من شهداء الغرام رحمهم الله
كُتب : [ 19 - 02 - 2008 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام / أعضاء و متصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : هذه قصة حقيقية بقصيدتها حدثت في منطقة الوشم و تحديدا في بلدة أوشيقر قبل أربعمائة سنة تقريبا حيث كان يطلق على تلك المنطقه حينها عكل وقد اختلف الرواة في هذه القصة من حيث مسبباتها والعارف بالشعر يتجلى له الحدث من سياق الأبيات ولا يحسن بمخلوق ان يغير في تاريخ حدث شيئا لإستنكافه من بعض الأمور وسياق القصيدة يدل على أن الشاعر وهو ( المطوع ) عبدالرحيم التميمي قد تزوج بفتاة ليست من ثوبه واجتمعوا بني عمه على قتله إن لم يطلقها وتاّمروا لتنفيذ ما ذهبوا إليه بأن اصطحبوه في رحلة إلى صحراء الدهناء و قتلوا ظبيا في رحلتهم وقالوا له إن لم تطلقها ألحقناك بالظبي . فطلب منهم الإستخاره وصعد على نقاء ( المرتفع الشاهق من النفود ) و كتب قصيدته المشهورة ومات حسرة على زوجته . ووجه الإستدلال على ما قيل ذكره في أحد الابيات حيث يقول :
ألا وا شقا عيني الى شفت خلي
= جضيع لغيري و احترمت لقاه
ولا يكون هذا إلا لرجل طلق زوجته وعاش ليراها مع رجل اّخر والنقاء لا يزال يعرف في الدهناء باسم نقاء المطوع وهذه أبيات القصيدة بين أيديكم :
قال التميمي والذي عاش مترف
= مدى العمر ما شاء في زمانه جاه
أطرب لركب من عقيل تقللوا
= من نجد إلى السيف المريف مداه
تحدروا من جو عكل وقوضوا
= على كل هباع اليدين خطاه
علاكم تجد السير لكن وقعها
= على قطعة البيداء وكثر سراه
صريمة ربد حداها جال تيماء
= على الأرض من عالي النبا لوطاه
قلت أيها الركب الذي كلما عنوا
= يبين لكم من جانبه نباه
فلما جوا الدهناء والإنسان ما له
= ملاذ وما يكتب عليه وطاه
لقوا ظبية في زربها مستكنه
= حماها عن لفح السموم ذراه
خذوها فلا بالرمح ولا بالعصا
= ولا حطوا لها حبل العقال تاطاه
غشاها لذيذ النوم والنوم قد غشى
= من القوم حذرا وابتلوه إعداه
غزال يشابه لخلي ومثله
= عنق وعينين والحلا حلياه
طلبتهم فكتها وعيوا عليها
= وأشعل بقلبي من عناه بلاه
أقول لأخواني ومثلي ومثلهم
= يشكي همومه إلى من الزمان وطاه
دعونا نخوض الغي والغي راده
= كوده إلى رآني يشوف مناه
يشم مزاعيج الحياض ويعافه
= لين الجم عن جال القليب حداه
أقفى وهو يتلي سنا نوض بارق
= يصب على الريدا سفايح ماه
وأقفيت يم الطعس ميّس حياتي
= ولا لي بعد خلي من الزاد شهاه
عزي لعيني عذبتني بالشقا
= ودمعي جرى من ناظري وأحفاه
يا شمل يا مأمونة الهجن هوذلي
= إلى صاحب عسر علّي لقاه
تلفي لخلاني وخلي وأهلها
= في حايط العزام بستان ما أحلاه
دقاق مجل أطواق يا ناق وإن طرى
= على القلب زاده من عناه شقاه
يا عل قصر حال بيني وبينها
= لنجم من المولى يهد بناه
أبغي إلى هد العلا من قصوره
= وذهلن عطرات الجيوب حياه
يظهر خليلي سالم من شروره
= هذاك مطلوب الفتى ومناه
خليلي خلا قلبي من الولف غيره
= بعت الأخلاء والخدون حذاه
خليلي يشادي خاتم العاج وسطه
= غدى مزج لولو والبريم طواه
خليلي لو حال البحر بيني وبينه
= رميت روحي فوق لجة ماه
خليلي لو يسرحني بجراد رعيته
= وأهضله من حشمته ورضاه
خليلي لو يزرع زريع سقيته
= بدموع عيني لو شح السحاب بماه
خليلي لو ياطا على جمرة الغضا
= وطيت ما ياطا وصرت حذاه
خليلي لو يبزق على الشري ريقه
= غدى عسل واغنى التجار شراه
خليلي لو ياطا على قبر ميت
= تكلم راعي القبر حين وطاه
خليلي لو ياطا على قاع تزخرفت
= وصارت مثل مسك يفوح شذاه
خليلي معسول الثنيا فاتني
= كما فات لقاي الدلي إرشاه
ألا وا شقا عيني إلى شفت خلي
