منتديات سبيع الغلباء

منتديات سبيع الغلباء (https://www.sobe3.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي (https://www.sobe3.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   من المكر ما نفع لإحياء الضمير (https://www.sobe3.com/vb/showthread.php?t=35243)

خيَّال الغلباء 19 - 03 - 2009 13:45

من المكر ما نفع لإحياء الضمير
 
[size=5][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

ومن المكر ما نفع :-

لا تخش مكر الناس بك ما دمت واثقاً بربك مطمئناً لما يجريه عليك من قضائه وقدره فكم من ماكر أعاد الله مكره عليه وكم من كائد رد الله كيده إلى نحره وكم من حافر للناس حفرة أوقعه الله فيها والقرآن الكريم يبث في نفوسنا الطمأنينة حتى لا نخاف مكر الماكرين ولا نخشى كيد الكائدين حيث يقول الله عز وجل : " ... ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله " ( 43 : فاطر ) وقد أجمع القرشيون مكرهم وتداولوا بينهم كيدهم وأصروا على قتل الصادق الأمين ليلة هجرته بعد أن تآمروا عليه في دار الندوة وعرضوا أكثر من مقترح للخلاص منه صلى الله تعالى عليه وسلم إلا أن الله خيب سعيهم ورد عليهم كيدهم ونجى سيد المتوكلين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من مكرهم : " وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " ( الأنفال : 30 ) وقد فتح الله باب الأمل واسعاً لكل المؤمنين حتى لا نقول أن هذا من خصوصيات الأنبياء حيث يقول عز وجل : " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم " ( 173,174 آل عمران ) ويقول / جعفر الصادق واعظا في هذا المجال في حكم رائعة فيما فهمته من معناها : عجبت لمن خاف اجتماع الناس ضده وتآمرهم عليه كيف لا يفزع إلى قول الله تعالى : " حسبتا الله ونعم الوكيل " فإني سمعت الله بعدها يقول : " فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ". وعجبت لمن خاف مكر الناس به كيف لا يفزع إلى قول الله تعالى " وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد " فإني سمعت الله بعدها يقول : " فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب ". ولنا فيما حدث ليوسف عليه السلام العجب العجاب حيث أتاه المكر من أقرب الناس إليه وأولاهم به ( إخوته ) أولاً ثم من امرأة العزيز ثانياً فهاهم إخوته ـ عليه السلام ـ تدفعهم الغيرة منه للكيد به والخلاص منه إلا أن الله حول كيدهم به كيداً له ( أي لصالحه ) عليه السلام وصار قاع الجب أول مراتب الصعود إلى الحكم والملك حيث وصل بهذا إلى بيت عزيز مصر وعندما كادت له امرأة العزيز والنسوة أتباعها ودخل السجن ممكوراً به مظلوماً مؤثراً السجن على المعصية صابراً محتسباً خرج منه مرفوع الرأس مكرماً منصوراً وكتب أحد الصالحين إلى صديق له سجن ظلماً مبشراً له ومسرياً عنه :-

أما في نبي الله يوسف عبرة
= لمثلك محبوساً على الأثر والفتك

أقام جميل الصبر في السجن ساعة
= فآل به الصبر الجميل إلى الملك

والمؤمن الواثق بربه يصبر بيقين ويأوي إلى ربه منتظراً ما عنده من رد لمكر الماكرين وكيد الكائدين وأعوانهم وأحلافهم الراضين سلوكهم عالما بأن الله يغار على عباده الصابرين الذين يفوضون أمرهم إليه متيقنا من تنجيه الله له . يقول الله عز وجل مثلجا الصدور ومطيباً الخواطر واعداً المحتسبين متوعداً الماكرين : " ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون " (النمل 50 : 53 ) نعم إن الإنسان المؤمن يفوض أمره لله راضياً محتسبا ما عنده سبحانه وتعالى من تصريف الأمور برحمته وتدبيرها بحكمته مهما كان حجم المكر أو شأن الماكر وبذلك تستريح نفسه ويطمئن قلبه ويهنأ باله يقول تعالى : " وقد مكروا وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام " ( إبراهيم 46 ، 47 ) يقول أحد الذين على ربهم يتوكلون متمثلاً ما فهمه من إلهام الله الساري إلى قلوب عباده المؤمنين :-

لا تدبر لنفسك أمرا
= فأولو التدبير هلكى

سلم الأمر تجدنا
= نحن أولى بك منك

إن معية الله لا تفارق عبده المؤمن ومن كان الله معه فمن عليه ؟ فما عليه إلا أن يصبر الصبر الجميل متأسياً بأعظم الرسل وسيد الخلق حين خاطبه ربه ومولاه قائلاً : " واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " ( النحل 127 ، 128 ) فما على المؤمن إلا أن يفوض أمره إلى الله ويقر عينه بما عنده سبحانه معتزاً بما لديه من خير وفضل واثقاً ببوار وبطلان ما يحاك له من مكر " من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور " ( فاطر : 10 ) قال الشاعر في هذا الشأن :-

لا الأمر أمري ولا التدبير تدبيري
= ولا الأمور التي تجري بتقديري

لي خالق رازق ما شاء يفعل بي
= ألطافه بي جرت من قبل تصويري

فسبحان من أحرى لطفه بنا قبل وعينا ويجري ألطافه بنا من حيث نعلم ومن حيث لا نعلم والعاقل من يتذكر ويتعظ . ولو تفكر من يريد المكر في عاقبة أمره بوعي مستنير وحس صادق وعلم أن ما عند الله يجري بمقادير وتأمل ما جرى وما يجري حوله من أحداث وتقلبات وسأل نفسه موبخاً لها وعرض عليها ما حدث للماكرين من تدمير لحياتهم في الدنيا وما سيحدث لهم من عقاب في الآخرة لابتعد عن المكر فاراً من خزي الدنيا وعذاب الآخرة نسأل الله أن يرد عنا كيد الكائدين ومكر الماكرين بمنه وفضله ورحمته . منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .[/align][/size]

خيَّال الغلباء 19 - 03 - 2009 15:08

رد: ومن المكر ما نفع
 
[size=5][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

إحياء الضمير :-

أعتقد أن المقصود بالضمير أو المعنى القريب من حقيقته أنه : ( الرقيب الداخلي على جميع تصرفاتنا ) وذلك واضح من خلال تلك الممارسات اللفظية التي يصف بها بعضنا بعضاً ومن هذا يتضح أن الضمير شيء معنوي هام يمثل الحارس الداخلي لتصرفاتنا والواعظ النفسي عند غفلتنا أو انحرافنا ولذلك قيل : ( إذا لم تتخذ لك من نفسك واعظ فلن تنفعك المواعظ ) ومن إكرام الله لخلقه ورحمته بعباده ـ أنه سبحانه وتعالى ـ جعل هذا الضمير رقيباً نزيهاً وحارساً أميناً وحكماً محايداً ما دام موجوداً لم يفارق صاحبه أو يخمده النوم أو يسكره الموت . إننا نسمع على ألسنة الناس من أهل الخير واليقظة قولهم : ضميري يعذبني ضميري غير مستريح ضميري يؤنبني هذا لمن أراد الله بهم خيراً . كما نسمع أوصافاً لأهل الشر مثل : فلان ضميره ميت ضميره في أجازة ليس عنده ضمير فالضمير هو نعم الرقيب الداخلي الذي لا يستطيع أن يخدع صاحبه أو أن يجامله مهما كان شانه إنه يعرف الخير فيحث عليه ويفرح له ويعرف الشر فيحذر منه ويلوم عليه فويل لمن خالف هاديه ونذيره الداخلي . إن الضمير مثل الأرض الطيبة إذا أمددناها بالماء العذب الصالح أنبتت لنا كل مثمر ونافع ومفيد وإذا أهملناها فهي أرض ميتة لا جدوى لها رغم صلاحيتها للحياة . ومن عجائب صنع الله في هذا الأمر : أن الضمير قابل للرجوع بعد غياب ولليقظة بعد نوم وللحياة بعد موت ولذلك تجد أحياناً أكابر المجرمين وعتاة الظلمة ومحترفي العصيان يرتدعون عن إجرامهم ويتخلصون من مظالمهم ويتوبون من ذنوبهم فلماذا أهملنا الضمير في هذا العصر وأعطيناه إجازة مفتوحة ثم أمتناه بعد ذلك في داخلنا ؟! والجواب عن السؤال معروف للجميع وهو أننا أردنا أن نعيش بغير ضمير لنستريح من مطاردته لنا ومعارضته إيانا عند ارتكابنا لقبائح أفعالنا ومساوئ أخلاقنا ليصير كل شيء سهلاً ميسوراً ولنتمكن من تسمية الأشياء بغير أسمائها فلا مانع من تسميه الرشوة ( هدية ) والإتاوة ( إكرامية ) ولا بأس أن يعم هذا الحال معظم الأجهزة الإدارية ويمارسه علانية كبار الموظفين وصغارهم حتى صارت الرشوة هذه أصلاً ثابتاً من أصول التعامل في معظم الأجهزة وصار من لا يمارس تلك الجريمة النكراء يتهم بعدم الوعي وقصور الفهم ولا عجب أن نسمع بعض الكلمات السوقية الهابطة تجري على ألسنة الكثرة في هذا المجال مثل : ( مشي حالك حالك يمشي شغل مخك فتح عقلك ) وكلها كلمات تشجع على الرشوة وتنبه إليها وكأن الأصل استتار الضمير وعدم إظهاره ولن تفلح مع هذه الأحوال جميع الأجهزة الرقابية في أي مؤسسة أو دولة ولن تقوم كلها بدور هذا الضمير المستتر مهما كانت صرامتها أو قوة ردعها إننا لا نستطيع في هذا المجال أن ننسى أن هناك من الموظفين والعاملين الشرفاء الذين لا يمكن لهم أن يبيعوا ضمائرهم بملء الأرض ذهباً ويفضلون الفقر مع العفة على الغنى مع عدم الضمير لأنهم أهل اليقظة حقاً وهم الذين يشعرون براحة ضمائرهم وإن ضاقت نفوسهم بسبب ما يدور حولهم وبسبب محاربة المرتشين لهم واتهامهم لهم بعدم التفتيح . أعرف موظفاً تغرب خارج البلاد لفترة وعندما عاد لعمله تقدم بطلب لنقله إلى محافظته فرفض المدير العام بشدة تحت بند حاجة العمل إليه وتردد هذا الموظف كثيراً وتكرر طلبه وزادت واسطاته من فلان بيه إلى علان باشا وغيرهم من ذوي الرتب والمناصب إلى أن لاحظ أحد زملائه العالمين بفنون الرشوة العارفين بحال مثل هذا المدير وقال له : الموضوع سهل ولا يحتاج إلى هذا الكم من الوسطاء فقال له كيف ؟ فأجابه هات للمدير هدية وفعلاً أتى بالهدية ـ وهو لها كاره ـ فتم المراد واستراح الموظف الحائر الذي لم يجد إلا الرشوة سبيلاً لنقله رغم أنه من الرافضين لها من حيث المبدأ !! أيها الإخوة : إن الضمير نفحة نورانية صافية وهو هبة من الله الخالق البارئ المصور وتلك الهبة تستوجب شكر الملك الوهاب المنعم وشكر النعمة من أسباب بقائها وزيادتها وفي بقاء الضمير حياً حفظ لصاحبه من الوقوع في الآفات المهلكة حتى يصل إلى بر الأمان ورحم الله الشاعر القائل :-

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل
= خلوت ولكن قل علي رقيب

ولا تحسبن الله يغفل لحظة
= ولا أن ما تخفيه عنه يغيب

منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام . [/align][/size]

وطبان 19 - 03 - 2009 18:51

رد: من المكر ما نفع لإحياء الضمير
 
[size=6][align=center]جزاك الله خيرا[/align][/size]

al-sary 19 - 03 - 2009 21:19

رد: من المكر ما نفع لإحياء الضمير
 
بارك الله بك , شكراً أخي الكريم

خيَّال الغلباء 20 - 03 - 2009 19:36

رد: من المكر ما نفع لإحياء الضمير
 
[size=7][align=center]وطبان جزاك الله خيرا[/align][/size]

خيَّال الغلباء 22 - 03 - 2009 13:35

رد: من المكر ما نفع لإحياء الضمير
 
[size=7][align=center]الساري جزاك الله خيرا[/align][/size]

كليب 15 - 04 - 2009 10:54

رد: من المكر ما نفع لإحياء الضمير
 
[size=6][align=center]مشكور وما قصرت والله لا يهينك[/align][/size]

جعد الوبر 15 - 04 - 2009 16:59

رد: من المكر ما نفع لإحياء الضمير
 
[size=6][align=center]مشكور وما قصرت والله لا يهينك[/align][/size]

خيَّال الغلباء 19 - 04 - 2009 14:16

رد: من المكر ما نفع لإحياء الضمير
 
[size=6][align=center]كليب عامر جزاك الله خيرا ولا هنت[/align][/size]

كلاشنكوف سبيع 19 - 04 - 2009 15:43

رد: من المكر ما نفع لإحياء الضمير
 
[align=center][size=5][font=Comic Sans MS]مـــــــــــشــــــــكـــــــــــور
وجـــــزاك الله خــــــــــير[/font][/size][/align]


الساعة الآن 03:12.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها