أسأل الله تعالى ان ينفع بكم و ان يبارك فيكم
مجلة الفرقان
العدد رقم: 438 التاريخ: 16/04/2007
الفرقان المحلي
سالم العصيدان.. رحيل رجل !!
بقلم: راشد سعد العجمي
إنا لله وإنا إليه راجعون-
بهذه الآية استقبلت خبر وفاة الأخ العزيز سالم بن ناصر العصيدان رحمه الله رحمة واسعة.
هذا الرجل شهادتي فيه مجروحة لأنني مهما قلت فلن أوفيه حقه، ولكن حقه عليَّ أن أكتب رسالة رثاء تبين بعض معالمه الطيبة، وأخلاقه الكريمة، والشيء من معدنه لا يستغرب فهو من آل عصيدان شيوخ فخر آل سليمان فهو كريم من كرام، والطيب ما ينبت إلا مثله، من غير قصور في الباقين:
1 - كان شاباً فيه طاعة للرحمن مليء بالإيمان نحسبه كذلك والله حسيبه.
2 - غيوراً على دينه.
3 - شجاعاً في الحق، لا تأخذه في الله لومة لائم.
4 - بشوشاً وصاحب ابتسامة عريضة.
5 - كريم السجايا.
6 - حسن الاستقبال لمن أتاه.
7 - محبا للعلم وأهله.
8 - حريصا على بذل العلم وطلبه.
9 - لا يجامل ولا يحابي ولا يداهن في الحق.
10 - كان خدوما لبيوت الرحمن.
هذا الرجل يعمل في وزارة الأوقاف وهو مهندس ورئيس قسم الصيانة الجذرية - إدارة مساجد الأحمدي.
كان عمله في خدمة بيوت الله عز وجل، يتلذذ فيه مع ما يواجهه من الصعاب والمشاق، لكنه رحمه الله لا يجامل أحدا في بناء أو إصلاح المساجد.
بل كان يشرف بنفسه على صيانة المساجد، ويدقق فيها ويتابعها بدقة متناهية حتى إنه أعجز الكثير من مهندسي الشركات أصحاب المناقصات لأنهم لا يستطيعون التلاعب عليه ليوفروا بعض المال.
حسن الخاتمة
دعني أنتقل بك إلى المقبرة، فو الله لقد كان لوفاته الأثر البالغ على جميع محبيه، فالعيون دامعة، والوجوه حزينة والقلوب منعصرة من ألم الفراق وقد شاهدت. كما شاهد الجميع في جنازته العدد الكثير ولله الحمد والمنة وهذا من دلائل حسن الخاتمة وكما جاء في الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم >أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة..< رواه البخاري.
- وقدسمعت من ثناء الناس عليه الكثير نسأل الله له الغفران، ومما شدني وجود الكثير من زملائه غير الكويتيين من مهندسين وفنيين، الذي يبكي والذي يتألم حتى قال لي أحدهم وهو المهندس أبو أحمد لما رأى السماء أمطرت أثناء دفنه: -لقد بكت عليك السماء يا سالم-.
ذكريات
وبعد أن صلينا عليه أعدت شريط الذكريات وفي هذه اللحظة توقفنا عند سيارته التي توفيَّ بداخلها ولك أن تتخيل حادثاً مروعاً ومشهداً مؤلماً في نفس الوقت وأخذت أنظر إلى دمائه وقد ملأت سيارته هنا وهناك، ثم وقع نظري على كتاب للأذكار وشريط فيه كلام الجبار، وملفات لبيوت الرحمن ومخططات لصيانتها فجمعناها وقلوبنا تعتصر ألما.
ولما دخلت في اليوم التالي للإدارة ونظرت إلى مكتبه وقد أغلق، ووجدت زملاءه وهم قد بان في وجوههم الحزن لفقده ولكن أمر الله لا بد منه.
- وسؤالي الوحيد: هل سالم آخر ضحايا دائري الموت -السابع-؟! ومن المسؤول عن عمل الأخ سالم في الأحمدي ومنزله في الجهراء؟
إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا أبا عمر لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.
وعزاؤنا لآل عصيدان الكرام أن هذا الرجل تعجز النساء أن تنجب مثله.