المرأة المتكلمة بالقراّن الكريم
كُتب : [ 22 - 03 - 2008 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : عن المرأة المتكلمة بالقراّن الكريم يقول عبد الله المبارك رحمه الله خرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام . وزيارة مسجد النبى صلى عليه وسلم . فبينما أنا فى بعض الطريق فإذا بامرأة عجوز عليها درع وخمار من صـوف .
فقلت : لها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قالت : سلام قولاً من رب رحيم .
قلت : لها يرحمك الله ماذا تصنعين فى هذا المكان ؟
قالت : ومن يضلل فلا هادى له فعلمت أنها ضالة عن الطريق .
فقلت : أين تريدين ؟
قالت : سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى .
فعلمت أنها ذاهبة إلى المسجد الأقصى .
وقلت : أنتم منذ كم فى هذا المكان ؟ فقالت ثلاث ليال سوياً .
فقلت : ما أرى معك طعاماً تأكلين قالت هو يطعمنى ويسقين .
قلت : فبأى شىء تتوضئين ؟
قالت : فإن لم تجدوا ماءاً فتيمموا صعيداً طيباً .
قلت : إن معى طعاماً . ألا تأكلين ؟
قالت : ثم أتمو ا الصيام إلى الليل .
قلت : لها ليس هذا شهر رمضان .
قالت : ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم .
قلت : أبيح لنا الإفطار فى السفر .
قالت : وأن تصوموا خير لكم .
قلت : لماذا لات كلمينى مثلما أكلمك ؟
قالت : ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد .
قلت : فمن أى الناس أنت ؟
قالت : ولا تقف ما ليس لك به علم .
قلت : قد أخطأت فاجعلينى فى حل .
قالت : لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم .
قلت : فهل لك أن أحملك على ناقتى هذه فتدركى القافلة ؟
قالت : وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم .
قال : فأنخت ناقتى .
فقالت : قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم . فغضضت بصرى .
وقلت : إركبى . فكلما ركبت نضرت الناقة فمزقت ثيابها .
فقالت : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم .
قلت : لها إصبرى حتى أعقلها .
قالت : ففهمناها سليمان .
قلت : إركبى وقد عقلت ناقتى .
قالت : سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين .
قال : فأخذت الناقة ممسكاً بزمامها وأخذت أصيح .
فقالت : واقصد فى مشيك . واغضض من صوتك .
قال : فجعلت أمشى رويدا وأترنم بالشعر .
قالت : فاقرأوا ما تيسر من القرآن قلت لقد أوتيت خيراً كثيراً .
قالت : وما يذكر إلا أولو الألباب .
قلت : ألك زوجاً ؟
قالت : يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم .
قلت : هذه القافلة . من لك فيها قالت المال والبنون زينة الحياة الدنيا . فعلمت أن لها أولادا فيها .
قلت : وما شأنهم فى الحج ؟
قالت : وعلامات وبالنجم هم يهتدون .
فقلت : لها وما أسماء أولادك؟
قالت : واتخذ الله إبراهيم خليلاً و وكلم الله موسى تكليماً و يايحى خذ الكتاب بقوة .
قال : فناديت يا إبراهيم يا موسى يا يحي فإذا أنا بشباب كأنهم الأقمار . قد أقبلوا . فلما استقر بهم الجلوس قالت : فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة . فلينظر أيها أزكى طعاماً .
قال : فمضى أحدهم واشترى طعاماً فقدموه بين يدى .
فقالت : كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم فى الأيام الخالية .
قلت : الآن طعامكم على حرام حتى تخبرونى بأمرها .
فقالوا : هذه أمنا . لها أربعون سنة لم تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل فيسخط عليها الرحمن .
فقلت ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . والله ذو الفضل العظيم . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|