منتديات سبيع الغلباء - صولجان الحكم وقلب الاب!!!

اعتدت الكتابه عن الشان الاسلامي وحال الشعوب العربيه .بل انني افنيت نصف عمري في قراءة تاريخ الامه وكنت دايما احب الاصطفاف في جانب البسطاء والمحرومين ليس لانني منهم فقط بل لانني ايقنت بان الابداع يخرج من جوف الجايع والايمان تجده في قلب الفقير .. لكنني هنا اريد ان اورد لكم تجربه شخصيه لي واريد ان ابني عليها ما اعتبره من ثوابتي التي لا احيد عنها.
والدي غفر الله له ورحمه كان له شقيقه انجبت ولدا وبنتين وتوفي زوجها وكان الابن يبلغ من العمر ستة عشر عاما ونصف وبلغ فيهم الفقر مبلغا عظيما فقرر الوالد رحمه الله الذهاب الى ولاة الامر لكي يحاول ان يجد لهذا الابن وظيفه يسد بها رمق امه واخواته فقد حاول هذا الابن الدخول الى العسكريه لكنهم رفضوه لقصور سنه عن السن النظامي المطلوب للانظمام الى الخدمه العسكريه.. المهم قرر الوالد وانا الذهاب الى ولي العهد انذاك الملك عبدالله الان .. طبعا انا لم اكن اعرف حجم الشخص الذي ذهبنا لمقابلته لكننا جميعا كنا نحمل هم اسرة ابننا وكنا نريدحلا له لا اكثر .. المهم دخلنا في طابور المواطنين الذين ليس بينهم وبين ابو متعب اي حجاب وسلمنا عليه وعندما اتى دورنا للحديث تقدم الوالد رحمه الله وكنت الى جانبه وشرح للملك المسأله وكنت لا زلت اتذكر وجهه حفظه الله حين انصت بادب حتى اكمل والدي حديثه ثم قال: اذا كان ولدكم يبي يخدم وطنه فولدكم ولدنا وابشر بالخير ثم اشار الى احد معاونيه وانصرفنا وبعدها حصلنا على تفويض منه حفظه الله بتسجيل الابن باي وحده يريدها والتغاضي عن السته شهور المتبقيه من السن القانوني!!!
فرحنا كفرحة ابننا وشكرنا ومرت الايام وتوفي الوالد رحمه الله
الان وبعد مضي عشرين سنه ايقنت بان دعاء الوالد المستمر للملك واخوانه لم يكن عبثا ولم يكن واجبا حزبيا بل هي الفطره التي كونها عدلهم واحترامهم لشعبهم ... كنت انا ووالدي من ابسط البسطاء ولم نكن نملك حتى سياره تقلنا الى مقصدنا لكننا استطعنا مقابلة ثاني رجل بالدوله وحصلنا على مطلبنا وعدنا فرحين الى اهلنا.
الان عندما اقابل ابن عمتي وقد تزوج وانجب ولازالت امه تعيش معه في امان من الفقر والضياع يحب على جبهتي ويقول : اهلا بمن حفظني وحفظ امي !!!!وانا طبعا احب كلمات الشكر وقلبي يقول : لو الله ثم ان ابو متعب ما خيب املنا كان ما شكرتني.
رجل يملك صولجان الحكم بيد ويملك قلب الاب بيد لابد ان نشكره ونقول يابو متعب انت منا وفينا .
تحياتي