منتديات سبيع الغلباء - كيف يُحصِّن المرء نفسه من الفتنة في الدين ؟

[SIZE=4][IMG]http://www.fjr-aleman.com/vb/besm.gif[/IMG]
[CENTER][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]إن صلاح دين المرء في الدنيا يعني سعادته وفوزه في الآخرة ، وإن رأس مال المسلم دينه ، فمن فرَّط فيه وعرَّضه للفتن فقد خاب وخسر ، ومن حافظ عليه واعتنى بتقويته أفلح ونجح ، ولذا كان من دعائه صلى الله عليه وسلم ( [COLOR=navy]اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ[/COLOR] ) . رواه مسلم ( 2720 ) .[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال المناوي – رحمه الله - :[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]( [COLOR=navy]اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري[/COLOR] ) [COLOR=red]أي :[/COLOR] الذي هو حافظ لجميع أموري ، فإن مَن فسد دينُه فسدت جميعُ أموره وخاب وخسر في الدنيا والآخرة .[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]" فيض القدير " ( 2 / 173 ) .[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=red]يستطيع المسلم - بتوفيق الله له – أن يحصِّن دينَه من الفتن وذلك بسلوكه سبيل المؤمنين فيما أوصوا به من أمور ، ومن ذلك :[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][COLOR=navy]1. الابتعاد عن بيئة الفساد الديني والخلقي[/COLOR] ، فيبتعد عن السكنى في ديار الكفر ، وينأى بنفسه عن مخالطة الفسَّاق ، ومن ابتعد عن وسائل الفساد حفظَ دينه من الضياع بإذن الله ، وتوشك بيئات الكفر ومخالطة أهلها أن تؤثر في الساكن بينهم من المسلمين ، وقد رأينا وسمعنا ما يفطِّر القلب ممن انتكس على عقبيه ، وباع دينه بمتاع من الدنيا زائل ، وكان ذلك بسبب انبهاره ببيئة الكفر وأهلها ، وموت قلبه في السكنى بينهم ، أو بمخالطتهم .[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][COLOR=navy]ومما يشبه ما سبق :[/COLOR] الابتعاد عن الدخول في معترك الخلافات بين المسلمين ، وخاصة إذا أدَّى الاختلاف بينهم إلى التقاطع والتدابر والعراك .[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][COLOR=red]"[/COLOR]ومن استقرأ أحوال الفتن التي تجري بين المسلمين : تبيَّن له أنه ما دخل فيها أحدٌ فحمد عاقبة دخوله ؛ لما يحصل له من الضرر في دينه ودنياه ، ولهذا كانت مِن باب المنهي عنه ، والإمساك عنها من المأمور به الذي قال الله فيه ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) . [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][COLOR=red]" [/COLOR]منهاج السنَّة النبوية " ( 4 / 410 ) .[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][COLOR=red]2. ومما يعين المسلم على تحصين دينه :[/COLOR] تقوية إيمانه ، بفعل الطاعات الواجبة ، وترك المنكرات المحرَّمة ، [COLOR=navy]ومن أعظم الطاعات الواجبة :[/COLOR] الصلاة ، فيحافظ المسلم على إقامتها في أوقاتها ، بشروطها ، وأركانها ، وخشوعها ، قال تعالى ( [COLOR=navy]وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ[/COLOR] ) العنكبوت/ من الآية 45 .[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالقيام بعموم الطاعات للنجاة من فتن الدين ، وحذَّر من فتن الدنيا كالمال والنساء والجاه أن تكون سبباً ليبيع دينه من أجلها ، وأخبر أنه قد يكون المرء مسلماً في الليل فيرتد في النهار ! أو يكون مسلماً في النهار فيرتد في الليل .[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( [COLOR=navy]بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا[/COLOR] ) . رواه مسلم ( 118 ) .[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][COLOR=red]المهم :[/COLOR] أن الرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من هذه الفتن التي كقطع الليل المظلم ، يصبح الإنسان مؤمناً ويمسى كافراً - والعياذ بالله - يومٌ واحدٌ يرتد عن الإسلام ، يخرج من الدَّين ، يصبح فيه مؤمناً ويمسى كافراً - نسأل الله العافية - لماذا ؟ يبيع دينه بعرَض من الدنيا ، ولا تظن أن العرَض من الدنيا هو المال ! كل متاع الدنيا عرَض ، سواء مال ، أو جاه ، أو رئاسة ، أو نساء ، أو غير ذلك ، كل ما في الدنيا من متاع : فإنه عرَض ، كما قال تعالى( [COLOR=navy]تبتغون عرَض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة[/COLOR] ) فما في الدنيا كله عرَض .[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]فهؤلاء الذين يُصبحون مؤمنين ويمسون كفاراً ، أو يمسون ويصبحون كفاراً : كلهم يبيعون دينهم بعرَض من الدنيا . [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الفتن ، واستعيذوا دائما من الفتن .