[خيَّال الغلباء]

بسم الله الرحمن الرحيم

دخل الشاعر إلى بيته بعد يوم من العمل فسمع صوت ابنه وهو يردد سورة الإخلاص وهو لا يتجاوز العامين حيث حفظته إياه الأم أثناء غياب الشاعر لهذا الدور البناء فقال :

ـِّجَــدّدْ خُـطـَـاكَ وحَـــدِّثْ عـن مآســينَـا
= واكـتــُبْ لَعـلَّ أريـجَ الحَــرْفِِ يُحْـيينــَا

يا أم ( عيسـى ) ســنَبْنــيـها كـرامَــتـَــنَـا
= مَـا دُمـتِ للصّـدقِ والإحسـَــانِِِِِ تـويــنـا

أنــرتِ بِــيتــًا بـذكِــر الله فانْبَـعــثــتْ
= قصـائدُ الحــبِّ فـي مِـحـــرَابِ واديـنـا

وبَصمـةُُُُ المــجـدِ معـــروفٌ ســـوَابِِقـــهَا
= فـي مَطلََـعِِ الشَّـمْسِِ تَـتْـلُـوها أرَاضـيـنـاَ

الخــيــرُ يــبدأ مــن أم لـها حـُــلُـــمُ
= يُعـَـانِــقُ الشـمس كـي تـرعى البـساتينـا

( أوراس ) تَشـهـَدُ أحــداثــاً تُسـجـِّـلهـــا
= والرّمـلُ أثـبـتَ بُـرْْهَـانـا لمـاضـــينــا

كَـمْ كَــانَ ( حمةَ ) يُعْـطِِيــنَا عَـلاقَـــتَـنــَا
= يُفَـجـِّـرُ الصَّمـتَ فـي الدُّنْيـَا لِيَـبْـنِِيــنـَا

وعَـلَّمَــتْهُ البــوَادي كَيْـــف يغـْـسـِــلنَا
= كـمْ كَــانَ ( حَمّـةَََََ ) واداًً مـثـلَ واديـــنـا

يـــا ( أم عــِيــسَى ) أمـانِِـيـنـَـا مُعَلَّـقَــة
= تراقب الليل والأقصى ينادينا

هــذا الصـــبيُّ سَــقَيـنـاهُ عـقــيدتـــنا
= وبـارك اللـه فـيـما كـنـتِ تـسـقـيــنا

هـذا الصَّــبيُّ سَــلِيــلٌ مـــنْ قَــوَافِــلِنَا
= هَــذا الصّــبيَّ عــريـقٌ فـي مـَبَـادِِيــنَا

يا مَـــنْ عـَـرَفْــتَ إلـه ًواحــدًا صـمــدًا
= أعِـدْ إليــنا شََبــابَ الفـَـتْحِِ يَـكْفـِينَــا

مــا دامَ يشــهـد أَنَّ اللَّــــهَ خـَــالقـــهُ
= فَلْتَــقْـرَئي الآن فــي كــفَّـيْـْهِ ( حطيـنا )

كـم قــبَّلَ العــلمُ عُبّــادًا لِِخَـــالِِقـهــم
= وأشـرقً النـصـرُ ما بـيـن الــمـصلـيـنـا

فــادع لي الله سِـــرًّا كـــي يُتَــوجـَـني
= فَضْــلَ الشهـادةِ تـيسـيــرًا وتمـكيــنـا

فلســتُ أحـتـــاج حـــواء تزاحــــمـنا
= بـل نحــن نحــتـاجُ حـواءًًا تـواســيـنـا

ليــرجـَــعَ الـوطــنُ المَنفِــيُّ مِنْ شَفَـــتِي
= ويَـرْجَـع الحُــبُّ فــي صَــفِّ المُحِبـِّيـنَا

كُنّـا كبــارًا وحــبل الله يـــعصــمــــنا
= نُــوزِّعُ الـــعَـدلََ إدغـََامـًًا وتَـنْـويـنـَا

بـِِالأمْـسِِِِِ كُُـنـَّّــا صَنَــاديـدًا عمـــالـقـةً
= والــيــومَ صِِِـرْنـا نــوالـي من يُعَادِينــَا

لا يولـدُُ الفَــجـرُُ إلاَّّّّّ مِــنْ جـَـماجِِمــــنَـا
= سَـــنََدخــلُُ البـابَََ بــاذن اللـهِ آمـينـا

فَلْْتُُـهْـزَمُ العَتْـمَـةُ الحَمــقـاءُ فــي وَطَنـــي
= ولْـيَسـقـط اللَّيْلُ مـن أعـلـى قـــوافينـا

يا ( أم عيسى ) قــتـلــنـا الـريــح في دمـــنا
= وحـامـلُ السَّـــوطِ أهـدينـَاهُ ـيـنـا

فـلا النـــجــُـومُ أرادت أن تــزاحـمـــنا
= ولا العــصَــافِـيرُ شاءتْ أن تُسَـلِّــيـنـا

شعــر : بـلـول محـجوب / الجزائر / وادي سوف من مجموعته الشعرية الحروف العاكسات .

أخي الكريم / محجوب الربعي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على هذه القصيدة الرائعة وصح لسان الشاعر الكبير / بلول محجوب وسلم نبضه وبنانه وإعتلا شانه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام مع أطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .