[خيَّال الغلباء]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم قصة مثل شهير جدا ألا وهو : ( مـــد رجلك على قدر لحافك ) وهذا المثل يتداوله الناس يوميا في محادثاتهم وفي نصائحهم لبعضهم البعض ويعني المثل : مـد رجلك على قدر لحافك الذي تتلحف به أثناء النوم وهو الغطاء الذي يتغطى به الإنسان أثناء النوم فإذا كان هذا اللحاف صغيرا لا يغطي الجسم فلا يمد الإنسان رجليه حتى لا تخرج عن اللحاف ومن ثم يصاب بالبرد والمرض وغيره .

وقصة المثل :-

أن شابا ورث ثروة طائلة عن والده وهو وريثه الوحيد فلم يحسن هذا الشاب التصرف بهذه الثروة بل أخذ يبعثرها ذات اليمين وذات الشمال ويلعب بها وكثر عنده أصحاب الرخاء وكثرت سهراتهم عنده وكثر البذخ والإسراف والتبذير وهم يأكلون ويضحكون ويمدحون هذا الشاب في وجهه وهو لم يعلم قول شاعر نجد المجدد الكبير / محمد بن عبدالله القاضي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته :-

أحذرك خلان الرخاء عدهم قوم
= خلان من دامت نعيمه ودامـي

إلى أدبرت دنياك عدوك معدوم
= مروك ما ردوا عليك السلامي

وبالفعل أدبرت دنياه ونفذ جميع ما يملك من ثروة والده وأصبح لا يملك قوت ليلته عندها تخلوا عنه فضاقت عليه الأرض بما رحبت فخرج من بلدته باحثا عن عمل يحصل منه على لقمة عيش كريمة حتى انتهى به المطاف عند صاحب بستان استاجره للعمل ببستانه لكنه لاحظ عليه أنه لا يعرف للعمل ولم يسبق أن عمل وأنه شاب قد بان عليه علامات الترف لكن ظروفه ألزمته بذلك فاستدعاه صاحب البستان وقال : أنت لا تعرف العمل ولم يسبق لك العمل ما الذي أجبرك على ذلك ؟ ومن أنت ؟ فأخبره الشاب بكامل القصة ذهل صاحب البستان لأنه يعرف والد الشاب وأنه صاحب ثروة كبيرة لا يمكن أن تنفذ ولكن هذا الشاب أنفقها ونفدت من بين يديه بغير تصرف سليم فقال له الرجل : لا حول ولا قوة إلا بالله لا أريدك أن تعمل وأن تهان وتذل وأنت ابن فلان ثم قام وعقد له الزواج على ابنته فزوجه إياها وأسكنه في بيت صغير قريبا منه وأعطاه جملا وقال : يا ولدي احتطب وبع وكل من عمل يدك وانصحك : ( بأن تمد رجلك على قدر لحافك ) وأخذ هذا الشاب بنصيحة هذا الرجل البار الملازم على صداقة والده ومد رجله على قدر لحافه فصار مثلا يضرب . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .