[خيَّال الغلباء]

أخي الكريم / مورد السهوم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بهذه الرسالة القيمة والمهمة لكل من سيكتب في منتدى التاريخ والأنساب وجعلها الله في ميزان حسنات من كتبها وقد استسهل بعض الشباب أصلحهم الله الكتابة بالأنساب من غير وعي أو علم أو ادراك لما يفعلون وتناسوا وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد أسأل الله تعالى أن يتجاوز عن سيئاتهم ويهديهم سبل الرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه والإبداع للكاتب الأصلي وما أنا إلا ناقل بتصرف يسير ومن أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا نعمة المنطق ولكن قد تكون نقمة على كثير من الناس حيث أن البعض يستغل هذه النعمة بفضول الكلام وقبيحه ويبحث عن أسوأ الكلام ويترك أفضله ؛ قال الشاعر :

احفظ لسانك أيها الإنسان
= لا يلدغنك إنه ثعبان

كم في المقابر من قتيل لسانه
= كانت تهاب لقائه الشجعان

وكانت العرب تقول قديما : ( إياك وأن يضرب لسانك عنقك ) يعني لا تتكلم بالكلمة التي فيها هلاكك ؛ ومن العجب العجاب أن ترى بعض الناس يثرثر في المجالس كثيرا والأعجب من هذا لا تجد له منصت على كثر كلامه لأن النفس البشرية لا تميل إلى هذا الصنف من البشر ؛ والصمت يحبب الناس بصاحبه ويجعله صاحب مهابه لدى كل من يعرفه ومن لا يعرفه وهذا شئ مجرب ومعروف ؛ قال الشاعر :

وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن
= ثرثارة في كل ناد تخطب

وقال غيره :

وزن الكلام إذا نطقت فإنما
= يبدي العقول أو العيوب المنطق

وقال اّخرون : ( من يكثر الكلام يأتيه الشتام ) فالعاقل هو الذي يتفقد نفسه وحاله لأن كثير من الأمور السيئة توجد داخل أنفسنا ونحن نعلم بها ولكن لا نغير منها شيئا ولا ندعوا الله سبحانه أن يخلصنا منها وهذا ظلم للنفس ؛ وأنا أنصح كل شخص يقرا هذه الحروف أن يلتزم الصمت ولا يكثر الكلام وسوف يجد حلاوة هذا الصمت بعد حين لأننا جميعا لا نحب الشخص الذي يتكلم كثيرا ونشعر بأنه بعيد عن أنفسنا لأن سوء الخلق يبعد وحسن الخلق يقرب ؛ وأنصح كل إنسان أن يجيب على قدر السؤال الذي وجه له ولا يفصل إلا إذا طلب منه تفصيل الجواب لأن النفس البشرية تنفر من الشخص كثير الكلام الذي يتدخل في مالم يعنيه إلا إن كان زيادة كلامه يأتي بفائدة في الموضوع المسئول عنه قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) وتقول العرب قديما : ( المرء بأصغريه ) يعني عقله ولسانه ؛ أسال الله ان ينفعنا بما كتبنا وقرأنا وسبيع الغلباء قبيلة عامرية هوازنية قيسية ورثت مجد بني عامر وبلادها من الجاهلية وهي التي تحمل لواءها إلى يومنا هذا وقد وردت أسماء بطون سبيع صريحة في مشجرات بن الكلبي وأمهات كتب الأنساب مثل عزيز وجميل ورؤيبة وشماس وغيرها ومن لم ير عامرية سبيع فإنه أعشى البصر أو على قلبه غشاوة من حسد مقيت والله أسال أن يبعد بعض المتمعلمة من حلفاء سبيع الغلباء عن أنسابها والفتيا فيها والذين فرقوا شملها وتكلموا باسمها ليغطوا نقصهم المتوارث بأن يتظفروا بما ليس لاّبائهم ولا أجدادهم على حساب القبيلة وإن لم يتدخل العقلاء من أبناء القبيلة ويردوهم عن ذلك فإن النار من مستصغر الشرر وقد رأيت بعض الحاضرة من غير سبيع ومن أخوال الحلفاء يكتب باسم الغلباء مناصرة لبنيخيه بل إن الجراة وصلت بهم أن يعتدوا على من عرفتهم الغلباء أبناء بررة منافحين عن موروث القبيلة على جميع الأصعدة لا لشيئ إلا لأنهم بينوا السبيعي من الحليف ووضعوا النقط على الحروف بعدما اعتدوا الحلفاء على الغلباء وشيوخها وصاروا ينسبوا بواديها ويخرجوا من شاؤوا بل إن هؤلاء الحلفاء يستهزؤن بنا وبالترافد بيننا أرجوا أن نجتهد في أن نضع حدا لهذا الموضوع قبل أن يخرج عن السيطرة والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويشركك في دعائك هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام مع أطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .