الحائف المشهور / سند أبا الخيل الشيباني رحمه الله
كُتب : [ 05 - 05 - 2008 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم هذه القصة بعد حمد الله تعالى الذي عافانا من الجهل والظلال والنهب والسلب وأنعم علينا بنعمة الإسلام والاجتماع على رأية التوحيد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقول القصة ذهب الحائف المشهور / سند أبا الخيل الشيباني عفا الله عنه ورحمه يوماَ حائفاَ على إحدى قبائل حرب ولم يكن بمفرده ، وعندما وصلوا إلى ديار حرب ولدى العشيرة التي ينوي أن يغير عليها ، قام ومن معه بفك عقل الإبل ، وكان الوقت ليلاَ إلا أن رجال قبيلة حرب انتبهوا لهم واستطاعوا أن يأسروا الحائف المشهور / سند أبا الخيل نفسه ويقبضوا عليه حيث أخذوه إلى بيت شيخ قبيلة حرب الشيخ / الذويبي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وكان الحروب لا يعرفون سنداَ هذا وإنما يسمعون عن الحائف المشهور / سند أبا الخيل الشيباني الذي دائماَ ما يحوف الخيل ويختطفها من مرابطها فقالوا له : هل أنتم ركب ؟ قال : لا ، أنا حنشولي وكان قصده أن يخفي أمر جماعته لكي لا تلحق بهم خيل قبيلة حرب ، وبعد اجتماع رجال حرب في بيت الشيخ / الذويبي رحمهم الله أوقدوا النار ونظروا إلى ثوب سند وإذا به متجعد فعرفوا أنهم ركب إلا أن الركب أصبح الآن بأمان ، إذ الوقت الذي مضى قد مكنهم من الخروج من بلاد قبيلة حرب والدخول إلى بلاد قبيلة عتيبة . فقال أحدهم : هل تعرف الحائف / سند أبا الخيل الذي يطلق قفل حديد الخيل ؟ قال : لا . فقال أحد الحضور من حرب : أنا أعرف سند وهو رجل أبيض اللون طويل الشعر ، لأنني قد نازلته مرة على ظهور الخيل وكان الوصف غير صحيح فقال رجل آخر طاعن في السن من حرب : هذا ليس وصف سند ، بل وصفه في وصف هذا الأسير وهو مثل هذا الأسير أسمر اللون طويل الشعر قصير القامة . وبعد أن دار هذا الحوار على هذا وكثر الجدل بينهم قال سند : إذا أردتم أوصاف سند بالدقة فسأعطيكم إياها ولكن أعطوني الأمان ومنوا علي أولاَ ثم أخبركم بسند وأوصافه ، فأعطوه الأمان حسب العادات المتبعة بين القبائل آنذاك , فقال لهم سند أنا الذي اختلفتم في وصفه ، فغضب الذي وصفه بوصف خاطئ وقال : إنه ليس هذا سندا وأنا أعرف سنداَ ... الخ . فأجابه سند قائلاَ : إذا كان كلامي غير صحيح احترس على حصانك إلى دور هذه الليلة يعني تمام الأسبوع وإذا لم آخذه فأنا لست بسند وإن أخذته يكون كلامي ووصف الشايب فيني صحيحاَ ، فقام هؤلاء الجماعة من حرب بالمشي إلى جانبه حتى جاوزوه حدود قبيلة حرب وأطلقوه ، وعندما بقي ما يقارب ثلاثة أيام من الموعد المحدد بين سند والحربي قال الحربي : أنا قائل لكم إنه ليس بسند لأنني أعرف سنداَ وقام ونام في بيته بعد الحراسة الطويلة والحصان خارج البيت ، ولكنه من باب الاحتياط وضع فراشه فوق حديد الحصان – حسب الرواية - وحضر سند وقام بفك المربط الشبيلي وسحب الحديد من تحت صاحب الحصان وفك القفل وجمع الحديد وقال لصاحب الحصان هذا حديد حصانك بعدما أيقظه من النوم وأخذ يردد الحصان على البيت من باب الثقة بالنفس ثم لكز الحصان وراح يعدو به وصاح الحربي وركبت الخيل من عند حرب ولم تلحق بالحصان حيث إنه سبوق يَلحَق ولا يُلحَق ، كما يقال . فتمثل الحربي في حصانه بأبيات منها :
وجدي وجود اللي حصانه رمابه
= وليا بغى المحراف ما هو بعاصيه
يوم التفــت وليا ســـند قد غدا به
= وليـا حديـــده زابره وين أبغديـه
فقال : سند عندما سمع بقصيدة الحربي في حصانه الذي تمت المنافسة عليه هذه الأبيات ردّا عليه فقال :
حصانك المفقود ما هو نهابة
= أخذه سند في دينه اللي مضى فيه
عانه حذية واحــدِ من عتابه
= وليا ثور المركــي ثنا عـند تـاليـه
ومن قصص سند أنه سمع بأحدية للفارس شارخ البـَرّاق من ذوي ثبـيت عندما أخذ له جواد هي على الأغلب عن طريق الحيافة وأن من أخذه من بني عبد الله من مطير والأحدية هي :
تكفون يا جذعان روق وبرقا
= عانوا جوادي مع بني عبد الله
نبـــا علاهــا نحتمــي الزرقا
= وإلا نقـرّب حلـّة صـوب حلّــه
ويقال : أن سند أبا الخيل سأل عن البيتين واستفسر عن الجواد ، ووصفه ، ومن اللي أخذه من بني عبد الله حيافة وبعدها حاف القوم واسترد الجواد لصاحبه شارخ البَرَّاق , ومما يروى عن سند أبا الخيل أنه جاءه رجل من جماعته وقال له : يا سند أنا ما معي غير هالكديش وأبغى حصاناً أصيلاً مثل حصان الدويش ( كروش ) فاتفقوا أن يحوفوا خيل الدويش ، فعندما رحلوا حائفين وصلوا بالقرب من بيت الشيخ / الدويش وقت المغرب وكان الشيخ / الدويش جالساً في مجلسه بحضور جماعته وكان حديثهم يدور حول غزوة يريد غزوها ، وكان الدويش يحذر جماعته ويقول : إذا أصبحت ووجدت فرساً مأخوذة فاعلموا أن صاحبها لن يغزي معنا ولسنا بحاجة إليه .. الخ ، وكان سند قريباً منهم بحيث يستطيع أن يسمع ما يدور من ذلك الحوار ، وبعدها تفرقوا وذهب كل منهم إلى مضجعه فأخذ سند متعمداَ فرس الدويش ( الأمير ) ، على حسب كلامه المتقدم عندما كان يتوعد قومه ، فذهب بفرس الدويش لصاحبه الذي شكا إليه ورافقه وقال له يا صاحبي هذه كروش فرس الشيخ / الدويش ولكننا سنعيده إليه بحقوقه ولكن نريد أن يعلم أن الله يدبر ما يريد ، فقد مكنَّـا من فرسه . بعدها أعادها سند وأخذ حقوقها وهي : عدايلها . وهي أربع تتلاها . وما يتلى عدايلها وهي أربع أخرى تكون لقحات وثلاث زمايلها وهي ما تحمل طعامها وماءها ونحو ذلك ، فوصل عدد الجميع إلى أحد عشر بعيراً دفعها الدويش إليه فعندما قالوا للدويش : إنه أبا الخيل ، قال كلمته المأثورة : أشهد أن الاسم دليل . ومن أحديات سند في فرس له قوله :
أحلب لها عدولة الورعان
= أم المقاري الشايبه
بكره إليا صلنا على السبعان
= كل يدور غايبه
ومن الصدف الغريبة أنه يتهدد السبعان وكان مقتله على أيديهم . فقد قتل الحائف المشهور / سند أبا الخيل الشيباني على أثر وقعة بين عتيبة الهيلا وسبيع الغلباء في الجفرة من عرق سبيع . ويقال أن هناك امرأة من قبيلة سبيع بن عامر الغلباء تبكي على ولد لها يافع لم تبن أفعاله قتل في تلك الوقعة نفسها ، وحزنت عليه حزنا شديدا فقالوا جماعتها لابن لها آخر قد مضى له أفعال وتجارب مر بها على جثمان الحائف المشهور / سند أبا الخيل الشيباني رحمه الله لتراه وتقتنع ، فعندما مر بها ورأته سألت ابنها من يكون هذا ؟ فقال لها : هذا الحائف المشهور / سند أبا الخيل الشيباني فاقتنعت الأم بوفاة ابنها وقالت من قصيدة لها :
يا عين لا تبكين عاني سند مات
= عاني سند مطلق حديد الاصايل
ياما أقبلن واقفن به العيدهيات
= وأقصى مواصيله قفار وحايل
عفا الله عن الحائف المشهور / سند أباالخيل الشيباني ورحمه وقبيلة سبيع بن عامر الغلباء وقبيلة عتيبة الهيلا جيران وعواني ومن عامود نسب واحد وبينهما الكثير من المعارك والأيام أيام الجهل فعفا الله عنهم وعنا ورحم الفرسان من الطرفين . منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|