[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]" شرح رياض الصالحين " ( 2 / 20 ) .[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وينظر في بيان ما يقوي إيمان المسلم : جواب السؤال رقم ( [/COLOR][/SIZE][/FONT][URL="http://islamqa.com/ar/ref/34171"][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]34171[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black] ) .[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][COLOR=red]3. ومنه : الدعاء[/COLOR] ، وقد أرشدنا ربنا تعالى ، وعلَّمَنا نبينا صلى الله عليه وسلم من جوامع دعائه ما ينفع من أراد حماية دينه من الفتن ، ومنه : قوله تعالى ( [COLOR=navy]اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيم[/COLOR] ) في كل ركعة ، ومنه ( [COLOR=navy]اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ ... [/COLOR]) - رواه والترمذي ( 464 ) وحسَّنه ، وأبو داود ( 1425 ) – وهو ما يقوله المسلم في قنوت الوتر ، وغير ذلك كثير ، مما فيه الاستعامنة بالله تعالى أن يهدي الداعي للدين القويم ، والصراط المستقيم ، وأن يثبته عليهما ، وأن يدلَّه على خير طريق وأقصره مما يوصله إلى رضوانه تعالى .[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=red]4. البُعد عن الرفقة السيئة .[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( [COLOR=navy]الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ[/COLOR] ) .[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]رواه أبو داود ( 4833 ) والترمذي ( 2378 ) وحسَّنه .[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال الخطابي – رحمه الله - : [/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]لا تخالل إلا من رضيت دينه وأمانته ؛ فإنك إذا خاللته قادك إلى دينه ومذهبه ، فلا تُغَرِّرْ بدينك ولا تخاطر بنفسك فتخالل من ليس مرضيّاً في دينه ومذهبه . [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]" العزلة " ( ص 141 ) .[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=red]5. تعلم العلم الشرعي ، والرجوع إلى أهل العلم الثقات .[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]فمِن أعظم ما يرد به المسلم الفتنة في دينه عنه العلم الشرعي ، ولذا كان الجاهل عرضة للفتنة في دينه ، فانظر من يطوف حول القبور ، ومن يعتقد النفع والضر بالأموات ، فإنك إن تأملت حالهم رأيتهم من الجهلاء ، ومن كان منهم على علم فهو ممن باع دينه ليأكل به عرَضاً من الدنيا زائل .[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][COLOR=red]ومن وقع في شيء من فتن الدِّين :[/COLOR] [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][COLOR=navy]1.[/COLOR] فليبادر إلى الخروج منها ، والانفكاك عنها بالكلية ، بالتوبة النصوح إلى الله تعالى ، والندم على ما فرط في جنب الله ، والعزم على ألا يعود إليها أبداً . [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][COLOR=navy]2.[/COLOR]وليغيِّر بيئته إلى بيئة طاهرة نظيفة . [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][COLOR=navy]3.[/COLOR]وليدعُ ربَّه تعالى – بصدق وإخلاص - أن يخلِّصه منها .[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][COLOR=navy]4.[/COLOR]وليعقب بعدها بأعمال صالحة ، وليستكثر منها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً . [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال تعالى ( [COLOR=navy]وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ[/COLOR] ) سورة هود/114-115[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][COLOR=navy]5.[/COLOR]ينبغي على المرء أن يكون على بينة من أمره ، بصيراً بعيبه ، عارفا من أين أُتي ، وكيف تمكن الشيطان منه ؛ فإن كانت فتنته في شهوة الفرج فليسع جاهداً إلى تحصين نفسه بالنكاح ؛ فإن عجز فليستكثر من الصوم ؛ فإنه له وجاء ، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم .[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال النووي رحمه الله : " والمراد هنا أن الصوم يقطع الشهوة ، ويقطع شر المني ، كما يفعله الوجاء " .[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وإن كانت الفتنة بغير ذلك من الشهوات أو الشبهات ، فليبادر بعلاجها بنقيضها ، وفيما سبق من أسباب العصمة من الفتن ما ينبه على ذلك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]والله أعلم [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=6]
[/SIZE]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=red]الإسلام سؤال وجواب[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=6]

[/SIZE][/CENTER]
[/SIZE]