المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : o11oدمعات خادم الحرمين!!


سبيعN1-1
18 - 06 - 2006, 08:50
شيء من
دمعات خادم الحرمين!
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ



كانت دمعات تختصر ما حل بالوطن على أيدي الإرهاب والإرهابيين! دمعات مؤثرة ذرفت من عيني خادم الحرمين الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز.
بعفوية وصدق هلت من عينيه دموع، وبعفوية - أيضاً - تناول منديله وراح يمسحها كأي إنسان يفيض رحمة وإنسانية وحباً، بعد أن استقبل يتامى رجال الأمن السعوديين الذين استشهدوا من قبل الإرهابيين في حفل أهالي القصيم، هذه الصورة العفوية والصادقة والمعبرة التي نقلها التلفزيون على الهواء مباشرة، تغني عن آلاف المقالات، والجهود الإعلامية التي تحارب الإرهاب وتفضح ثقافته، وتعرب بمنتهى الوضوح والبيان والبلاغة عما حل بنا، وبالوطن، على أيدي هذه الوحوش البشرية التي لا تعيش إلا بلعق الدماء، ولا ترى البطولة إلا عندما تنثر أشلاء الإنسان ممزقة على قارعة الطريق..! أولئك الذين (تذرعوا) بالدين ونصرته، فانتهى بهم وبنا وبالإنسانية جمعاء المطاف إلى هذه الوجوه البريئة الحزينة المفجوعة التي تسألنا جميعاً وتسأل من يدّعون ظلماً وزوراً وبهتاناً أنهم يناصرون الإسلام: بأي ذنب قتل آباؤنا ولمصلحة من تيتمنا؟.. فهل يستطيع ذلك (الوحش) المختبئ في جحره في تورا بورا أو أحد أعوانه أن يجيب؟
لا يمكن لأي كان في قلبه ذرة من رحمة، ناهيك عن دين، ناهيك عن بقية باقية من أخلاق، إلا ويرق قلبه، ويشعر بمدى المأساة الذي ورثها هذا الفكر المنحط الذي لا علاقة له بالإنسانية بنا، ومدى الإساءة للإسلام ولأهل الإسلام، الذي أوصلنا من (يدّعون) الجهاد والذب عن حياض الإسلام إليه.
كان عبدالله بن عبدالعزيز في تلك الصورة المعبرة رائداً كملك.. عظيماً كقائد.. ورحيماً ومربياً كأب.. أن تردّ على الإرهاب، والإرهابيين بدمعة من عينيك، وأنت الملك، وأنت القوي، وأنت صاحب القرار الأول، وأنت الذي تأتمر بأمرك الجيوش وقوى الأمن وكل منفذي القرار في بلدك، معنى ذلك أنك إنسان (أولاً) قبل أن تكون قوياً وحازماً وعادلاً كملك، وعندما تكون (المثل الإنسانية) لها الأولوية في الترتيب في أجندتك كقائد وكرائد وكزعيم، فأنت - يا خادم الحرمين - (تُعَلِّم) حين تأمر، و(تؤنسن) عندما تتعامل، و(تربي) حين تذرف الدموع، و(تكتب) التاريخ بمداد من ذهب عندما تتفاعل مع (مآسي) صغار القوم، قبل أن تصيغ بسمعك وبصرك واهتمامك لكبرائهم كما هو شأنك لتثبت أنك المسلم المواطن الغيور على وطنك وشعبك وقضاياهم في السراء والضراء وإن رغمت أنوف كان لا بد لها أن ترغم كي يبقى هذا الوطن شاهداً كبيراً راسخاً آمناً مطمئناً ومتحضراً كما أراد له والدك عبدالعزيز أن يكون.. هكذا بمنتهى الإيجاز كانت تقول تلك الدموع!
كما أحيي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير القصيم، على هذه اللفتة الرائعة والإنسانية والحضارية، عندما ضمَّن حفل الاستقبال والبيعة الذي أقامه أهل القصيم تقديم مجموعة من أطفال رجال الأمن، الذين فقدوا آباءهم بسبب هذه (الفتنة)، إلى خادم الحرمين. كانت هذه اللفتة الرائعة من سموه، وصداها من قبل الرائد القائد، تجسد بكل المقاييس لحمة هذه البلاد، وأن من فقدوا آباءهم بسبب الإرهاب سيبقون في عيوننا وفي رعايتنا واهتمام وعطف قائد مسيرتنا محل البصر من العين. كما تجسد من زاوية أخرى ماهية (التكافل) في المجتمعات في أسمى وأرقى صوره، وكيف هو معنى (الإنسانية) في مملكة الإنسانية، وفي عهد الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز.
كما لا يفوتني في هذه العجالة، وبهذه المناسبة، أن أحيي وأشيد بحرم سمو أمير منطقة القصيم سمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود، التي احتضنت وأحاطت برعايتها هؤلاء البراعم المفجوعين وأسرهم بإشرافها المباشر. مثل هذه الممارسة هي بكل المقاييس تنم عن امرأة متحضرة راقية، تعرف عن وعي وتمدن - كما تقول نشاطاتها - ما هي مسؤولية المرأة عموماً، وزوجة المسؤول خصوصاً. موقفها الراعي لهؤلاء المفجوعين يفيض بكل المعاني الإنسانية.
ولأولئك الأطفال المفجوعين أقول: لن تعرفوا معنى (اليتم) طالما أنكم في مملكة الإنسانية، ويقف على رعايتكم والاهتمام بكم، وتنشئتكم رجل يسمى عبدالله بن عبدالعزيز، فهنيئاً لكم ولنا وللوطن به وأبقاه يُسطر بأفعاله قبل أقواله، اقتداءه بقوله صلى الله عليه وسلم عندما قال: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)، فهذه هي الرعاية في أسمى صورها.



NAWAF BIN SHAYFAN
N1=1:sadak: