منتديات سبيع الغلباء

منتديات سبيع الغلباء (https://www.sobe3.com/vb/index.php)
-   منتدى التاريخ والأنساب (https://www.sobe3.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   موقف الإسلام من العصبية القبلية (https://www.sobe3.com/vb/showthread.php?t=37880)

خيَّال الغلباء 03 - 06 - 2009 23:18

موقف الإسلام من العصبية القبلية
 
[U][size=5][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

موقف الإسلام من العصبية القبلية :-

كيف عالج الإسلام العصبية القبلية؛ كيف عمل على تذويبها ؟ سؤال مهم يطرح نفسه، إذ كيف كان الفرد مشلول الإرادة، مسلوب القوة أمام عبوديته لطغيان القبيلة ؟ صحيح أن المرء ما كان يجد الأمن والاستقرار إلا في رحاب القبيلة، فهي البنية الاجتماعية المعتبرة، في صحراء ينعدم فيها النظام والعدل، والسلطة التي تحفظ الأمن . إلا أن هذا لا يعتبر مبرراً كافياً، ليلغي الفرد عقله ويسير حسب هوى القبيلة، وجبروتها .. وقد مر معنا سابقاً قول دريد بن الصمة :-

وما أنا إلا من غزية إن غوت
= غويت وإن ترشد غزية أرشد

وعندما تحدثنا عن الشعر الجاهلي، تبين لنا مدى قوة سيطرة روح القبيلة، فهي المعبود المطاع .. وفي صدر الإسلام كان لروح القبيلة، ومجد الآباء والأجداد تأثير عجيب مما جعل قبيلة قريش وقبائل العرب تقف متجبرة متغطرسة أمام الحق الأبلج .

أ- قوة العصبية وسيطرتها على مجتمع الجاهلية :-

« ذكر الزهري : أن أبا جهل وجماعة معه وفيهم الأخنس بن شريق، وأبو سفيان، استمعوا قراءة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الليل، فقال الأخنس لأبي جهل : يا أبا الحكم، ما رأيك فيما سمعت من محمد ؟ فقال : تنتازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثينا ( أو تحاذينا ) على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا : منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذا ؟ والله لا نؤمن به أبداً و لا نصدقه [1]. يستمع هؤلاء النفر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلال ثلاث ليال - والرسول لا يعلم بهم - ثم يلتقون ويتعاهدون على عدم العودة والاستماع، فالقرآن يستهوي نفوسهم لكن العصبية حملت هؤلاء وأبا جهل خاصة على هذا الموقف المعاند الظالم .

أبو جهل هذا يقتل في بدر، ويصعد فوقه عبدالله بن مسعود - رضى الله عنه -، ويسأله : هل أخزاك الله يا عدو الله ؟ قال : وهل فوق رجل قتله قومه ؟ ( أي ليس عليه عار ). لأن قومه قتلوه !! [2] عصبية حتى عند الموت !! وإسلام حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه - في السنة السادسة للبعثة كان بسبب نصرة ابن الأخ أولاً، لأن أبا جهل اعتدى عليه . قال ابن إسحاق [3] : « مر أبو جهل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الصفا، فآذاه ونال منه ( ورسول الله ساكت ) فقام رسول الله ودخل المسجد وكانت مولاة لعبدالله بن جدعان في مسكن لها على الصفا تسمع ما يقول أبو جهل .. فأخبرت حمزة ما سمعت من أبي جهل، فغضب ودخل المسجد، وأبو جهل جالس في نادي قومه فقال لهم ( الحمزة ) : أتشتم ابن أخي وأنا على دينه؛ ثم ضربه بالقوس فشجه شجة منكرة، فثار رجال من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل فقال أبو جهل : دعوا أبا عُمارة، فإني والله قد سببت ابن أخيه سباً قبيحاً، فعلمت قريش أن رسول الله قد عز وامتنع .. فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه ». إن قوة تأثير القرابة، وعصبية الدم كانت سبباً في إسلام حمزة - رضي الله عنه - .. وإن حماية أبي طالب لرسول الله، ودعوته بني هاشم وبني المطلب لنصرته - عليه الصلاة والسلام - كانت من هذا القبيل وحصار بني هاشم مؤمنهم وكافرهم في الشعب « وأن لا يقبلوا من بني هاشم صلحاً أبداً ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموهم للقتل ». وقد لبثوا في شعب أبي طالب ثلاث سنين [4] كان مقاطعة، لأعراف القبائل فيها تأثير كبير . إن الإسلام استفاد من رابطة القبيلة في نشر الدعوة، ولا مانع من استخدامها مظلة واقية ضد نيران مجتمع متعصب له تقاليده . وشعر أبي طالب في قصيدته اللامية [5] يبين مدى حمايته لرسول الله، ومدى قوة رابطة العصبية رغم الخلاف في المعتقد :-

