صحافة نجد الشاعر / حميدان الشويعر رحمه الله
كُتب : [ 22 - 02 - 2008 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم هذه القصيدة والتي تعتبر من نوادر قصائد رئيس تحرير الصحافة النجدية وشاعر نجد الكبير / حميدان الشويعر رحمه الله وأسكنه فسيح جناته من السيايرة من الجبور من قبيلة بني خالد العريقة، شاعر مشهور في نجد ومطبوع على البساطة وعدم التكلف وشعره من السهل الممتنع قال : هذه القصيدة في مدح أمير نجد في زمنه المشهور الأمير / عبدالله بن معمر رحمه الله وأسكنه فسيح جناته لسبب اختلف فيه وتعتبر من الدرر الثمينة وبالمناسبة فحميدان الشويعر شاعر هجاء من الطراز الأول وقد قالت العرب قديما ً : ( أن شعراء الهجاء إذا امتدحوا قوما فقد أصابوا وذلك لما يكون عليه من مصداقية في المدح خلاف ما يكون جاري على لسانه من هجاء ) ويقول فيها :-
المال يرفـع مـن ذراريـه خانسـة= والقل يهفـي مـن رفـاع مغارسـه
ألا يا ولدي صـرف الدنانيـر عندنـا= تنطق لنـاسٍ فـي لياليـك خارسـه
وترفـع رجـالٍ بالموازيـن سلّمـت = إلى النقص من يم الحصا عاد ناكسـه
بالأملاك يامـا قلطـوا فـرخ باشـق= شيـخ علـى حـرّ برجليـه فارسـه
بها الوقت كثرت الوشـاة وصـوروا= تصوير ما لا صـار منّـي بطامسـه
يقولون مـا لا صـار منّـي ولا بـدا= شياطين ما تلقـا بهـم مـن توانسـه
إلى فاض منّي ربع كلمةٍ مـا عقلتهـا= حـذا مبغـض هـذا لهـذا اينادسـه
بنوا فوقها أصحاب الوشاة وأصبحـت= وشمـةٍ زرقـاء وبالـخـد لاعســه
تعدّ الـرّدى عنّـي ولا تنقـل الثّنـاء= كتاتيب سوء عـن شمالـي امراوسـه
إلى مات من نقّالـة الحكـي واحـد= إلى ظاهـرٍ تسعيـن مّمـا إيجانسـه
بالكـذب يا مـا فرّقـوا مـن قبيـلـه= وأدعوا منازل دارهـم فيـه دارسـه
شاهدت في الحادي شياطيـن مذهـب= أكلاّ عن القـادي نحـوس مناجسـة
وبالناس مـن يوريـك ريـا صداقـه= وهو أخذٍ سـدك ومـا قلـت بالسـه
وقالوا أهل العلم الـذي يقتـدي بهـم= أفاضل قوم زيـن القلـوب غارسـه
وقالوا أهل الفضل الذي تاجـد الثّنـاء= ترى القول فيك اليوم كثـرة نقارسـه
وأنـا قوّلونـي كذبـةٍ مـا فعلتـهـا= ولا حّطها بالـي علـى رأي هاجسـه
يقولون لـي شيـخ الحنيفـي هجيتـه= وحاشا معاذ اللّـه مـا نيـب دانسـه
واللّه رب البيت والحـرم والصّفـاء= وما شرّف المسعى إيلهـي بدايسـه
فلا قلت ما قالـوا ولا أقـول بالـذي= جيبه نقّى العـرض بيـضٍ ملابسـه
فلا ذم شيـخ ياقـف الحكـي دونـه= ولا أذم قـوم ترتكـي فـي مجالسـه
عن إتيان طرق اللاش والشّين والردى= بعيد وذاك الوجه ما نيـب ضارسـه
فلا نـاب مجنـون ولا نـاب خامـل= ولا شـرّاب خمـرٍ عتيـقٍ مهاوسـه
ولا ناب سكـران ولا فـي صرعـه= إلى اللّه عنهم مـن بلانـي بناجسـه
فقلـت لعثمـان النجيـب ابـن مانـع= وكل فتى يصفي لمـن هـو ايوانسـه
رموق لعيـن الجـار سهـلٍ جنابـه= بصيرٍ في بعض المحاكـات سايسـه
فهل ترجي لي يابـن سيـار جانـب= من العذر والهجس الذي أنت هاجسـه
وقولك فلا يصفى إلا إلى طاح طايـح= وعينـه لمثلـك بالملاقـات عابسـه
فأنا طايـح طيحـه جـدار مـراوس= ردي العـزا مـا تسمـع إلا نكايسـه
وإلا كما طيحه دريـكٍ مـن الظمـاء= بعيـد عـن الرقعـي شفايـاه يابسـه
وإلا كمـا طيحـه هزيـلٍ امقـصّـر= هزيل المواشي خايفٍ مـن فوارسـه
طاحوا بني وايل وأنـا طحـت مثلهـم= كما عاملٍ عقب السّنـا يبـس رايسـه
فقلـت لعثمـان دنّ لــي عيدهـيّـه= من قبل هـذا العـام عاميـن جالسـه
إلى سرت من دار ابن سيـار كنهـا= سبرتات حزٍم صارخـاتٍ هجارسـه
راحت مع الغيطـان والرجـم والنقـا= والحزمة العليا عـن الـزّول كانسـه
تطامس بليل القيض شـروى سفينـه= من الغرب يقعدها الصّبا مع نسانسـه
مع الصبح يوضي برقهـا مستخيلـه= غرايس نخيل في ربا العـز طامسـه
ومرها بحرف الكاف والنـون ساقهـا= غربيـة تحـد الصّبـا عـن نسانسـه
كن اشتعـال البـرق بطبـوق مزنهـا= سنا روشنٍ عالـي وزاد فيـه قابسـه
هوت مع طريف الحبل توحي رنينهـا= كما أطواب حربٍ ليلة العز راجسـه
تجر هشيـم العـام مـن كـل تلعـه= كما عش طيرٍ في ذرى الطلح داعسه
تجر أحجار حزومهـا مـن محلهـا= تحير البطاحي ويرتوي منه غارسـه
يجوش الحصا مرماتها مـع نخيلهـا= واكبوشهـا سيلهـا قهابيـب حابسـه
تفيض من الوادي على ديـرة النقـى= وحكم شيـخ مـا يصافـي مناجسـه
تفيـض علـى دار وكـار وموكـب= وحكم نضيفٍ مـا يصافـي لناحسـه
إلى الجبل الرعن الذي ياجـد الـذرا= لمن خاف من صفق الذرا عن نسانسه
عزيز الدّار عبـد اللّـه بـن معمّـر= أمين وحيش ليـن خمسـي تخامسـه
خذا العدل من كسرى ومن حاتم الصخا= ومن أحنفٍ حلمه ومن عمر هاجسـه
أنـت شّـط النّيـل ما أنتـ بنقـعـه= إلى غـط فيهـا والـغ قيـل ناجسـه
وهو مارثة الدّيـن والجـود والهـدى= بعيدٍ عن أدناس الـردى مـا يوانسـه
هزبر التلاقي وحش الطرف والحمى= وراعي جفانٍ تجري على الخد دانسه
وضيف العشا يلقى العشا حول بيتـه= ونسر الضحى يلقي الغدا في مداوسة
وإن قنصت شيخانها فـي حصونهـا= فهـو فيـه همـات توامـا عرامسـه
صفي نقي ما يرافـق بخدعـه = إلـى من بعض الشيخان خشها في مجالسه
بعيد مجال الرّاي مـا يسفـك الدّمـاء= من اللّه والضّـد المشاحـي إيلابسـه
على العدا يا مـا صبّـح مـن قبيلـه= وياما ليّعوا مـن دار قـوم فوارسـه
فارسٍ ذكر فيه خصلتين مـن الثنـاء= وزدت ثالثـه ورابعـه ثـم خامسـه
كريم علـى الأقفـا صمـتٍ وهيبـه= وثوب الثّناء في عصرنا اليـوم لابسـه
وإن أدبحت ركاب خيلـه عـن القنـا= وراحن طفّـح عـن حنايـا كرادسـه
لـه سابـقٍ لا شافـت الخيـل مدبحـه= فهي بـه عرجًـا للملابيـس دايسـه
فأنا لي عن جميـع المدانـس مجنـب= حاشا فلا قلت الـذي أنـت هاجسـه
لك اللّه بالأنعـام والليـل والضحـى= وياسيـن والحشـر معهـن خامسـه
فلا فاض من فاهي على الغير كلمـة= حذا حب من أحيا من الديـن دارسـه
فلا كن عذري عـن حكايـا مناجـس= رماني بها سلـبٍ تعاقـب رسايسـه
والخاتمه أنّي فلا أبـدي فيـك كلمـة= فإن أبديتهـا فأنـا وقـود أُمّ عابسـه
يا شيخ اقبل عذر مـن جـاك طايـح= إلى اللّه ثـم إليـك والكـف بايسـه
إن كنـت للديـن الحنيفـي متـابـع= محمد عفى عن كعب وأنت تجالسـه
فإن كان ما لي مذهب عن الغيض ما ترى= ولا ظن مثلـك للوجاهـات عاكسـه
إن قبلت عذري قبلـك اللّـه بالهـدى= وإلا كم قريص يموت ما شاف قارصه
وصلوا علـى خيـر البرايـا محمـد= ما غـرد القمـري بخافـي غرايسـه
منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|