![]() |
موقف الإسلام من العصبية القبلية
[U][size=5][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
موقف الإسلام من العصبية القبلية :- كيف عالج الإسلام العصبية القبلية؛ كيف عمل على تذويبها ؟ سؤال مهم يطرح نفسه، إذ كيف كان الفرد مشلول الإرادة، مسلوب القوة أمام عبوديته لطغيان القبيلة ؟ صحيح أن المرء ما كان يجد الأمن والاستقرار إلا في رحاب القبيلة، فهي البنية الاجتماعية المعتبرة، في صحراء ينعدم فيها النظام والعدل، والسلطة التي تحفظ الأمن . إلا أن هذا لا يعتبر مبرراً كافياً، ليلغي الفرد عقله ويسير حسب هوى القبيلة، وجبروتها .. وقد مر معنا سابقاً قول دريد بن الصمة :- وما أنا إلا من غزية إن غوت = غويت وإن ترشد غزية أرشد وعندما تحدثنا عن الشعر الجاهلي، تبين لنا مدى قوة سيطرة روح القبيلة، فهي المعبود المطاع .. وفي صدر الإسلام كان لروح القبيلة، ومجد الآباء والأجداد تأثير عجيب مما جعل قبيلة قريش وقبائل العرب تقف متجبرة متغطرسة أمام الحق الأبلج . أ- قوة العصبية وسيطرتها على مجتمع الجاهلية :- « ذكر الزهري : أن أبا جهل وجماعة معه وفيهم الأخنس بن شريق، وأبو سفيان، استمعوا قراءة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الليل، فقال الأخنس لأبي جهل : يا أبا الحكم، ما رأيك فيما سمعت من محمد ؟ فقال : تنتازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثينا ( أو تحاذينا ) على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا : منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذا ؟ والله لا نؤمن به أبداً و لا نصدقه [1]. يستمع هؤلاء النفر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلال ثلاث ليال - والرسول لا يعلم بهم - ثم يلتقون ويتعاهدون على عدم العودة والاستماع، فالقرآن يستهوي نفوسهم لكن العصبية حملت هؤلاء وأبا جهل خاصة على هذا الموقف المعاند الظالم . أبو جهل هذا يقتل في بدر، ويصعد فوقه عبدالله بن مسعود - رضى الله عنه -، ويسأله : هل أخزاك الله يا عدو الله ؟ قال : وهل فوق رجل قتله قومه ؟ ( أي ليس عليه عار ). لأن قومه قتلوه !! [2] عصبية حتى عند الموت !! وإسلام حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه - في السنة السادسة للبعثة كان بسبب نصرة ابن الأخ أولاً، لأن أبا جهل اعتدى عليه . قال ابن إسحاق [3] : « مر أبو جهل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الصفا، فآذاه ونال منه ( ورسول الله ساكت ) فقام رسول الله ودخل المسجد وكانت مولاة لعبدالله بن جدعان في مسكن لها على الصفا تسمع ما يقول أبو جهل .. فأخبرت حمزة ما سمعت من أبي جهل، فغضب ودخل المسجد، وأبو جهل جالس في نادي قومه فقال لهم ( الحمزة ) : أتشتم ابن أخي وأنا على دينه؛ ثم ضربه بالقوس فشجه شجة منكرة، فثار رجال من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل فقال أبو جهل : دعوا أبا عُمارة، فإني والله قد سببت ابن أخيه سباً قبيحاً، فعلمت قريش أن رسول الله قد عز وامتنع .. فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه ». إن قوة تأثير القرابة، وعصبية الدم كانت سبباً في إسلام حمزة - رضي الله عنه - .. وإن حماية أبي طالب لرسول الله، ودعوته بني هاشم وبني المطلب لنصرته - عليه الصلاة والسلام - كانت من هذا القبيل وحصار بني هاشم مؤمنهم وكافرهم في الشعب « وأن لا يقبلوا من بني هاشم صلحاً أبداً ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموهم للقتل ». وقد لبثوا في شعب أبي طالب ثلاث سنين [4] كان مقاطعة، لأعراف القبائل فيها تأثير كبير . إن الإسلام استفاد من رابطة القبيلة في نشر الدعوة، ولا مانع من استخدامها مظلة واقية ضد نيران مجتمع متعصب له تقاليده . وشعر أبي طالب في قصيدته اللامية [5] يبين مدى حمايته لرسول الله، ومدى قوة رابطة العصبية رغم الخلاف في المعتقد :- ونُسلمه حتى نصرع حوله = نُذهل عن أبنائنا والحلائل وأبيضَ يُستسقى الغمامُ بوجهه = ربيعُ اليتامى عصمةٌ للأرامل فوالله لولا أن أجيء بسبة [6] = تُجرُّ على أشياخنا في المحافل لكنا اتبعناه على كل حالة = من الدهر جداً غير قول التهازل كان من العار عندهم ألا ينصر القريب قريبه، ولو خالفه في المعتقد، ومن هنا وقف أبو طالب من ابن أخيه - عليه أفضل الصلاة والسلام - هذا الموقف المشرف، فقد كان « لزاماً على العربي أن يقوم بنصرة الأخ وابن العم أخطأوا أم أصابوا، عدلوا أم ظلموا، بمعنى أن الرجل كان يلحقه العار، إذا قعد عن نصرة أخيه أو ابن عمه ... ولذلك قالوا : ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ). وهذا من حكمة الجاهلية .. فالنصرة عندهم هي الإعانة على الغير أما في الإسلام فقد اعتبر من ضمن النصرة نصيحة الظالم لرده عن ظلمه ... [ [7]. إن الإسلام حرم نصرة الظالم ففي الحديث الشريف : « انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً . قيل : يا رسول الله .. فكيف أنصره ظالماً ؟ قال عليه الصلاة والسلام : تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه » [8]. لقد نفّر الدين الحنيف من إعانة العشيرة على الباطل، وصور ذلك الفعل القبيح تصويراً مؤثراً، يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : « مثل الذي يعين عشيرته على غير الحق مثل البعير ردي في بئر فهو يُنْزع بذنبه » [9]. ب- كيف عمل الإسلام على تذويب العصبية :- عرفنا في الفقرة السابقة قوة العصبية في المجتمع الجاهلي وسنرى الآن كيف غير الإسلام هذه الروح، إذ بدأ بغرس ربطة الدين، ووشيجة العقيدة، وهى أساس كل تغيير « إن الوشيجة التي يتجمع عليها الناس في هذا الدين، ليست وشيجة الدم والنسب، وليست وشيجة الأرض والوطن، وليست وشيجة القوم والعشيرة، وليست وشيجة اللون واللغة ولا الجنس والعنصر، ولا الحرفة والطبقة إنها وشيجة العقيدة ».« أما الوشائج الأخرى » فقد توجد ثم تنقطع العلاقة ( بين الفرد والفرد ... ). يبين الله لنوح - عليه السلام - لماذا لا يكون ابنه من أهله ] إنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ [ فوشيجة الإيمان قد انقطعت بينكما ] فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ [ إنه ليس من أهلك ولو كان هو ابنك من صلبك » [10]. « وامرأة فرعون التي طلبت من ربها أن ينجيها من فرعون وعمله وأن ينجيها من القوم الظالمين إنها امرأة واحدة في مملكة عريضة قوية وقفت وحدها في وسط ضغط المجتمع وضغط القصر وضغط الملك وضغط الحاشية ورفعت رأسها للسماء !! إنه التجرد الكامل من كل هذه المؤثرات والأواصر » [11]. وفي الحديث الشريف : « من قاتل تحت راية عُمِّيَّة يغضب لعصَبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقُتل فقِتْلةٌ جاهليةٌ » [12]، والعمية هي الأمر الأعمى لايستبين وجهه . وقال تعالى : ] لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ ولَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ [ [ المجادلة : 22 ]. قال أهل العلم في سبب نزول هذه الآية : إنها نزلت في أبي عبيدة حين قتل أباه يوم أحد، وفي أبي بكر حين دعا ابنه للمبارزة يوم بدر، وفي عمر حيث قتل خاله العاص بن هشام يوم بدر، وفي علي وحمزة حين قتلوا عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة يوم بدر » [13]. لقد جمعت هذه العقيدة صهيباً الرومي وبلالاً الحبشي وسلمان الفارسي وأبا بكر العربي القرشي تحت راية واحدة، راية الإسلام، وتوارت العصبية، عصبية القبيلة والجنس والقوم والأرض وهاهو مربي هذه الأمة وقائدها - عليه الصلاة والسلام - يعلم ويربى إذ يقول لخير القرون كلها مهاجرين وأنصار : « دعوها فإنها منتنة » .. وما هي ؟ صيحة نادى بها أنصاري : ياللأنصار، وردَّ مهاجري ياللمهاجرين فسمع ذلك رسول الله وقال : « ما بالُ دعوى جاهلية ؟ » قالوا : يا رسول الله كسَعَ رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال : « دعوها فإنها منتنة » [14]. حقاً إنها منتنة ... وقال صلى الله عليه وسلم : « ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية » [15]. فانتهى أمر هذا النتن، وماتت نعرة الجنس واختفت لوثة القوم .. ومنذ ذلك اليوم لم يعد وطن المسلم هو الأرض، وإنما وطنه هو دار الإسلام تلك الدار التي تسيطر عليها عقيدته وتحكم فيها شريعة الله وحدها [16]. روى ابن هشام [17] : « أن عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه - قال لسعيد بن العاص ( ومر به ) : إني أراك كأن في نفسك شيئاً أراك تظن أني قتلت أباك !! إني لو قتلته لم أعتذر إليك من قتله، .. ولكنى قتلت خالي العاص بن هشام بن المغيرة : فأما أبوك فإني مررت به، وهو يبحث بحث الثور بروقه ( أي بقرنه ) فَحِدْتُ عنه .. وقصد له ابن عمه عليُّ فقتله ». قتل عمر خاله، وقتل على ابن عمه .. في سبيل الله، إنه الانتماء إلى مجتمع العقيدة الذي ذابت فيه العصبيات كلها، وانتهت رواسبها في مجتمع الطهر والتجرد .. إذ غزوة بدر قاتل فيها القريب قريبه، ولما خرج للمبارزة في هذه الغزوة بعض الأنصار .. نادى منادي قريش : يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا .. ولما خرج حمزة وعلي وعبيدة - رضي الله عنهم -. قالوا : ( أي قريش ) نعم أكفاء كرام .. وقُتل عندها عتبة وشيبة والوليد من سادة قريش [18]. إن هذه الروح الإيمانية، وهذا الانضواء تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، خلَّص المجتمع الجديد من عصبيات قاتلة، بمجرد أن عاشوا حقيقة هذه الشهادة . وإن الأخوة التي قامت بين المهاجرين والأنصار كانت دليلاً حاسماً على قيام دولة العقيدة ونشوء مجتمع قضى على رواسب العصبية الجاهلية . وفي خطبة الوداع وضع المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أسس التجمع العقيدي الصحيح إذ قال : « وكل دم في الجاهلية موضوع، وأول دم أضعه : دم ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب، وإني تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لم تضلوا كتاب الله .. وأنتم مسؤولون عني فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت .. » [19]. والشعر الإسلامي :- ساهم أيضاً في ترسيخ هذا البنيان الضخم، حيث ألغى الإسلام العصبية ورابطة الجنس، وصار الشعر يتمثل هذه القيم الجديدة الكريمة .. بعد أن كان سلاحاً يثير أحقاد القبائل . فالعباس بن مرداس يقاتل بني عمه مخالفاً هواه مطيعاً ربه ودينه حيث يقول [20] :- ويوم حنين حين سارت هوازنٌ = إلينا وضاقت بالنفوس الأضالع أمام رسول الله يخفق فوقنا = لواءٌ كخذروف السحابة لامع ويقول :- نذود أخانا عن أخينا ولو نرى = مطالاً لكنا الأقربين نُتابع ولكن دين الله دينَ محمد = رضينا به فيه الهدى والشرائع القبيلة وحدة اجتماعية يستفاد منها :- كنا قد ذكرنا أن الإسلام استفاد من رابطة القبيلة في نشر الدعوة، واستخدمها مظلة واقية ضد ميزان المجتمع المتعصب .. إن الإفادة من الرابطة القبلية وصلة القربى لمصلحة الإسلام شيئ، والخضوع لهذه الرابطة المنحرفة الظالمة شئ آخر . لقد استفاد الإسلام من الطاقات الطيبة كلها بما ينسجم مع تعاليمه، إذ كانت كتائب الجهاد في الفتوحات الإسلامية تضم تكتلات قبلية تثار فيها الحماسة الصادقة، والنخوة العربية خوفاً من العار، إضافة لما جدَّ من استعلاء الإيمان، وعقيدة الجهاد . « إن قبائل المسلمين كانت تتحرك كوحدات حربية في الميدان .. إن ما أذابه الإسلام وقاومه هو العصبية القبلية والتفاخر بالأنساب، ولكنه لم يحارب القبيلة في حد ذاتها، كوحدة لها وجود عميق في البيئة العربية، لقد ظلت القبيلة هي الوحدة الاجتماعية، والوحدة الحربية المعترف بها في الفتوح الأولى، واستفاد الكيان الإسلامي من هذا الوجود إلى أقصى حد … » ( وفي معركة اليمامة ضد / مسيلمة الكذاب اختلطت صفوف المسلمين، فصاح بهم / خالد بن الوليد ( أيها الناس تمايزوا حتى نعرف من أين نؤتى ) فتميزت كل قبيلة في صفوفها وكانت راية المهاجرين مع سالم مولى أبي حذيفة، وراية الأنصار مع ثابت بن شماس ) [21]. قال تعالى : ] وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا [ [ الحجرات : 13 ]. ولو نظرنا إلى منازل القبائل العربية، لوجدناها مطابقة لتعبئة خالد بن الوليد - رضي الله عنه - عند زحفه من البناج إلى الحيرة .. وفي كتب السيرة والفتوحات نلاحظ أن الخليفتين الراشدين الصديق والفاروق كانا يبعثان القبائل ويستعملان على كل قبيلة قائداً منها .. والجدير بالذكر أن المهاجرين والأنصار من أصحاب رسول الله كان لهم وضع خاص فلم تكن لهم دائماً في الفتوح وحدات خاصة بهم من قبائلهم، إنما كنا نجدهم في القيادات غالباً كخالد بن الوليد والنعمان بن مقرن المزني وإخوانه [22]. فالعقيدة تذيب العصبية، وتستفيد من رابطة القرابة وتستعلي على المصلحة الشخصية والقبلية، ويكون المسلم ضد هواه، صلته بربه قوية، علاقته مع إخوانه المؤمنين وطيدة .. وكلما ضعف رابط العقيدة، وتخلخل صفاء التوحيد، برزت العصبية من جديد والهوى والنزوات . (1) انظر السيرة النبوية لابن هشام 1/315 . (2) المصدر السابق 1/635 . (3) المصدر السابق 1/292 . (4) مختصر السيرة النبوية، الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ص 68-69 . (5) القصيدة : في السيرة النبوية لابن هشام 1/272-280 ( وفي طبقات فحول الشعراء ص 244 جزء 1 البيت الثاني من هذه الأبيات ) (6) وردت ( بسنة ) في رواية أخرى . (7) تاريخ الإسلام السياسي : 1 / 65 د . حسن إبراهيم حسن . (8) حديث متفق عليه . (9) مسند الإمام أحمد 1 / 401 وفي مسند أبي داود : 7 / 17 مختصر المنذري، وقد سكت عنه المنذري . (10) في ظلال القرآن : 4 / 1886، 6 / 3622 . (11) في ظلال القرآن : 4 / 1886، 6 / 3622 . (12) صحيح مسلم بشرح النووي : 12 / 238 . (13) أسباب النزول للواحدي، ص 236، وتفسير ابن كثير (8 / 79) نقلاً عن كتاب الولاء والبراء ص 228 . (14) صحيح البخاري : 48/648، ح 4905 . (15) صحيح مسلم : كتاب الإمارة، ح 3 / 1476، ح 1848 . (16) انظر : معالم في الطريق، ص 143، وماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، ص 142 . (17) السيرة النبوية : 1 / 636 . (18) انظر تفصيل المبارزة في : السيرة النبوية لابن هشام، 1 / 625 . (19) مختصر السيرة النبوية : الشيخ محمد بن عبدالوهاب : حجة الوداع، ص 175 . (20) شعر الدعوة الإسلامية، قصيدة (501) : عبدالله الحامد، والسيرة النبوية لابن هشام 2/464 ( والمناسبة : أن بني سُليم جاهدوا يوم حنين ومعهم شاعرهم عباس مع المسلمين يقاتلون هوازن وهوازن تجتمع وإياهم في النسب ) (21) كتاب الطريق إلى المدائن : أحمد عادل كمال، ص 43 . (22) فتوح البلدان، ص 304 نقلاً عن أحمد عادل كمال ( الطريق إلى المدائن )،ص 25. هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .[/align][/size][/U] |
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[U][size=5][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
القبلية في ميزان الشرع أ . د . ناصر العمر 21/8/1428 في قول لوط - عليه السلام - كما أخبر الله - تعالى - عنه : " قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ " ( هود : 80 )، قضية مهمة ينبغي التطرق لها بوسطية، وهي أن القومية وروابط وأواصر النسب ربما انتفع بها المسلم بل قد ينتفع بها الكافر، وقد تكون محمودة ما لم يخرج ذلك إلى تجاوز حدود ولاء المؤمنين والبراء من الكافرين، كأن تقدم على أواصر الدين ورباط التقوى، فإذا لم تتجاوز الحد وكانت خاضعة للرابطة الإسلامية وعرى العقيدة، فلا إشكال وإنما الإشكال في استبدالها بها، وعلى كل حال تظل لأواصر النسب والصلة فائدتها وأثرها حتى بين الكفار . قال الشيخ / محمد الأمين في معرض نقده المتين للقومية العربية أثناء تفسير الآية التاسعة من سورة الإسراء : " نفع الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - بعمه أبي طالب . وقد بين الله جلَّ وعلا أن عطف ذلك العم الكافر على نبيه صلى الله عليه وسلم من منن الله عليه . قال تعالى : " أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى " ( الضحى : 6 ) أي آواك بأن ضمك إلى عمك أبي طالب . ومن آثار هذه العصبية النسبية قوله أبي طالب فيه - صلى الله عليه وسلم - :- والله لن يصلوا إليك بجمعهم = حتى أوسَّد في التُّراب دفينا وقد نفع الله بتلك العصبية النسبية شعيباً - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - كما قال تعالى عن قومه : " قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ " ( هود : من الآية91 ). ونفع الله بها نبيه صالحاً أيضا عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام . كما أشار تعالى لذلك بقوله : " قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بالله لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ " ( النمل : 49 ) فقد دلت الآية على أنهم يخافون من أوليا صالح، ولذلك لم يفكروا أن يفعلوا به سوءً إلا ليلاً خفية . وقد عزموا أنهم إن فعلوا به ذلك أنكروا وحلفوا لأوليائه أنهم ما حضروا ما وقع بصالح خوفاً منهم . ولما كان لوط - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - لا عصبة له في قومه ظهر فيه أثر ذلك حتى قال : " لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوي إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ " ( هود : 80 ) ". اهـ المراد . والقبلية بصفة عامة لا تذم فهي قدر كوني، فالله تعالى هكذا خلق عباده شعوباً وقبائل، كما قال الله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " ( الحجرات : 13 ). إن القبلية تصنع في كثير من الأحيان نوعاً من الوحدة بين أبنائها فإذا ارتقى هذا الفهم الوحدوي القبلي إلى أن هذه الوحدة القبلية يجب إدخالها في وحدة أسمى منها هدفًا ونوعاً وهي وحدة الأمة الإسلامية كان ذلك تمهيداً لوحدة المسلمين وهي غاية منشودة . ومن الضروري أن تكون هذه الوحدة القبلية دائرة في فلك الوحدة الإسلامية الكبرى ومغذية لها، وعند أي تعارض بين الوحدتين تقدم الوحدة الكبرى ومصالحها على الوحدة الصغرى، ولعل تحقيق هذه الوحدة القبلية الصغرى بهذا الفهم من الأسباب التي لأجلها أمر الإسلام بصلة الأرحام، وجعل كثيراً من الأحكام تتعلق بالعشيرة مثل الميراث والعقل وغيرها . ومما ينبغي أن يتجنب من سلبيات القبلية التفاخر بالأنساب فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم أو ليكونن أحقر عند الله من الجعلان ". كما ينبغي تجنب العصبية القبلية وهي أن يغضب المرء لغضب القبيلة ولو كان غضبها لباطل، ويرضى لرضاها ولو كان عن باطل، وهذه هي حالة جاهلية عبر عنها شاعرهم، فقال :- وما أنا إلا من غزية إن غوت = غويت وإن ترشد غزية أرشد وقول الآخر :- لا يسألون أخاهم حين يندبهم = في النائبات على ما قال برهاناً ومن السلبيات بالغة الضرر احتقار القبائل الأخرى . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ". ومن أخطر السلبيات تقديم الولاء والتناصر القائم على أساس القبيلة على الولاء القائم على الدين، ولقد حارب الصحابة آباءهم المشركين مع إخوانهم المؤمنين، فإخاء الدين مقدم على أخاء النسب، ويزداد أخاء الدين قوة وصلابة وحقوقاً إذا كان معه صلة قربى ونسب . فمتى ما انتفت هذه السلبيات عن القبلية أثمرت خيراً على المجتمع، فزادت بها وحدته وقويت بها شوكته، وصلح بها أمره، ومتى اقترنت بها تلك الآفات كانت آثارها على المجتمع مدمرة سيئة . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .[/align][/size][/U] |
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[size=6][align=center]جزاك الله خيرا[/align][/size]
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[size=6][align=center]عواكيس جزاك الله خيراً ولا هنت[/align][/size]
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[size=6][align=center]مشكور وما قصرت ولا هنت[/align][/size]
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[size=6][align=center]الأسد جزاك الله خيراً ولا هنت[/align][/size]
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[U][size=5][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن مادة الأنساب تعد من الأصول القديمة التي ساعدت على ظهور التاريخ، وتوطيده كمعرفة ذات أهمية في منظومة الفكر الإسلامي وكان النسب يعبر عن تاريخ القبيلة في إضفاء القصص التاريخي أو الحوادث المتوارثة في النقل عن سلسلة العمود الفقري، أو المشجر النسبي للقبيلة وكان العربي قبل الإسلام يعنى بهذا النسب عناية بالغة، فهو كيانه الذي يعتز به ويفخر، ووجوده الذي يميزه عن الاّخرين وعلى الرغم من أن الإسلام جب العادات المتراكمة في الموروث القبلي على المستوى التعبدي والسلوكي المبني على الحَمِيَّة الجاهلية، غير أنه وازن بين العناية بالقبيلة في حدود التعارف والتناصر والحمية المحمودة على الحق [ ابن منظور : لسان العرب مادة : عرف ] وبين التقوى التي عدها الإسلام منزلة دينية رفيعة، ومكرمة للإنسان : كما في قوله تعالى : ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا انَّ اكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أتْقَاكُمْ ) [ سورة الحجرات : اّية : 13 ] وأول عناية يوجهها الإسلام للعشيرة بكونها أولى بالرعاية في هذا الدين والدخول في كنفه بقوله تعالى : ( وأنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ ) [ سورة الشعراء : اّية : 214 ] وقد وظف الإسلام النسب وتعلمه في خدمة صلة الرحم، وهي غاية إسلامية سامية ونبيلة، كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ) [ أحمد بن حنبل : المسند 3/374 ] وأورد / ابن عبد ربه [ العقد الفريد 2/30 ] قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( تعلموا من النسب ما تعرفون به أحسابكم وتصلون به أرحامكم ) ونقل / ابن قتيبة قولا للخليفة الراشد / عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه : ( تعلموا النسب فربّ رحم مجهولة قد وصلت بنسبها ) [ عيون الأخبار 1/ 196 ] ونتلمس أهمية صلة الرحم والعشيرة في وصية الخليفة الراشد / علي بن أبي طالب رضي الله عنه زأرضاه لابنه الحسن، رضيه الله عنه وأرضاه قوله : ( أكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير، وأصلك الذي إليه تصير، ويدك التي بها تصول ) [ ابن عنبة : عمدة الطالب 6 ] هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .[/align][/size][/U] |
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[size=6][align=center]مشكور وما قصرت ولا هنت[/align][/size]
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[size=6][align=center]خيال العرفا جزاك الله خيراً ولا هنت[/align][/size]
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[size=6][align=center]مشكور وما قصرت ولا هنت[/align][/size]
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[size=6][align=center]الأسد جزاك الله خيراً ولا هنت[/align][/size]
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[U][size=5][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
حكم الافتخار بالاّباء والأجداد والارتباط على أساي العرق ؟ قبل الحديث عن حكم الافتخار بالاّباء والأجداد أو العرق أو السلالة أو القوم أو العشيرة يجب أن نفرق بين أمرين :- الأمر الأول : الاعتزاز بهم والافتخار والارتباط على أساس هذه الرابطة . الأمر الثاني : المحبة لهم ولكن بظوابط . نبدأ بالأمر الثاني : ونقول : إن الإنسان بفطرته يحب المكان الذي ولد فيه, ويحب العائلة والعشيرة التي تربى فيها وهذا شيء فطري في الإنسان فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " والله يا مكة لأنت أحب البلاد إلى الله, وأنت أحب البلاد إليّ ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ". فهذا الحديث يدل على الحب لهذا المكان الذي يعيش فيه, ولكن الملاحظ في الحديث أيضا أنه يحتوي على حكم شرعي وهو أن الحب مرتبط بمفهوم شرعي وهو محبة الله لمكة, ولذلك يجب على كل مسلم أن يحب مكة على كل البلاد . ونقول أيضا : أن هذا الحب إذا تعارض مع الحكم الشرعي, يقدم الحكم الشرعي على هذه المحبة . أما الأمر الأول : وهو الارتباط على أساس العائلة أو الوطن فهذا لا يجوز وذلك :- أولا : أن رابطة العائلة أو الوطنية رابطة منبعها غريزة البقاء, فالإنسان يندفع غرائزيا ليدافع عن موطنه أو عائلته دون الرجوع إلى أدني تفكير, وهذا الأمر يشترك فيه الإنسان والحيوان أكرمكم الله . الأمر الثاني : أن هذه الرابطة مؤقتة تظهر بظهور المؤثر الخارجي وتزول بزواله أي تظر بوجود أعداء وتختفي عن ذهابهم . الأمر الثالث : أن هذه الرابطة لا تحتوي على نظام لتسير شؤن حياة الناس والإنسان يحتاج إلى رابطة دائمية وتحتوي على معالجات لكل مشاكله . الأمر الرابع : عند ذهاب المؤثر الخارجي وهو الأعداء, تحصل بين أفراد العائلة والقوم منازعات بين أفرادها على سيادة العائلة أو القوم وهذا مشاهد في العائلات, وهذا نتيجة غريزة البقاء وحب السيادة الناتج عنها . الأمر الخامس : أن تجربة القوميات لم تفلح في المجتمعات الأوربية وكانت سببا في دمارها مع أنهم أصحاب دين واحد, كما حدث مع فرنسا عندما اجتاحت الغرب, وكما حدث مع ألمانيا وإيطاليا وغيرهم كلهم يريد سيادة جنسة . الأمر السادس : أن القوميات والعصبيات دمرت المسلمين وكانت سبب في ذهاب دولة الإسلام " الخلافة " وهي أيضا سبب في قتل المسلمين, فالمسلم ينظر إلى أخيه المسلم في فلسطين أو في العراق أو في غيرها من البلاد ويقول : ( مالي دخل ) أنا سعودي أو أنا أردني ( ما يخصني الموضوع ) فكانت سببا في مقتل المسلمين على أعين المسلمين . الأمر السابع : وهو مقدم على جميع ما ذكر وهو أن الحكم الشرعي لا يجوز الارتباط أو الافتخار على أساس غير دين الله . رواى أبو داود رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله [ عز وجل ] قد أذهب عنكم عبية ( عبية الكبر ) الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي أنتم بنو آدم وآدم من تراب ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن ". وروي الترمذي رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية إنما هو مؤمن تقي وفاجر شقي الناس كلهم بنو آدم وآدم خلق من تراب ". وروى الإمام أحمد رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تفتخروا بآبائكم الذين ماتوا في الجاهلية فوالذي نفسي بيده لما يدهده الجعل بمنخريه خير من آبائكم الذين ماتوا في الجاهلية ". وروى البخاري رحمه الله في الأدب المفرد عن عتي بن ضمرة رحمه الله قال : رأيت عند أبي رجلا تعزى بعزاء الجاهلية فأعضه أبي ولم يكنه فنظر إليه أصحابه قال : كأنكم أنكرتموه فقال : إني لا أهاب في هذا أحدا أبدا إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوه ". وروى الإمام أحمد رحمه الله عن أبي بن كعب رضي الله عنه وأرضاه قال : " انتسب رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما : أنا فلان بن فلان فمن أنت لا أم لك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام فقال أحدهما : أنا فلان بن فلان حتى عد تسعة فمن أنت لا أم لك قال : أنا فلان بن فلان بن الإسلام قال : فأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن هذين المنتسبين أما أنت أيها المنتمي أو المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة . وروى الإمام أحمد رحمه الله عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه وأرضاه قال : " كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فاجتمع قوم ذا وقوم ذا وقال هؤلاء : يا للمهاجرين وقال هؤلاء : يا للأنصار فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : دعوها فإنها منتنة قال : ثم قال : ألا ما بال دعوى أهل الجاهلية ألا ما بال دعوى أهل الجاهلية ". روى الإمام مسلم رحمه الله عن جندب بن عبدالله البجلي رضي الله عنه وأرضاه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قتل تحت راية عمية يدعو عصبية أو ينصر عصبية فقتلة جاهلية ) هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .[/align][/size][/U] |
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[size=6][align=center]مشكور وما قصرت ولا هنت[/align][/size]
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[size=6][align=center]جعد الوبر جزاك الله خيراً ولا هنت[/align][/size]
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[size=6][align=center]مشكور وما قصرت ولا هنت[/align][/size]
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[size=6][align=center]صامل الميقاف جزاك الله خيراً ولا هنت[/align][/size]
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[size=6][align=center]مشكور وما قصرت ولا هنت[/align][/size]
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[size=6][align=center]مشكور وما قصرت ولا هنت[/align][/size]
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[size=6][align=center]منسم الحفيات جزاك الله خيراً ولا هنت[/align][/size]
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[size=6][align=center]كليب عامر جزاك الله خيراً ولا هنت[/align][/size]
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[size=6][align=center]مشكور وما قصرت ولا هنت[/align][/size]
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[CENTER][SIZE="6"]حمد جزاك الله خيراً ولا هنت[/SIZE][/CENTER]
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
خيال الغباء شكرآآآ على الموضوع المهم الذي نحتاجه في حياتنا
ولكن ليتنا نعي ونفهم إن العصبيه القبليه تؤدي بنا إلى التفرقه والإنقسام |
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[CENTER][SIZE="6"]نبع الوفاء جزاك الله خيراً ولا هنت[/SIZE][/CENTER]
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[CENTER][SIZE="6"]الساري جزاك الله خيراً ولا هنت[/SIZE][/CENTER]
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[CENTER][SIZE="5"][U]بسم الله الرحمن الرحيم
العصبية القبلية وحكم الإسلام فيها :- جاء الإسلام ووجد الناس يتفاضلون في الخلق والنشأة، ويتميزون في الأحساب والأنساب، ويتقاتلون للحمية والعصبية، ناسين أنهم من أصل واحد ومصدر واحد فقد كان الهنود البراهميون يقرون التفاضل في القيمة الإنسانية، وأنهم يفضلون غيرهم في ذلك أما اليونان فقد كانوا يعتقدون أنهم شعب مفضل على سائر الشعوب وأنهم خلقوا من عناصر تختلف عن العناصر التي خلقت منها الشعوب الأخرى، التي أطلقوا عليها اسم ( البربر ) وأما الرومان فقد نصوا في كتبهم أن غير الرومان مجردون من جميع ما يتمتع به الرومان من حقوق، وأنه لم يخلق غيرهم إلا ليكون رقيقا للرومان وأما اليهود فقد اعتقدوا أنهم شعب الله المختار، وأن الكنعانيين – بقية الشعوب الأخرى – شعب وضيع بحسب النشأة الأولى، وأن الله خلقه لخدمتهم وأما العرب فقد رأوا أنفسهم أنهم أكمل شعب على الأطلاق وأن بقية الشعوب – التي سموها الأعاجم – شعوب وضيعة ناقصة الإنسانية تلك هي الظاهرة الاجتماعية التي كان الناس يعانون منها، ويقاسمون آلامها، حيث فرقت البشر . وحرصا من الإسلام على إقامة العلاقات الودية بين الأفراد والجماعات المسلمة ودرأ ً للمفاسد المقدمة على جلب المصالح، ودعم هذه الصلات الأخوية بين القبائل والشعوب، فجعل الأساس لذلك أخوة الإيمان، لا نعرة الجاهلية ولا العصبيات القبلية، ورسولنا أقام الدليل القاطع على حقيقة الأخوة الإيمانية وتقديمها على كل أمر من الأمور الأخرى، فها هو رسول الله يؤاخي بين المهاجرين والأنصار، وبين الأوس والخزرج، وأخذ ينمي هذه الأخوة، ويدعمها بأقوال وأفعال منه تؤكد هذه الحقيقة الغالية ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) [ مسلم (45) البخاري (13) ] وقوله : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) [ مسلم (2586) ] إلى غير ذلك من الأحاديث التي تقوي هذه الرابطة . ولقد أينعت هذه الأخوة وآتت أكلها أضعافاً مضاعفة، وكان المسلمون بها أمة واحدة تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، فكانوا قوة يوم اعتصموا بحبل الله المتين، ولم تلن لهم قناة لمغامز الأهواء المضللة والأنانيات الفردية . لكن أعداء الإسلام لم يرق لهم هذا التماسك بين المسلمين، فحاولوا إثارة النعرات القبلية، والعصبيات الجاهلية، وجاهدوا لتمزيق وحدة المسلمين أمما وجماعات، فنجحوا في ذلك، واستجاب ضعاف الإيمان من أبناء الإسلام لهذه المكيدة، فأثيرت النعرات وعادت العصبيات الجاهلية وأصبح الافتخار بالقبيلة التي ينتمي إليها وباللون الذي يحمله أو الأحزاب التي يأوي إليها، وضعفت الأخوة الإيمانية، وقويت العصبية الجاهلية التي حذرنا نبينا منها، وأمرنا بالبعد عنها وعدم الركون إليها . [ أخرجه مسلم (2584) ] بسنده عن / جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال : كنا مع النبي في غزاه، فكسع رجل من المهاجرين – أي ضرب – رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري : يا للأنصار، وقال المهاجري : يا للمهاجرين، فقال رسول الله : ( ما بال دعوى الجاهلية ؟ قالوا : يا رسول الله، كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال : دعوها فإنها منتنة ) نعم إنها منتنة كريهة قبيحة مؤذية؛ لأنها تخرج الإنسان من أصله الكبير، أخوة الإيمان إلى أمر حقير ذليل، إنها الأنانية القبيحة التي تظهر في هذه العصبية؛ لأنها تحيل إلى أمر قبيح نهاهم عنه نبيهم، وأعلمهم أنه منتن، وهو الصادق المصدوق . وعندما جاء الإسلام الناس في جاهلية جهلاء، جاهلية في المعتقد، جاهلية في العبادات، جاهلية في المعاملات، جاهلية في الأخلاق، جاهلية بكل ما تحمله كلمة جاهلية من معنى، فأخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور، ومن الجور والظلم إلى القسط والعدل، ومن المعتقدات الفاسدة إلى العقيدة الصحيحة، عقيدة خلاصتها ( لا معبود بحق إلا الله ) ومن الأخلاق المنحلة إلى الأخلاق الحسنة . ونرى أن الإسلام وضع الضوابط، وقعد القواعد، وأصل الأصول، لحياة البشرية؛ ومن القواعد التي وضعها الإسلام؛ قاعدة : أنَّه لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى؛ فعن / أبي نضرة قال حدثني من سمع خطبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في وسط أيام التشريق، فقال : ( يا أيها الناس : ألا إنَّ ربكم واحد، وإنَّ أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى، أبلغت ؟ ) قالوا : بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واسمع إلى الحق - جل وعلا - وهو يقول : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } سورة الحجرات وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « الناس سواسية كأسنان المشط، ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى » (13) أخرجه / أحمد في مسنده . جاء الإسلام وكان أصحاب الجاهلية لديهم بعض الأخلاق الحسنة من نجدةٍ الملهوف، وإكرام الضيف، ونصر للمظلوم، وغيرها، وجاء الإسلام لتثبيت ذلك والحث عليه ولكن الإسلام جاء وعند أصحاب الجاهلية أخلاق سمجة قبيحة مستهجنة، ومن الأخلاق التي كانت في الجاهلية؛ خلق العصبية للقبيلة على الباطل، فجاء الإسلام ونفّر منها، وصور ذلك الفعل القبيح تصويراً بليغاً، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( مثل الذي يعين عشيرته على غير الحق مثل البعير ردي في بئر فهو يُنْزع بذنبه ) مسند الإمام / أحمد (1/401) وفي مسند / أبي داود (7/17) وفي الحديث الشريف : ( من قاتل تحت راية عُمِّيَّة يغضب لعصَبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقُتل فقِتْلةٌ جاهليةٌ ) صحيح / مسلم بشرح النووي (12/238) والعمية هي الأمر الأعمى لا يستبين وجهه وقال تعالى : { لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ ولَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } سورة المجادلة : (22) قال أهل العلم في سبب نزول هذه الآية : إنها نزلت في / أبي عبيدة حين قتل أباه يوم أحد، وفي / أبي بكر حين دعا ابنه للمبارزة يوم بدر، وفي / عمر حيث قتل خاله العاص بن هشام يوم بدر، وفي / علي و / حمزة حين قتلوا / عتبة و / شيبة ابني ربيعة و / الوليد بن عتبة يوم بدر . كذلك جاء الإسلام والقبائل متناحرة فيما بينها، كل قبيلة تحط من شأن الأخرى، كل فرد أفراد القبيلة يقاتل من أجل قبيلته، ويفرح لفرحها ويغضب لغضبها؛ حاله كما صوره / دريد بن الصمة :- وما أنا إلا من غزية إن غوت = غويت وإن ترشد غزية أرشد فعمل الإسلام على غرس ربطة الدين، ووشيجة العقيدة،لأنها هي الوشيجة التي " يتجمع عليها الناس في هذا الدين، ليست وشيجة الدم والنسب، وليست وشيجة الأرض والوطن، وليست وشيجة القوم و العشيرة، وليست وشيجة اللون واللغة ولا الجنس والعنصر، ولا الحرفة والطبقة إنها وشيجة العقيدة " فقد جمعت هذه العقيدة / صهيباً الرومي، و / بلالاً الحبشي، و / سلمان الفارسي، و / أبا بكر العربي القرشي تحت راية واحدة، راية الإسلام، وتوارت العصبية، عصبية القبيلة والجنس والقوم والأرض، وهاهو مربي هذه الأمة وقائدها - عليه الصلاة والسلام - يعلم ويربى إذ يقول لخير القرون كلها مهاجرين وأنصار : ( دعوها فإنها منتنة ) وما هي؟ صيحة نادى بها أنصاري : ياللأنصار، وردَّ مهاجري : ياللمهاجرين فسمعها رسول الله فقال : ( ما بالُ دعوى جاهلية ؟ ) قالوا : يا رسول الله كسَعَ رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال : ( دعوها فإنها منتنة ) حقاً إنها منتنة . وقال صلى الله عليه وسلم : ( ليس منَّا من دعا إلى عصبية، وليس منَّا من قاتل على عصبية، وليس منَّا من مات على عصبية ) فانتهى أمر هذا النتن، وماتت نعرة الجنس واختفت لوثة القوم ومنذ ذلك اليوم لم يعد وطن المسلم هو الأرض، وإنما وطنه هو دار الإسلام تلك الدار التي تسيطر عليها عقيدته وتحكم فيها شريعة الله وحده فالعقيدة تذيب العصبية، وتستفيد من رابطة القرابة، وتستعلي على المصلحة الشخصية والقبلية، ويكون المسلم ضد هواه، صلته بربه قوية، علاقته مع إخوانه المؤمنين وطيدة وكلما ضعف رابط العقيدة، وتخلخل صفاء التوحيد، برزت العصبية من جديد، والهوى والنزوات . إن الافتخار بالآباء والاعتزاز بالانتماء القبلي قد يدفع المرء إلى النار التي حذرنا الله منها، ذلك أنه قد يفتخر بالكفرة من آبائه وأجداده، وما دفعه لذلك إلا العصبية الجاهلية، ولنسمع هذا الحديث الذي [ أخرجه / أحمد (5/128) بإسناد صحيح ] عن / أبي بن كعب رضي الله عنه قال رسول الله : ( انتسب رجلان على عهد / موسى عليه السلام، فقال أحدهما : أنا فلان ابن فلان حتى تسعة، فمن أنت لا أم لك ؟ قال : أنا فلان ابن فلان ابن الإسلام، قال : فأوحى الله إلى / موسى عليه السلام : أن هذين المنتسبين، أما أنت أيها المنتمي إلى تسعة من النار، فأنت عاشرهم، وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة ) لقد لقن رسول الله هذا المفاخر بآبائه درساً يردعه، ويردع أمثاله عن هذا الباطل، فقد حدثهم أن رجلين من بني إسرائيل في زمن / موسى عليه السلام اختلفا وتنازعا فافتخر أحدهما بالآباء العظام، وعدد تسعاً من آبائه، ثم واجه صاحبه محقراً موبخاً له قائلاً : فمن أنت لا أم لك ؟ إن افتخاره بآبائه واحتقاره لمخاطبه يدل على مرض خبيث كان يسري في كيان هذا الرجل وأمثاله، فهو يرى أن أصوله تعطيه قيمة ترفعه على غيره، وتجعله يمتاز بأولئك الآباء، وأن غيره ممن لا يشاركه في تلك الأصول لا يستحق أن يساوى به، ولذا فهو في مرتبة دونه، وقد كان الرجل الآخر صالحاً، فقال منتسباً : أنا فلان ابن فلان ابن الإسلام، رفض أن يمدح نفسه بغير هذا الدين القويم الذي يفتخر به كل عاقل حصيف، وهذا يذكرنا سلمان الخير، / سلمان الفارسي – رضي الله عنه – لما سئل عن نسبه قال : أنا ابن الإسلام ولما بلغ عمر مقولته هذه بكى، وقال : أنا ابن الإسلام . إن الفخر بالآباء أو القبيلة أو بالعصبية الجاهلية مع غمز الآخرين والطعن فيها، وأنهم لا يساوونه في النسب مرض فتاك قاتل، يخبث النفس، ويشعل العداوة، ويفرق الجماعة، ويوجد البغضاء والعداوة بين أفراد المجتمع الواحد، وقد يؤدي إلى تمزيق المجتمع وجعله أحزاباً وطوائف . لقد اشتد النبي في محاربة هذا الداء العضال، ونهى أمته عن الوقوع فيه، وبين لهم حقيقة أمرهم ليكونوا على بصيرة من ذلك أخرج / الترمذي (23955) بإسناد حسن عن / أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال : ( لينتهن أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنما هم فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه، إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية – أي كبرها ونخوتها – إنما هو مؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس كلهم بنو آدم، وآدم خلق من تراب ) إنه تحذير نبوي كريم من آثار الجاهلية التي جاء الإسلام ليحطمها، ويقيم عليها البناء الشامخ القوي إنها أخوة الإسلام التي لا ترقى إليها العصبية، ولا تؤثر فيها الجاهلية . ولقد ترعرعت العصبيات في هذا القرن، وتعددت وفرقت جماعة المسلمين، وأصبحت معولاً لهدم الأمة الإسلامية، لقد فشت في المجتمعات الإسلامية العصبيات القومية والقبلية والإقليمية، بل والعصبية المبنية على اللون والجنس، واشتعلت هذه العصبيات واكتوى الناس بنارها، وذاقوا منها المر والعلقم، ومفهوم هذه العصبية والدعوى الجاهلية تطور اليوم بشكل مختلف عن السابق وجديد من نوعه، وتبلور في تقنيات حديثة، فلقد أصبحت الشبكة العنكبوتية تزج بالعديد من المنتديات القبلية التي تجعل هدفها الرئيسي توثيق التاريخ وتحقيقه وتدارس الأنساب، والملاحظ على تلك المنتديات لا يجدها تخلو من الصراع القبلي الذي تطور بشكل آخر وملموس بحرب الأقلام بالتعظيم والتفخيم من ذات القبيلة، والطعن بالأنساب، فيجد القاريء الأطروحات التي تسمى بالتاريخ تتناول جوانب سلبية بذكر إنتصار قبيلة س على قبيلة ج وأن المقتولين فلان وفلان وفلان، وأن هؤلاء الذين إنتصروا هم الشجعان وغيرهم من المهزومين الجبناء، وللاسف أغفلوا أن مثل هذه الحوادث لا ينبغي ذكرها لأنها لم تكن قتالا في سبيل الله أو لرفع راية الحق، بل قتال جاهلي أعمى أهدافه هي ناقة وخيل وسلب وقتل وقطع الطريق والهيمنة والسيطرة المركزية بغير وجه حق وكل هذا يضعونه تحت مسمى الفخر بإبراز الشجاعة والقوة، وسبب ماكان يحصل هو الجهل السائد وقلة الوازع الديني، ولكن اليوم إختلف الأمر فمن عاصر الجهل عُذِر لجهله، ولكن كيف بأصحاب العقول وأولي الألباب ممن هم متعلمون ولديهم الشهادات الجامعية يقيمون إمتداداً لهذا الجهل بإنشاء تلك المنتديات ويتناولون هذه الأحداث بنقاشات ثمرتها معروفة مسبقا ومحصلتها النهائية هي التراشق بالكلمات النابية وإثارة الضغائن والأحقاد وفتن عظيمة لا يعلم فحواها إلا الله سبحانه وتعالى، ولا يجد القاريء موقعا أو منتدى يتناول هذه المواضيع يخلو من ذلك إلا والحوار على أشده حتى يطال الأحياء والأموات ويشمل القبيلة بأكملها وهذا هو مفتاح الشر وإيقاظ الفتنة يأتي بما نسميه التاريخ وبدلا من أن تكون المنتديات موردا يستسقى منه العلم أصبحت موردا يتقاتل ويتصارع عليه الجاهلون والمتعلمون . وأوقعهم في ذلك تركهم للنهج النبوي الكريم الذي حذرهم فيه من الجاهلية، وأعرضوا عن أمر ربهم حينما أمرهم بالأخوة الإيمانية ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) [ الحجرات : 10 ] وليعلم العاقل أن رابطة الدين أقوى من رابطة النسب وأبلغ مثال في ذلك عندما طلب نبي الله / نوح من ربه أن ينجي إبنه من العذاب، يقول سبحانه وتعالى : ( ونادى نوح ربه فقال رب إن إبني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين * قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عملٌ غير صالح فلا تسئلن ماليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) هنا يبين الله سبحانه وتعالى لنوح أن إبنه ليس من أهله فقدمت رابطة الدين على رابطة النسب، وأن إبنه عمل غير صالح لأنه تحدى الله ولم ينفع دعاء نوح وهو نبي لابنه في أن يشفع له في معصية الله . كذلك نرى نبي الله / شعيب عندما دعا قومه بالاستغفار بقوله سبحانه : ( واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود * قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا * ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز * قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه ورائكم ظهريا إن ربي بما تعملون محيط ) يبين سبحانه أن / شعيبا دعى قومه أن يستغفروا الله ويتوبوا إليه، فيردون عليه أنهم لا يفقهون ما يقول من قول الحق وأخذتهم العزة بالاثم بأنهم يرونه ضعيفا بينهم وأنه لولا أنه من رهطهم ( أي جماعته وقومه ) لرجموه، وما هذا إلا تبجح، فأبقوا عليه ليس إعتبارا ً لأوامر الله، بل لأن العصبية القبلية هي التي شفعت له غير معتبرين أو مبالين بكلام الله، ويجيبهم / شعيب هل تتركوني لأجل قومي ولا تتركوني إعظاما لجناب الرب تبارك وتعالى ؟! وهل عشيرتي أعز عندكم من الله وأكرم !! قال / ابن عباس : إن قوم / شعيب ورهطه كانوا أعز عليهم من الله وصغر شأن الله عندهم، واتخذتموه ورائكم ظهريا، أي جعلتم الله خلف ظهوركم لا تطيعونه ولا تعظمونه كالشيء المنبوذ وراء الظهر سبحان الله أعزوا وعظموا العشيرة على الله وأوامره فسبحان الله ماذا كان الجزاء : ( ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين * كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود ) [ هود : 94 ] كما أن هناك حقيقة عظمى يجب على الناس أن يعوها، هذه الحقيقية كون البشر جميعاً من أصل واحد، إن هذه الحقيقة يجب أن تكون القاعدة التي يتعامل الناس على أساسها، لكن هذه الحقيقة قد تغيب عن العقول والقلوب، فترى البشر على مستوى الأفراد والأسر والمجتمعات يبغي بعضهم على بعض، ويزعم كل فريق أنه الأفضل والأكمل والأحسن، ويرد هذا الفضل إلى جنسه أو لونه أو مدينته أو قبيلته، وتراه – بناء على ذلك – يمدح من ينتسب إليهم، ويعتز بهم، ويذم غيرهم، ويصفهم بالأوصاف القبيحة التي لا تليق بالإنسان فضلاً عن المؤمن . إن اعتزازه هذا إنما يقوم على العصبيات الجاهلية القائمة على أصول عفنة قذرة، قال عنها الرحمة المهداة : ( دعوها فإنها منتنة ) لكن بعض الجهلاء تأبى نفوسهم المريضة إلا العيش في العفن إنها تأبى أن تعيش في الطهر والصفاء والنقاء . والعصبية التي تظهر الآن في أكثر البلدان للجنس أو العرق القبلي أو اللون أو الوطن هي من نوع العصبية القديمة التي كانت تتفجر بين الأوس والخزرج، وهي من بقايا الجاهلية ورواسبها • لقد كان بين الأوس والخزرج حروب كثيرة في الجاهلية، وعداوة شديدة، وثارات وضغائن وفتن، وكان بينهم قتال شديد، حتى جاء الإسلام، فدخلوا فيه، فأصبحوا بنعمة الله إخواناً • وبعد أن أصلح الإسلام شأنهم وأصبحوا متحدين متعاونين، مرَّ رجل من اليهود بملأ من الأوس والخزرج، فساءه ما هم عليه من الألفة والتعاون والوفاق، فبعث رجلاً معه وأمره أن يجلس بينهم ويذكّرهم ما كان بينهم من حروبهم، ففعل فلم يزل ذلك دأبه حتى حميت نفوسهم وغضب بعضهم على بعض، وتثاوروا، ونادوا بشعارهم، وطلبوا أسلحتهم، وتواعدوا إلى الحرَّة ( مكان بالمدينة ) فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فأتاهم فجعل يسكّنهم، ويقول : " أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟ "، وتلا عليهم هذه الآية : { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذا كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبيِّن الله لكم آياته لعلكم تهتدون } آل عمران : 103 . فالحق هو العودة إلى الدين الحق والمنهج القويم، فإن الإنسان إنما يسعد بحبه لأخيه، وإيثاره له، ويشقى بالفرقة الاختلاف والتنازع والعصبية أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ( يأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَـٰكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَـٰكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَـٰرَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللَّهِ أَتْقَـٰكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) [ الحجرات : 13 ] وعلينا أن نتقي الله، ونربأ بأنفسنا عن النعرات الجاهلية والافتخار بالأنساب والألقاب، فإن الفخر الحقيقي والنسب الناصح هو الإسلام، فبه نحيا، وعليه نموت، وإليه ننتسب . القومية العربية :- لقد كثرالحديث عن القومية العربية وكثر الحديث عن الدعوة إليها وكثر الدعاة إليها في الآونة الأخيرة ولقد تبعهم وأيدهم كثير من أبناء الأمة الإسلامية إما عن جهل غير مقصود وإما عن قصدٍ متعمد ومن هذه الجزئية حول هذا الموضوع يتناول ما يمكن تناوله من الجوانب الخفية لهذه الدعوة وخفاياها المبطنة ولن يكون هناك أفضل من نقد الدعوة القومية من خلال المنظورالإسلامي والحمد لله والشكر أن العلامة فضيلة الشيخ / عبدالعزيز بن باز له عنوان دراسة في ( نقد القومية العربية على ضوء الإسلام والواقع ) وهو ما قد وفر كثير من الجهد من عناء البحث والتنقيب في هذا المبحث بنقل بعض النصوص حرفياً من دراسته . تعريف عناصر القومية العربية :- - إختلف الدعاة إليها في عناصرها، فمن قائل : إنها الوطن، والنسب، واللغة العربية . - ومن قائل : إنها اللغة فقط . - ومن قائل : إنها اللغة مع المشاركة في الآلام والآمال ومن قائل غير ذلك . ويتبين مما سبق ذكره أن الدين ليس من عناصرها عند أساطينهم والصرحاء منهم، وصرح بعضهم أنها تحترم الأديان كلها من الإسلام وغيره . أهدافها :- - كما عرفه البعض من دعاتها هو فصل الدين عن الدولة، وإقصاء أحكام الإسلام عن المجتمع، والإعتياض عنها بقوانين وضعية ملفقة من قوانين شتى، وإطلاق الحرية للنزعات الجنسية والمذاهب الهدامة ( لا بلغهم الله مناهم ) النظرة الإسلامية إلى الدعوة للقومية العربية :- - الدعوة إلى القومية العربية وغيرها من القوميات، دعوة باطلة وخطأ عظيم فادح ومنكر ظاهر وكيد سافر للإسلام وأهله، وذلك من عدة وجوه :- • الوجه الأول :- إن الدعوة إلى القومية العربية تفرِّق بين المسلمين، وتفصل بين المسلم العجمي عن أخيه العربي، وتفرق بين العرب أنفسهم لأنهم كلهم ليسوا يرتضونها، وإنما يرضاها منهم قوم دون قوم، وكل فكرة تقسم المسلمين وتجعلهم أحزاباً هي بلا شك فكرة باطلة وهدامة تخالف مقاصد الإسلام وما يرمي إليه من وحدة الصف ولم الشمل والجماعة حيث أن قرآننا يدعونا إلى الإجتماع والوئام قال الله تعالى { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا } كذلك فإن هدف القومية غير هدف الإسلام وإن مقاصدها تخالف مقاصد الإسلام والدليل على ذلك أن الدعوة إلى القومية العربية وردت إلينا وجاءت من أعدائنا الغربيين ليكيدونا بها نحن المسلمين ولفصل بعضنا عن بعض وتحطيم كياننا وتفريق شملنا على نحو قاعدتهم المشؤومة ( فرّق تسد ) وذكر كثيرمن مؤرخي الدعوة إلى القومية العربية ومنهم مؤلف الموسوعة العربية : أن أول من دعا إلى القومية العربية هم الغربيون على أيدي بعثات التبشير في سوريا ليفصلوا الترك عن العرب ويفرقوا بين المسلمين، فهل نظن أن خصومنا وأعداءنا يسعون في مصالحنا بابتداعهم هذه الدعوة وعقد المؤتمرات لها ( أول مؤتمرعقد في باريس عام : 1910 ) وإبتعاث المبشرين لها .. ؟ قد يثور التساؤل لدى البعض مالمصلحة التي سوف يجنيها الغرب من الدعوة إلى القومية العربية خصوصاً إذا ما علمنا أن الغرب يزعجه أي تجمع ويقلق راحته أي تكتل ضد مصلحته .. ؟ الجواب كما هو معروف لدى العقلاء أنه إذا كان لا بد من أحد الضررين فارتكاب أهونهما أولى حذراً من الضرر الأكبر وبما أن خوف الغرب من التكتل حول الإسلام أكبر وأعظم كما هو معلوم لدى الجميع ولذلك رضي بالدعوة إلى القومية العربية وحفز العرب إليها ليتمكن من شغلهم بها عن الإسلام وليقطع بها صلتهم بالله سبحانه وتعالى لأنهم يعلمون علم اليقين ليس للمسلمين من نصر إلا بتمسكهم بإسلامهم الصحيح وكما قال الله تعالى : { ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز * الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور } • الوجه الثاني :- إن الإسلام نهى عن دعوى الجاهلية وحذَّر منها ولاريب أن الدعوة إلى القومية من أمر الجاهلية لأنها دعوة إلى غير الإسلام ومناصرة لغير الحق وكما قال الشيخ / ابن تيمية رحمه الله : كل ما خرج عن دعوى الإسلام والقرآن من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة فهو من عزاء الجاهلية بل لمَّا اختصم مهاجري وأنصاري فقال المهاجري : ياللمهاجرين وقال الأنصاري ياللأنصار، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ) وغضب لذلك غضباً شديداً . قال الله تعالى : { إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية } وفي سنن / أبي داود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية ) وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد ) ولا ريب أن دعاة القومية يدعون إلى العصبية ويغضبون لعصبية ويقاتلون على عصبية ولا ريب أيضاً أن القومية العربية تدعو إلى الغي والفخر لأن القومية العربية ليست ديناً سماوياً يمنع أتباعه من البغي والفخر وإنما هي فكرة جاهلية تحمل أهلها وأتباعها على الفخر بها والتعصب لها على من نالها بشيء . كما كان الحال في الجاهلية حيث كانت سنتهم الفخر بالأنساب والأحساب والأسلاف، والإسلام غير ذلك تماماً حيث أنه يدعونا إلى التواضع والتقوى والتحاب في الله وعدم التفاضل بين جنس وآخر حيث قال الله تعالى : { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم } وروى / الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله قد أذهب عنكم عصبية الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي، الناس بنو آدم وآدم خُلق من تراب، ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ) ومن ذلك ما ثبت في الحديث الصحيح عن / الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله أمر / يحيى بن زكريا بخمس أن يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ) فذكرها ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وأنا آمركم بخمس، الله أمرني بهن : السمع والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جُثى جهنم ) قيل : يارسول الله وإن صلى وصام ؟ قال : ( وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، فادعوا بدعوى الله سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله ) ولعمري أن هذا الحديث الصحيح من أوضح الأحاديث وأبينها في إبطال الدعوة إلى القومية العربية واعتبارها دعوة جاهلية يستحق دعاتها ان يكونوا من جُثى جهنم وإن صاموا وصلوا وزعموا أنهم مسلمون فياله من وعيد شديد وتهديد أكيد وتحذير ينذر كل مسلم من دعوات الجاهلية والركون إلى معتنقيها وإن زخرفوها بالمقالات السحرية والخطب الرنانة والخيالات الواسعة التي لا أساس لها من الحقيقة ولا شاهد لها من الواقع، وإنما هو التلبيس والخداع والتقليد الأعمى الذي ينتهي بأهله إلى أسوإ العواقب، نسأل الله السلامة من ذلك . • الوجه الثالث :- من الوجوه الدالة على بطلان الدعوة إلى القومية العربية : هو أنها سلّم إلى موالاة كفارالعرب وملاحدتهم من أبناء غير المسلمين واتخاذهم بطانة والأستنصار بهم ومعلوم من هذا الفساد الكبير والمخالفة لنصوص القرآن الكريم والسنة الدالة على وجوب بغض الكافرين من العرب وغيرهم ومعاداتهم وتحريم موالاتهم واتخاذهم بطانة إستناداً إلى قول الله تعالى : { يأيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض، ومن يتولّهم منكم فإنه منهم إن الله لايهدي القوم الظالمين * فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ... } سبحان الله ما أصدق قوله وأوضح بيانه، هؤلاء القوميون يدعون إلى التكتل حول القومية العربية مسلمها وكافرها، يقولون : نخشى ان تصيبنا دائرة، نخشى أن يعود الإستعمار وأن يطمع الغرب فينا نخشى أن تسلب ثرواتنا بأيدي أعدائنا، فيوالون لأجل ذلك كل عربي من يهود ونصارى ومجوس ووثنيين وملاحدة وغيرهم تحت لواء القومية العربية، ويقولون : إن نظامها لا يفرق بين عربي وعربي وإن تفرقت أو إختلفت أديانهم، فهل هذا إلا مصادمة لكتاب الله ومخالفة لشرع الله وتعدٍ لحدود الله وموالاة ومعاداة وحب وبغض على غيردين الله ؟..، فما أعظم ذلك من باطل وما أسوأه من منهج . القرآن يدعو إلى موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين أينما كانوا وكيفما كانوا، وشرع القومية العربية يأبى ذلك ويرفضه ويخالفه ( قل أأنتم أعلم أم الله ) ويقول الله سبحانه وتعالى : { يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تُلقون إليهم بالمودة } إلى قوله تعالى { ومن يفعله منكم فقد ضلُ سواء السبيل } ونظام القومية يقول : كلّهم أولياء مسلمهم وكافرهم والله تعالى يقول : { لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادُّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم } وشرع القومية وشرع دعاتها يقول : اقصوا الدين عن القومية، وافصلوا الدين عن الدولة، وتكتلوا حول أنفسكم وقوميتكم حتى تدركوا مصالحكم وتستردوا أمجادكم، وكأن الإسلام وقف في طريقهم وحال بينهم وبين أمجادهم .. ؟ هذا والله هو الجهل والتلبيس وعكس القضية وإنه لبهتان عظيم وكيف يجوز في عقل عاقل أن يكون أبو جهل وأبو لهب وعقبة ابن أبي معيط والنضر بن الحارث وأضرابهم من صناديد الكفار في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده إلى يومنا هذا إخوانأً وأولياء لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة ومن سلك نهجهم وسبيلهم من العرب إلى يومنا هذا .. ؟ هذا والله أبطل الباطل وأعظم الجهل وشرع القومية ونظامها يوجب هذا ويقتضيه وإن أنكره البعض من دعاتها جهلاً أو تجاهلاً وتلبيسا، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . * الوجه الرابع :- - يقال إن الدعوة إلى القومية العربية والتكتل حول رايتها يفضي بالمجتمع ولا بد إلى رفض حكم القرآن، لأن القوميون غير المسلمين لن يرضوا تحكيم القرآن فيوجب ذلك لزعماء القومية أن يتخذوا أحكاماً وضعية تخالف حكم القرآن حتى يستوي مجتمع القومية في تلك الأحكام وقد صرح بذلك كثير منهم، وهذا هو الفساد العظيم والكفر المستبين والردة السافرة، كما قال تعالى : { فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكِّموك فيما شَجَر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلِّموا تسليما } وقال الله تعالى : { أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون } المائدة : 50 وقال تعالى : { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } وقال تعالى : { إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليماً } الفتح : 26 . فالواجب على زعماء القومية العربية ودعاتها أن يحاسبوا أنفسهم ويتهموا رأيهم وأن يفكروا في نتائج دعوتهم المشؤومة وغايتها الوخيمة، وأن يكرسوا جهودهم ويسخروا طاقاتهم للدعوة إلى الإسلام ونشر محاسنه والتمسك بتعاليمه والدعوة إلى تحكيمه بدلاً من الدعوة إلى قومية أو الوطنية . فالتعصب للقبيلة على الباطل خصلة من خصال أهل الجاهلية وقع يوم من الأيام بين [ أبي ذر ] - رضي الله عنه - [ وبلال ] - رضي الله عنه - خصومة، فيغضب [ أبو ذر ] وتفلت لسانه بكلمة يقول فيها لــ / بلال : " يا ابن السوداء " فيتأثر / بلال، يوم أكرمه الله بالإسلام، ثم يعير بالعصبيات والعنصريات والألوان، ويذهب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم - ويشكو / أبا ذر، ويستدعي النبي - صلى الله عليه وسلم - / أبا ذر، فيقول - كما في الحديث المتفق علي صحته - يقول النبي صلى الله عليه وسلم - : " أعيرته بأمه ؟ إنك امرؤ فيك جاهلية "، فيتأثر / أبو ذر ويتحسَّر ويندم، ويقول : وددت - والله - لو ضرب عنقي بالسيف، وما سمعت ذلك من رسول الله –صلى الله عليه وسلم - ويأخذ / بلال - رضي الله عنه - كما روي ويضع خده على التراب ويقول : يا / بلال؛ ضع قدمك على خدي، لا أرفعه حتى تضعه، فتذرف عينا بلال - رضي الله عنه - الدموع، ويقول : يغفر الله لك يا أبا ذر، يغفر الله لك يا أبا ذر، والله ما كنت لأضع قدمي على جبهة سجدت لله رب العالمين، ويعتنقان ويبكيان ذهب ما في القلوب، وانتهى ما في القلوب الشاهد هنا من الحديث : إنك امرؤ فيك جاهلية، أي ما زال فيك خصلة من خصال الجاهلية؛ لأنهم كانوا يتفاخرون بالأحساب، ويطعنون في الأنساب؛ كما جاء في الحديث الصحيح : ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة ) أخرجه / مسلم وعن / أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( اثنتان في الناس هما بهم كفر : الطعن في النسب، والنياحة على الميت ) أخرجه / مسلم ففي قوله : ( إنك امرؤ فيك جاهلية ) بطلان ما كان عليه أهل الجاهلية من الأخلاق الرديئة، والعقائد الفاسدة، وهو ما ورثته بعض طوائف المسلمين اليوم، فنراهم يفتخرون بمزايا آبائهم وأجدادهم، وهم بعيدون عنهم كل البعد، فهذا يقول : كان جدي الشيخ الفلاني، وهذا يقول : جدي العالم الرباني، وذاك يقول : أنا من القبيلة الفلانية، وما إلى غير ذلك، وما تنفعك قبيلتك أو أبوك أو أمك عن عذاب الله، ألم تسمع إلى قول الحق - جل في علاه - : { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءلُونَ } سورة المؤمنون : (101) وقال تعالى : { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } سورة عبس : (34-37) والذي يحزن له الإنسان حزناً كبيراً أن هذا المرض الذي هو مرض الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب قد يصاب به بعض من ينتسبون إلى العلم من الطلبة، فتجدهم يتمازحون أو يتفاخرون فيقولون بكلمات نابية، فلان مصري، وفلان سوداني، أو صومالي، وفلان كذا وكذا على وجه السخرية، والفخر والعجب، لا على وجه التعريف، والتمييز . فيا أيها المسلم ويا أيها الأخ المبارك : إذا كنت ولا بد مفتخراً فافتخر بالإسلام، وليكن الإسلام بالنسبة لك فوق كل اعتبار، ولتعلم أنك عبدٌ لله؛ فإذا سئلت عن قدوتك، قلت : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } الأحزاب : 21، وإذا سئلت عن مذهبك وطريقتك، فقل : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } يوسف : 108، وإذا سئلت عن بزتك لباسك، فقلت : { وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ } الأعراف : 26، وإذا سئلت عن مقصودك ومطلبك، فقلت : { يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } الكهف : 28، { إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ } الشعراء : 51، وإذا سئلت عن رباطك، فقلت : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ } سورة النــور : ( 36- 37) وعن نسبك قلت :- أبي الإسلام لا أب لي سواه = إذا افتخروا بقيس أو تميم فكن - يا عبد الله - متلبساً بلباس التقوى، { وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ } سورة الأعراف : (26) وكن متزوداً بزاد التقوى، { وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } سورة البقرة : (197) واسمع إلى الحق - جل وتعالى - وهو يقول : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } الحجرات : (13) وقال صلى الله عليه وسلم : ( أكرمهم عند الله أتقاهم ) ما يصنع العبد بعزّ الغنى = والعزُّ كل العز للمتقى من عرف الله فلم تغنـــــه = معرفة الله فذاك الشقي فإنَّ بتقوى الله - عز وجل - تكون الولاية من الله للعبد؛ قال الله - تعالى - : { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } يونس : (62-63) وعن / عبدالله بن عمرو قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جهاراً غير سراً يقول : ( إنَّ آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء، إنَّما وليي الله وصالح المؤمنين ) أخرجه / مسلم ولذلك فإنَّ النسب الشريف، أو الحسب المنيف؛ بدون تقوى الله - عز وجل - لا ينفع، والنسب الوضيع مع وجود التقوى أفضل وأشرف وأرفع؛ فهذا / بلال الحبشي لما أسلم وحقق التقوى لله رفع الله قدره، وأعلى منزلته، وبل وسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - دف نعليه في الجنة، وهذا / سلمان الفارسي لما خالط الإيمان بشاشة قلبه، واتقى خالقه، وخاف سيده ومولاه، أيضاً رفعه الله، وحصل في الدنيا مبتغاه وتقلَّد جائزة : ( سلمان منا آل البيت ) أخرجه / الحاكم في المستدرك . وفي المقابل هذا / أبو لهب القرشي لما كذب وأبى وكفر وطغى، ولم يعبد الملك الأعلى، وضعه الله في الدنيا والأخرى، وأنزل فيه آيات إلى يوم القيامة تتلى، قال الله - تعالى - : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ } سورة المسد . يقول الشاعر من مجمع الحكم والأمثال :- لعمُركَ ما الإِنسانُ إِلا بدينــــهِ = فلا تتركِ التقوى اتكالاً على النَّسَبْ فقد رفعَ الإسلامُ سلمانَ فارسٍ = وقد وَضَعَ الشِّرْكُ الشريفَ أبا لهب ويقول / أبو العتاهية :- أَلاَ إنّما التَّقْوَى هو العزّ والكَرَمْ = وحُبُّك للدّنيا هو الفقر والعَــــــــــدَمْ وليس على عبدٍ تَقِيٍّ نقيصــــةٌ = إذا صحّح التّقوى وإِن حاك أو حَجْم ولما فاخر / أبا العتاهية رجل من كنانة، واستطال الكناني بقوم من أهله، قال / أبو العتاهية :- دَعْنَي من ذِكْرِ أبٍ وجَـــــــــدِّ = ونَسَبِ يُعْلِيكَ سُورَ المجدِ ما الفخرُ إلا في التُّقَى والزُّهدِ = وطاعةٍ تُعطي جِنَان الخُلْدِ ويقول الخليفة الراشد / علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الفضل أنه بالعلم وليس بالعصبية والتفاخر الأعمي الجاهلي :- الناس من جهة التمثيل أكفـــاء = أبوهم آدم والأم حــــــــــــــواء نفس كنفس وأرواح مشاكلــــة = وأعظم خلقت فيها وأعضـــــاء وإنما أمهات الناس أوعيـــــــة = مستودعات وللأحساب آبـــــاء فإن يكن لهم من أصلهم شـرف = يفاخرون به فالطين والمــــــاء ما الفضل إلا لأهل العلم إنهــم = على هدى لمن استهـــدى أدلاء وقيمة المرء ما قد كان يُحسـنه = والجاهلون لأهل العلم أعــــداء فقم بعلم ولا تطلــب به بــــدلا = فالناس موتى وأهل العلم أحيـاء ويقول رضي الله عنه في أبيات أخرى :- لكل شيء زينة في الورى = وزينة المرء تمـــــام الأدب قد يشرف المرء بآدابـــــه = فينا وإن كان وضيع النسب[/U][/SIZE][/CENTER] |
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
|
رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
[CENTER][SIZE="5"][U]فعلا المرء لا يفاضل إلا بتقواه وإيمانه وعلمه وأدبه، كما قال سبحانه في فضل العلم : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير ) سورة المجادلة : 11 ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب ) سورة الزمر : 9 ( وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تذكرون ) سورة غافر : 58 .
فكان لزاماً علينا - عباد الله - أن نتق الله، في السر والعلن، وأن نقول لأصحاب النعرات الجاهلية؛ ما قاله رسول الله - صلى الله لخير هذه الأمة : ( دعوها فإنها منتنة ) يقول - صلى الله عليه وسلم - كما روى [ أبو داود ] وحَسَّن محققُ جامع الأصول - " إن من عباد الله أناسًا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء على قُرْبهم ومكانتهم من الله، قال صحابة رسول الله : تخبرنا من هم يا رسول الله ؟ قال : هم أناس تحابوا بروح الله على غير أرحام فيما بينهم، ولا أموال يتعاطونها فيما بينهم، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، لا يفزعون إذا فزع الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس ". وفيهم يقول سبحانه وتعالى : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) سورة يونس : 62 . ويقول الله سبحانه وتعالى : ( تلك الدار الاّخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) نعم الدار الاّخرة نعيمها للذين لا يريدون التعالي والتفاخر في الأرض والحياة الدنيا ولا يريدون الفساد فالعاقبة الحسنة ستكون لهؤلاء المتقين . ويقول سبحانه وتعالى : { ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الانسان أكثر شيء جدلا * وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جائهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قبلا * وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا به هزوا * ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا } الكهف : 57 . يبين سبحان من قوله أنه وضح في القرآن كل شيء وأعطى أمثلة للعظة والاعتبار وبين أن ما منع الناس أن يؤمنوا عندما جائهم الهدى والتوضيح بالأوامر والزجر والنهي هو أنهم يريدون أن يروا العذاب حتى يؤمنوا، ومن ثم يوضح أن الأنبياء والرسل هم مبشرين للجنة ومنذرين عن النار وأنه ليس هناك من أظلم من الذي تذكر له أيات الله التي تنهاه عن الحرام فيعرض عنها ونسي ما قدمت يداه من باطل، فهؤلاء يجعل الله آذانهم مصمومة ولا يفقهون حتى إن دعوا إلى الهدى وترك ما يغضبه . هل بعد جميع ما ذكر من أيات قرانية وأحاديث سنية تذكرنا فيها النهي عن دعوى الجاهلية والعصبية المقيتة والتي مرت بنا في أكثر من موضع والنهي صريح من القرآن والسنة أن نعرض بعد ذلك ونتجاهل قوله تعالى حتى نكون في عداد من قال عنهم سبحانه : { ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون } السجدة : 22، وهل لنا أن نتخير في ما نأخذ مما أنزل الله ورسوله من أيات أو أحاديث قضاها الله ورسوله ونعصيهم ونمشي بحسب أهوائنا وما تمليه علينا أنفسنا فنضل فنكون ممن قال عنهم سبحانه : { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا ً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا } الأحزاب : 36، بعد كل ما ذكر من آيات وأحاديث من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هل هنالك مجال في أن نفكر في من نصدق ؟ أما ما ألفينا عليه آبائنا وعشيرتنا بإجتذاب العصبية والحمية ودعوى الجاهليه الباطلة التي تثير الغرائز والنعرات بين القبائل وما ورثناه من مفاخرات وعصبيات وتقاليد وعادات جاهلية أم ما ذكره الله لنا ورسوله، وهل هناك مجال للتخير والخيرة في ذلك ؟ إنها لا أبلغ جواب وقول منه سبحانه وتعالى : { ومن أصدق من الله قيلا ً } النساء : 122 . نسأل الله أن يجعلنا من أوليائه الصالحين وأن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه ونسأله سبحانه أن يصلح قلوبنا، وأن يعرِّفنا ذنوبنا، ويمنّ علينا بالتوبة منها، وأن يهدينا وسائر إخواننا سواء السبيل إنه على كل شيء قديــر فلله الحمد من قبل ومن بعد اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم توفنا وأنت راض عنَّا ربنا تقبل منَّا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين . ملاحق لبعض الاّيات مع شرحها ولبعض الأحاديث الناهية عن العصبية من أسانيدها :- وهذه الاّيات القرآنية الكريمة من سورة الحجرات لهي أبلغ جواب وأتم الحجج لنبذ جميع دعاوي الجاهلية وما يفرق بين المسلم وأخيه وأوامر الله ونهيه صريحة وواضحة يقول سبحانه : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ * قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ *إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) يوضح الله لنا في هذه الاّيات الكريمة أن المؤمنين إخوة بالايمان والدين وليس بالنسب والعصبية المنبوذة، وأنه يجب أن يصلح المؤمنون بين أخوانهم ويتقوا الله عسى أن يغفر لهم، ثم ينهى ويحرم سبحانه أن لا يسخر قوم من قوم آخرين سواء كانوا أدنى منهم أو بهم عيبا ولا يحتقرونهم ولا نساء يسخرن بنساء يرونهم أدنى منهن فلعل هؤلاء المحتقرين أعظم قدرا عند الله من وأخير ممن يسخرون، ونهي وحرم كذلك اللمز وهو النميمة والطعن والاستهزاء بالاشارات أو بإسلوب مبطن، ونهى كذلك عن التنابز بالالقاب والمعايرة، وأن أي نسب مهما اعتلا أو قبيلة كانت ذات صيت فبئس فخرها واسمها إذا فسقت وذلك بفخرها إذا لم تعتقد أن الإيمان هو فخر كل شيء وهو أساس المفاضلة، ثم يقول الله ومن لم يتب فأوئك هم الظالمون، وقد قال تعالى عن الظالمون : ( إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) ثم ينهى سبحانه عن التجسس والظن السيء وعن الغيبة التي شبهها سبحانه بفظاعتها كالذي يأكل لحم أخ له وهو ميت، ثم يأمر الناس بتقواه إنه هو التواب الرحيم على عباده . ثم يوضح الله سبحانه أنه خلق البشر من ذكر وأنثى وجعلهم شعوبا وقبائل، والشعوب هي القبائل العظام والقبائل هي البطون كما جاء في صحيح / البخاري يقول في كتاب المناقب حدثنا / خالد بن يزيد الكاهلي حدثنا / أبو بكر عن / أبي حصين عن / سعيد بن جبير عن / ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) قال : الشعوب القبائل العظام والقبائل البطون ثم يكمل سبحانه أنه خلقهم ليتعارفوا، وليس ليتعالى بعضهم على بعض أو يتعصب بعضهم على الاّخر أو يطعنون بأنساب بعض، بل ليتعارفوا من مسألة نسبهم ويصلوا أرحامهم وهذه هي الغاية التي أوجدها الله من النسب . ثم يتكلم الله عن الأعراب وهي البادية بأنهم يقولون أنهم آمنوا بالله وطبقوا ما أتى به الله، ويرد عليهم سبحانه بأنهم لم يؤمنوا بل أسلموا وأنهم لم يدخل الإيمان في قلوبهم لأنهم يقولون ذلك بالكلام الظاهر ولا يطبقونه في قلوبهم ويؤمنوا به، ويخبرهم سبحانه أنه إن أطاعوه لا ينقصهم شيئا من أجورهم وأعمالهم وأنه غفور رحيم لمن تاب منهم وأناب . ثم يخبر الله بأن المؤمنون هم الذين آمنو بالله ورسوله وأخذوا بما أتى الله به والرسول وفهموه وطبقوه وانتهجوه ولم يرتابوا، أي لم يتزلزوا ويتشككوا وثبتوا على حال واحدة وهي التصديق المحض، وكذلك جاهدوا بأموالهم ونفسهم في سبيل الله وليس في العصبية والقومية، وبذلوا نفائس أموالهم في طاعته ورضوانه أولئك هم الصادقون الذين صدقوا في إيمانهم ليس كالأعراب الذين ليس لهم من إيمانهم إلا الكلمة الظاهرة . ثم يقول سبحانه أتعلمون الله بدينكم أي تخبرونه بما في ضمائركم والله يعلم ما في السموات والأرض ولا يخفي عليه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء وأنه بكل شيء عليم . ثم يقول تعالى يمنون عليك أن أسلموا، يعني الأعراب الذين يمنون بإسلامهم يخبرهم أن لا تمنوا بإسلامكم فإن ذلك يعود نفعه عليكم ولله المنة عليكم فيه بأن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين في دعواكم ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار يوم حنين : ( يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلال فهداكم الله بي ؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟ وكنتم عالة فأغناكم الله بي؟، وكلما قال شيئا : قالوا : الله ورسوله أمن ثم يختم الله هذه السورة بأنه يعلم غيب السموات والأرض وأنه بصير بما يعمل العباد مهما أخفوا في ضمائرهم . أحاديث من السنة النبوية على بطلان الدعوى الجاهلية وتحريمها ومقتها :- المعاصي من أمر الجاهلية ولا يكفر صاحبها بارتكابها الإيمان صحيح / البخاري . حدثنا / سليمان بن حرب قال : حدثنا / شعبة عن / واصل الأحدب عن / المعرور بن سويد قال : لقيت / أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال : إني ساببت رجلا فعيرته بأمه فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : يا / أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم . ليس منا من شق الجيوب الجنائز صحيح / البخاري حدثنا / أبو نعيم حدثنا / سفيان حدثنا / زبيد اليامي عن / إبراهيم عن / مسروق عن / عبدالله رضي الله عنه قال :قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية ) قوله سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم تفسير القرآن صحيح البخاري حدثنا /علي حدثنا / سفيان قال / عمرو سمعت / جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال : كنا في غزاة قال سفيان مرة في جيش فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري ياللمهاجرين فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ما بال دعوى الجاهلية " قالوا يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال : " دعوها فإنها منتنة " فسمع بذلك / عبدالله بن أبي فقال فعلوها أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقام / عمر فقال يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعه لا يتحدث الناس أن محمدايقتل أصحابه وكانت الأنصار أكثر من المهاجرين حين قدموا المدينة ثم إن المهاجرين كثروا بعد . لزوم الجماعة عند ظهور الفتن وتحذير الدعاة إلى الكفر صحيح / مسلم 1- باب الأمر بلزوم الجماعة عند ظهور الفتن وتحذير الدعاة إلى الكفر :- 4890 - حدثني محمد بن المثنى، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبدالرحمن بن يزيد بن، جابر حدثني بسر بن عبيدالله الحضرمي، أنه سمع أبا إدريس الخولاني، يقول سمعت حذيفة بن اليمان، يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر قال : " نعم " فقلت هل بعد ذلك الشر من خير قال : " نعم وفيه دخن " قلت وما دخنه قال : " قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر " فقلت هل بعد ذلك الخير من شر قال : " نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها " فقلت : يا رسول الله صفهم لنا قال : " نعم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا " قلت : يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك قال : " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " فقلت : فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام قال : " فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ". 4891- وحدثني محمد بن سهل بن عسكر التميمي، حدثنا يحيى بن حسان، ح وحدثنا عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي، أخبرنا يحيى، - وهو ابن حسان - حدثنا معاوية، - يعني ابن سلام - حدثنا زيد بن سلام، عن أبي سلام، قال : قال : حذيفة بن اليمان قلت يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر قال نعم . قلت هل وراء ذلك الشر خير قال : " نعم " قلت فهل وراء ذلك الخير شر قال : " نعم " قلت كيف قال : " يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداى ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس " قال : قلت : كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك قال : " تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع ". 4892- حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا جرير، - يعني ابن حازم - حدثنا غيلان بن، جرير عن أبي قيس بن رياح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاش من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه ". 4894- وحدثني زهير بن حرب، حدثنا عبدالرحمن بن مهدي، حدثنا مهدي بن ميمون، عن غيلان بن جرير، عن زياد بن رياح، عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من خرج من الطاعة وفارق الجماعة ثم مات مات ميتة جاهلية ومن قتل تحت راية عمية يغضب للعصبة ويقاتل للعصبة فليس من أمتي ومن خرج من أمتي على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاش من مؤمنها ولا يفي بذي عهدها فليس مني ". 4896- حدثنا حسن بن الربيع، حدثنا حماد بن زيد، عن الجعد أبي عثمان، عن أبي، رجاء عن ابن عباس، يرويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتة جاهلية ". 4897- وحدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا عبد الوارث، حدثنا الجعد، حدثنا أبو رجاء، العطاردي عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من كره من أميره شيئا فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبرا فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية " . 4898 - حدثنا هريم بن عبدالأعلى، حدثنا المعتمر، قال سمعت أبي يحدث، عن أبي، مجلز عن جندب بن عبدالله البجلي، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قتل تحت راية عمية يدعوعصبية أو ينصر عصبية فقتلة جاهلية ". 4899- حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا عاصم، - وهو ابن محمد بن زيد - عن زيد بن محمد، عن نافع، قال جاء عبدالله بن عمر إلى عبدالله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية فقال اطرحوا لأبي عبدالرحمن وسادة فقال إني لم آتك لأجلس أتيتك لأحدثك حديثا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ". في فضل الشام واليمن المناقب عن رسول الله سنن الترمذي :- حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا هشام بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء إنما هو مؤمن تقي وفاجر شقي الناس كلهم بنو آدم وآدم خلق من تراب . بداية مسند عبدالله بن العباس مسند أحمد حدثنا سليمان بن داود حدثنا هشام يعني الدستوائي عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تفتخروا بآبائكم الذين ماتوا في الجاهلية فوالذي نفسي بيده لما يدهده الجعل بمنخريه خير من آبائكم الذين ماتوا في الجاهلية . باب ما جاء في مثل الصلاة والصيام والصدقة الأمثال عن رسول الله سنن الترمذي حدثنا محمد بن إسمعيل حدثنا موسى بن إسمعيل حدثنا أبان بن يزيد حدثنا يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام أن أبا سلام حدثه أن الحارث الأشعري حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها وإنه كاد أن يبطئ بها فقال عيسى إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها فإما أن تأمرهم وإما أن آمرهم فقال يحيى : أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذب فجمع الناس في بيت المقدس فامتلأ المسجد وتعدوا على الشرف فقال : إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن أولهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق فقال هذه داري وهذا عملي فاعمل وأد إلي فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك وإن الله أمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت وآمركم بالصيام فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك فكلهم يعجب أو يعجبه ريحها وإن ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وآمركم بالصدقة فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه فقال أنا أفديه منكم بالقليل والكثير ففدى نفسه منهم وآمركم أن تذكروا الله فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله قال النبي صلى الله عليه وسلم وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع ومن ادعى دعوى الجاهلية فإنه من جثا جهنم فقال رجل يا رسول الله وإن صلى وصام قال وإن صلى وصام فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله . من سنن ابن ماجه عن الكبر والتواضع والورع والتقوى والبغي :- 1 - باب البراءة من الكبر والتواضع :- 4313 - حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا علي بن مسهر، وحدثنا علي بن ميمون الرقي، حدثنا سعيد بن مسلمة، جميعا عن الأعمش، عن ابراهيم، عن علقمة، عن عبدالله، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ". 4314 - حدثنا هناد بن السري، حدثنا أبو الأحوص، عن عطاء بن السائب، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " يقول الله سبحانه الكبرياء ردائي والعظمة ازاري من نازعني واحدا منهما القيته في جهنم ". 4315 - حدثنا عبدالله بن سعيد، وهارون بن اسحاق، قالا : حدثنا عبدالرحمن المحاربي، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " يقول الله سبحانه الكبرياء ردائي والعظمة ازاري فمن نازعني واحدا منهما القيته في النار ". 4316 - حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن دراجا، حدثه عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " من يتواضع لله سبحانه درجة يرفعه الله به درجة ومن يتكبر على الله درجة يضعه الله به درجة حتى يجعله في أسفل السافلين ". 4319 - حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا علي بن الحسين بن واقد، حدثنا أبي، عن مطر، عن قتادة، عن مطرف، عن عياض بن حمار، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه خطبهم فقال : " إن الله عز وجل أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ". ومن خلاصة هذه الأحاديث نستخلص أن الدعوى إلى الجاهلية المتمثلة بالإستعلاء وتفاخر قوم على قوم ما هي إلا من أبواب الكبر وعدم التواضع والشعور بعقدة النقص وبالتالي كان العقاب من جنس العمل فالكبر من صفات الله من شارك الله فيها عذبه الله، وإبليس هو أول من دعى بالجاهلية عندما تعالى على سيدنا آدم ورفض أن يسجد طاعةً لأمر الله، وقال الله تعالى في ذلك في خمس مواضع من القرآن يبينها لنا وعظم معصية إبليس :- 1- ( وإذ قلنا للملائكة إسجدوا لاّدم فسجدوا إلا إبليس أبي واستكبر وكان من الكافرين ) سورة البقرة : 34، فقرن الله الكبر هنا مع الكفر لعظم المعصية . 2- ( قلنا للملائكة إسجدوا لاّدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين * قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خيرٌ منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) سورة الأعراف : 7 . 3- ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لاّدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا ) سورة الإسراء : 61 . 4- ( وإذ قلنا للملائكة إسجدوا لاّدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ) سورة الكهف : 50 . 5- ( وإذا قلنا للملائكة إسجدوا لاّدم فسجدوا إلا إبليس أبى ) سورة طه : 116 . وللأسف أكثر دعاة الجاهلية عندما يُدعون للحق وترك الباطل يقولون أنا أباءنا كانوا على ذلك فهل نترك ما كانوا عليه وننسى تاريخنا وتقاليدنا، ومثلهم في ذلك مثل الأنبياء عندما كانوا يدعون أقوامهم فيقولون كيف نترك ما يعبد آباؤنا ويضرب الله تعالى الأمثلة في ذلك بأكثر من موضع في كتابه :- 1- ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليها آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ) سورة البقرة : 170 . 2-( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آبائنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون ) سورة المائدة : 104 . 3-( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون ) سورة الأعراف : 28 . 4-( قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين * قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين ) سورة الأنبياء : 54 . 5-( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير ) سورة لقمان : 21 . 6- ( بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على أثارهم لمهتدون * وكذلك ما أرسلنا من قبلك من قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم لمقتدون * قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون * فانتقمنا منهم فأنظر كيف كان عاقبة المكذبين ) سورة الزخرف : 25 . القاريء والمتدبر لاّيات الله يجد أن النهج الذي سلكه هؤلاء الظالمين هو منهج العصبية الجاهلية وهو ما يتجلى اليوم كإمتداد في مسائل أخرى وإن إختلفت المسائل ولكن المنهجية المتبعة هي واحدة ويقاس عليها ما ذكر في مدلول الاّيات الكريمة، فنسأل الله العافية ماذا كان جزاءهم إلا أن أنتقم الله منهم وأذاقهم أشد العذاب . 2 - باب الورع والتقوى :- 4358 - حدثنا عبدالله بن محمد بن رمح، حدثنا عبدالله بن وهب، عن الماضي بن محمد، عن علي بن سليمان، عن القاسم بن محمد، عن أبي ادريس الخولاني، عن أبي ذر، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق ". 4359 - حدثنا محمد بن خلف العسقلاني، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا سلام بن أبي مطيع، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " الحسب المال والكرم التقوى " . 3 - باب البغى :- 4353 - حدثنا يعقوب بن حميد المدني، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن داود بن قيس، عن ابي سعيد، - مولى بني عامر - عن أبي هريرة، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم " . 4354 - حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا عبدالله بن وهب، أنبانا عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد، عن أنس بن مالك، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إن الله أوحى إلى أن تواضعوا ولا يبغي بعضكم على بعض ". وهنا نستعرض ما قيل وذكر في الإخاء وما ذكر من أقوال العلماء فيه :- من أقوال العلماء الواردة في ( الإخاء والمودة ) :- 1- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( يصفى لك ود أخيك ثلاث : أن تبدأه بالسلام, وأن تدعوه بأحب الأسماء إليه, وأن توسع له في المجلس, وكفى بالمرء عيباً أن يجد على الناس فيما يأتي, أو يبدو لهم منه ما يخفى عليه من نفسه, وأن يؤذيه في المجلس بما لا يعنيه ) 2- قال رضي الله عنه : ( إذا رزقك الله ود امرئ ٍ مسلم فتمسك به ) 3- عن الحسن, قال : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يذكر الرجل من إخوانه في الليل, فيقول : ( يطولها من ليلةٍ ) فإذا صلى المكتوبة غدا إليه فإذا التقيا عانقه . 4- قال علي رضي الله عنه : من لم يحمل أخاه على حسن النية, لم يحمده على حسن الصنعة . 5- قال ابن عباس رضي الله عنه : ( أحب إخواني إلي الذي إذا أتيته قبلني وإذا رغبت عنه عذرني ) 6-وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول : ( كنا إذا فتقدنا الأخ أتيناه, فإذا كان مريضا كانت عيادة, وإن كان مشغولا كانت عونا, وإن كان غير ذلك كانت زيارة ) 7- عن شعبة رضي الله عنه قال : خرج عبد الله بن مسعود على أصحابه فقال : ( أنتم جلاءُ حزني ) 8- عن عكرمة رضي الله عنه قال : ( قال الله تعالى ليوسف : يا يوسف بعفوك عن إخوتك رفعت ذكرك في الذاكرين ) 9- قال لقمان لابنه : ( يا بني, من لا يملك لسانه يندم, ومن يكثر المراء يُشتم, ومن يصاحب صاحب السوء لا يسلم, ومن يصاحب الصالح يغنم ) 10- قال الحسن رحمه الله ( المؤمن مرآة أخيه إن رأى فيه ما لا يعجبه سدده وقومه, وحاطه وحفظه في السر والعلانية إن لك من خليلك نصيبا وإن لك نصيبا من ذكر من أحببت فثقوا بالأصحاب والمجالس ) 11- قال رجل لداوود الطائي : أوصني قال : ( اصحب أهل التقوى, فإنهم أيسر أهل الدنيا عليك مئونة, وأكثرهم لك معونة ) 12- ومن الأمثلة : ( رُب أخٍ لم تلده أمك ) ولنا أن نرى حكمة زيد على هشام بن عبدالملك في رده العقلاني على العصبية :- ( دخل زيد بن علي على هشام بن عبدالملك، فقال هشام : بلغني أنك تحدث نفسك بالخلافة وأنت لا تصلح لها لأنك ابن أمة - أي أمك عبدة غير حرة ـ فقال زيد بن علي : أما قولك : إني أحدِّث نفسي بالخلافة فلا يعلم الغيب إلا الله وأما قولك : إنني ابن أمة فإسماعيل عليه السلام ابن أمة، أخرج الله من صلبه خير البشر محمداً صلى الله عليه وسلم، وإسحاق ابن حرة أخرج الله من صلبه يعقوب ومن يعقوب أخرج الله بني إسرائيل الذين مُسِخوا قردة وخنازير ) تم بحمد الله . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .[/U][/SIZE][/CENTER] |
الساعة الآن 08:46. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها