التابعي الجليل الإمام / عبدالله بن المبارك رحمه الله
كُتب : [ 25 - 01 - 2008 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم هذه القصيدة الرائعة للإمام الجليل / عبد الله بن المبارك رحمه الله ويعتبر ابن المبارك من أعظم الشخصيات التاريخية الاسلامية وذلك لما أعطاه الله من مميزات أعجزت أقرانه حتى قيل : عبد الله بن المبارك صحابي وإن لم يدرك الرسول صلى الله عليه و سلم . وكذلك أنه برع في الكثير من الفنون والتي يعجز عن الناس عن واحد منها وهي : القـرآن والحـديث والفقه والفروسية والأدب والجهاد والزهد والتجارة ومحبة الناس وغيرها . وهو صاحب القصيدة المشهورة : يا عابد الحرمين ويروى أنه بعد وفاته حـزن عليه الخليفة / هارون الرشيد حزناً شديد وجلس للعـزاء به توفى رحمه الله عام 181 للهجرة النبوية المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم . وهو من العلمآء الربانيين . ومجاهد مع المجاهدين . ومنفق مع المنفقين . ومصلح مع المصلحين . وشاعر يقول الشعر المليء بالإيمان . وقلما تجد أمر من أمور الخير إلا وله فيه اليد الطولى . قال سفيان الثوري : اني لأشتهي من عمري كله أن أكون سنة واحدة مثل عبد الله بن المبارك . فما أقدر أن أكون ولا ثلاثة أيام . وكان سفيان الثوري يقول : عنه بأنه أعلم أهل المشرق والمغرب . ( وأتمنى أن تقرأوا سيرته في مظانها ) . ومن قصائده هذه القصيدة في معارضة الخارجي / عمران بن حطان لعنه الله الذي امتدح الخارجي ابن ملجم لعنه الله والذي قتل الخليفة الراشد / علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه فقال فيه :
يا ضربة من تقى ما أراد بها
= إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إنـي لأذكـره يوما فأحسبه
= أوفـى البريـة عند الله ميزانـا
فعارضه الإمام / أبو الطيب الطبري فقال :
إني لإبرأ مما أنت تذكره
= عن ابن ملجم الملعون بهتانا
إني لأذكره يوما فألعنه
= دينا وألعن عمران بن حطانا
وقصيدة الإمام / عبدالله بن المبارك رحمه الله زيادة على كونها ردا على الخارجي / عمران بن حطان لعنه الله فيها بيان منهج أهل السنة والجماعة .
حب النبي وحب الصحب مفترض
= أضحوا لتابعهم نورا وبرهانا
هموا عماد الورى في الناس كلهموا
= جازاهم الله بالإحسان إحسانا
إني امرؤ ليس في ديني لغامزه
= لين ولست على الأسلاف طعانا
وفي ذنوبي إذا فكرت مشتغل
= وفي معادي إن لم ألق غفرانا
عن ذكر قوم مضوا كانوا لنا سلفا
= وللنبي على الإسلام أعوانا
ولا أزال لهم مستغفرا أبدا
= كما أمرت به سرا وإعلانا
فما الدخول عليهم في الذي عملوا
= بالطعن مني وقد فرطت عصيانا
فلا أسب أبا بكر ولا عمرا
= ولا أسب _ معاذ الله _ عثمانا
ولا ابن عم رسول الله أشتمه
= حتى ألبس تحت الترب أكفانا
ولا أقول لأم المؤمنين كما
= قال الغواة لها زورا وبهتانا
ولا أقول علي في السحاب لقد
= والله قلت إذا زورا وبهتانا
لو كان في المزن ألقته وما حملت
= مزن السحاب من الأحياء إنسانا
إني أحب عليا حب مقتصد
= ولا أرى دونه في الفضل عثمانا
ما يعلم الله من قلبي مشايعة
= للمبغضين عليا وابن عفانا
إني لأمنحهم بغضي علانية
= ولست أكتمهم في الصدر كتمانا
ولا أرى حرمة يوما لمبتدع
= وهنا يكون له مني . وأوهانا
ولا أقول بقول الجهم إن له
= قولا يضارع أهل الشك أحيانا
لكن على ملة الإسلام ليس لنا
= اسم سواه بذاك الله سمانا
إن الجماعة حبل الله فاعتصموا
= بها هي العروة الوثقى لمن دانا
الله يدفع بالسلطان معضلة
= عن ديننا رحمة منه ورضوانا
لولا الأئمة لم يأمن لنا سبل
= وكان أضعفنا نهبا لأقوانا
ويقال : أنه عندما جاء خبر موته لهارون الرشيد حزن لذلك وجلس للعزاء به وأخذ يترحم عليه و يردد :
الله يدفع بالسلطان معضلة
= عن ديننا رحمة منه ورضوانا
لولا الأئمة لم يأمن لنا سبل
= وكان أضعفنا نهبا لأقوانا
البيتين الأخيرين . وقيل للإمام / عبد الله بن المبارك – رحمه الله – إنك تكثر الجلوس وحدك ! . فغضب وقال : أنا لست وحدي !. وانما أنا مع الأنبياء والأولياء والصديقين والحكماء والنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ثم أنشد هذه الأبيات وهي لمحمد بن زياد :
ولي جلساء ما أملَ حديثهم
= ألبّاءُ مأمونون غيبا ومشهدا
إذا ما اجتمعنا كان أحسن حديثهم
= مُعينا على دفع الهجوم مؤيدا
يُفيدونني من علْمِهم عِلْمَ ما مضى
= وعقلا وتأديبا ورأيا مُسددا
بلا رقْبةٍ أخشى ولا سُوء عشرةٍ
= ولا أتّقي منهم لسانا ولا يدا
منقول بتصرف مع أطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|