الموضوع: كفاءة النسب
عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
كفاءة النسب

كُتب : [ 21 - 03 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

الكفاءة : هي المساواة ، والمماثلة . والكف ء والكفاء ، والكف ء : المثل والنظير . والمقصود بها في باب الزواج أن يكون الزوج كفؤا لزوجته . أي مساويا لها في المنزلة ، ونظيرا لها في المركز الإجتماعي ، والمستوى الخلقي والمالي .

الكفاءة تكون في خمسة أشياء في الدين والنسب والصناعة والميسرة والحرية

قال صاحب منار السبيل في الفقه الحنبلي (2/ 103) : الكفاءة معتبرة في خمسة أشياء :

الديانة فلا تزوج عفيفة بفاجر لأنه مردود الشهادة والرواية وذلك نقص في إنسانيته فليس كفوا لعدل قال تعالى : { أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون } [ السجدة : 18 ] وعن أبي حاتم المزني مرفوعا : [ إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير قالوا : يا رسول الله : وإن كان فيه ؟ قال : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات ] رواه الترمذي وقال حسن غريب .

والصناعة : فلا يكون صاحب صناعة دنيئة : - كالحجام والكساح والزبال والحائك - كفؤا لمن هو أعلى منه لأن ذلك نقص في عرف الناس أشبه نقص السبب وفي حديث : [ العرب بعضهم لبعض أكفاء إلا حائكا أو حجاما ] قيل لأحمد : كيف تأخذ به وأنت تضعفه ؟ قال : العمل عليه أي أنه يوافق العرف .

والميسرة بحسب ما يجب لها : فلا تزوج موسرة بمعسر لأن عليها ضررا في إعساره لإخلاله بنفقتها ومؤنة أولاده لقوله صلى الله عليه و سلم [ الحسب المال ] وقال : [ إن أحساب الناس بينهم هذا المال ] رواه النسائي بمعناه وعنه : لا تعتبر لأن الفقر شرف في الدين وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا ] رواه الترمذي وليس هو أمرا لازما فأشبه العافية في المرض . وقد فسر الحسب بفعل الأباء والأجداد .

والحرية : فلا تزوج حرة بعبد لأنه منقوص بالرق ممنوع من التصرف في كسبه غير مالك له ولأنه صلى الله عليه و سلم [ خير بريرة حين عتقت تحت العبد ] فإذا ثبت الخيار بالحرية الطارئة فبالسابقة أولى .

والنسب : فلا يكون المولى والعجمي كفؤا لعربية لما تقدم عن عمر وقال سلمان لجرير : [ إنكم معشر العرب لا نتقدمكم في صلاتكم ولا ننكح نساءكم إن الله فضلكم علينا بمحمد صلى الله عليه و سلم وجعله فيكم ] رواه البزار بسند جيد ورواه سعيد بمعناه والعرب بعضهم لبعض أكفاء والعجم كذلك لأن المقداد بن الأسود الكندي تزوج ضباعة ابنة الزبير عم النبي صلى الله عليه و سلم وزوج أبو بكر أخته الأشعث بن قيس الكندي وزوج علي إبنته أم كلثوم عمر بن الخطاب .

قال ابن قدامة في المغني 14/ 114)

مسْأَلَةٌ ؛ قَالَ : وَإِذَا زُوِّجَتْ مِنْ غَيْرِ كُفْءٍ ، فَالنِّكَاحُ بَاطِلٌ اخْتَلَفَتْ الرِّوَايَةُ عَنْ أَحْمَدَ فِي اشْتِرَاطِ الْكَفَاءَةِ لِصِحَّةِ النِّكَاحِ ، فَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهَا شَرْطٌ لَهُ .

قَالَ : إذَا تَزَوَّجَ الْمَوْلَى الْعَرَبِيَّةَ فُرِّقَ بَيْنَهُمَا .

وَهَذَا قَوْلُ سُفْيَانَ وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الرَّجُلِ يَشْرَبُ الشَّرَابَ : مَا هُوَ بِكُفْءٍ لَهَا ، يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا .

وَقَالَ : لَوْ كَانَ الْمُتَزَوِّجُ حَائِكًا فَرَّقْت بَيْنَهُمَا ؛ لِقَوْلِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لِأَمْنَعَنَّ فُرُوجَ ذَوَاتِ الْأَحْسَابِ ، إلَّا مِنْ الْأَكْفَاءِ .رَوَاهُ الْخَلَّالُ بِإِسْنَادِهِ .

وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ : خَرَجَ سَلْمَانُ وَجَرِيرٌ فِي سَفَرٍ ، فَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ ، فَقَالَ جَرِيرٌ لِسَلْمَانِ : تَقَدَّمْ أَنْتَ . قَالَ سَلْمَانُ : بَلْ أَنْتَ تَقَدَّمْ ، فَإِنَّكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ لَا يَتَقَدَّمُ عَلَيْكُمْ فِي صَلَاتِكُمْ ، وَلَا تُنْكَحُ نِسَاؤُكُمْ ، إنَّ اللَّهَ فَضَّلَكُمْ عَلَيْنَا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَهُ فِيكُمْ .

وَلِأَنَّ التَّزْوِيجَ ، مَعَ فَقْدِ الْكَفَاءَةِ ، تَصَرُّفٌ فِي حَقِّ مَنْ يَحْدُثُ مِنْ الْأَوْلِيَاءِ بِغَيْرِ إذْنِهِ ، فَلَمْ يَصِحَّ ، كَمَا لَوْ زَوَّجَهَا بِغَيْرِ إذْنِهَا . وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ { لَا تُنْكِحُوا النِّسَاءَ إلَّا مِنْ الْأَكْفَاءِ ، وَلَا يُزَوِّجُهُنَّ إلَّا الْأَوْلِيَاءُ } .
رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ ، إلَّا أَنَّ ابْنَ عَبْدِ الْبَرِّ قَالَ : هَذَا ضَعِيفٌ ، لَا أَصْلَ لَهُ ، وَلَا يُحْتَجُّ بِمِثْلِهِ .

وَالرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهَا لَيْسَتْ شَرْطًا فِي النِّكَاحِ . وَهَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ .

رُوِيَ نَحْوُ هَذَا عَنْ عُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وَابْنِ سِيرِينَ وَابْنِ عَوْنٍ وَمَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَصْحَابِ الرَّأْيِ ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } .

وقال ابن قدامة أيضا :

فَصْلٌ : وَاخْتَلَفْت الرِّوَايَةُ عَنْ أَحْمَدَ ، فَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّ غَيْرَ قُرَيْشٍ مِنْ الْعَرَبِ لَا يُكَافِئُهَا ، وَغَيْرَ بَنِي هَاشِمٍ لَا يُكَافِئُهُمْ .
وَهَذَا قَوْلُ بَعْضِ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ ؛ لِمَا رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إسْمَاعِيلَ ، وَاصْطَفَى مِنْ كِنَانَةَ قُرَيْشًا ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ } .
وَلِأَنَّ الْعَرَبَ فُضِّلَتْ عَلَى الْأُمَمِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُرَيْشٌ أَخَصُّ بِهِ مِنْ سَائِرِ الْعَرَبِ ، وَبَنُو هَاشِمٍ أَخُصُّ بِهِ مِنْ قُرَيْشٍ وَكَذَلِكَ قَالَ عُثْمَانُ وَجُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ إنَّ إخْوَانَنَا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ لَا نُنْكِرُ فَضْلَهُمْ عَلَيْنَا ، لِمَكَانِكِ الَّذِي وَضَعَك اللَّهُ بِهِ مِنْهُمْ .

وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ لَا تُكَافِئُ الْعَجَمُ الْعَرَبَ وَلَا الْعَرَبُ قُرَيْشًا ، وَقُرَيْشٌ كُلُّهُمْ أَكْفَاءٌ ؛ لِأَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ : قُرَيْشٌ بَعْضُهُمْ أَكْفَاءُ بَعْضٍ .

وَالرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّ الْعَرَبَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَكْفَاءٌ ، وَالْعَجَمُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَكْفَاءٌ ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَوَّجَ ابْنَتَيْهِ عُثْمَانَ ، وَزَوَّجَ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ زَيْنَبَ ،.نِي عَبْدِ شَمْسٍ ، وَزَوَّجَ عَلِيٌّ عُمَرَ ابْنَتَهُ أُمَّ كُلْثُومٍ ، وَتَزَوَّجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَتَزَوَّجَ الْمُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ أُخْتَهَا سُكَيْنَةَ ، وَتَزَوَّجَهَا أَيْضًا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، وَتَزَوَّجَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ ضُبَاعَةَ ابْنَةَ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنَةَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَوَّجَ أَبُو بَكْرٍ أُخْتَهُ أُمَّ فَرْوَةَ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ ، وَهُمَا كِنْدِيَّانِ ، وَتَزَوَّجَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ ، وَهِيَ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَلِأَنَّ الْعَجَمَ وَالْمَوَالِيَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَكْفَاءٌ ، وَإِنْ تَفَاضَلُوا ، وَشَرُفَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَكَذَلِكَ الْعَرَبُ .

تابع ... أقوال العلماء في اعتبار النسب من شروط الكفاءة

وبذلك قال الإمام أبو حنيفة في كتاب المبسوط (5/24) وحاشية ابن عابدين (8/313) والبحر الرائق (3/143)والبناية شر ح الهداية (4/617)
وكذلك الامام الشافعي في كتاب الحاوي الكبير (9/102) ومغني المحتاج (3/164) ورضة الطالبين (5/425)
وكذلك الامام أحمد بن حنبل في كتاب المغني (6/485) ووشرح الزركشي(5/58) والإنصاف (8/108-110)
واستدلوا على ذلك بالأدلة التالية :

1- حديث عائشة رضي الله عنها :

قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تخيروا وانكحوا الأكفاء وانكحوا اليهم )

2- حديث جابر رضي الله عنه :

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لاتنكحوا النساء إلا الأكفاء ، ولا يزوجهن إلا الأولياء ولا مهر دون عشرة دراهم )

3- حديث ابن عمر رضي الله عنهما :

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( العرب بعضهم لبعض أكفاء قبيلة بقبيلة ورجل برجل ، والموالي بعضهم أكفاء لبعض أكفاء قبيلة بقبيلة ورجل برجل إلا حائك أو حجام )

4 - حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه:

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( العرب بعضهم أكفاء لبعض والموالي بعضهم أكفاء لبعض )

5- حديث سلمان رضي الله عنه :

قال سلمان رضى الله عنه :" لانؤمهم ولا ننكح نساءهم "

6- حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :" لأمنعن فروج ذوات الأحساب إلا من الاكفاء "

7- حديث بريرة وهو أصح ما ورد في اشتراط الكفاءة :

وهو ما أخرجه مسلم وقال فيه ( وكان زوجها عبدا فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختارات نفسها ولو كان حرا لم يخيرها
)


منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .




التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 22 - 03 - 2008 الساعة 00:27
رد مع اقتباس