ونُسلمه حتى نصرع حوله
= نُذهل عن أبنائنا والحلائل

وأبيضَ يُستسقى الغمامُ بوجهه
= ربيعُ اليتامى عصمةٌ للأرامل

فوالله لولا أن أجيء بسبة [6]
= تُجرُّ على أشياخنا في المحافل

لكنا اتبعناه على كل حالة
= من الدهر جداً غير قول التهازل

كان من العار عندهم ألا ينصر القريب قريبه، ولو خالفه في المعتقد، ومن هنا وقف أبو طالب من ابن أخيه - عليه أفضل الصلاة والسلام - هذا الموقف المشرف، فقد كان « لزاماً على العربي أن يقوم بنصرة الأخ وابن العم أخطأوا أم أصابوا، عدلوا أم ظلموا، بمعنى أن الرجل كان يلحقه العار، إذا قعد عن نصرة أخيه أو ابن عمه ... ولذلك قالوا : ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ). وهذا من حكمة الجاهلية .. فالنصرة عندهم هي الإعانة على الغير أما في الإسلام فقد اعتبر من ضمن النصرة نصيحة الظالم لرده عن ظلمه ... [ [7]. إن الإسلام حرم نصرة الظالم ففي الحديث الشريف : « انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً . قيل : يا رسول الله .. فكيف أنصره ظالماً ؟ قال عليه الصلاة والسلام : تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه » [8]. لقد نفّر الدين الحنيف من إعانة العشيرة على الباطل، وصور ذلك الفعل القبيح تصويراً مؤثراً، يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : « مثل الذي يعين عشيرته على غير الحق مثل البعير ردي في بئر فهو يُنْزع بذنبه » [9].

ب- كيف عمل الإسلام على تذويب العصبية :-

عرفنا في الفقرة السابقة قوة العصبية في المجتمع الجاهلي وسنرى الآن كيف غير الإسلام هذه الروح، إذ بدأ بغرس ربطة الدين، ووشيجة العقيدة، وهى أساس كل تغيير « إن الوشيجة التي يتجمع عليها الناس في هذا الدين، ليست وشيجة الدم والنسب، وليست وشيجة الأرض والوطن، وليست وشيجة القوم والعشيرة، وليست وشيجة اللون واللغة ولا الجنس والعنصر، ولا الحرفة والطبقة إنها وشيجة العقيدة ».« أما الوشائج الأخرى » فقد توجد ثم تنقطع العلاقة ( بين الفرد والفرد ... ). يبين الله لنوح - عليه السلام - لماذا لا يكون ابنه من أهله ] إنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ [ فوشيجة الإيمان قد انقطعت بينكما ] فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ [ إنه ليس من أهلك ولو كان هو ابنك من صلبك » [10]. « وامرأة فرعون التي طلبت من ربها أن ينجيها من فرعون وعمله وأن ينجيها من القوم الظالمين إنها امرأة واحدة في مملكة عريضة قوية وقفت وحدها في وسط ضغط المجتمع وضغط القصر وضغط الملك وضغط الحاشية ورفعت رأسها للسماء !! إنه التجرد الكامل من كل هذه المؤثرات والأواصر » [11]. وفي الحديث الشريف : « من قاتل تحت راية عُمِّيَّة يغضب لعصَبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقُتل فقِتْلةٌ جاهليةٌ » [12]، والعمية هي الأمر الأعمى لايستبين وجهه . وقال تعالى : ] لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ ولَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ [ [ المجادلة : 22 ]. قال أهل العلم في سبب نزول هذه الآية : إنها نزلت في أبي عبيدة حين قتل أباه يوم أحد، وفي أبي بكر حين دعا ابنه للمبارزة يوم بدر، وفي عمر حيث قتل خاله العاص بن هشام يوم بدر، وفي علي وحمزة حين قتلوا عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة يوم بدر » [13]. لقد جمعت هذه العقيدة صهيباً الرومي وبلالاً الحبشي وسلمان الفارسي وأبا بكر العربي القرشي تحت راية واحدة، راية الإسلام، وتوارت العصبية، عصبية القبيلة والجنس والقوم والأرض وهاهو مربي هذه الأمة وقائدها - عليه الصلاة والسلام - يعلم ويربى إذ يقول لخير القرون كلها مهاجرين وأنصار : « دعوها فإنها منتنة » .. وما هي ؟ صيحة نادى بها أنصاري : ياللأنصار، وردَّ مهاجري ياللمهاجرين فسمع ذلك رسول الله وقال : « ما بالُ دعوى جاهلية ؟ » قالوا : يا رسول الله كسَعَ رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال : « دعوها فإنها منتنة » [14]. حقاً إنها منتنة ... وقال صلى الله عليه وسلم : « ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية » [15]. فانتهى أمر هذا النتن، وماتت نعرة الجنس واختفت لوثة القوم .. ومنذ ذلك اليوم لم يعد وطن المسلم هو الأرض، وإنما وطنه هو دار الإسلام تلك الدار التي تسيطر عليها عقيدته وتحكم فيها شريعة الله وحدها [16]. روى ابن هشام [17] : « أن عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه - قال لسعيد بن العاص ( ومر به ) : إني أراك كأن في نفسك شيئاً أراك تظن أني قتلت أباك !! إني لو قتلته لم أعتذر إليك من قتله، .. ولكنى قتلت خالي العاص بن هشام بن المغيرة : فأما أبوك فإني مررت به، وهو يبحث بحث الثور بروقه ( أي بقرنه ) فَحِدْتُ عنه .. وقصد له ابن عمه عليُّ فقتله ». قتل عمر خاله، وقتل على ابن عمه .. في سبيل الله، إنه الانتماء إلى مجتمع العقيدة الذي ذابت فيه العصبيات كلها، وانتهت رواسبها في مجتمع الطهر والتجرد .. إذ غزوة بدر قاتل فيها القريب قريبه، ولما خرج للمبارزة في هذه الغزوة بعض الأنصار .. نادى منادي قريش : يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا .. ولما خرج حمزة وعلي وعبيدة - رضي الله عنهم -. قالوا : ( أي قريش ) نعم أكفاء كرام .. وقُتل عندها عتبة وشيبة والوليد من سادة قريش [18].

إن هذه الروح الإيمانية، وهذا الانضواء تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، خلَّص المجتمع الجديد من عصبيات قاتلة، بمجرد أن عاشوا حقيقة هذه الشهادة . وإن الأخوة التي قامت بين المهاجرين والأنصار كانت دليلاً حاسماً على قيام دولة العقيدة ونشوء مجتمع قضى على رواسب العصبية الجاهلية . وفي خطبة الوداع وضع المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أسس التجمع العقيدي الصحيح إذ قال : « وكل دم في الجاهلية موضوع، وأول دم أضعه : دم ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب، وإني تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لم تضلوا كتاب الله .. وأنتم مسؤولون عني فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت .. » [19].

والشعر الإسلامي :-

ساهم أيضاً في ترسيخ هذا البنيان الضخم، حيث ألغى الإسلام العصبية ورابطة الجنس، وصار الشعر يتمثل هذه القيم الجديدة الكريمة .. بعد أن كان سلاحاً يثير أحقاد القبائل . فالعباس بن مرداس يقاتل بني عمه مخالفاً هواه مطيعاً ربه ودينه حيث يقول [20] :-

ويوم حنين حين سارت هوازنٌ
= إلينا وضاقت بالنفوس الأضالع

أمام رسول الله يخفق فوقنا
= لواءٌ كخذروف السحابة لامع

ويقول :-

نذود أخانا عن أخينا ولو نرى
= مطالاً لكنا الأقربين نُتابع

ولكن دين الله دينَ محمد
= رضينا به فيه الهدى والشرائع

القبيلة وحدة اجتماعية يستفاد منها :-

كنا قد ذكرنا أن الإسلام استفاد من رابطة القبيلة في نشر الدعوة، واستخدمها مظلة واقية ضد ميزان المجتمع المتعصب .. إن الإفادة من الرابطة القبلية وصلة القربى لمصلحة الإسلام شيئ، والخضوع لهذه الرابطة المنحرفة الظالمة شئ آخر . لقد استفاد الإسلام من الطاقات الطيبة كلها بما ينسجم مع تعاليمه، إذ كانت كتائب الجهاد في الفتوحات الإسلامية تضم تكتلات قبلية تثار فيها الحماسة الصادقة، والنخوة العربية خوفاً من العار، إضافة لما جدَّ من استعلاء الإيمان، وعقيدة الجهاد . « إن قبائل المسلمين كانت تتحرك كوحدات حربية في الميدان .. إن ما أذابه الإسلام وقاومه هو العصبية القبلية والتفاخر بالأنساب، ولكنه لم يحارب القبيلة في حد ذاتها، كوحدة لها وجود عميق في البيئة العربية، لقد ظلت القبيلة هي الوحدة الاجتماعية، والوحدة الحربية المعترف بها في الفتوح الأولى، واستفاد الكيان الإسلامي من هذا الوجود إلى أقصى حد … »

( وفي معركة اليمامة ضد / مسيلمة الكذاب اختلطت صفوف المسلمين، فصاح بهم / خالد بن الوليد ( أيها الناس تمايزوا حتى نعرف من أين نؤتى ) فتميزت كل قبيلة في صفوفها وكانت راية المهاجرين مع سالم مولى أبي حذيفة، وراية الأنصار مع ثابت بن شماس ) [21]. قال تعالى : ] وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا [ [ الحجرات : 13 ]. ولو نظرنا إلى منازل القبائل العربية، لوجدناها مطابقة لتعبئة خالد بن الوليد - رضي الله عنه - عند زحفه من البناج إلى الحيرة .. وفي كتب السيرة والفتوحات نلاحظ أن الخليفتين الراشدين الصديق والفاروق كانا يبعثان القبائل ويستعملان على كل قبيلة قائداً منها .. والجدير بالذكر أن المهاجرين والأنصار من أصحاب رسول الله كان لهم وضع خاص فلم تكن لهم دائماً في الفتوح وحدات خاصة بهم من قبائلهم، إنما كنا نجدهم في القيادات غالباً كخالد بن الوليد والنعمان بن مقرن المزني وإخوانه [22]. فالعقيدة تذيب العصبية، وتستفيد من رابطة القرابة وتستعلي على المصلحة الشخصية والقبلية، ويكون المسلم ضد هواه، صلته بربه قوية، علاقته مع إخوانه المؤمنين وطيدة .. وكلما ضعف رابط العقيدة، وتخلخل صفاء التوحيد، برزت العصبية من جديد والهوى والنزوات .

(1) انظر السيرة النبوية لابن هشام 1/315 .
(2) المصدر السابق 1/635 .
(3) المصدر السابق 1/292 .
(4) مختصر السيرة النبوية، الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ص 68-69 .
(5) القصيدة : في السيرة النبوية لابن هشام 1/272-280 ( وفي طبقات فحول الشعراء ص 244 جزء 1 البيت الثاني من هذه الأبيات )
(6) وردت ( بسنة ) في رواية أخرى .
(7) تاريخ الإسلام السياسي : 1 / 65 د . حسن إبراهيم حسن .
(8) حديث متفق عليه .
(9) مسند الإمام أحمد 1 / 401 وفي مسند أبي داود : 7 / 17 مختصر المنذري، وقد سكت عنه المنذري .
(10) في ظلال القرآن : 4 / 1886، 6 / 3622 .
(11) في ظلال القرآن : 4 / 1886، 6 / 3622 .
(12) صحيح مسلم بشرح النووي : 12 / 238 .
(13) أسباب النزول للواحدي، ص 236، وتفسير ابن كثير (8 / 79) نقلاً عن كتاب الولاء والبراء ص 228 .
(14) صحيح البخاري : 48/648، ح 4905 .
(15) صحيح مسلم : كتاب الإمارة، ح 3 / 1476، ح 1848 .
(16) انظر : معالم في الطريق، ص 143، وماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، ص 142 .
(17) السيرة النبوية : 1 / 636 .
(18) انظر تفصيل المبارزة في : السيرة النبوية لابن هشام، 1 / 625 .
(19) مختصر السيرة النبوية : الشيخ محمد بن عبدالوهاب : حجة الوداع، ص 175 .
(20) شعر الدعوة الإسلامية، قصيدة (501) : عبدالله الحامد، والسيرة النبوية لابن هشام 2/464 ( والمناسبة : أن بني سُليم جاهدوا يوم حنين ومعهم شاعرهم عباس مع المسلمين يقاتلون هوازن وهوازن تجتمع وإياهم في النسب )
(21) كتاب الطريق إلى المدائن : أحمد عادل كمال، ص 43 .
(22) فتوح البلدان، ص 304 نقلاً عن أحمد عادل كمال ( الطريق إلى المدائن )،ص 25. هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .[/align][/size][/U]

خيَّال الغلباء 04 - 06 - 2009 01:27

رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
 
[U][size=5][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

القبلية في ميزان الشرع

أ . د . ناصر العمر 21/8/1428

في قول لوط - عليه السلام - كما أخبر الله - تعالى - عنه : " قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ " ( هود : 80 )، قضية مهمة ينبغي التطرق لها بوسطية، وهي أن القومية وروابط وأواصر النسب ربما انتفع بها المسلم بل قد ينتفع بها الكافر، وقد تكون محمودة ما لم يخرج ذلك إلى تجاوز حدود ولاء المؤمنين والبراء من الكافرين، كأن تقدم على أواصر الدين ورباط التقوى، فإذا لم تتجاوز الحد وكانت خاضعة للرابطة الإسلامية وعرى العقيدة، فلا إشكال وإنما الإشكال في استبدالها بها، وعلى كل حال تظل لأواصر النسب والصلة فائدتها وأثرها حتى بين الكفار .

قال الشيخ / محمد الأمين في معرض نقده المتين للقومية العربية أثناء تفسير الآية التاسعة من سورة الإسراء : " نفع الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - بعمه أبي طالب . وقد بين الله جلَّ وعلا أن عطف ذلك العم الكافر على نبيه صلى الله عليه وسلم من منن الله عليه . قال تعالى : " أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى " ( الضحى : 6 ) أي آواك بأن ضمك إلى عمك أبي طالب . ومن آثار هذه العصبية النسبية قوله أبي طالب فيه - صلى الله عليه وسلم - :-

والله لن يصلوا إليك بجمعهم
= حتى أوسَّد في التُّراب دفينا

وقد نفع الله بتلك العصبية النسبية شعيباً - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - كما قال تعالى عن قومه : " قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ " ( هود : من الآية91 ).

ونفع الله بها نبيه صالحاً أيضا عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام . كما أشار تعالى لذلك بقوله : " قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بالله لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ " ( النمل : 49 ) فقد دلت الآية على أنهم يخافون من أوليا صالح، ولذلك لم يفكروا أن يفعلوا به سوءً إلا ليلاً خفية . وقد عزموا أنهم إن فعلوا به ذلك أنكروا وحلفوا لأوليائه أنهم ما حضروا ما وقع بصالح خوفاً منهم . ولما كان لوط - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - لا عصبة له في قومه ظهر فيه أثر ذلك حتى قال : " لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوي إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ " ( هود : 80 ) ". اهـ المراد .

والقبلية بصفة عامة لا تذم فهي قدر كوني، فالله تعالى هكذا خلق عباده شعوباً وقبائل، كما قال الله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " ( الحجرات : 13 ).

إن القبلية تصنع في كثير من الأحيان نوعاً من الوحدة بين أبنائها فإذا ارتقى هذا الفهم الوحدوي القبلي إلى أن هذه الوحدة القبلية يجب إدخالها في وحدة أسمى منها هدفًا ونوعاً وهي وحدة الأمة الإسلامية كان ذلك تمهيداً لوحدة المسلمين وهي غاية منشودة .

ومن الضروري أن تكون هذه الوحدة القبلية دائرة في فلك الوحدة الإسلامية الكبرى ومغذية لها، وعند أي تعارض بين الوحدتين تقدم الوحدة الكبرى ومصالحها على الوحدة الصغرى، ولعل تحقيق هذه الوحدة القبلية الصغرى بهذا الفهم من الأسباب التي لأجلها أمر الإسلام بصلة الأرحام، وجعل كثيراً من الأحكام تتعلق بالعشيرة مثل الميراث والعقل وغيرها .

ومما ينبغي أن يتجنب من سلبيات القبلية التفاخر بالأنساب فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم أو ليكونن أحقر عند الله من الجعلان ".

كما ينبغي تجنب العصبية القبلية وهي أن يغضب المرء لغضب القبيلة ولو كان غضبها لباطل، ويرضى لرضاها ولو كان عن باطل، وهذه هي حالة جاهلية عبر عنها شاعرهم، فقال :-

وما أنا إلا من غزية إن غوت
= غويت وإن ترشد غزية أرشد

وقول الآخر :-

لا يسألون أخاهم حين يندبهم
= في النائبات على ما قال برهاناً

ومن السلبيات بالغة الضرر احتقار القبائل الأخرى . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ".

