عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان

كُتب : [ 11 - 04 - 2008 ]

القبيلة الأولى :

حِمْير، بكسر الحاء المهملة وسكون الميم وفتح الباء المثناة تحت وراء مهملة في الآخر ، وهو حمير بن سبأ ، لصُلبه . قال الجوهري : واسمه العَرنج. يعني بفتح العين والراء المهملتين وسكون النون ثم جيمين الأولى منهما مفتوحة . قال أبو عبيد : وكان له من الولد : الهَميسع ، ومالك . وزاد ابن الكلبي في الجمهرة ذكر : يزيد ، وعريب ، ومسروح ، ووائل ، ومعديكرب ، وأوسا ، ودرما ، ومُرة . ومن عقب حمير كانت ملوك اليمن من التبابعة إلا النزر اليسير ممن تخللهم من بني هلال في الزمن القليل؛ ثم العمارات المتفرعة منه، منها ما كان مشتهراً في الزمن الأول ثم اختفى ذكره، كشعبان. على اسم الشهر، وهو بنو شعبان بن عمرو بن زهير بن أبين بن الهميسع بن حمير، وإليهم ينسب الشعبي الفقيه المشهور في الصدر الأول، واسمه عامر بن شراحيل؛ وكذلك زيد الجمهور، بضم الجيم. وهم بنو زيد الجمهور بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جُشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قَطن بن عَريب بن زهير بن الغوث بن أبين بن الهميسع، وهي قبيلة: الحارث، ونعيم، ومسروح، بني عبد كلال الذين كتب إليهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الإسلام مع عياش بن أبي ربيعة المخزومي فآمنوا. ونص الكتاب، فيما ذكره محمد بن سعد في طبقاته: سلْم أنتم ما آمنتم بالله ورسوله، وأن الله وحده لا شريك له، بعث موسى بآياته وخلق عيسى بكلماته. قالت اليهود، عزير ابن الله، وقالت النصارى ثالث ثلاثة المسيح ابن الله. وفي القصة طول . منها ما دام اشتهاره مع قلة اشتهار بطونه كشيبان، بفتح الشين المعجمة وسكون الياء المثناة من تحت وفتح الباء الموحدة وألف ثم نون، وهم: بنو شيبان بن عوف، من بني زهير بن أبين بن الهميسع بن حمير.وإلى شيبان هؤلاء ينسب: معن بن زائدة الشيباني المشهور بالكرم، وكان في أول الدولة العباسية. وبقايا شيبان موجودة إلى الآن بالعراق وغيره. ومن شيبان: ذو أصبح بن مالك، الذي تُنسب إليه السياط الأصبحية.وجعله ابن ماكولا مرةً في حمير ومرة في كهلان.
والذي كثرت بطونه من حمير وبقيت أفخاذه إلى الآن: قُضاعة، بضم القاف وفتح الضاد المعجمة وألف بعدها ثم عين مهملة مفتوحة وهاء. نقل هذا الاسم عن قضاعة، التي هي كلْبة الماء.
قال الجوهري: وهو قضاعة بن مالك بن حمير. وعليه ينطبق كلام السُّهيلي.
وقال أبو عبيد: قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك ابن حمير.
هذا هو المشهور في نسبه، أنه من قحطان، وعليه جرى ابن الكلبي، وابن إسحاق وغيرهما.
قال في العبر: وقد يحتج له بما رواه ابن لَهيعة عن عُقبة بن عامر الجُهني رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، ممن نحن? قال: أنتم من قضاعة ابن مالك. ويقول عمرو بن مرة القضاعي الصحابي رضي الله تعالى عنه:
نحن بنو الشَّيخ الهِجَان الأزهر قضاعة بن مالك بم حِمْـيَرِ
وذهب بعض النسابين إلى أن قضاعة من عدنان دون قحطان، وقال: هو قضاعة بن مَعَدّ بن عدنان.
قال ابن عبد البر: وعليه الأكثرون. ويُروى عن ابن عباس، وابن عمر، وجبير بن مطعم، وهو اختيار الزبير بن بكار، وابن مصعب الزبيري، وابن هشام. ونسبه الجوهري في صحاحه إلى نسّابة مُضَر.
قال السهيلي: والصحيح أن أم قضاعة هي: عكبرة، مات عنها مالك بن حمير، وهي حامل، فتزوجها معد بن عدنان، فولدت قضاعة على فراشه، فتبنّاه وتكنى به، فنُسب إليه.
قال أبو عبيد: وكان لقضاعة من الولد: الحافي، والحاري: ووديعة، وسيأتي في نسب "بُلى" أن جده من بني قضاعة: الحافي بن قضاعة. وحينئذ فدعوى صاحب الغبر أنه لا ولد له غير الحافي وَهْمٌ منه.
وإلى قضاعة: ينسب القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القُضاعي المصري، صاحب كتاب "الشهاب"، وكتاب "خطط مصر"، وكتاب "عيون المعارف وفنون أخبار الخلائف" وغيرها من المصنفات".
والمشهور من بقايا قضاعة الموجودين الآن ثمانية عمائر: العمارة الأولى: منهم: جُهينة، بضم الجيم وفتح الهاء وسكون الياء المثناة التحتية وفتح النون وهاء في الآخر. وربما أبدلت الهاء بألف، فقيل: جهينا. وأنشد عليه الجوهري لعبد الشارق بن عبد العزى الشاعر:
تنادوا يا لبُهْثة إذ رأونا فقُلنا أَحسني ملأَ جُهينا
وهم بنو جهينة بن زيد بن ليث بن سُود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة. وفي المثل: وعند جهينة الخبر اليقين.
