عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
وما أنا إلا من غزية إن غوت = غويت وإن ترشد غزية أرشد

كُتب : [ 14 - 02 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اّله وصحبه ومن والاه أحبتي في الله دعوى الجاهلية التي أبطلها الإسلام نراها في هذا الزمان قد مدت رواقها ودقت أطنابها فأكثر الناس ضد الحق تعصباً لفلان من قبيلته أو لفئة من قبيلته فيدخلها هذا في الإثم والمحظور وهذا أمر جد خطير لا بد أن يتنبه إليه الأحبه في الله وأن لا يكون تعصبهم إلا للحق ويدوروا مع الدليل حيث دار ولا يداهنوا في ذلك ولا تأخذهم في الحق لومة لائم .

فلو قام قائم يدعوا فئة إلى دين الله ويبين لهم الحق ويدعوهم إلى أن ينزعوا عما هم عليه من انحراف عن شرع الله لقام في وجهه دعاة العصبية والقبلية حمية لقبيلتهم ولو كان لديهم إيمان لكانت حميتهم لدين الله وللحق وأهله وليس حمية جاهلية .

أحبتي في الله محمد صلى الله عليه وسلم جاء للناس كافة يدعوهم إلى دين الله ليخرجهم من الظلمات إلى النور وهذا واجب كل مسلم يتّبع محمد صلى الله عليه وسلم لا سيما في زمننا هذا الذي خرج فيه الناس من النور إلى الظلمات زرافات ووحدانا أفراد وأفواجا فإنا لله وإنا إليه راجعون واللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك .

اخوتي الكرام محمد صلى الله عليه وسلم أول ما دعى قومه وأنذر عشيرتك الأقربين ولكن إنذاره ليس خاصا بهم ولكنه صلى الله عليه وسلم خصهم دون غيرهم محبة لهم في أن يخرجوا أنفسهم من غضب الله وسخطه إلى مرضاته ومحبته فقام في وجهه عتاة قومه فلم يداهنهم في ذلك صلى الله عليه وسلم ولم يقل قبيلتي سوف أجر عليها عيباً ؟ أو أجر عليها أمر تعير به بين القبائل بل وقف لهم ودعاهم بكل لطف ولين ولكنهم لم يقبلوا ما جاء به وأذاقوه العناء والعنت وسبوه واّذوه ولم يقولوا هم إن سبهم لمحمد صلى الله عليه وسلم سباً لقبيلتهم فهم لم ينظروا إلى منظار القبيلة والعصبية بل نظروا إلى محمد من منظار ما توارثوه من عادات ألفوها وتعبدوا بها وهي شرك وكفر وانحراف عن منهج الله جل وعلا قال تعالى : ( ودوا لو تدهن فيدهنون ).

فلم يداهنهم صلى الله عليه وسلم بل بين انحرافهم وأنذرهم بل لما اشتد عليه أذاهم صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت وهم حوله كلما مر حلقة منهم لمزوه ورموه بالكلام فلما مر عليهم مرة من المرات وقف عليهم وقال : ( اعلموا معشر قريش لقد جئتكم بالذبح ) حتى قال : قائلهم انصرف راشداً فو الله لم تكن جاهلاً وعرفوا أنه يعني ما يقول وأنه يقول الحق وهذا ما حصل معه في قبيلته وقت هجرته منهم إلى المدينة عندما لم يقبلوا بالفضيلة !!!! ولم يقبلوا بالهدى وألفوا الكفر والردى !!!! هاجر إلى المدينة فوجد القاعدة التي ينطلق منها عندها قتلهم كما قال لهم ذات يوم عند الكعبة وهو يطوف وهم حوله قال : لهم لقد جئتكم بالذبح فذبحهم في بدر وفي أحد وفي غيرها من المواقع بل إنه صلى الله عليه وسلم اتخذ شاعراً يهجوهم وهم قبيلته وبني عمه فكان يقول لحسان بن ثابت اهجهم وروح القدس معك أو اهجهم اللهم أيده بروح القدس . فلم تأخذه رافة ولا رحمة بأعداء الله ورسوله ولم يقل لحسان عندما كان يدله على مخازيهم !!!! بإرشاد جبريل عليه السلام له بذلك وبيانه لخافي أسرارهم وخناهم !!!! فكان يبين صلى الله عليه وسلم لحسان وحسان يهجوهم فلم يقل قبيلتي أو بني عمي . لا وألف لا فما دام أن الأمر وصل إلى مفاصله كفر وإسلام فهنا لا عصبية ولا قبلية بل هنا شرع رب البرية والسنة المحمدية . فلم يتعصب صلى الله عليه وسلم لقبيلته ورد الحق بل إن عمه أبو لهب أخو والده أقرب من قبيلته كلها لما تصدى له ووقف في وجه الدعوة لم يجامله صلى الله عليه وسلم ولم يداهنه ولم يخفي ما نزل فيه من قران يتلى إلى يوم القيامة . فالقضية ليست قضية قبيلة أو فئة أو نحلة القضية قضية دين وملة يجب أن يكون التعصب لها والغضب في سبيلها والحب من أجلها والولاء من أجلها والعداء من أجلها . أقول هذا في زمن أرى فيه كثير ممن ينتسبون لطلاب العلم ما أن ينتقد أحد من أفراد قبيلتهم إلا ثارت ثائرتهم وقامت قيامتهم بل يقف في وجه الحق ويحاربه لا لشيء إلا خوف أن توصم قبيلته بأمر ما أو تعير بشيء ما . وهذا من قلة الدين والعقل فكل قبيلة فيها الصالح والطالح فلا يكن تعصبك عبدالله لقبيلتك ويكون حالك كحال ذلك الشاعر الجاهلي الذي يقول :

وما أنا إلا من غزية إن غوت
= غويت وإن ترشد غزينة أرشد

أي هو مع قبيلته سواء كانت على هدى أو على ضلالة فإن اهتدوا فهو معهم وإن ضلوا فهو أيضا معهم . فليوطن المرء نفسه على أن يكون مع الحق ويدور معه حيث دار الدليل فإن المرء إذا أدخل قبره لن يسأل عن قبيلته ولن يسأل عن بني عمه بل لن يسأل عن أبويه قال تعالى ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) سوف يسأل من ربك وما دينك ومن هذا الذي بعث فيكم . وهكذا إذا وقف أمام الله جل وعلا سوف يسال عن عمله وماذا أجاب المرسلين ؟ ولن يسأل عن قبيلته أو بني عمومته ففي ذلك اليوم يفر المرء ليس من قبيلته بل يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه فالسعيد من عرف الحق واتبعه والشقي من جهل الحق واتبع كل ناعق منافق . وحب الرجل لقومه من الإيمان ويكون ذلك بصلة رحمه ومؤزرتهم فيما يستطيع وتعليمهم ما أمكن ونصحهم ومحبتهم على الخير ونهيهم عن الشر ولا يكون أمعة يندفع وراء كل تيار وينعق مع كل ناعق . والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل والحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين . منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .




التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 15 - 04 - 2008 الساعة 23:26
رد مع اقتباس