ومن أخطر السلبيات تقديم الولاء والتناصر القائم على أساس القبيلة على الولاء القائم على الدين، ولقد حارب الصحابة آباءهم المشركين مع إخوانهم المؤمنين، فإخاء الدين مقدم على أخاء النسب، ويزداد أخاء الدين قوة وصلابة وحقوقاً إذا كان معه صلة قربى ونسب .

فمتى ما انتفت هذه السلبيات عن القبلية أثمرت خيراً على المجتمع، فزادت بها وحدته وقويت بها شوكته، وصلح بها أمره، ومتى اقترنت بها تلك الآفات كانت آثارها على المجتمع مدمرة سيئة . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .[/align][/size][/U]

عواكيس 04 - 06 - 2009 05:18

رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
 
[size=6][align=center]جزاك الله خيرا[/align][/size]

خيَّال الغلباء 04 - 06 - 2009 09:46

رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
 
[size=6][align=center]عواكيس جزاك الله خيراً ولا هنت[/align][/size]

lion1430 04 - 06 - 2009 11:02

رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
 
[size=6][align=center]مشكور وما قصرت ولا هنت[/align][/size]

خيَّال الغلباء 04 - 06 - 2009 20:50

رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
 
[size=6][align=center]الأسد جزاك الله خيراً ولا هنت[/align][/size]

خيَّال الغلباء 05 - 06 - 2009 13:23

رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
 
[U][size=5][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن مادة الأنساب تعد من الأصول القديمة التي ساعدت على ظهور التاريخ، وتوطيده كمعرفة ذات أهمية في منظومة الفكر الإسلامي وكان النسب يعبر عن تاريخ القبيلة في إضفاء القصص التاريخي أو الحوادث المتوارثة في النقل عن سلسلة العمود الفقري، أو المشجر النسبي للقبيلة وكان العربي قبل الإسلام يعنى بهذا النسب عناية بالغة، فهو كيانه الذي يعتز به ويفخر، ووجوده الذي يميزه عن الاّخرين وعلى الرغم من أن الإسلام جب العادات المتراكمة في الموروث القبلي على المستوى التعبدي والسلوكي المبني على الحَمِيَّة الجاهلية، غير أنه وازن بين العناية بالقبيلة في حدود التعارف والتناصر والحمية المحمودة على الحق [ ابن منظور : لسان العرب مادة : عرف ] وبين التقوى التي عدها الإسلام منزلة دينية رفيعة، ومكرمة للإنسان : كما في قوله تعالى : ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا انَّ اكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أتْقَاكُمْ ) [ سورة الحجرات : اّية : 13 ] وأول عناية يوجهها الإسلام للعشيرة بكونها أولى بالرعاية في هذا الدين والدخول في كنفه بقوله تعالى : ( وأنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ ) [ سورة الشعراء : اّية : 214 ] وقد وظف الإسلام النسب وتعلمه في خدمة صلة الرحم، وهي غاية إسلامية سامية ونبيلة، كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ) [ أحمد بن حنبل : المسند 3/374 ] وأورد / ابن عبد ربه [ العقد الفريد 2/30 ] قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( تعلموا من النسب ما تعرفون به أحسابكم وتصلون به أرحامكم ) ونقل / ابن قتيبة قولا للخليفة الراشد / عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه : ( تعلموا النسب فربّ رحم مجهولة قد وصلت بنسبها ) [ عيون الأخبار 1/ 196 ] ونتلمس أهمية صلة الرحم والعشيرة في وصية الخليفة الراشد / علي بن أبي طالب رضي الله عنه زأرضاه لابنه الحسن، رضيه الله عنه وأرضاه قوله : ( أكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير، وأصلك الذي إليه تصير، ويدك التي بها تصول ) [ ابن عنبة : عمدة الطالب 6 ] هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .[/align][/size][/U]

خيّال العرفا 05 - 06 - 2009 20:32

رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
 
[size=6][align=center]مشكور وما قصرت ولا هنت[/align][/size]

خيَّال الغلباء 13 - 07 - 2009 14:55

رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
 
[size=6][align=center]خيال العرفا جزاك الله خيراً ولا هنت[/align][/size]

lion1430 19 - 07 - 2009 17:44

رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية
 
[size=6][align=center]مشكور وما قصرت ولا هنت[/align][/size]


الساعة الآن 06:03.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها