المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القائد الأبِّي / موسى بن أبي غسان


hedaya
18 - 07 - 2006, 09:46
"موسى ابن أبي غسان "

http://up.w6wup.com/up2/2006/07/14/w6w_20060714033323ae8e0b4d.jpg


أنا لن أقر وثيقةً =وضعت و أخضع للعدا
ما كان عذري أن جبنت = وخفت أسباب الردى
والموتُ حقٌ في الرقاب = أطال أم قصر المدى
إني رسمتُ نهايتي = بيدي و لن أترددا
كنتُ الحسام لأمتي=و اليوم للوطن الفدا
أنا لن أعيش العمر عبداً = بل سأقضي سيِّدا

بهذه الكلمات .. انطلق موسى ابن أبي غسان ذلك القائد المسلم الذي أبى إلا أن يجاهد في سبيل الله شاكياً إلى الله ظلم وذل الحاكم وفساده .. باكيا بيعةً ما ارتضاها تليق بأندلسٍ كانت يوما ما نبراس الحضارة في العالم الأجمع و مشعل النور الذي اهتدى به الغرب فأخرجه من ظلمات الجهل إلى أنوار العلم ..

فلهذا البطل موقف سجله التاريخ له وسيظل يذكره أبداً ، .. لما أراد عبد الله الصغير (حاكم غرناطة و آخر حكام المسلمين بالأندلس) أن يسلم غرناطة ، وزين له أصحابه وحاشيته أنه لن يستطيع أن يبقى في مقاومة النصارى..

جاءه موسى بن أبي غسان وقد كان قائد جند غرناطة .. وقال له: لا تسلموا غرناطة، دعونا نجاهد في سبيل الله، دعونا نقاتل في سبيل الله، ولكن صيحاته ذهبت سدى!

فقد قال رجال ابن الأحمر: إن النصارى عرضوا علينا معاهدة، فيها حفظ لكيان المسلمين، ولن يؤتَ المسلمون بأذى ولا بشر. فهيا نسلم الأندلس، حتى نحافظ على ما بقي لنا بالعهود والشروط.

فقال لهم موسى : إياكم أن تركنوا إلى النصارى، إياكم أن تثقوا في النصارى. لكنهم رفضوا أن يستمعوا إليه.

قال لما أعيته الحيلة و هو يذكر لهم ما سيحدث في مدن الأندلس إن فعلوا ذلك وكأنه يقرأ التاريخ - رحمه الله - وكأنه يقرأ ما حدث بعده بسنوات معدودة :

" لا تخدعوا أنفسكم، ولا تظنوا أن النصارى سيوفون بعهدهم، ولا تركنوا إلى شهامة ملكهم، إن الموت أقل ما نخشى، فأمامنا نهْبُ مدننا ، وتدميرها، وتدنيس مساجدنا، وتخريب بيوتنا، وهتك نسائنا وبناتنا، وأمامنا الجور الفاحش والتعصب الوحشي والسياط والأغلال، وأمامنا السجون والأنطاق والمحارق ... هذا ما سوف نعاني، أما أنا فوالله لن أراه .. "

ثم ركب فرسه، وتقلد سيفه، وجاهد رحمه الله وحيدا حتى قضى شهيدا رحمه الله .

وبعد تسليم غرناطة وبعد أن وقع حاكمها وثيقة بيعها .. جلس يبكي هزيمته فمرت به أمه وقالت :


" ابكِ كالنساء ملكاً لم تصنه كالرجال "


في قصة قائدنا موسى ابن أبي غسان عبرة وعظة لمن يعتبر ..
لقد رأى ما تعامى عنه أميره .. وآثر ان يجاهد حفاظا على الكرامة التي أراد أميره بيعها .. فقاتل حتى استشهد وفاضت روحه الطاهرة ..

وها نحن نرى اليوم التاريخ يكرر نفسه .. فلا زال هناك من رفع اللواء وسار على الدرب لم يأبه بظلم الظالمين ولا خنوع الخانعين أمثال الشيخ أحمد ياسين و الرنتيسي وأمثال مئات الشهداء الذين يتساقطون على أرض المقاومة رافضين الذل والخضوع والخنوع .. كما لا زالت هناك الفئة الخائنة الذين ارتضوا الدنية والدون ..

اللهم أعز الإسلام بجندٍ أمثال القائد البطل موسى ابن أبي غسان وتقبله في الشهداء و ألحقنا به في الفردوس يا أكرم الأكرمين ..


hedaya

خيَّال الغلباء
23 - 12 - 2008, 23:52
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

انتشرت في الكتب المهتمة بتاريخ الأندلس قصة ( زفرة العربي الأخيرة ) والتي تزعم أن ملك غرناطة المسلم أبو عبدالله ( رحمه الله ) لمّا سلّم مفاتيح آخر دولة إسلامية للملكين الكاثوليكيين سنة 1492م ثمّ همّ مغادرا تلك المدينة رفقة عائلته وحاشيته , صعد ربوة تطلّ على غرناطة وحمرائها ثم زفر زفرة ألم و تحسّر على ضياع ملكه وانقراض دولة الإسلام بالأندلس على يديه . وحسب نفس القصة فإن أمّه لمّا رأته في هذه الحالة خاطبته بكلمات قاسية وقالت تلك الجملة الشهيرة التي انتشرت انتشارا واسعا وأصبحت ملاصقة لصورة أبي عبدالله في الأذهان : ( ابك كالنساء ملكا لم تدافع عنه كالرجال ).

لكن ما صحّة هذه القصة المنسوبة لأبي عبدالله ( رحمه الله ) ؟ وما الظروف التي شابت انتقال أبي عبدالله إلى المغرب ؟ وما هي المعاملة التي تلقّاها هناك ؟ ومتى توفي ؟ وأين ؟ وكيف ؟ وما هي الأكاذيب التي لفقها المؤرخون الأسبان لتشويه سيرة أبي عبدالله ( رحمه الله ) ؟ هذا ما أجاب عنه الباحث الإسباني ليوناردو بيلينا Leonardo Villena في حوار أجراه معه رفائيل بيلتشيز Rafael Vilchez في مقال بعنوان ( كذبة لتلميع الصورة ) ( Un bulo para poder lucirse ) على موقع Ideal.es .

وأدناه تعريبي لهذا المقال من الإسبانية .

المقال :

( قدّم ليوناردو بيلينا Leonardo Villena مؤخرا كتابه ( الزفرة الأخيرة للملك أبي عبدالله ) El ultimo suspiro del rey Boabdil . يتألف الكتاب من 190 صفحة , وتمّ طبعه بلوكرين Lecrin بمطبعة دوكلينيا Duclinea . في هذا الكتاب يؤكد المؤلف على أن ( زفرة أبي عبدالله الأخيرة ) ليست سوى اختراع من طرف الأسقف أنطونيو كيفارا Antonio Guevara للحصول على مصداقية لدى الإمبراطور شارل الخامس .

الأستاذ والكاتب ليوناردو بيلينا بيّن أن سيرة أبي عبدالله وجزءا من عائلته أغلبها مملوء بالتحريفات المتعمدة . فليس هناك شك في أن فاطمة هي زوجة أبي الحسن (1) وأنهما كانا أبوين , لكن ليس أكثر . وهكذا فقصة ( زفرة العربي الأخيرة ) خاطئة لأن أبا عبدالله لم يمر عبر الطريق القديم بين غرناطة ومتريل ( وهو الذي نسبت إليه القصة ). فحسب الكاتب : ( أبو عبدالله توقّف مرّة واحدة لمشاهدة غرناطة من بعض المرتفعات الجبلية للبدول Pedul من باب المنار , لأنه من هنا أخذ يتفكر في طريق البشرات Alpujjara ).

وأبرز بيلينا أن أباعبدالله لم يبكي عندما غادر غرناطة ولم تقل له أمّه : ( ابك كالمرأة ملكا لم تعرف الدفاع عنه كالرجل ). هذا كله اختراع وأكذوبة للمؤرخ أنطونيو دي غيفارا , أسقف قادش وموندونييدو Mondonedo , وذلك في صيف 1526 , حيث أراد تلميع صورته في أعين الإمبراطور شارل الخامس الذي كان في غرناطة لقضاء عطلة شهر العسل بعد زواجه من إزابيلا البرتغالية ).

وحسب بيلينا : ( هناك مؤرّخ آخر كلفوينتي القنطرة Lafuente Alcantara سقط في أخطاء عندما أكّد أن وفاة أبو عبدالله كانت سنة 1513م في معركة واد العبيد Guadal Hewit أو معركة واد الأسود سنة 1536م . وقد أعطى هذا وغيره من المؤرخين أرقاما تقديرية للقوات التي شاركت مع كل طرف من المتحاربين . إحدى هذه المعارك حدثت في منطقة قريبة من إقليمي هسكورة وتادلة (2), حيث يندمج واد العبيد بواد أم الربيع , وقد بيّن التاريخ أنه لم يمت في هذه المعركة , لأنه لو اعتمدنا على روايات تاريخية محترمة كروايات المسلمين فإن أبا عبدالله مات بمنزله وحوله أبناءه سنة م1533 عن عمر يناهز السبعين سنة ).

تناقض :

وأكّد بيلينا كذلك أن : ( نفسه لافوينتي القنطرة , بإتباعه للمؤرخ توريس Torresصاحب كتاب ( تاريخ الشرفاء ), أكّد أن سلطان فاس خلال هذه الفترة لا زال من بني مرين , بينما الحقيقة أن الوطاسيين أزاحوا المرينيين من السلطنة سنة 1472م . بالإضافة إلى ذلك , عدم صحة ما قاله المؤرخ لويس دي مارمول كارباخال Luis de marmol carvajal في كتابه المسمى ( تاريخ الثورة وعقاب المورسكيين ) الذي اعتبر فيه أن سلطان فاس اعتقل أبو عبدالله فأعماه وكبّله بالأغلال حتى يسرق ثروته , ثم تركه يتسول في الشوارع ).

وختم ليوناردو بيلينا قائلا : ( وأقول أن هذا غير صحيح – مؤكّدا – لأنه في معركة واد الأسود , سنة 1536م , غلب الإخوة الشرفاء الوطاسيين . لكنهم لم يحتلوا المدينة الإمبراطورية فاس إلا سنة 1554م , وواضح أنه خلال هذا التاريخ كان أبو عبدالله مدفونا بجانب والدته ). تمّ التعريب و لله الحمد .

الهوامش :

(1) اختلف المؤرخون الأسبان في اسم أم أبي عبدالله هل عائشة أم فاطمة . والكاتب يعتبر اسم والدة أبي عبدالله فاطمة .

(2) مناطق بالمغرب .

مصدر المقال بالأسبانية:

http://www.ideal.es/granada/prensa/2..._20070302.html

عرّبه وكتبه أبو تاشفين هشام بن محمد المغربي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين والمسلمات . وكل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .