من القصص المأثورة عن الإستسقاء
كُتب : [ 07 - 11 - 2007 ]
روي أنه لحق بني إسرائيل قحط – يعني الجدب وامتناع المطر- على عهد موسى عليه السلام ، فاجتمع الناس إليه فقالوا: يا كليم الله ادع لنا ربك أن يسقينا الغيث ، فقام معهم ، وخرجوا إلى الصحراء وهم سبعون ألفاً أو يزيدون ، فقال موسى عليه السلام : إلهي ، اسقنا غيثك وانشر علينا رحمتك ، وارحمنا بالأطفال الرضع والبهائم الرتع والشيوخ الركع ، فما زادت السماء إلا تقشعاً والشمس إلا حرارة – ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى -.
فتعجب موسى عليه السلام وسأل ربه عن ذلك فأوحى ربه إليه : إن فيكم عبداً يبارزني أربعين سنة بالمعاصي، فنادِ في الناس حتى يخرج من بين أظهركم ، فقال موسى : إلهي وسيدي، أنا عبد ضعيف ، صوتي ضعيف فأين يبلغ وهم سبعون ألفاً أو يزيدون ؟ فأوحى الله إليه : منك الدعاء ومنا البلاغ ، فقام منادياً وقال : يا أيها العبد العاصي ، الذي يبارز الله منذ أربعين سنة بالمعاصي أخرج من بين أظهرنا ، بشؤم معصيتك منعنا المطر، فنظر العبد العاصي ذات اليمين وذات الشمال ، فلم يرَ أحداً خرج ، فعلم أنه المطلوب فقال في نفسه : إن أنا خرجت من بين هذا الخلق افتضحت على رؤوس بني إسرائيل ، وإن قعدت معهم منعوا المطر من أجلي ، فأدخل رأسه في ثيابه نادماً على فعاله وقال: إلهي وسيدي، عصيتك أربعين سنة وأمهلتني ، وقد أتيتك طائعاً فاقبلني ، فلم يستتم الكلام حتى ارتفعت سحابة بيضاء فأمطرت كأفواه القرب ، فقال موسى : إلهي وسيدي ، بماذا سقيتنا ولم يخرج من بين أظهرنا أحد ؟ فقال : يا موسى سقيتم بالذي منعتكم به – أي الرجل نفسه - فقال موسى : أرني هذا العبد الطائع ، فقال : يا موسى إني لم أفضحه وهو يعصيني ، أأفضحه وهو يطيعني؟
اللهم ارحمنا برحمتك واسقنا واغثنا واعطنا ولا تحرمنا يا ارحم الارحمين
|