قال أبو عبيد في كتاب الأمثال: قال ابن الكلبي: وكان من حديثه أن حصين بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن كلاب خرج ومعه رجل من جهينة يقال له: الأخنس، نزل منزلاً،فقام الجُهني إلى الكلبي فقتله وأخذ ماله، وكانت أخته صخرة بنت عمرو بن معاوية تبكيه في المواسم، فقال الأخنس:
تُسائل عن حُصين كل ركب وعند جُهينة الخبر اليقـين
قال الحمداني: ويقال: إن جهينة كان يخدم ملكاً يمانياً، وكان له وزير اسمه نجيدة، إذا غاب الملك خلفه على حظية له، فتبعه جهينة يوماً من غير أن يشعر به، واختبأ حتى جلس الوزير في مجلس الملك ولبس ثيابه وغلبه السكر، وغنى:
إذا غاب المليك خلوت ليلِي أَضاجع خَودةً ليلي الطويلا
فقام جهينة فقتل الوزير ودفن رأسه تحت وسادة الملك، فلما حضر الملك فقد الوزير فسأل عنه فلم يقف له على خبر، حتى سكر جهينة ليلة عنده فأنشده:
تسائل عن نُجيدة كل ركب وعند جهينة الخبر اليقين
فسأله الملك. فأخبره الخبر. فقرّبه وأحسن جزاءه.
قال أبو عبيد: والأصمعي يرويه: وعند جفينة، بالفاء بل الهاء. ونقل الجوهري مثله عن ابن الأعرابي وابن السكيت. قال أبو عبيد: وكان ابن الكلبي بهذا النوع من العلم أدرى من الأصمعي.
والنسبة إلى جهينة: جهني، بحذف الهاء والياء.
ومن جهينة: زيد بن خالد، وعقبة بن عامر، الجهنيان الصحابيان.
قال المؤيد صاحب حماه: وكانت منازلهم بأطراف الحجاز من جهة الشمال، حيث بحر جُدة.
قال الحمداني: وهم أكثر عرب الصعيد بالديار المصرية. ولهم بلاد منفلوط وأسيوط، وبها أقوام منهم.
قال: وكانت مساكنهم أولاً بلاد قريش- يعني بلاد الأشمونين- فنقلهم الخلفاء الفاطميون منها إلى بلاد أخميم، فسكنوا أعلاها وأسفلها.
ثم قال: ويقال: إن "بليَّا" وبطونها كانت بهذه الديار، يعني بلاد أخميم. وكانت جهينة بالأشمونين جيراناً مع قريش كما هم بالحجاز، فوقع بينهم واقع أدّى إلى دوام الفتنة، فلما أتى العسكر المصري لإنجاد قريش على جهينة خافت بليّ فانهزمت إلى أعلى الصعيد، إلى أن أُديلت قريش وملكت أماكن جهينة، ثم حصل بينهم جميعاً الصلح على مساكنهم التي هم بها الآن، وزالت الشحناء من بينهم، ثم اتفقت جهينة وبليّ على أن يكون لجهينة من المشرق من عقبة قاو الخراب إلى عيذاب.
ولبليّ من جسر سوهاج إلى قريب من قمولة.
قال في مسالك الأبصار: وبحلب وبلادهم قوم منهم.
قال: وبحماة قوم منهم أيضاً.
قلت: ومن هذه الفرقة: المُقر الأشرف الناصري المؤلَّفُ له هذا الكتاب. وقد شَرُفت به هذه القبيلة، وفخم أمرها، وعلا صيتها، وشاع في الخافقين ذكرها:
وللخمر معنى ليس للكَرْم مثلُه وللنار نور ليس يُوجد للـزَّنـد
وخير من القول المقدَّم فاعترف نتيجته والنحل يُكرم للشُّـهـد
وسيأتي ذكر طرف من مناقبه في خاتمة الكتاب إن شاء الله تعالى، ليكون ذكره من الكتاب مسك ختامه، وابتداء عقد عقده وتمام نظامه.
العمارة الثانية: من الموجودين الآن من قضاعة:
بلي: بفتح الباء وكسر اللام وياء مثناة من تحت. وهم: بنو بلي بن عمرو بن الحلص بن قضاعة. والنسبة إلى بليّ: بلويّ، كما ينسب إلى عليّ: علويّ.
ومن "بليّ" جماعة من الصحابة رضي الله عنهم. منهم: كعب بن عُجرة، وأبو بُردة ابن نِيار، وجِبَارة بن زُرارة، وغيرهم.
قال في مسالك الأبصار: ومنازلهم الآن بالداما، وهي ماء دون عيون القصب إلى أكرى فم المضيق.
قال: وعليهم دَرك الحجيج هناك.
قال الحمداني: ومنهم جماعة بصعيد مصر؛ وقد تقدم في ترجمة جهينة أنهم كانوا ببلاد أخميم، وأنه استقر لهم من جسر سوهاج إلى قرب من قمولة.
قال الحمداني: والموجود الآن من أصول "بليّ" في هذه البلاد: بنو عمر، وبنو هني، وبنو سوادة، وبنو حارثة، وبنو رائس، وبنو عجيل- ويقال لهم: العجلة. وذُكر أن فيهم كانت الإمرة- وبنو شادي. قال: وهم الأمراء الآن.
ثم قال: ويقال: إنهم من بني أُمية، وصل أبوهم إلى القصر الخراب المعروف بهم، وكان معه رجل من ثقيف معه قوس، فسمَّوه القوس، وعقبه يعرفون بالقوسيَّة إلى الآن، ودعوتهم لبني شادي، وهم بطوخ الجبل.
قال: ولذلك يدعي لهم خلق سواهم، منهم هذيل، وهم بطوخ أيضاً.
قال: وزعم قوم أنهم من بني العجيل ابن الزَّيب، وإنما هم إخوانهم وكان العجيل قد تزوج أخت إبراهيم بن شادي فولدت منه ولداً، أسمته شادياً، فوهم الجهلة لذلك.
ومن "بليّ" أيضاً: بنو خالد، ومنهم قوم ببلاد أخميم.
العمارة الثالثة: من الموجودين من بقايا قضاعة: كلب، نقلاً لهذا الاسم عن الحيوان المعروف. وهم: بنو كلب بن وَبَرة بن تغلب بن حُلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة، كان له من الولد: ثور، وكلدة، وبنو جناب.
قال صاحب حماه: وكانوا ينزلون في الجاهلية دومة الجندل، وتبوك من أطراف الشام.
قال في العبر: وجاء الإسلام والمُلك عليهم لأُكيدر.
وأُكيدر هذا هو الذي كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم بعد إسلامه.
قال السهيلي: كتب إليه كتاباً فيه عهداً وأمان.
قال أبو عبيد: أنا قرأته فإذا فيه بعد البسملة: "من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأكيدر دومة حين أجاب إلى الإسلام، وخلع الأنداد والأصنام مع خالد بن الوليد سيف الله في دُومة الجندل وأكنافها، أن لنا الضاحية من الضَّحل والبَّوْرَ والمَعامي وأغفَال الأرض والحَلقة، والسِّلاح، والحافر، والحصن، ولكم الضامنة، من النخل، والمعين من المعمور، لا تعدل سارحتكم ولا تُعَدُّ فاردتكم، ولا يُحظر عليكم النبات. تقيمون الصلاة لوقتها، وتؤتون الزكاة بحقها، عليكم بذلك عهد الله والميثاق، ولكم بذلك الصدق والوفاء، شهد الله ومن حضر من المسلمين.
قال ابن سعيد: وبقيت "كلب" في خلق عظيم على الخليج القسطنطيني، ومنهم مسلمون ونصارى.
قال في مسالك الأبصار: وبشيراز قوم منهم.
قلت: وببلاد منفلوط من صعيد الديار المصرية قوم من كلب. يحتمل أنهم منهم.
قال في مسالك الأبصار: وبيدوم والمناظر قوم من بني كلب.
ومن كلب: عُذْرة، بضم المهملة وسكون الذال المعجمة وفتح الراء المهملة وهاء في الآخر. وهم: بنو عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب، كان له من الولد: عوف والعَبيد، بطن.
ومن عذرة هذه: بنو كِنَانة، بكاف مكسورة ونونين مفتوحين بينهما ألف وبعد الأخيرة منهم هاء. نقلاً عن "الكنانة" التي توضع فيها السهام. وهم: بنو كنانة بن عوف بن عذرة، المقدم ذكره. كان له من الولد: عبد الله، بطن؛ وعوف بطن.
قال أبو عبيد: ومن عقبه: ابن الكلبي النسّابه، واسمه: هشام بن محمد.
وتعرف كِنانة هذه بكنانةُ عذرة.
قال الحمداني: ومن كنانة عذرة هذه بالدقهلية والمرتاحية، ويعرفون بالحمارسة، يعني بالحاء والسين المهملتين. قال: وهم ينسبون أنفسهم إلى قريش.
ثم قال: ومنهم: بنو شهاب، وبنو ريدة، والرواشدة، وهم غير رواشدة هلباء، يعني الآتي ذكرهم في بني حرام، وبنو عصا، وبنو محمود، وبنو سنان، وبنو حمزة، وبنو مراس. ومنزل بني مراس هؤلاء يعرف بكوم بني مراس، من اُرتاحية. ولهم: منية محمود، ومنية عدلان.
ومن كنانة عذرة أيضاً: بنو لام.
قال الحمداني: وليسوا بلأم الحجاز.
وبنو شمس، والفضليون، وهم الفضلية، وقرارهم كوم الثعالب وما داناها.
ومنهم أيضاً: بنو زيد مراس، وبنو زيد عُذرة، وبنو صُبيح، وبنو ليث، وبنو مطية، وبنو يونس، بضم الياء المثناة التحتية وسكون الواو والسين المهملة، وغيرهم.
ومن كنانة عذرة هذه أيضاً قوم ببلاد الشرقية بضفة النيل.
قلت: وليس بنو عذرة هؤلاء هم بنو عذرة المعروفون بشدة العشق وغلبة الهوى، بل أولئك بطن آخر من قضاعة. وهم: بنو عذرة بن سعد هُذَيم بن زيد ابن ليث بن سود بن الحافي بن قضاعة. ومنهم: جميل بن عبد الله بن معمر، وصاحبته بثينة بنت حَبَّى، كان لأبيها صحبة. فيما ذكره ابن حزم.
ومنهم أيضاً: عروة بن حزام وصاحبته عفراء، وهي ابنة عمه اشتدّ عليه العشق حتى قتله.
قال صاحب "خزانة الأدب": قيل لرجل منهم: ما بال العشق يقتلكم? قال: لأن فينا جمالاً وعفة. وقيل لآخر: ما بال الرجل منكم يموت في هوى امرأة،إنما ذلك لضعف فيكم يا بني عذرة? فقال: أما والله لو رأيتم النواظر الدّعج، تحتها المباسم الفُلج، فوقها الحواجب الزُّج، لاتخذتموها اللات والعزى.
العمارة الرابعة: من الموجودين من بقايا قضاعة: بهراء، بفتح الباء الموحدة وسكون الراء المهملة وألف في الآخر، وهم: بنو بهراء بن الحافي بن قضاعة.
قال أبو عبيد: وكان لبهراء من الولد:هود، وقاسط، وعبدة، ومراهة، ومبشر، وعدي، كلهم بطون. قال: وأمهم تُكمة بنت مر، أخت تميم بن مر، من العدنانية.
قال الجوهري: والنسبة إليهم بهرائي. قال: وكان القياس أن ينسب إليهم بهراوي، بالواو.
ومن بهراء جماعة من الصحابة رضي الله عنهم. منهم: المقداد بن الأسود، واسم أبيه عمرو. إلا أن الأسود بن عبد يغوث الزهري تبنّاه فنُسب إليه.
ويقال: إن خالد بن برمك من موالي بهراء هؤلاء.
قال في مسالك الأبصار: وكان بينهم وبين اللخميين ملوك الحيرة حروب.
قال في العبر: وكانت منازلهم شمالي منازل "بليّ" من الينبع إلى عقبة أيلا. ثم جاوز خلق كثير منهم بحر القلزم وانتشروا ما بين صعيد مصر وبلاد الحبشة وكثروا هناك وغلبوا على بلاد النوبة.
قال: وهم يحاربون الحبشة إلى الآن.
العمارة الخامسة: من الموجودين من بقايا قضاعة، فيما قاله صاحب حماة: تنوخ، بفتح التاء المثناة من فوق وضم النون وسكون الواو وخاء معجمة في الآخر.
قال الجوهري: ولا تشدّد نونه.
وقال الجوهري: هم حيّ من اليمن ولم يزد على ذلك.
وقال أبو عبيد: هم ثلاثة أبطن: نزار، والأحلاف، وفهم. قال: وسموا بذلك لأنهم حلفوا على المقام بمكان الشام، والتتنخ المقام، وكان تتنخُّهم على مالك بن زهير بن عمرو، وعلى مالك بن فهم، عم مالك بن زهير.
قال ابن سعيد: ومن الناس من يطلق اسم تنوخ على: الضجاعمة، ودوس، الذين تتنخوا بالبحرين.
قال الحمداني: وصليبتهم المدبّرة من بلاد الشام. يعني أنّ بها جمعهم المستكثر.
العمارة السادسة: من الموجودين من بقايا قضاعة: نهد، بفتح النون وسكون الهاء ودال مهملة في الآخر. وهم: بنو نهد بن زيد بن ليث بن سُود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة.
قال أبو عبيد: كان له من الولد: مالك، وصباح، وجذيمة، وزيد، ومعاوية، وأبو سودة، وكعب وهؤلاء هم نهد اليمن، وعامر، وحنظلة، والطول، ومرة، وعمرو، وهم نهد الشام، وجذيمة، وشبابة، وعائدة. دخلوا كلهم في تنوخ.
ومن نهد اليمن: طهفة النهدي، بكسر الطاء المهملة وسكون الهاء وبالفاء، ويقال فيه: طِخفه. بإبدال الهاء خاء معجمة.
قال ابن عبد البر: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لطهفة النهدي. فرفع كتاباً ثم جاء مسلماً.
وذكر الوزير ضياء الدين بن الأثير في كتابه "المثل السائر" أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فيمن وفد إليه من العرب، فاسلم ثم كتب معه كتاباً إلى قومه فيه بعد البسملة: من محمد رسول الله إلى بني نهد. السلام على من آمن بالله ورسوله. ولكم يا بني نهد الوظيفة الفريضة ولكم الفارض والفَريش وذو العِنان الرّكوب، والفلْو الضبيس لا يُمنع سَرحكم ولا يُعضد طَلحكم ولا يُمنع دَرّكم ما لم تُضمروا الإماق وتأكلوا الرباق. من أقرَّ فله الوفاء بالعهد والذمة، ومن أبى فعليه الرَّبوة.
وبقايا نهد موجودون باليمن إلى الآن.
العمارة السابعة: من الموجودين من بقايا قضاعة:
مهرة، بفتح الميم وسكون الهاء وفتح الراء المهملة وهاء في الآخر. وهم: بنو مهرة ابن حيدان بن عمر بن الحافي بن قُضاعة.
قال الجوهري: وإليهم تنسب الإبل المهرية.
قال: والجمع المهاريّ.
قال: وإن شئت خفّفت الياء فقلت: المهاري.
ومن مهرة: بنو العِيدي، بعين مهملة مكسورة، وياء مثناة من تحت ساكنة ودال مهملة مكسورة وهم: بنو العِيْدِي بن تُدْعى بن مهرة.
وإلى بني العَيْدِي تنسب الإبل العِيْدِية.
ومن بني العِيْدي، زهير بن قِرْضَم، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.
وبقايا بني مهرة موجودون بمشاريق اليمن إلى الآن.
العمارة الثامنة: من الموجودين من بقايا قضاعة: جرم، بفتح الجيم وسكون الراء المهملة وميم في الآخر.
قال الجوهري: وهم بنو جرم بن زَبان، ولم يزد على ذلك.
وقال أبو عبيد: هم بنو جرم، واسمه عِلاف بن زبّان بن حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة.
قال في العبر: ومنهم جماعة من الصحابة رضي الله عنهم.
قال الحمداني: منهم بنو جشم، وبنو قُدامة، وبنو عَوف.
قال في العبر: ومنازلهم ما بين غزة وبلاد لاشراة من جبال الكَرَك.
قلت وهذا وهم منه، فإنّ جرماً الذين ببلاد غزة هم جَرم "بليّ" الآتي ذكرهم في الكلام على بطون "طيء" لا جَرم "قضاعة" على ما سيأتي بيانه هناك إن شاء الله تعالى. وعلى هذا جرى الحمداني، وهو أدرى بمعرفة ذلك، لأنه كان مهمنداراً لوفود العرب الواردة إلى الأبواب السلطانية، هو الذي يتولى أمرها وينزلها دار الضيافة السلطانية، ويعلم تفاصيل أحوالها.
القبيلة الثانية من بني سبأ:
كهلان، بفتح الكاف وسكون الهاء ولام وألف ثم نون في الآخر. وهم: بنو كهلان بن سبأ، المقدم ذكره.
قال في العبر: والعدد فيهم أكثر من حِمْير.
قال أبو عبيد: وشعوبهم كلها متشعبة من زيد بن كهلان، وربما ملك بعضهم اليمن مداولة لبني حِمير.
قال في العبر: ولما تقلَّص مُلك حِمير بقيت الرياسة بالبادية على العرب لبني كهلان. والمشهور من بقايا كهلان الموجودين الآن ثمان عمائر:
العمارة الأولى:
منهم جُذام، بضم الجيم وفتح الذال المعجمة وألف ثم ميم.
قال أبو عبيد: وهم بنو جذام بن عديّ بن الحارث بن مُرة بن أُدد بن زيد بن يشجُب بن عريب بن زيد بن كهلان.
وجعله صاحب حماة من بني عمرو بن سبأ.
وهو أخو لخم، وعمّ كِندة.
وكان لجذام من الولد: حَرام وجُشم.
قال صاحب حماة: وجميع ولده منهما.
قال الجوهري: وتزعم نسابة مضر أنهم من مضر، وأنهم انتقلوا إلى اليمن، ونزلوها، فحسبوا من اليمن. واستشهد بذلك بقول الكُميت يذكر انتقالهم إلى اليمن:
نَعَاءِ جُذاما غير موت ولا قتل ولكن فراقاً للدعائم والأصل
قال الحمداني: ويقال: إنهم من ولد يعفر بن إبراهيم عليه السلام. واستشهد لذلك بما رواه محمد بن السائب أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد من جذام، فقال: مرحباً بقوم شُعيب وأصهار موسى. وبقول جنادة ابن خَشرم الجُذامي:
وما قَحْطان لـي بـأب وأُمٍّ ولا تَصْطادني شُبه الضِّلاَلِ
وليس إليهمُ نَسبي ولـكـن مَعدّيّاً وجدتُ أبي وخالـي
قال صاحب حماة: وكان في "جذام" العدد والشرف.
وإلى "جذام" ينسب: فَروة بن عمرو الجذامي. كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم بعد إسلامه.
قال ابن الجوزي: كان فروة عاملاً للروم فأسلم، وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه، وبعث بذلك مع رجل من قومه، وبعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببغلة بيضاء وفرس وحمار وأثواب وقُباء سُندس مَحُوص بالذهب. فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً فيه، بعد البسملة: أما بعد. فقد قدم علينا رسولك وبلّغ ما أرسلت به، وخبّر عما قبلكم، وأتانا بإسلامك، وأن الله هداك بهُداه. وأمر بلالاً فأعطى رسوله اثنتي عشرة أوقية فضة.
وبلغ ملك الروم إسلام فروة، فدعاه وقال له، ارجع عن دينك. قال: لا أفارق دين محمد، وإنك تعلم أن عيسى قد بشَّر به، ولكنك تضن بملكك، فقتله وصلبه.
قال ابن إسحاق: وذلك على ماء بفلسطين؛ يقال له عفراء. قال: ولما قدّموه ليصلبوه أنشد:
أبلغ سراة المُسلمين بأننـي سَلّم لربِّي أعظُمي ومقامي
وإليهم أيضاً ينسب: رفاعة بن زيد الجذامي.
قال ابن إسحاق: قدم رفاعة بن زيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في هدنة الحُديبية فأسلم وحسُن إسلامه، وأهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً، وكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً إلى قومه، فيه بعد البسملة: هذا كتاب من رسول الله لرفاعة بن زيد: إني بعثته إلى قومه عامة، ومن دخل فيهم يدعوهم إلى الله تعالى وإلى رسوله، فمن أقبل منهم ففي حزب الله وحزب رسوله، ومن أدبر فله أمان إلى شهرين.
فلما قدم رفاعة إلى قومه أجابوا وأسلموا، ثم ساروا إلى الحرّة حرة الرجلاء فنزلوها.
ومن جذام أيضاً: بنو هود، من ملوك الأندلس في أيام الطوائف، وهم بنو هود بن عبد الله بن موسى بن سالم الجذامي.
ويقال: إنهم من ولد روح بن زنباع، وأول من ملك منهم سليمان المستعين بسرقسطة، ودام ملكهم مدة ودانوا بطاعة خلفاء بني العباس.
ومن جذام: بنو مردنيش ملوك بلنسية من الأندلس في جملة ملوك الطوائف.
قال في العبر: وأول من ملك منهم عبد الله بن سعد بن مردنيش الجذامي، وبقي الملك فيهم إلى أن غلبهم الطاغية صاحب برشلونة من الأندلس سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
قلت: وبقايا جذام منتشرون بأقطار الأرض في كل جانب، ولقد ورد على الظاهر برقوق، صاحب الديار المصرية، كتاب من صاحب البرنو من ملوك السودان، يذكر فيه أن بجواره قوم من جذام، وأنهم أغاروا عليهم وسبوا من أقاربهم جماعة، وسأل تتبع آثارهم بمملكة الديار المصرية ليوجد أحداً منهم قد بيع بها فينتزع.
ثم المشهور من بقايا جذام الموجودين الآن أحد وعشرون بطناً ما بين كبار وصغار.
البطن الأول: بنو زيد حرام بن جذام. ومنازلهم بلاد الشرقية من الديار المصرية، وهي عمل بلبيس، وتعرف ببلاد الحوف.
قال الحمداني: وجذام أول من سكن مصر من العرب حين جاءوا في الفتح الإسلامي مع عمرو بن العاص رضي الله عنه، وأقطعوا فيها بلاداً بعضها بأيديهم إلى الأن.
ثم قال: ومن أقطاعهم، هُرْبَيط، وتلّ بَسْطه، ونوب، وأم رماد، وغير ذلك.
قال: وجميع أقطاع ثعلبة كان في مناشير جذام من زمن عمرو بن العاص، وإنما السلطان صلاح الدين وسّع لثعلبة في بلاد جذام، ولذلك كانت فاقوس وما حولها لهلباً سويد.
ويتفرع عن هذا الفخذ خمس فصائل، وهم: سويد، وبعجة، وناثل، ورفاعة، وبردعة، إلى فروع كثيرة.
فأما سويد، فمن ولده: هلبا سويد، وهم: بنو هلبا بن سويد.
قال الحمداني: ومنهم، العطويون، والحميديون، والجابريون، والغتاورة. ويقال لهم: أولاد طواح المُكوس.
ومنهم أيضاً: الأخيوه، هم أولاد حمدان، ورومان، والسود.
ومن بطون الحميديين: أولاد راشد، ومنهم: البراجسة، وأولاد يبرين، والجواشنة، والعكوك، وأولاد غانم، وآل حمود، والزرقان والأساورة، والحماريون.
ومن أولاد راشد المقدم ذكرهم الحراقيص، والخنافيس، وأولاد غالي، وأولاد جَوال، وآل زيد.
ومن النجابية: أولاد نجيب، وبنو فيصل.
ومن ولد سويد أيضاً: هلبا مالك، وهم بنو هلبا بن مالك بن سويد، ومنهم الحسنيون، وهم أولاد الحسن، والغوارنة، وهم بنو الغور بن أبي بكر بن موهوب ابن عبيد بن مالك بن سويد.
ومنهم: العقيليون، وهم بنو عقيل بن قرة بن موهوب بن عبيد بن مالك بن سويد، وهم بيت الإمرة، وكانت الإمرة فيهم في نجم بن إبراهيم بن مسلم بن يوسف ابن واقد بن غدير.
ومنهم من أُمر بالبوق والعلم، وهو أبو راشد بن حُبشي بن نجم، ودحية، ونابت إبنا هانئ بن حوط بن نجم.
ومن هلبا مالك: معبد بن منازل، وقد أقطع مُنى بن خثعم وأُمر واقتنى عدداً من المماليك الترك والروم وغيرهم. وبلغ من الملك الصالح نجم الدين أيوب منزلة، ثم حصل عند الملك المعز أيبك التركماني على الدرجات الرفيعة، وقدمه على عرب الديار المصرية، ولم يزل على ذلك حتى قتله غلمانه فجعل الملك المعز ابنيه: سلمى، ودغش، مكانه في الإمرة، فكانا له نعم الخلف، ثم قدم دغش دمشق فأمّره صاحبها الملك الناصر ببوق وعلم، وأمر الملك المعز أخاه كذلك، فأبى حتى يؤمّر مفرج بن سالم بن راضي مثله، ثم أُمّر مزروع بن نجم كذلك في جماعة كثيرة من جذام وثعلبة.
ومن بني مالك بن سويد: بنو رديني بن زياد بن حسين بن مسعود بن مالك.
قال الحمداني: ومنهم أولاد جياش بن عمران، ولهم تل محمد.
ومن ولد سويد أيضاً: بنو الوليد، وهم بنو الوليد بن سويد.
ويقال: إن من ولده: طريف بن مكنون، الملقب زين الدولة.
قال الحمداني: كان من أكرم العرب، وأنه مان في مضيفته أيام الغلاء أثنا عشر ألفاً يأكلون عنده كل يوم، وكان يهشم لهم الثريد في المراكب، وبطريف هذا تعرف: نوب طريف، من بلاد الشرقية.
ومن عقبه: فضل بن شمخ بن كمونة، وإبراهيم بن عالي، أمرا كل منهما بالبوق والعلم.
وعد الحمداني من أخلاف بني الوليد: الربيعيين، والخليفيين، والحُصينيين.
ومنهم أولاد شريف النجابين.
ويقال إن لهم نسباً في قريش في بني عبد مناف بن قصي.
ومن بني الوليد: الحيادرة، وهم بنو حيدرة بن معروف بن حبيب بن سويد. وهم طائفة كثيرة.
ومنهم أيضاً: بنو عمارة، وهم: بنو عمارة بن الوليد.
قال الحمداني: وفيهم عدد، ولهم البرمون.
ومنهم الحييون، وهم بنو حية بن راشد بن الوليد؛ وأولاد منازل، وكان منهم معبد بن منازل. أُمّر ببوق وعلم.
وأما بعجة، فمن ولده: هلبا بعجة. وهم بنو هلبا بن بعجة بن زيد بن سويد، وكان لبعجة من الولد: رداد، ومنظور، وناثل، ونجاد. ومن هلبا هؤلاء: مفرجبن سالم ابن راضي: المقدم ذكر تأميره مع تأمير سلمى بن معبد. ثم خلفه على إمرته ابنه حسان ابن مفرج.
ومن هلبا بعجة: أولاد الهريم، من بني غياث بن عصمة بن نجاد بن هلبا بعجة.
ومنهم أيضاً: الجواشنة، وهم: بنو جوشن بن منظور بن بعجة، وهو صاحب السراة، المضروب به المثل في الكرم والشجاعة.
ومنهم: الغوثية. وكانوا في عداد ردّاد بن بعجة، وأما نائل، فله البئر المعروفة ببئر نائل على رأس السراة.
ومن عقبه: مهنا بن علوان بن علي بن زبير بن حبيب بن نائل، كان جواداً كريماً، طرقته مرة ضيوف في شتاء ولم يكن عنده حطب يوقده لطعام يصنعه لهم، فأوقد أحمالاً من بُر كانت عنده وكان له كفر برسوط بنواحي مرصفا من الشرقية.
وأما بردعة، ورفاعة، فالظاهر أن بينهم اندرجوا في إخوتهم الثلاثة المقدم ذكرهم.
البطن الثاني من جذام: بنو مجربة بفتح الميم وسكون الجيم وفتح الراء المهملة وقتح الباء الموحدة وهاء في الآخر. وهم: بنو مجربة بن حرام بن جذام، وهو أخو زيد بن حرام، المقدم ذكره. وقيل: ابنه. واسم أمه أُمية، وقيل: ميه: وقيل هو وزيد ابنا الضبيب. وقيل: الضبيب أبو أمية المذكور.
ومن بني مجربة هؤلاء: رفاعة بن زيد الجذامي، أحد بني روح، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وعقد له على قومه، فتوجه إليهم فأسلموا على يديه ووهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم "مدعماً" العبد صاحب الشملة التي ورد فيها الحديث.
ومن بني مجربة هؤلاء: الشواكرة.
قال الحمداني: ولهم شنبارة بني خصيب.
قال: وإليهم يرجع أولاد العجار، أولاد الحاج في زمن السلطان صلاح الدين، وهلم جرا إلى الآن.
قال: وفي عقبه هؤلاء عدد يعرفون به، ثم قال: وفي الحجاز فرقة منهم.
البطن الثالث من جذام: بنو سعد، وضبطه معروف.
قال الحمداني: وقد اجتمع بمصر خمس سعود من جذام واختلط بعضهم ببعض.
أحدها: بنو سعد بن إياس بن حرام بن جذام.
والثاني: سعد بن مالك بن زيد بن أفصى بن سعد بن إياس بن حرام بن جذام، وإليه ينسب أكثر السعديين.
والثالث: سعد بن مالك بن حرام بن جذام.
والرابع: سعد بن أبامة بن عبيس بن غطفان بن سعد بن مالك بن حرام ابن جذام.
والخامس: سعد بن مالك بن أفصى ين سعد بن إياس بن حرام بن جذام.
قال: وأكثرهم مشايخ البلاد وخفراؤها، ولهم مزارع ومآكل، وفسادهم كثير، وفيهم عشائر كثيرة، ومنهم: شاس، وجوشن، وعلان، وفزارة. ولهم من تل طنبول إلى نوب طريف. ومنها: دَقَدوس، ودمريط، وليلة، وبرهمتوش.
بل قد ذكر الحمداني أن ديارهم من ضواحي القاهرة إلى أطراف الشرقية.
ومن مقدميهم: أولاد فضل والسلاحمة، وسكنهم في منية غمر- بالغين المعجمة- إلى ريفها.
ومنهم: شاور السعد وزير العَضُدّي، آخر الفاطميين بمصر.
ويقال إن من عصب بني شاور كبار منية غمر وخفراؤها، إلا أن "ابن خلكان" ذكر أن شاوراً، من سعد حليمة: ظئر النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن بني سعد هؤلاء: بنو عبد الظاهر، كُتّاب ديوان الإنشاء.
قال المقر الشهابي بن فضل الله: رأيته- يعني القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر- ينتسب إلى روح بن زنباع.
ومنهم أيضاً: أهل برهموتش ومشايخها.
ولم يزل بين بني سعد هؤلاء وبين بني وائل العداوة والشحناء والوقائع التي يقتل فيها الجم الغفير من الفريقين، والأمر على ذلك إلى الآن.
ومنهم: بنو جوشن.
قال المهمندار: ومساكنهم بضواحي القاهرة إلى أطراف الشرقية.
قال الحمداني: ومن سعد جذام: بنو سعد، عرب صرخد.
قال: وبالإسكندرية قوم من جذام. ولم يبين من أي بطون جذام هم.
البطن الرابع من جذام: زهير، بضم الزاي وفتح الهاء وسكون الياء المثناة من تحت وراء مهملة في الآخر.
ويقال لهم: الزهور أيضاً.
قال الحمداني: أكثرهم بالشام، والذين منهم بمصر امتزجوا ببني زيد ابن حرام بن جذام، المقدم ذكرهم، وهم عرب الحوف إلى ما يلي أشموم الرمان.
ومنهم: بنو عرين، وبنو شبيب، وبنو عبد الرحمن، وبنو مالك، وبنو عبيد، وبنو عبد القوي، وبنو شاكر- وهم غير شاكر عقبه-، وبنو حسن، وبنو شما- وهم غير شما آل ربيعة.
ومنهم أيضاً: البصيلية، والمنيعية، والمسمارية، والجواشنة، والحيارى.
ويجاورهم من جذام أيضاً: البشاشنة، والطواعن، والجوابر، والخضرة- بفتح الخاء والضاد المعجمتين- وبنو مالك.
البطن الخامس من جذام: العائذ، ذكرهم الحمداني ولم يرفع نسبهم.
قال في العبر: ومساكنهم فيما بين بلبيس إلى عقبة أيلة إلى الكرك من ناحية فلسطين.
قال في مسالك الأبصار: ودرك هذه الأماكن في الحجيج، حتى تصل العقبة، عليهم.
البطن السادس من جذام: بنو عقبة، بضم العين المهملة وسكون القاف وفتح الباء الموحدة وهاء في الآخر. وهم: بنو عقبة بن حرام بن جذام، على الخلاف السابق في نسب مجربة.
قال الحمداني: وديارهم من الشَّوْبك إلى حِسمي إلى تبوك إلى تيماء، ثم إلى الحُريداء، وهي في شرق الحجاز.
وقال في العبر: ديارهم من الكرك إلى الأزلم، في برية الحجاز، وعليهم درك الطريق، ما بين المدينة المنورة إلى حدود غزة من بلاد الشام.
وقال في مسالك الأبصار: عليهم درك الحجيج من العقبة إلى الدامان.
قال: وآخر أمرائهم كان شَطِّي.
قال: وكان سلطاننا الملك الناصر- يعني محمد بن قلاوون- قد أقبل عليه إقبالاً أجله فوق السماكين، وألحقه بأمراء آل فضل، وآل مرا، وأقطعه الإقطاعات الجليلة، وألبسه التشريف الكبير، وأجزل له الحباء، وعمر له ولأهله البيت والخباء.
قال الحمداني: وفرقة منهم بالحجاز الشريف.
البطن السابع من جذام: بنو طَرِيف، بفتح الطاء وكسر الراء المهملتين وسكون المثناة التحتية وفاء في الآخر.
ومنهم: بنو مَهْدي، بفتح الميم وسكون الهاء وكسر الدال المهملة وياء مثناة من تحت، وعدّ في "التعريف" بني مهدي من بني عُذرة. وقد تقدم أن عذرة من بني قضاعة من حِمْير. وبالجملة فهم من عرب اليمن.
ومن بني طريف: بنو مُسْهر، بضم الميم وسكون السين المهملة وكسر الهاء وراء مهملة في الآخر؛ وبنو عَجرمَة، بفتح العين المهملة وميم مفتوحة ثم هاء.
فأما بنو مهدي فهم أكثرهم عدداً وأوسعهم نطاقاً. ومنهم: المشاطبة، ومن المشاطبة: أولاد عسكر، والعناترة، والبترات، واليعاقبة، والمطارنة، والعفير، والرويم، والقطاربة، وأولاد الطامية، وبنو دوس، وآل سبأ، والمجابرة، والسماعنة، والعجارمة، وبنو خالد، والسلمات، والحمالات، والمَساهرة، والمغاورة، وبنو عطا، وبنو صاد، وآل شبل، وآل رويم- وهم غير الرويم المقدم ذكرهم- والمحارقة، وبنو عياض.
قال الحمداني: وهؤلاء ديارهم بالبلقاء، إلى بارين، إلى الصوَّان، إلى علم أعفر.
وذكر أن حول الكرك منهم بني داود، في جماعات كثيرة منهم.
وأما بنو عجرمة، وهم العجارمة، فقال الحمداني: كان شيخهم مسعود بن جرير ذا مكانة عند ولاة الأمور.
وأما بنو مُسْهر، فالذي يظهر أنهم دخلوا في مهدي وامتزجوا بهم.
البطن الثامن من جذام: بنو صخر، بالضبط المعروف، ومنهم: الدعجيون. ويقال لهم: الدعاجنة. والعطويين، والصويتيون.
قال الحمداني: وبلادهم ما حول الكرك، ومنهم طائفة بمصر.
البطن التاسع من جذام: بنو خَصِيب، بفتح الخاء المعجمة وكسر الصاد المهملة.
قال الحمداني: وهم أشتات بمصر والشام.
البطن العاشر من جذام: بنو واصل.
قال الحمداني: وأصل مقرهم الشام، ووفدت طائفة منهم على المعز أيبك التركماني بالديار المصرية، فأقاموا بها وبقيت بقيتهم بالشام.
البطن الحادي عشر من جذام: بنو مرة: وهم خفر القدس.
البطن الثاني عشر من جذام: بنو فيض، من عرب القدس.
البطن الثالث عشر من جذام: بنو شجاع، من عرب القدس أيضاً.
البطن الرابع عشر من جذام: العناترة، عرب بلد الخليل عليه السلام.
البطن الخامس عشر من جذام: بنو أيوب، عرب حسين، من بلاد الشام.
البطن السادس عشر من جذام: بنو نمير، خفراء عرب الكفرية. ونمرين من الشام.
البطن السابع عشر من جذام: بنو وهران، من عرب جبل عوف.
البطن الثامن عشر من جذام: الحريث، بضم الحاء وفتح الراء المهملتين وإسكان المثناة من تحت وثاء مثلثة في الآخر: عرب الساحل الغزاوي.
قال الحمداني: غزوا عسقلان أيام الملك الصالح مع بيبرس الجاشنكيز فأقطعهم هناك.
البطن التاسع عشر من جذام: بنو عمرو، عرب الصلب.
البطن العشرون من جذام: بنو أسلم، بفتح اللام. منازلهم بلاد غزة.
ذكرهم الحمداني ثم قال: ولكنهم اختلطوا بجذيمة من عرب طيء.
قال في مسالك الأبصار: وبتدمر والمناظر رجال من أسلم.
البطن الحادي والعشرون من جذام: بنو صخر. قال الحمداني: ومساكنهم ببلاد الكرك.
قال: وهم الدعجيون، والعطويون، والصويتيون. وذكر أنهم أخلاف لآل فضل، من عرب الشام.
قال: ومنهم جماعة بمصر.
قلت: أما حِشْم بن جذام، فلم يكن فيهم بقية مشهورة، وقد كان منهم في الزمن المتقدم بطن يسمى: عتيباً وهم بنو عتيب بن أسلم بن مالك بن شنوءة بن بديل بن حشم بن جذام.
قال أبو عبيد: وهم اليوم ينتسبون في شيبان، يقولون: عُتيب بن شيبان.
قال: وإليهم تنسب حفرة عتيب بالبصرة.
قال الجوهري: أغار عليهم بعض الملوك فسبى الرجال فكانوا يقولون: إذا كبر صبياننا لم يتركونا حتى يفلتونا فلم يزالوا عندهم حتى هلكوا. فضرب لهم العرب مثلاً، فقيل: أودى عتيب. وفي ذلك يقول الشاعر :

تُرجيها وقد وقعت بـقُـرّ
= كما ترجو أصاغرها عَتيب



رد مع اقتباس