُسامت للكعبة.
والكعبة هي بناء مكعب الشكل يقع في مكة المكرمة بناه سيدنا ابراهيم وسيدنا اسماعيل عليهما السلام وهو اول بيت
وضع للناس لعبادة الله تعالى على وجهه الارض كما نص على ذلك القرآن الكريم. وتقع الكعبة المشرفة أسفل البيت
المعمور، ذلك البيت الواقع في السماء السابعة والذي يطوف من حوله الملائكة. وهناك رواية تقول ان الكعبة بنيت في
عهد سيدنا آدم عليه السلام ثم طمست معالمها عندما جاء الطوفان في عهد سيدنا نوح ولكن بقيت القواعد سليمة،
وعندما إراد سيدنا إبراهيم ان يعيد بناؤها كانت القواعد الاساسيه للبناء موجوده (اركان الكعبة) . يحج مسلم الى بيت
الله الحرام (حيث يطوفون حول الكعبة ومن ثمة يذهبون الى عرفات ومزدلفه ومن ثمة الى منى مرة في العمر على الاقل
لمن استطاع تحمل تكالبف السفر أو عناء الوصول.
تغلف الكعبة كسوة سوداء اللون مصنوعة من الحرير الراقي والموشح بالذهب بنقوش وآيات قرآنية تستبدل سنويا.
[(((((فضل الكعبة المشرفة))))))
إن فضائل البيت الحرام لا يمكن حصرها لأنها غير متناهية، ولكن من بين فضائله الذي ذكر به:
أن له أوليّات : حيث إنه أوّل بيت عام وضع للناس كافة في الأرض للعبادة وللإتجاه إليه قبلة، وهو أوّل بيت بنته الملائكة
وآدم وإبراهيم عليهم السلام جميعاً، وأوّل بيت طيف به في الأرض وبعد الطوفان.
بيت الله الحرام هو مثابة الناس ومرجعهم دائماً، اليه يفدون وإليه يعودون ويكررون الزيارة، إما للحج أو للعمرة، أو
تكرار حج أو عمرة، أو كسب الثواب، أو ابتداء توبة أواستئنافها، او تكرار لقاء، أو عكوف ومجاورة، أو تقويم
وإصلاح للحال في أمر الدين والدنيا، أو يثوبون اليه شوقاً وتعلقاً أو كل ذلك مجتمعاً. فهو المثابة والمرجع للناس جميعاً
دوماً وأبداً.
من فضله أن من قصده لا يعود إلا بأجر أو غنْم أو ضمانة جنة، ومن قصده لا دافع له غير الصلاة فيها عاد كيوم ولدته
أمه، ومن زاره مخلصاً ومات في طريقه اليه دخل الجنة بدون حساب.
تعظيم الأمة الاسلامية لهذا البيت الشريف سبب لإحاطتهم بالخير واستمراره عليهم، وبضياع تعظيمها يكون هلاكهم.
الطواف بالبيت سبعاً يعدل عتق رقبة، والطائفون هم موضع مباهاة الخالق عزّ وجلّ ملائكته بهم، وكثرة الطواف به سبيل
لمحو الذنوب، لدرجة أن المكثر من الطواف به يصير دائماً كيوم ولدته أمه، شريطة أن يحصر لسانه في طوافه على
التحميد والتهليل والتكبير وألفاظ الدعاء والذكر.
إن الطواف به عند خلوه من الطائفين في الظروف القاسية كحال سقوط المطر وشدة الحر وغير ذلك يجلب للطائف ما لا
يحصى من الأجر، وذلك حتى لا يخلو البيت من الطائفين في أي جزء من الزمان.
لقد أرضى الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بتقرير اتجاه القبلة اليه، حيث يقول تعالى في سورة
البقرة آية 144 : { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث كنتم
فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون }.
وأخيراً جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس، أي مركز نظامهم المادي المحسوس، وكذا الروحي الذي ينطلقون منه
والذي يتجهون اليه، والمعلم البارز الذي يوحد أهدافهم ومصائرهم ومنصرفات حياتهم، والذي يشع معه شعاع التوحيد
الذي يحمله المسلمون الى أنحاء الدنيا كلها.
(((( مسرد بناء الكعبة المشرفة ))))
لقد بنيت الكعبة المعظمة اثنى عشرة مرة اذا اعتبرنا البناء من الجذور والبناء الترميمي الشامل.
بناة الكعبة المشرفة هم الملائكة عليهم السلام ، آدم عليه السلام، ثم شيت عليه السلام، ثم ابراهيم واسماعيل عليهما
السلام، ثم العمالقة فجرهم، وقريش ثم عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما، والحجاج بن يوسف الثقفي، ثم السلطان مراد
خان وأخيراً خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز آل سعود وفقه الله.
لقد بنى الملائكة عليهم السلام الكعبة المشرفة لتكون في مقابلة البيت المعمور في السماء.
قيل إن آدم عليه الصلاة والسلام بنى البيت من خمسة أجبل كانت الملائكة تحضر له حجارتها، وهي جبل طور سيناء،
وحراء، وطور زيتا، وجبل لبنان، والجودي.
الجبال التي ورد بين كتب التاريخ أن الكعبة بنيت منها هي الخمسة الذي ذكرت الى جانب الجبل الأحمر ، وثبير،
ورضوى، وورقان.
قيل إن بناء آدم عليه السلام، وبناء الملائكة عليهم السلام بناء واحد، آدم يبني والملائكة تساعده.
بنى ابراهيم واسماعيل عليهما الصلاة والسلام البيت بأمر من الله على قواعد بناء آدم عليه السلام.
كان بناء ابراهيم عليه السلام بالحجارة رضماً بدون مونة أو خلطة ماسكة بين الحجارة، وكان يبني كل يوم " ساقاً "
أي صفاً واحداً من الحجارة، ولما انتهى الى موضع الحجر الأسو طلب من اسماعيل عليه السلام أن يأتيه بحجر ليكون
علامة موضع بداية الطواف فجاءه جبريل بـالحجر الأسود.
والشكل العام للكعبة المشرفة في بناء ابراهيم عليه الصلاة والسلام مستطيلاً، وارتفاعها تسعة أذرع، وطول الضلع
الشرقي اثنان وثلاثون ذراعاً، والغربي واحد وثلاثون ذراعاً، والجنوبي عشرون ذراعاً، والشمالي اثنان وعشرون ذراعاً
وجعل لها فتحتا بابين ملاصقين للأرض بدون باب يغلق وجعل بداخلها حفرة لتكون خزانة ولم يسقفها وبنى في شمالها
عريشاً منحنياً زرباً لغنم اسماعيل عليه السلام، هو الذي يسمى بالحجر.
عُمرُ بناء ابراهيم عليه السلام أربعة آلاف سنة تقريباً.
حين أرادت قريش تجديد بناء الكعبة المشرفة بعد احتراقها وتصديع السيول لها قررت أن لا تدخل في بنائها مالاً حراماً.
فقصر المال الحلال عن كمال البناء فاختصر جزء منها ملاصق لحجر اسماعيل عليه السلام.
ثم تجزأت قريش جهاتها الأربعة، وكل جهة جزئت الى أربعة أجزاء اقترعت عليها القبائل فتولت كل قبيلة جزءاً.
المواد الخشبية للبناء اشترتها قريش من أصحاب سفينة رومية تكسرت في ميناء الشعيبة واستأجروا أحد ربانها
ليساعدهم في البناء على شكل بناء أهل الشام.
لقد شارك رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً في بناء الكعبة المشرفة كما حل النزاع الذي حصل عند وضع الحجر
الأسود في مكانه بالحكمة الادارية السامية.
جعلت قريش ارتفاع الكعبة المشرفة ثمانية عشر ذراعاً، وسقفتها ، وجعلوا لها باباً واحداً شرقياً مرتفعاً عن الأرض
وأداروا على حجر اسماعيل جداراً قصيراً، وزوقوا داخلها، وجعلوا لها درجاً داخلياً يؤدي الى السطح، وجعلت فيها
دعائم للسقف ستة.
لقد بنى عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما الكعبة المشرفة بعد احتراقها وقصفها بالمنجنيق أيام يزيد بن معاوية. وأعاد
بناءها على الوضع الذي كان يتمناه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ثبت من خلال حديث عائشة رضي الله عنها
فكعبها وربعها على قواعد ابراهيم عليه الصلاة والسلام، وجعل لها بابين ملصقين بالأرض، شرقي، وغربي، وجعل
داخلها ثلاث دعائم خشبية لحمل السقفين باقية الى اليوم، وزاد ارتفاعها الى سبع وعشرين ذراعاً.
أما بناء الحجاج فلم يكن بناء شاملاً بل كان نقضاً لجزء من بناء ابن الزبير وتعديله الى شكل بناء قريش للكعبة ا
لمشرفة.
بناء السلطان مراد خان عام 1040 هـ بعد أن تهدمت الكعبة المشرفة بسبب أمطار غزيرة أسالت السيول هطلت عام 1039
هـ وصل الماء فيها الى منتصف جدار الكعبة. واستغرقت العمارة حوالي ستة أشهر. وكانت قبل عشرين عاماً قد ظهرت
آثار تصدع في جدار الكعبة المشرفة فعالجها السلطان أحمد خان بتطويق الكعبة المشرفة بحام معدني مزركش ومذهب
حماية لها من التهدم.
والترميم الشامل الكامل الأخير للكعبة الشمرفة هو ترميم خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله.
.
تسمى الكعبة المشرفة بهذا الأسم لتكعيبها وهو تربيعها وقيل لعلوها ونتوئها، وتسمى بالبيت العتيق، والبيت الحرام،
وتسمى أيضاً البَنيَّة كبقية، يقال لا ورب هذه البنية ما كان كذا وكذا، ويقال لها بنية إبراهيم . وتسمى بالقبلة لأنها
تُستقبل ، وكل ما يُستقبل فهو قبلة، وتسمى (الحمساء) وكانت قريش تنتسب اليها فيقال لهم الحمس، وتسمى البيت
المعمور على أحد القولين في المراد به من قوله تعالى { والبيت المعمور } والقول الثاني أنه في السماء مُسامت للكعبة.
والكعبة هي بناء مكعب الشكل يقع في مكة المكرمة بناه سيدنا ابراهيم وسيدنا اسماعيل عليهما السلام وهو اول بيت
وضع للناس لعبادة الله تعالى على وجهه الارض كما نص على ذلك القرآن الكريم. وتقع الكعبة المشرفة أسفل البيت
المعمور، ذلك البيت الواقع في السماء السابعة والذي يطوف من حوله الملائكة. وهناك رواية تقول ان الكعبة بنيت في
عهد سيدنا آدم عليه السلام ثم طمست معالمها عندما جاء الطوفان في عهد سيدنا نوح ولكن بقيت القواعد سليمة،
وعندما إراد سيدنا إبراهيم ان يعيد بناؤها كانت القواعد الاساسيه للبناء موجوده (اركان الكعبة) . يحج مسلم الى بيت
الله الحرام (حيث يطوفون حول الكعبة ومن ثمة يذهبون الى عرفات ومزدلفه ومن ثمة الى منى مرة في العمر على الاقل
لمن استطاع تحمل تكالبف السفر أو عناء الوصول.
تغلف الكعبة كسوة سوداء اللون مصنوعة من الحرير الراقي والموشح بالذهب بنقوش وآيات قرآنية تستبدل سنويا.
[(((((فضل الكعبة المشرفة))))))
إن فضائل البيت الحرام لا يمكن حصرها لأنها غير متناهية، ولكن من بين فضائله الذي ذكر به:
أن له أوليّات : حيث إنه أوّل بيت عام وضع للناس كافة في الأرض للعبادة وللإتجاه إليه قبلة، وهو أوّل بيت بنته الملائكة
وآدم وإبراهيم عليهم السلام جميعاً، وأوّل بيت طيف به في الأرض وبعد الطوفان.
بيت الله الحرام هو مثابة الناس ومرجعهم دائماً، اليه يفدون وإليه يعودون ويكررون الزيارة، إما للحج أو للعمرة، أو
تكرار حج أو عمرة، أو كسب الثواب، أو ابتداء توبة أواستئنافها، او تكرار لقاء، أو عكوف ومجاورة، أو تقويم
وإصلاح للحال في أمر الدين والدنيا، أو يثوبون اليه شوقاً وتعلقاً أو كل ذلك مجتمعاً. فهو المثابة والمرجع للناس جميعاً
دوماً وأبداً.
من فضله أن من قصده لا يعود إلا بأجر أو غنْم أو ضمانة جنة، ومن قصده لا دافع له غير الصلاة فيها عاد كيوم ولدته
أمه، ومن زاره مخلصاً ومات في طريقه اليه دخل الجنة بدون حساب.
تعظيم الأمة الاسلامية لهذا البيت الشريف سبب لإحاطتهم بالخير واستمراره عليهم، وبضياع تعظيمها يكون هلاكهم.
الطواف بالبيت سبعاً يعدل عتق رقبة، والطائفون هم موضع مباهاة الخالق عزّ وجلّ ملائكته بهم، وكثرة الطواف به سبيل
لمحو الذنوب، لدرجة أن المكثر من الطواف به يصير دائماً كيوم ولدته أمه، شريطة أن يحصر لسانه في طوافه على
التحميد والتهليل والتكبير وألفاظ الدعاء والذكر.
إن الطواف به عند خلوه من الطائفين في الظروف القاسية كحال سقوط المطر وشدة الحر وغير ذلك يجلب للطائف ما لا
يحصى من الأجر، وذلك حتى لا يخلو البيت من الطائفين في أي جزء من الزمان.
لقد أرضى الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بتقرير اتجاه القبلة اليه، حيث يقول تعالى في سورة
البقرة آية 144 : { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث كنتم
فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون }.
وأخيراً جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس، أي مركز نظامهم المادي المحسوس، وكذا الروحي الذي ينطلقون منه
والذي يتجهون اليه، والمعلم البارز الذي يوحد أهدافهم ومصائرهم ومنصرفات حياتهم، والذي يشع معه شعاع التوحيد
الذي يحمله المسلمون الى أنحاء الدنيا كلها.
(((( مسرد بناء الكعبة المشرفة ))))
لقد بنيت الكعبة المعظمة اثنى عشرة مرة اذا اعتبرنا البناء من الجذور والبناء الترميمي الشامل.
بناة الكعبة المشرفة هم الملائكة عليهم السلام ، آدم عليه السلام، ثم شيت عليه السلام، ثم ابراهيم واسماعيل عليهما
السلام، ثم العمالقة فجرهم، وقريش ثم عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما، والحجاج بن يوسف الثقفي، ثم السلطان مراد
خان وأخيراً خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز آل سعود وفقه الله.
لقد بنى الملائكة عليهم السلام الكعبة المشرفة لتكون في مقابلة البيت المعمور في السماء.
قيل إن آدم عليه الصلاة والسلام بنى البيت من خمسة أجبل كانت الملائكة تحضر له حجارتها، وهي جبل طور سيناء،
وحراء، وطور زيتا، وجبل لبنان، والجودي.
الجبال التي ورد بين كتب التاريخ أن الكعبة بنيت منها هي الخمسة الذي ذكرت الى جانب الجبل الأحمر ، وثبير،
ورضوى، وورقان.
قيل إن بناء آدم عليه السلام، وبناء الملائكة عليهم السلام بناء واحد، آدم يبني والملائكة تساعده.
بنى ابراهيم واسماعيل عليهما الصلاة والسلام البيت بأمر من الله على قواعد بناء آدم عليه السلام.
كان بناء ابراهيم عليه السلام بالحجارة رضماً بدون مونة أو خلطة ماسكة بين الحجارة، وكان يبني كل يوم " ساقاً "
أي صفاً واحداً من الحجارة، ولما انتهى الى موضع الحجر الأسو طلب من اسماعيل عليه السلام أن يأتيه بحجر ليكون
علامة موضع بداية الطواف فجاءه جبريل بـالحجر الأسود.
والشكل العام للكعبة المشرفة في بناء ابراهيم عليه الصلاة والسلام مستطيلاً، وارتفاعها تسعة أذرع، وطول الضلع
الشرقي اثنان وثلاثون ذراعاً، والغربي واحد وثلاثون ذراعاً، والجنوبي عشرون ذراعاً، والشمالي اثنان وعشرون ذراعاً
وجعل لها فتحتا بابين ملاصقين للأرض بدون باب يغلق وجعل بداخلها حفرة لتكون خزانة ولم يسقفها وبنى في شمالها
عريشاً منحنياً زرباً لغنم اسماعيل عليه السلام، هو الذي يسمى بالحجر.
عُمرُ بناء ابراهيم عليه السلام أربعة آلاف سنة تقريباً.
حين أرادت قريش تجديد بناء الكعبة المشرفة بعد احتراقها وتصديع السيول لها قررت أن لا تدخل في بنائها مالاً حراماً.
فقصر المال الحلال عن كمال البناء فاختصر جزء منها ملاصق لحجر اسماعيل عليه السلام.
ثم تجزأت قريش جهاتها الأربعة، وكل جهة جزئت الى أربعة أجزاء اقترعت عليها القبائل فتولت كل قبيلة جزءاً.
المواد الخشبية للبناء اشترتها قريش من أصحاب سفينة رومية تكسرت في ميناء الشعيبة واستأجروا أحد ربانها
ليساعدهم في البناء على شكل بناء أهل الشام.
لقد شارك رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً في بناء الكعبة المشرفة كما حل النزاع الذي حصل عند وضع الحجر
الأسود في مكانه بالحكمة الادارية السامية.
جعلت قريش ارتفاع الكعبة المشرفة ثمانية عشر ذراعاً، وسقفتها ، وجعلوا لها باباً واحداً شرقياً مرتفعاً عن الأرض
وأداروا على حجر اسماعيل جداراً قصيراً، وزوقوا داخلها، وجعلوا لها درجاً داخلياً يؤدي الى السطح، وجعلت فيها
دعائم للسقف ستة.
لقد بنى عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما الكعبة المشرفة بعد احتراقها وقصفها بالمنجنيق أيام يزيد بن معاوية. وأعاد
بناءها على الوضع الذي كان يتمناه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ثبت من خلال حديث عائشة رضي الله عنها
فكعبها وربعها على قواعد ابراهيم عليه الصلاة والسلام، وجعل لها بابين ملصقين بالأرض، شرقي، وغربي، وجعل
داخلها ثلاث دعائم خشبية لحمل السقفين باقية الى اليوم، وزاد ارتفاعها الى سبع وعشرين ذراعاً.
أما بناء الحجاج فلم يكن بناء شاملاً بل كان نقضاً لجزء من بناء ابن الزبير وتعديله الى شكل بناء قريش للكعبة ا
لمشرفة.
بناء السلطان مراد خان عام 1040 هـ بعد أن تهدمت الكعبة المشرفة بسبب أمطار غزيرة أسالت السيول هطلت عام 1039
هـ وصل الماء فيها الى منتصف جدار الكعبة. واستغرقت العمارة حوالي ستة أشهر. وكانت قبل عشرين عاماً قد ظهرت
آثار تصدع في جدار الكعبة المشرفة فعالجها السلطان أحمد خان بتطويق الكعبة المشرفة بحام معدني مزركش ومذهب
حماية لها من التهدم.
والترميم الشامل الكامل الأخير للكعبة الشمرفة هو ترميم خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله.
.