= جضيع لغيري وإحترمت لقاه
سيره ممروع لغيري إلى اهتوي
= وساقيه ما ينحي علي بماه
كن عن صغير السن حذر ولا تكن
= دنوع إلى شفته بسن سفاه
إلى صار ما يأخذ ثلاث مع أربع
= وعشر فلا يشفي الفؤاد لقاه
تعاديه ما يدري تصافيه ما درى
= وما عطي من غالي الجواب حكاه
دع ذا وسل والي السماء في محلتم
= يشاف بالظلماء بروق سناه
لكنه بأمر الله يوم تطلق ركونه
= أزالية وصف السحاب أرداه
حوارك تبنى والذراعين ترجها
= من الريح زعاج وطار سفاه
سقا الله من عوصا إلى السهل رايح
= والمنحنى يسقي الرعين بماه
والمنحنى يسقي رياض وعشايب
= رمحين والروضه مدب غثاه
إن كان لي ظن وفي الظن هاجس
= قد حال بين البازمين غثاه
غطا ما وطا واللى وطاه غطاه
= نحا ما نحا واللى ما نحاه نحاه
عصا ما عصا واللي عصاه ما نصا
= وبيّن آثار اللي درس مجراه
من باعنا بالهجر بعناه بالنيا
= ومن جذ حبلي ما وصلت إرشاه
الإقفى جزى الإقفى ولا خير في فتى
= يتبع هوى من لا يريد هواه
الأيام ما خلن حد ما كونه
= ومن لا كونه عابيات عباه
لا تقطعون الحب مني وخلي
= خلوا مجاري الحب يتبع هواه
يعل يومي يا ملا قبل يومه
= ويا عل عمري للحبيب فداه
أيست من روحي وعضيت أناملي
= وقلت آه من حر المصيبة آه
لو إن قولة آه تبري علتي
= كان أكثر بالضماير قولة آه
إلى جاء حمام الموت ما ينفع الدوا
= يموت الطبيب ولا يفيد دواه
قطع الله من فرق حبيب وحبيبه
= وأسقاه من طين الخبال بماه
وصلوا على سيد البرايا محمد
= ما حن رعاد وناض سناه
رحم الله شهيد الغرام المطوع / عبدالرحيم التميمي وأسكنه فسيح جناته وقد مات من الغرام قبله مجنون ليلى العامري وبعده الدجيما العتيبي و محيسن السرحاني والفيحاني وغيرهم وهذه قصيدة لأحد من قتلهم الغرام ألا وهو الشاعر العاشق / دخيل الله بن عبد الله الدجيما العتيبي رحمه الله رحمة واسعة ومن الأخطاء العقدية في قصيدته والدارجة على ألسنة العوام إلى يومنا هذا قوله :
يا عزتا لي من تفرق شطوني
= عزا لي أرمي بالسلب وأتعرا
والعزى شجرة تعبد من دون الله في الجاهلية ومثل هذا الخطا الشائع على ألسنة العوام قولهم بالعون وعون صنم يعبد من دون الله في الجاهلية ويقول الدجيما العتيبي في قصيدته المشهورة :
يا جر قلبي جر لدن الغصوني
= اغصون سدر جرها السيل جرا
وأهله من أول بالورق يورقوني
= على غدير تحته الماء يقرا
على الذي مشيه تخط (ن) بهوني
= والعصر من بين الفريقين مرا
وأكثر عذاب القلب يوم اسنحوني
= بيح بي صبري لو بغيت أتدرا
لا ضاق صدري قمت أباري الضعوني
= مع الخفا وعن الحسود أتدرا
وقلبي عليه أشفق وتبكي عيوني
= والحال من ود الحبيب تبرا
يا عزتا لي من تفرق شطوني
= عزا لي أرمي بالسلب وأتعرا
أدعج غنج يذبح بسود العيوني
= يذبح ليا منه هنف واستمرا
إن مت في غالي حشاه ادفنوني
= في مستكن الروح ما هوب برا
يضفي عليّ مخينقه والقروني
= ومبيسم (ن) عن الهبائب مذرا
وخد كما البراق وسط المزوني
= تقول براق من الصيف سرا
وقفت عنده شايهات (ن) عيوني
= كني غرير (ن) باللهاوي مضرا
فإن كنت في حد (ن) بعيد إنقلوني
= على هديّ الزمل مشيه تدرا
لا مبعد عنهم و لا قربوني
= ولا عايف (ن) منهم ولاني مورا
يا ليتهم بالحب ما ولعوني
= كان أبعدوا عني بخير (ن) وشرا
أو ليتهم عن حاجتي سايلوني
= يوم أني أقعد عندهم وأتحرا
أو ليتهم يوم إنهم ولعوني
= خلوني آخذ عازتي وأتدرا
أو ليتهم من زادهم أطعموني
= حيثي على اليّتيم قمت أتجرا
ويا ليتهم بالدرب ما واجهوني
= ويا ليتهم ما زدوا الحلو مرا
لا والله إلا بالهوى هوّجروني
= هجر (ن) به الحيلات عيت تسرا
منقول بتصرف مع أطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|