![]() |
شرح رياض الصالحين لابن عثيمين
[frame="7 10"]
[gdwl] [SIZE=4][IMG]http://www.fjr-aleman.com/vb/besm.gif[/IMG] [/SIZE] [CENTER][SIZE=4][SIZE=5][COLOR=red]بسم الله الرحمن الرحين[/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=red]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/COLOR][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][COLOR=green]شرح رياض الصالحين[/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=green]لفضيلة الشيخ [/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=green]محمد بن صالح العثيمين[/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=green]يرحمه الله[/COLOR][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][COLOR=red]نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم[/COLOR][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][COLOR=blue]1- باب الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال البارزة والخفية[/COLOR][/SIZE][/CENTER] [FONT=arabic transparent][COLOR=blue][FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]قال الله تعالي: ([/COLOR][COLOR=red]وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ[/COLOR][COLOR=#993300]) [COLOR=black](البينة:5)[/COLOR] [COLOR=black]وقال تعالي :[/COLOR] ( [/COLOR][COLOR=red]لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ[/COLOR][COLOR=#993300] [COLOR=black])(الحج: من الآية37) وقال تعالي[/COLOR][/COLOR][COLOR=#000000] ([/COLOR][COLOR=red] قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ [/COLOR][COLOR=#993300][COLOR=black])(آل عمران: من الآية29).[/COLOR][/COLOR][/FONT] [CENTER][COLOR=#993300][FONT=arabic transparent][COLOR=purple]الشـرح[/COLOR][/FONT][/COLOR][/CENTER] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]قال المؤلف رحمه الله تعالي: [/COLOR][COLOR=#993300](( [/COLOR][COLOR=blue]باب الإخلاص وإحضار النية، في جميع الأعمال والأقوال البارز والخفية[/COLOR][COLOR=#993300])) :[/COLOR][/FONT] [COLOR=#993300][FONT=arabic transparent](( النية ))[/FONT][/COLOR][FONT=arabic transparent][COLOR=#000000] محلها القلب ، ولا محل لها في اللسان في جميع الأعمال ؛ ولهذا كان من نطق بالنية عند إرادة الصلاة، أو الصوم، أو الحج، أو الوضوء، أو غير ذلك من الأعمال كان مبتدعاً قائلاً في دين الله ما ليس منه؛ لأن النبي صلي الله عليه وسلم كان يتوضأ ، ويصلي ويتصدق ، ويصوم ويحج، ولم يكن ينطق بالنية، فلم يكن يقول : اللهم إني نويت أن أتوضأ ، اللهم إني نويت أن أصلي، اللهم إني نويت أن أتصدق ، اللهم إني نويت أن أحج، لم يكن يقول هذا ؛ وذلك لأن النية محلها القلب، والله عز وجل يعلم ما في القلب ، ولا يخفي عليه شيء ؛ كما قال الله تعالي في الآية التي ساقها المؤلف[/COLOR][COLOR=#993300]: ([/COLOR][COLOR=red]قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ[/COLOR][COLOR=#993300] )(آل عمران: الآية29) .[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]ويجب علي الإنسان أن يخلص النية لله سبحانه وتعالي في جميع عباداته، وأن لا ينوى بعباداته إلا وجه الله والدار الآخرة.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]وهذا هو الذي أمر الله به في قوله: [/COLOR][COLOR=#993300]([/COLOR][COLOR=red]وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ[/COLOR][COLOR=#993300] )،[/COLOR][COLOR=#000000] أي مخلصين له العمل[/COLOR][COLOR=red]، [/COLOR][COLOR=#993300]( [/COLOR][COLOR=red]وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ[/COLOR][COLOR=#993300])[/COLOR][COLOR=#000000] وينبغي أن يستحضر النية، أي: نية الإخلاص في جميع العبادات.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]فينوى مثلاً الوضوء ، وأنه توضأ لله، وأنه توضأ أمثالاً لأمر الله.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]فهذه ثلاثة أشياء:[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]نية العبادة.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]ونية أن تكون لله.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]ونية أنه قام بها امتثالاً لأمر الله.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]فهذا أكمل شيء في النية.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]كذلك في الصلاة : تنوي أولا ً: الصلاة، وأنها الظهر ، أو العصر ، أو المغرب ، أو العشاء ن أو الفجر ، أو ما أشبه ذلك ، وتنوي ثانياً : أنك إنما تصلي لله عز وجل لا لغيره، لا تصلي رياء ولا سمعة، ولا لتمدح على صلاتك ، ولا لتنال شيئاً من المال أو الدنيا، ثالثاً : تستحضر أنك تصلي امتثالاً لأمر ربك حيث قال: ([/COLOR][COLOR=red]أَقِمِ الصَّلاة[/COLOR][COLOR=#000000])[/COLOR][/FONT][FONT=arabic transparent][FONT=times new roman][COLOR=#000000] ) [/COLOR][/FONT][/FONT][COLOR=red][FONT=arabic transparent]ْ[/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=arabic transparent]فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ[/FONT][/COLOR][FONT=arabic transparent][COLOR=#000000] ) ([/COLOR][COLOR=red]وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [/COLOR][COLOR=#000000]) إلي غير ذلك من الأوامر.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]وذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ عدة آيات كلها تدل على أن النية محلها القلب ، وأن الله ـ سبحانه وتعالي ـ عالم بنية العبد ، ربما يعمل العبد عملاً يظهر أمام الناس أنه عمل صالح ، وهو عمل فاسد أفسدته النية ، لأن الله ـ تعالي ـ يعلم ما في القلب ، ولا يجازى الإنسان يوم القيامة إلا على ما في قلبه، لقول الله تعالي: ([/COLOR][COLOR=red] إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ[/COLOR][COLOR=#000000]) ([/COLOR][COLOR=red]يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ[/COLOR][COLOR=#993300]) ([/COLOR][COLOR=red]فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ[/COLOR][COLOR=#993300]) (الطارق:8-10[/COLOR][COLOR=#000000]) يعني :يوم تختبر السرائر ـ القلوب ـ كقوله: ( [/COLOR][COLOR=red]أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ[/COLOR][COLOR=#993300]) ([/COLOR][COLOR=red]وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ[/COLOR][COLOR=#000000]) (العاديات:9-10) .[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]ففي الآخرة: يكون الثواب والعقاب ، والعمل والاعتبار بما في القلب.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]أما في الدنيا : فالعبرة بما ظهر، فيعامل الناس بظواهر أحوالهم، ولكن هذه الظواهر: إن وافقت ما في البواطن، صلح ظاهره وباطنهن وسريرته وعلانيته، وإن خالفت وصار القلب منطوياً على نية فاسد ، نعوذ بالله ـ فبما أعظم خسارته !! يعمل ويتعب ولكن لا حظ له في هذا العمل؛ كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: [/COLOR][COLOR=fuchsia](( قال الله تعالي: أنا أغني الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه[/COLOR][COLOR=#000000]))(5).[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]فالله الله!! أيها الاخوة بإخلاص النية لله سبحانه وتعالي!![/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]واعلم: أن الشيطان قد يأتيك عند إرادة عمل الخير، فيقول لك: إنك إنما تعمل هذا رياء، فيحبط همتك ويثبطك ولكن لا تلتفت إلي هذا ، ولا تطعه، بل اعمل ولو قال لك: إنك إنما تعمل رياء أو سمعة؛ لأنك لو سئلت: هل أنت الآن تعمل هذا رياء وسمعة؟ : لا!![/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]إذن فهذا الوسواس الذي أدخله الشيطان في قلبك، لا تلتفت له، وافعل الخير؛ ولا تقل: إني أرائي وما أشبه ذلك.[/COLOR][/FONT] [CENTER][FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]* * *[/COLOR][/FONT][/CENTER] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]1- وعن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤس بن غالب القرشي العدوي ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: (( [/COLOR][COLOR=fuchsia]إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله ، فهجرته إلي الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلي ما هاجر إليه[/COLOR][COLOR=#000000]))؛ متفق على صحته؛(6) رواه إماما المحدثين : أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ابن المغيرة بن بردزبة الجعفي البخاري ، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج ابن مسلم القشيري النيساوي ـ رضي الله عنهما ـ في صحيحيهما اللذين هما اصح الكتب المصنفة.[/COLOR][/FONT] [CENTER][COLOR=#993300][FONT=arabic transparent]الشرح[/FONT][/COLOR][/CENTER] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]لما كان هذا الباب في الإخلاص ، إخلاص النية لله عز وجل، وأنه ينبغي أن تكون النية مخلصة لله في كل قول، وفي كل فعل، وعلى كل حال، ذكر المؤلف من الآيات ما يتعلق بهذا المعني، وذكر ـ رحمه الله ـ من الأحاديث ما يتعلق به أيضاً، وصدر هذا بحديث عمر بن الخطاب الذي قال فيه : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: [/COLOR][COLOR=fuchsia](( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي[/COLOR][COLOR=#993300])) :[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]هاتان الجملتان اختلف العلماء ـ رحمهم الله ـ فيهما:[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]فقال بعض العلماء: إنهما جملتان بمعني واحد ، وإن الجملة الثانية تأكيد للجملة الأولي.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]ولكن هذا ليس بصحيح، وذلك لأن الأصل في الكلام أن يكون تأسيسا لا توكيداً ، ثم إنهما عند التأمل يتبين أن بينهما فرقاً عظيماً؛ فالأولي سبب، والثانية نتيجة:[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]الأولي: سبب يبين فيها النبي صلي الله عليه وسلم أن كل عمل لابد فيه من نية، فكل عمل يعمله الإنسان وهو عاقل مختار، فلابد فيه من نية، ولا يمكن لأي عاقل مختار أن يعمل عملاً إلا بنية؛ حتى قال بعض العلماء: (( [/COLOR][COLOR=#99cc00]لو كلفنا الله عملاً بلا نية ، لكان من تكليف ما لا يطاق!)).[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]وهذا صحيح ؛ كيف تعمل وأنت في عقلك، وأنت مختار غير مكره، كيف تعمل عملاً بلا نية؟ ! هذا مستحيل؛ لأن العمل ناتج عن إرادة وقدرة ، والإرادة هي النية.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]إذن: فالجملة الأولي معناها أنه ما من عامل إلا وله نية، ولكن النيات تختلف اختلافاً عظيماً، وتتباين تبايناً بعيداً كما بين السماء والأرض.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]من الناس من نيته في القمة في أعلي شيء، ومن الناس من نيته في القمامة في أخس شيء وأدني شيء؛ حتى إنك لتري الرجلين يعملان عملاً واحداً يتفقان في ابتدائه وانتهائه وفي أثنائه، وفي الحركات والسكنات، والأقوال والأفعال، و بينهما كما بين السماء والأرض، وكل ذلك باختلاف النية.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]إذن : الأساس أنه ما من عمل إلا بنية، ولكن النيات تختلف وتتابين.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]نتيجة ذلك قال: [/COLOR][COLOR=#993300](( [/COLOR][COLOR=fuchsia]وإنما لكل أمري ما نوي[/COLOR][COLOR=#993300]))؛[/COLOR][COLOR=#000000] فكل امريء له ما نوي: إن نوي الله والدار الآخر في أعماله الشرعية ، حصل له ذلك، وإن نوي الدنيا ، قد تحصل وقد لا تحصل.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]قال الله تعالي: ( [/COLOR][COLOR=red]مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ[/COLOR][COLOR=#000000])(الاسراء: الآية18) ما قال: عجلنا له ما يريد ؛ بل قال: ([/COLOR][COLOR=red]عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ[/COLOR][COLOR=#000000]) ، لا ما يشاء هو؛ ([/COLOR][COLOR=red]لِمَنْ نُرِيدُ[/COLOR][COLOR=#000000]) لا لكل إنسان ، فقيد المعجل والمعجل له؛ فمن الناس: من يعطي ما يريد من الدنييان ومنهم: من يعطي شيئاً منه، ومنهم: من لا يعطي شيئاً أبدا.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]أما : ([/COLOR][COLOR=red]وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً[/COLOR][COLOR=#000000]) (الاسراء:19) لابد أن يجني ثمرات هذا العمل الذي أراد به وجه الله والدار الآخرة.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]إذن (( [/COLOR][COLOR=fuchsia]إنما لكل امري ما نوي[/COLOR][COLOR=#000000])).[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]وقوله: [/COLOR][COLOR=#993300](( [/COLOR][COLOR=fuchsia]إنما الأعمال بالنيات..إلخ[/COLOR][COLOR=#993300]))[/COLOR][COLOR=#000000] هذه الجملة والتي قبلها ميزان لكل عمل؛ لكنه ميزان الباطن، وقوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الشيخان عن عائشة رضي الله عها: [/COLOR][COLOR=fuchsia](( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد[/COLOR][COLOR=#000000]))(7) ميزان للأعمال الظاهرة.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]ولهذا قال أهل العلم : (( [/COLOR][COLOR=#339966]هذان الحديثان يجمعان الدين كله[/COLOR][COLOR=#000000])) حديث عمر: (( [/COLOR][COLOR=fuchsia]إنما الأعمال بالنيات[/COLOR][COLOR=#000000] )) ميزان للباطن ، وحديث عائشة : (( [/COLOR][COLOR=fuchsia]من عمل عملاً ليس عليه أمرنا[/COLOR][COLOR=#000000])) ميزان للظاهر.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]ثم ضرب النبي صلي الله عليه وسلم مثلاً يطبق هذا الحديث عليه، قال: [/COLOR][COLOR=#993300](( [/COLOR][COLOR=fuchsia]فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله ، فهجرته إلي الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلي ما هاجر إليه[/COLOR][COLOR=#993300])) :[/COLOR][/FONT] [COLOR=#993300][FONT=arabic transparent](( [/FONT][/COLOR][COLOR=fuchsia][FONT=arabic transparent]الهجرة[/FONT][/COLOR][COLOR=#993300][FONT=arabic transparent] )) :[/FONT][/COLOR][FONT=arabic transparent][COLOR=#000000] أن ينتقل الإنسان من دار الكفر إلي دار الإسلام . مثل أن يكون رجل في أمريكا ـ وأمريكا دار كفر ـ فيسلم، ولا يتمكن من إظهار دينه هناك، فينتقل منها إلي البلاد الإسلامية، فهذه هي الهجرة.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]وإذا هاجر الناس ، فهم يختلفون في الهجرة.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]الأول: منهم من يهاجر ، ويدع بلده إلي الله ورسوله ؛ يعني إلي شريعة الله التي شرعها الله على رسوله صلي الله عليه وسلم هذا هو الذي ينال الخير،، وينال مقصوده ؛ ولهذا قال: [/COLOR][COLOR=fuchsia](( فهجرته إلي الله ورسوله[/COLOR][COLOR=#000000])) ؛ أي فقد أدرك ما نوي.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]الثاني من المهاجرين: هاجر لدنيا يصيبها ، يعني : رجل يحب جمع المال، فسمع أن بلاد الإسلام مرتعاً خصباً يصيبها خصباً لاكتساب الأموال، فهاجر من بلد الكفر إلي بلد الإسلام؛ من أجل المال فقط، لا يقصد أن يستقيم دينه، ولا يهتم بدينه، ولكن همه المال.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]الثالث: رجل هاجر من بلد الكفر إلي بلد الإسلام؛ يريد امرأة يتزوجها، قيل له: لا نزوجك إلا في بلاد الإسلام، ولا تسافر بها إلي بلد الكفر ، فهاجر من بلده ـ إلي بلاد الإسلام ؛ من أجل أن يتزوج هذه المرأة.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]فمريد الدنيا ومريد المرأة، لم يهاجر إلي الله ورسوله، ولهذا قال النبي صلي الله عليه وسلم [/COLOR][COLOR=#993300](( [/COLOR][COLOR=fuchsia]فهجرته إلي ما هاجر إليه[/COLOR][COLOR=#993300]))،[/COLOR][COLOR=#000000] وهنا قال (( [/COLOR][COLOR=fuchsia]إلي ما هاجر إليه[/COLOR][COLOR=#000000])) ولم يقل [/COLOR][COLOR=fuchsia](( فهجرته إلي دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها [/COLOR][COLOR=#000000])) فلماذا؟[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]قيل: لطول الكلام؛ لأنه إذا قال: فهجرته إلي دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها؛ صار الكلام طويلاً ، فقال: [/COLOR][COLOR=#993300](( [/COLOR][COLOR=fuchsia]هجرته إلي ما هاجر إليه[/COLOR][COLOR=#993300]))[/COLOR][/FONT] [COLOR=#000000][FONT=arabic transparent]وقيل : بل لم ينص عليهما؛ احتقاراً لهما، وإعراضاً عن ذكرهما ؛ فلأنهما حقيران؛ أي: الدنيا، والزوجة. ونية الهجرة ـ التي هي من أفضل الأعمال [/FONT][FONT=times new roman]-[/FONT][/COLOR][FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]لإرادة الدنيا والمرأة؛ نية منحطة سافلة، قال: [/COLOR][COLOR=#993300](( [/COLOR][COLOR=fuchsia]فهجرته إلي ما هاجر إليه[/COLOR][COLOR=#993300]))[/COLOR][COLOR=#000000] فلم يذكر ذلك احتقاراً ، لأنها نية فاسدة منحطة.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]وعلى كل حال ، سواء هذا أو الجميع؛ فإن هذا الذي نوي بهجرته الدنيا، أو المرأة التي ينكحها ، لا شك أن نية سافلة منحطة هابطة، بخلاف الأول الذي هاجر علي الله ورسوله صلي الله عليه وسلم .[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]أقسام الهجرة:[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]الهجرة تكون للعمل، وتكون للعامل ، وتكون للمكان.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]القسم الأول : هجرة المكان : فأن ينتقل الإنسان من مكان تكثر فيه المعاصي، ويكثر فيه الفسوق، وربما يكون بلد كفر إلي بلد لا يوجد فيه ذلك.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]وأعظمه الهجرة من بلد الكفر إلي بلد الإسلام، وقد ذكر أهل العلم إنه يجب علي الإنسان أن يهاجر من بلد الكفر إلي بلد الإسلام إذا كان غير قادر علي إظهار دينه.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]وأما إذا كان قادراً علي إظهار دينه، ولا يعارض إذا أقام شعائر الإسلام؛ فإن الهجرة لا تجب عليه، ولكنها تستحب ، وبناء علي ذلك يكون السفر إلي بلد الكف أعظم من البقاء فيه، فإذا كان بلد الكفر الذي كان وطن الإنسان ؛ إذا لم يستطع إقامة دينه فيه؛ وجب عليه مغادرته ، والهجرة منه.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]فذلك إذا كان الإنسان من أهل الإسلام، ومن بلاد المسلمين ؛ فإنه لا يجوز له أن يسافر إلي بلد الكفر ؛ لما في ذلك من الخطر على دينه ، وعلي أخلاقه، ولما في ذلك من الخطر على دينه، وعلي أخلاقه، ولما في ذلك من إضاعة ماله، ولما في ذلك من تقوية اقتصاد الكفار،ونحن مأمورون بأن نغيظ الكفار بكل ما نستطيع ، كما قال الله تبارك وتعالي: ( [/COLOR][COLOR=red]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ[/COLOR][COLOR=#000000] ) (التوبة:123) وقال تعالي: [/COLOR][COLOR=#993300]( [/COLOR][COLOR=red]وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ[/COLOR][COLOR=#000000])(التوبة: من الآية120)[/COLOR][COLOR=#993300] .[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]فالكافر إيا كان، سواء كان من النصارى، أو من اليهود، أو من الملحدين ، وسواء تسمي بالإسلام أم لم يتسم بالإسلام، الكافر عدو لله ولكتابه ولرسوله وللمؤمنين جميعاً، مهما تلبس بما تلبس به؛ فإنه عدو!![/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]فلا يجوز للإنسان أن يسافر إلي بلد الكفر إلا بشروط ثلاثة:[/COLOR][/FONT] [COLOR=#000000][FONT=arabic transparent]الشرط الأول: أن يكون عنده علم يدفع به الشبهات؛ لأن الكفار يوردون على المسلمين شبهاً في أخلاقهم،وفي كل شيء يوردون الشبهة؛ ليبقي الإنسان شاكا متذبذبا ، ومن المعلوم أن الإنسان إذا شك في الأمور التي يجب فيها اليقين؛ فإنه لم يقم بالواجب ، فالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره [/FONT][FONT=times new roman]-[/FONT][FONT=arabic transparent] الإيمان بهذه [/FONT][FONT=times new roman]-[/FONT][FONT=arabic transparent] يجب أن يكون يقيناً ؛ فإن شك الإنسان في شيء من ذلك فهو كافر.[/FONT][/COLOR] [COLOR=#000000][FONT=arabic transparent]فالكفار يدخلون على المسلمين الشك، حتى إن بعض زعمائهم صرح قائلاً: لا تحاولوا أن تخرجوا المسلم من دينه إلي دين النصارى، ولكن يكفي أن تشككوه في دينه؛ لأنكم إذا شككتموه في دينه سلبتموه الدين، وهذا كاف، أنتم أخرجوه من هذه الحظيرة التي فيها الغلبة والعزة والكرامة ويكفي. أما أن تحاولوا أن تدخلوه في دين النصارى [/FONT][FONT=times new roman]-[/FONT][FONT=arabic transparent] المبني علي الضلال والسفاهة [/FONT][FONT=times new roman]-[/FONT][FONT=arabic transparent] فهذا لا يمكن ، لأن النصارى ضالون ، كما جاء في الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم(8) ، وإن كان دين المسيح عليه الصلاة والسلام دين حق، لكنه دين الحق في وقته قبل أن ينسخ برسالة النبي صلي الله عليه وسلم فإن الهدي والحق فيما جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم .[/FONT][/COLOR] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]الشرط الثاني: أن يكون عنده دين يحميه من الشهوات؛ لأن الإنسان يدفع به الشبهات. الذي ليس عنده دين إذا ذهب إلي بلاد الكفر انغمس؛ لأنه يجد زهرة الدنيا، هناك شهوات ، من خمر، وزني، ولواط . كل إجرام موجود في بلاد الكفر.فإذا ذهب إلي هذه البلاد يخشى عليه أن ينزلق في هذه الأوحال، إلا إذا كان عنده دين يحميه .فلابد أن يكون عند الإنسان دين يحميه من الشهوات.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]الشرط الثالث: أن يكون محتاجاً إلي ذلك؛ مثل أن يكون مريضاً؛يحتاج إلي السفر إلي بلاد الكفر للاستشفاء، أو يكون محتاجاً إلي علم لا يوجد في بلد الإسلام تخصص فيه؛ فيذهب إلي هناك ويتعلم ، أو يكون الإنسان محتاجاً إلي تجارة، يذهب ويتجر ويرجع. المهم أنه لابد أن يكون هناك حاجة ولهذا أري أن الذين يسافرون إلي بلد الكفر من أجل السياحة فقط. أري أنهم آثمون ، وأن كل قرش يصرفونه لهذا السفر فإنه حرام عليهم، وإضاعة لمالهم، وسيحاسبون عنه يوم القيامة؛ حين لا يجدون مكاناً يتفسحون فيه أو يتنزهون فيه، حين لا يجدون إلا أعمالهم، لأن هؤلاء يضيعون أوقاتهم ، ويتلفون أموالهم، ويفسدون أخلاقهم، وكذلك ربما يكون معهم عوائلهم، ومن عجب أن هؤلاء يذهبون إلي بلاد الكفر التي لا يسمع فيها صوت مؤذن، ولا ذكر ذاكر، وإنما يسمع فيها أبواق اليهود، ونواقيس النصارى، ثم يبقون فيها مدة هم وأهلوهم وبنوهم وبناتهم، فيحصل في هذا شر كثير، نسأل الله العافية والسلامة.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]وهذا من البلاء الذي يحل الله به النكبات التي تأتينا، والتي نحن الآن نعيشها كلها بسبب الذنوب والمعاصي ، كما اقل الله تعالي: [/COLOR][COLOR=#993300]([/COLOR][COLOR=red]وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ[/COLOR][COLOR=#993300]) [/COLOR][COLOR=#000000](الشورى:30)[/COLOR][COLOR=#000000] نحن غافون ، نحن آمنون في بلادنا. كأن ربنا غافل عنا كأنه لا يعلم ، كأنه لا يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.[/COLOR][/FONT] [FONT=arabic transparent][COLOR=#000000]والناس يعصرون في هذا الحوداث، ولكن قلوبهم قاسية والعياذ بالله! وقد قال الله سبحانه: [/COLOR][COLOR=#993300]( [/COLOR][COLOR=red]وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ[/COLOR][COLOR=#000000]) (المؤمنون:76) أخذناهم بالعذاب، ونزل بهم، ومع ذلك ما استكانوا إلي الله، وما تضرعوا إليه بالدعاء، وما خافوا من سطوته، ولكن قست القلوب - نسأل الله العافية-وماتت ؛ حتى أصبحت الحوادث المصيرية تمر على القلب وكأنها ماء بارد ، نعوذ بالله من موت القلب وقسوته، وإلا لو كان الناس في عقل، وفي قلوب حية، ما صاروا علي هذا الوضع الذي نحن عليه الآن، مع أننا في وضع نعتبر أننا في حال حرب مدمرة مهلكة، حرب غازات الأعصاب والجنود وغير ذلك، ومع هذا لا تجد أحداً حرك ساكناً إلا أن يشاء الله، هذا لا شك أنه خطأ ، إن أناسا في هذه الظروف العصيبة ذهبوا بأهليهم يتنزهون في بلاد الكفر، وفي بلاد الفسق وفي بلاد المجون والعياذ بالله ![/COLOR][/FONT] [/COLOR][/FONT][CENTER][COLOR=blue][FONT=arabic transparent][SIZE=5][COLOR=purple]سبحان الله[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR] [CENTER][COLOR=blue][FONT=arabic transparent][SIZE=5][COLOR=purple]الحمد لله[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR] [COLOR=blue][FONT=arabic transparent][SIZE=5][COLOR=purple]لا إله إلا الله[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR] [COLOR=blue][FONT=arabic transparent][SIZE=5][COLOR=purple]الله اكبر[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR] [COLOR=blue][FONT=arabic transparent][SIZE=5][COLOR=red]ملاحظه هامه للجميع[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR] [COLOR=blue][FONT=arabic transparent][SIZE=5][COLOR=#ff0000]يرجى عدم الرد لأنه موضوع متواصل[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR] [COLOR=blue][FONT=arabic transparent][SIZE=5][COLOR=#ff0000]وبارك الله فيكم[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR][/CENTER] [/CENTER] [CENTER][COLOR=#ff0000]الموضوع الأصلي: [/COLOR][URL="http://www.fjr-aleman.com/vb/showthread.php?t=6625"][COLOR=#363a0a]شرح رياض الصالحين لابن عثيمين[/COLOR][/URL] [COLOR=#ff0000]||[/COLOR] [/CENTER] [/SIZE] [/gdwl][/frame][gdwl] [/gdwl] |
الساعة الآن 12:27. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها