منتديات سبيع الغلباء - هي خطوات سبع للنجاح في رمضان

[color=#0000FF][size=5]بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
أخوتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحببت أن أضع لنفسي وإخواني بعض الخطوات العملية في شهر رمضان، وقد قيدتها على عجل، فما كان فيها من صواب فمن الله وحده وما كان فيها من خطأ فمن نفسي والشيطان والله ورسوله منه بريئان. أقول مستعينا بالله جل وعلا:

الخطوة الأولى:
التفقه في الصيام قبل الدخول فيه إذ أن دخول العبادة على علم وبصيرة له أثر عليها من ناحية الأجر ومن ناحية الأثر. فمن ناحية الأجر أن الإنسان الذي يؤدي العبادة محتسبا عند الله ما ورد فيها من الثواب ليس كالإنسان الذي يؤدي العبادة لمجردة العادة أو لمجرد إسقاط الواجب عنه والخروج من عهدته. أما من ناحية الأثر فإن الإنسان إذا أدى العبادة مستحضرا أمر الله فيها وأنه إنما يؤديها طاعة لأمر الله فإن أثر العبادة سيظهر على عمله وجوارحه. وقد وردت النصوص الصريحة دالة على هذه القاعدة الشريفة كقوله عليه الصلاة والسلام (مَن قامَ ليلةَ القَدْرِ إِيماناً واحْتِساباً غُفِرَ لهُ ما تَقَّدمَ مِن ذَنْبهِ، ومَن صامَ رمضانَ إِيماناً واحتِساباً غُفِرَ لهُ ما تَقدِّمَ مِن ذَنْبه).
وعلى أئمة المساجد وطلبة العلم أن يبذلوا جهدهم لتعليم الناس وتوجيهم وللخير. وهناك طريقة ميسرة لذلك، وهي أن يوضع مسجل في المسجد لنقل بعض الفتاوى والدروس المفيدة لجماعة المسجد (فتاوى ابن باز ج8 ص 365). أما من قدر على الاستفادة والبحث بنفسه فيراجع ما يناسبه من المراجع.

الخطوة الثانية:
ذكر نفسك دائما بقصر الوقت، وفضيلته، ولزوم استغلال الغنيمة قبل أن تفوت، والأجر المترتب على الصبر وعلى العبادة، وأنك في حرب مع الشيطان. ونحن نضعف مع تقدم الشهر. والسبب -والله أعلم -أننا تغلب علينا العاطفة في أول الشهر ويطول علينا الأمد فتقسو قلوبنا. وقد قرر بعض العلماء أن كل زمان فاضل من ليل أو نهار فآخره أفضل من أوله (وظائف رمضان لابن قاسم رحمه الله ص 51). ومما ينفع في هذا الباب أن تقيد نفسك بعمل يومي من الطاعات لابد أن تنجزه وتحاسب نفسك عليه. وبهذا تحفظ وقتك وتسلم من العوارض التي تشغلك عن الطاعة.

الخطوة الثالثة:
المحافظة على الوقت ما استطعت إلى ذلك سبيلا فإنك في زمان تضاعف فيه الحسنات وتعظم فيه السيئات. وعليك بالعبادات التي تطيقها نفسك كالذكر فهو غنيمة باردة. ولا تضع وقتك في تتبع القراء فإن هذا قد يكون على حساب العبادة والخشوع. وقد تكون صلاتك في مسجدك القريب خير لك سيما إذا ضم هذا المسجد كبار السن والعجائز والضعفة الذين تستنزل بدعائهم الرحمات. وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم : ابغوني الضعفاء فإنما ترزقون و تنصرون بضعفائكم . ‌ وفي لفظ: هل تنصرون إلا بضعفائكم ؟ بدعوتهم و إخلاصهم . ‌

الخطوة الرابعة:
تطبيق الحكمة من الصيام بتخفيف الأكل لينشط الإنسان للعبادة ويسهل عليه قياد نفسه فإن البطنة مذهبة للخشوع مورثة للأشر مثبطة عن الطاعة. ولو صابر الإنسان وعالج نفسه في الأيام الثلاثة الأولى من رمضان على التقليل من الأكل لسهل عليه الأمر وأحس بنشاط للعبادة، والموفق من وفقه الله.

الخطوة الخامسة:مدارسة العلم ورأسه مدارسة كتاب الله. وهذا هدي أعظم رسولين. الرسول الملائكي جبريل عليه السلام والرسول البشري محمد صلى الله عليه وسلم فقد ثبت أن جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في كل ليله. وهنا شبهة ألقاها الشيطان على كثير من الأخوان فيجب التنبه لها، وهي أنه أثر عن بعض السلف أنه كان إذا دخل رمضان أغلق على كتبه وتفرغ لقراءة القرآن. وقد أغلق بعض الإخوة على كتبه في أول رمضان وتفرغ للقرآن فما لبث إلا أيام حتى أدخل المصحف مع الكتب وأغلق عليه أيضا. وهذه من حيل الشيطان على الإنسان. فلا هذا الأخ استمر في علمه وبحثه ودرسه ولا هو قرأ القرآن. قال بعض السلف: إن الشيطان ليفتح للإنسان مائة باب من الخير وهو يريد به بابا من الشر. نعوذ به سبحانه من الخذلان والحرمان.

الخطوة السادسة:استغلال إقبال النفوس في هذا الشهر العظيم ليتزود الإنسان ما استطاع من الطاعات، ولتخذ له رصيدا من الحسنات يكون له ذخرا عند الله سبحانه في الدنيا والآخرة. والإنسان عند إقبال نفسه يستطيع أن يفعل أشياء لا يستطيع فعلها عند إدبارها.

الخطوة السابعة:
على أئمة المساجد تحري السنة في صلاتهم. واقتصاد في سنة خير من اجتهاد في غيرها. فمن ذلك تحري السنة في كيفية الصلاة وفي الدعاء وألا يتحول الدعاء إلى موعظة. فالدعاء دعاء والموعظة موعظة. وقد ذكر بعض العلماء أنه لا يسوغ في الصلاة الدعاء بأمور الدنيا وهو خلاف معروف. كل هذا محافظة على روح الصلاة وما فرضت له فكيف إذا تحولت الصلاة إلى مواعظ في الدعاء وترانيم وتكلف ما أنزل الله به من سلطان. فعليهم الابتعاد عن التكلف فإن العبادة مبناها على التذلل والخضوع وإظهار الفقر والمسكنة لله جل وعلا.

تم بحمد الله وفضله وتوفيقه. أسأل الله الإخلاص في القول والعمل. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين[/size][/color]