![]() |
من روائع الطنطاوي 2
[align=center]المستقبل الحق [/align]ينقضي العام , فتظن أنك عشته , وأنت في الحقيقة قد مته , لا تعجبوا من هذا ودعوني أوضح الفكرة بالمثال :
أنت كالموظف الذي منح إجازته السنوية شهرا كاملا , إذا قضى فيها عشرة أيام يكون قد خسر منها عشرة أيام فصار الشهر عشرين , فإذا مر عشرون صار الشهر عشرا , فإذا تم الشهر انقضت الإجازة فكأنها لم تكن . فالمستقبل في الدنيا شيء لا وجود له , إن يوم لن يأتي أبدا , لأنه إن جاء صار [ حاضرا ] وطفق صاحبه يفتش عن " مستقبل " آخر يركض وراءه . إنه ( كما قلت مرة) مثل حزمة الحشيش المعلقة بخشبة مربوطة بسرج الفرس تلوح أمام عينيه فهو يعدو ليصل إليها , وهي تعدو معه فلا يدركها أبدا . إن المستقبل الحق في الآخرة , فأين منا من يعمل له ؟ بل أين من يفكر فيه ؟ ! وقد يكون هذا الذي أقوله ( فلسفة ) ولكنها فلسفة واقعية إنها حقائق لا يفكر فيها أحد منا . نحن كالمسافر في الباخرة أو في الطائرة , همه الغرفة الجميلة , أو المقعد المريح , ويركب في الدرجة الأولى ويأكل أطيب الطعام , ويتصفح الجرائد والمجلات , وينقل بصره فيما حوله أو تحته من المشاهد , ولكن هذا كله لأيام السفر , وأيام السفر معدودة , أفما كان خيرا له لو فكر فيما يريحه في إقامته الدائمة في البلد الذي يمضي إليه ؟ أما كان أنفع له لو تحمل بعض المتاعب في ليالي السفر القليلة ووفر ماله ليشتري به الراحة في سنوات الإقامة الطويلة ؟ أم شغلته متعة السفر عن التفكير في سبب السفر , وجمال الطريق عن غاية الطريق ؟ الحياة سفر , فكم من الناس يسأل نفسه لم السفر ؟ وإلى أين الرحيل ؟ كم منا من يسأل ما الحياة ؟ ولماذا خلقنا ؟ وإلام المصير ؟ الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله |
رد: من روائع الطنطاوي 2
[size=7][size=7][mark=00FF00]جزاك الله خير [/mark][/size][/size]
[size=7][mark=CC3366]ورحم الله الشيخ الطنطاوي وجميع مشائخ المسلمين[/mark][/size] |
الساعة الآن 20:44. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها