منتديات سبيع الغلباء - سبعان لامن عجل الزمل ممشاه

هذه القصة تدل على مساعدة المحتاج ونجدة الملهوف وتيسير كربة المسلم.. فقد رواها حمد بن شبيب السبيعي ووثقها الأستاذ إبراهيم اليوسف في كتابه (قصة وأبيات) ومضمونها أن الشاعر فايز بن حزمي القريني.. ذهب مداد لجلب الطعام من ضواحي الأحساء.. وقد كان له عميل تاجر يأخذ منه احتياجه من الطعام والكسوة.. وهذا التاجر يماهله في القيمة إذا وجد معه دراهم استوفاها منه وإذا تعذر ذلك صبر عليه حتى تنفرج كربته.. فلما وصل القريني إلى الأحساء كعادته لم يجد هذا التاجر فسأل عنه قيل له إنه مسافر.. فما كان منه إلا أن يبحث عن شخص آخر يبيع عليه أو يكفله في أحمال (زمله) إلى أن يحضر القيمة.. فلم يجد أحد، فبقيت زمله بدون أحمال.. فقد ذكر له رجل كريم وطيب يدعى سلطان بن براك السبيعي.. فذهب إليه وسلم عليه وعرفه بنفسه وبحاجته.. فقام السبيعي بإمساك يده وذهب به إلى أحد التجار وحمل له زمله مما يحتاجه ودفع القيمة عنه وقال للقريني اذهب وأنقذ أهلك وإن أحضرت لي القيمة فلن أرفضها وإن تعذر ذلك فعوضي على الله.. فلما سار القريني تذكر الموقف النبيل الذي قدمه سلطان السبيعي له وهو بأمس الحاجة لذلك.. فقال قصيدة طويلة يثني بها على هذا الرجل الطيب أذكر منها قوله:

يا راكبٍ من عندنا فوق معفاه

...................................حمرٍ ظهرها للشداد امتواني

بتر الفخوذ عقيل الخرج تزهاه

..............................هوجاً على هز العصا ما تداني

ركابها لا غبس الجدي يقداها

.............................ايضا ولا يطري عليه انعساني

ملفاه من بيته على الربع مبناه

.................................لاطالت الشطه وشان الزماني

سلطان زبن اللي جذت بالملاقاه

.................................وزبن البليد اللي دعلها الحصاني

زبن الهليب اللي وقف سير علباه

...................................هم اكربنه كاظمات العناني

هذا كلام ثبت ما به امجهاهاه

................................قدامه اللي يطلقون اللساني

سبعان لامن عجل الزمل ممشاه

.................................يروون حد مصقلات السناني

لاقل مالي من صحيبي جزيناه

..............................كلام أحلى من حليب السماني

سلطان ابن براك ريفٍ لمن جاه

............................عز الرفيق وسعد من جاه عاني

وهكذا يخلد الشعر الأفعال الطيبة وتبقى رغم مرور السنين تتداولها الأجيال.

وإلى اللقاء مع سالفة أخرى، ولكم تحياتي.

زهران عون الله المطيري - بريدة

جريدة الجزيرة