![]() |
عائض القرني يعتزل الدعوة لمدة شهر
يعتزل عائض القرني الدعوة لمدة شهر ويعتكف في بيته ويبين ذلك بقصيدة ينشرها عبر بعض الصحف
وفيما يلي نص القصيدة: [poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/8.gif" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"] يا أرضَ بالقرن ما زلنا محبينا= لا البعدُ ينسي ولا الأعذارُ تثنينا فسائلي الغيمَ كم أسقى معاطفَنا= وسائلي البرقَ كم أحيا مغانينا لي فيكِ يا دوحةَ الأمجادِ ملحمةٌ= محفورةٌ في كتابٍ من ليالينا يوم الصبا كقميصِ الخزِ ألبسُه= والروضُ اخضرُ مملوءٌ رياحينا والرملُ لوحي وأقلامي غصونُ ندا= والربعُ يمطرهُ القمريْ تلاحينا يا ارضَ بالقرن لو فتشتِ في خَلَدي= وجدتِ فيه أخاديدًا وتأبينا جرحٌ من الحبِ يا بالقرن ما اندملتْ= أطرافُهُ باتَ يُقصينا ويُدنينا قد زرتُ بعدكِ يا بالقرن كلَّ حمى= وطرتُ في الجو حتى جئتُ برلينا فما رضيتُ سواكم في الهوى بدلاً= لأنني عاشقٌ دنياك والدينا رأيتُ باريسَ في جلبابِ راهبةٍ= شمطاءَ قد بلغتْ في العمرِ سبعينا وأنتِ في ريَعَان العمرِ زاهيةٌ= في ميعةِ الحسن إشراقاً وتكوينا أتيتُ واشنطنًا لا طاب مربعُها= رأيتُ ساحتَها في الضيقِ سجِّينا فلا نسيمَ كأرضي إذ يُصبِّحنا= ولا ندى الطلِ في الوادي يمسِّينا ارضُ السنابلِ لا ارضَ القنابلِ يا= سِحْرَ الوجودِ ويا حرزَ المحبينا يا روضةً طالما هزَّتْ معاطفَها= كأنها بتباشيرٍ تحيينا وربوةٍ كم درجنا في ملاعبها= عهدُ الطفولة يزهو من أمانينا والأربعون على خدي مروِّعةٌ= يا ليت أني أهادي سنَّ عشرينا والغبنُ يكتب في أضلاعنا خطبًا= مدربُ القلف يعطينا تمارينا يقتاتُ من لحمنا غصْبًا ويجلُدنا= ويستقي دَمَنا زورًا ويظمينا وإن نظَمْنا بيوتَ الشعرِ نمدحه= يظل بالشَّعَر المفتولِ يلوينا إذا اقترحنا على أيامنا طلبًا= ذقنا المنايا التي تطوي أمانينا آهٍ على قهوةٍ سمراءَ نشربُها= في غرفةٍ من ضميمِ الطيِن تؤوينا سِجادُها بحصيرِ النخلِ ننسجه= وريشُها بنقي الصوفِ يدفينا بعنا الهمومَ بدنيانا صيارفةً= لسنا جباةً وما كنا مرابينا لم ندّخِرْ قوتَنا بخلاً ليومِ غدٍ= لكل يومٍ طعامٌ سوف يأتينا ونملأُ الضيفَ ترحابًا لننسيَهُ= ما غابَ من أهله عنه ويُنسينا أمام غرفتِنا يجري الغديرُ على= صوتِ الحمامِ بأبياتٍ يُغنينا قلوبُ أصحابِنا طُهْرٌ وسيرتُهم= مثلُ الزلالِ الذي في القيظِ يروينا أيامَ لا كدلكٍ يعوي بحارتنا= ولا البواري تدوّي في نوادينا واليومَ أموالُنا باتتْ تؤرقُنا= همًا وأولادُنا بالغمِّ تؤذينا إذا رفعنا بآياتٍ عقيرتَنا= قالوا: غلوٌ وهذا خالفَ الدينا وإن همسنا بحبٍّ في مجالِسنا= قالوا: يدبر أعمالاً لتردينا وإن لبسنا بشوتًا عرَّضوا سفهًا= بأننا نزدهي فيها مرائينا وإن تقشَّف منا صادقٌ ورِعٌ= قالوا: يخادِعُنا عمْدًا ويغوينا إذا صمتنا اقضَّ الصمتُ مضجعَهم= وإن نطقنا شربنا كأسَنا طينا إذا أجبْنا على الجوالِ أمطَرَنا= بالسبِّ مَنْ كان نغليه ويغلينا وإن أبينا أتتنا من رسائله= مثل السعيرِ على الرمضاء تشوينا قلنا لهم هذه الأشياءُ حلَّلَها= أبو حنيفة بل سُقنا البراهينا قالوا: خرقتَ لنا الإجماعَ في شُبَهٍ= مِن رأيِك الفجِّ بالنكراءِ تأتينا وإن ضحكنا أضافونا بسخرية= صفراءَ تملؤنا غبنًا وتذوينا وإن بكينا لظلوا شامتين بنا= كأنهم وحدَهُم صاروا موازينا تفردوا بخطايانا وأشغلَهُم= عن ذكرِ سُوئِهُمُ المُرْدي مساوينا ويفرحون إذا زل النعال بنا= ويهزؤون بمن يروي معالينا ولا يرون سوى أغلاطِنا أبدًا= فنقدُهُمْ صارَ في أهوائهم دينا وشتْمُهُمْ هو محضُ النصحِ عندهمُ= وردُّنا هو زورٌ من مغاوينا لحومُهُم عندنا مسمومةٌ أبدًا= ولحمُنا صارَ تحت النقدِ سردينا فنحن عند الحداثيين قافلةٌ= من الخوارج نقفو النهجَ تالينا أما الغلاةُ فإنا عند شيخهمو= لسنا ثقاتٍ وما كنا موامينا ونحن في شرعِهِ خُنَّا عقيدتَنا= من بائعين مبادينا وشارينا حتى السياسي مرتابٌ ولو حلفتْ= لنا ملائكةٌ جاءوا مزكينا كم مولَعٍ بخلافي لو أقولُ له= هذا النهارُ لقالَ الليلُ يضوينا إذا طلبنا جليسًا لا يوافقُنا= واديه ليس على قربٍ بوادينا فتاجرٌ لاهثٌ ألهتْهُ ثروتُه= عبدَ الدراهمِ قد عادى المساكينا وجاهلٌ كافرٌ بالحرفِ ما بصُرَت= عيناه سِفْرًا وما أمَّ الدواوينا ومعْجَبٌ صَلِفٌ زاهٍ بمنصبه= تواضعٌ منه فضلاً أن يماشينا فالآن حلَّ لنا هجرُ الجميعِ وفي= لزومِ منزِلِنا غُنْمٌ يواسينا نصاحبُ الكُتُبَ الصفراءَ نلْثِمُها= نشكو لها صخَبَ الدنيا فتشكينا تضمُّنا من لهيبِ الهجرِ تمطِرُنا= بالحبِّ تُضحِكُنا طورًا وتُبْكينا ما في الخيامِ أخو وجدٍ نطارِحُه= حديثَ نجدٍ ولا خلٌ يصافينا فالزمْ فديتُك بيتًا أنتَ تسكُنُه= واصمتْ فكلُّ البرايا أصبحوا عينا شكرًا لكم أيها الأعداءُ فابتهجوا= صارت عداوتُكُم تينًا وزيتونا علَّمتمونا طِلابَ المجدِ فانطلقتْ= بنا المطامحُ تهدينا وتعلينا جزاكم اللهُ خيرًا إذْ بكم صلحت= أخطاؤنا واستَفَقْنا من معاصينا دلَلْتُمونا على زلاتِنا كرمًا= وغيرُكُم بِسُكارِ المدحِ يُعمينا فسامِحونا إذا سالتْ مدامعُنا= من لذعِ أسياطِكُم كنتم مصيبينا تجاوزوا عن زفيرٍ من جوانِحنا= حلمًا على زفراتٍ في حواشينا ثناءُ أحبابِنا قد عاقَ همتَنا= ولومُ حسادِنا أذكى مواضينا ماذا لقينا من الدنيا وعشرتِها= عشاقُها نحنُ وهي الدهرَ تقلينا على مصائبها ناحتْ مواجعُنا= ومن نكائدِها ذابتْ مآقينا تغتالُنا بدواهيها وتنحرُنا= صارتْ مخالبُها فينا سكاكينا والآن في البيتِ لا خِلٌّ نُسَرُّ به= إلا الكتابُ يناجينا ويشجينا [/poem] |
الساعة الآن 11:50. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها