بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأخوة الأعزاء في المنتديات اطلعت على ما كتب عن علم من أعلام الجزيرة العربية في الشعر والفلك والحكمة والأنواء وهو الشاعر ( راشد الخلاوي ) والمنشور في مجلة اليمامة بقلم الأديب ( عبدالله بن سعد العضيدان ) جزاه الله عن جهده خيراً ولقد وجدت هذا البحث مدعماً بالمصادر والمراجع التاريخية التي لم يسبقه أحد أليها وعلى وجه الخصوص استنتاجاته على قول الخلاوي نفسه حول نسبه وزمنه وقد وعدنا هذا الأديب بتزويدنا عن ممدوحه ( منيع بن سالم ) إلا أنه لم يفعل بعد وعبر هذا الصرح أضم صوتي إلى صوت الأستاذ ( أحمد الصالح ) الذي يطالب العضيدان عبر اليمامه بأن يكمل بحثه حول منيع بن سالم وإليكم البحث كما جاء في مجلة اليمامة بأعدادها وتواريخها :-
(1)
عبدالله بن سعد العضيدان في مجلة اليمامة عدد 1913ليوم السبت 5/6/1427هـ مقال بعنوان :
منيع بن سالم طلسم لا سبيل إلى حله
أخي الكريم : راشد بن جعيثن ..
يقال : إن ( نقرة حضوضا ) المعروفة في شمال المملكة العربية السعودية , والتي ورد لها ذكر في شعر ( نمر بن عدوان ) حيث قال :
دنق علي بمخلب له شهربي ... يم الثريا والكواكب رقابي
هام الجنوب وهام شرقِ وغربي ... والحروة إنه للشمال انتحابي
مع مثل سلك العنكبوت انحدربي ... يا عقاب في نقرة حضوضا رمابي
ويقال : إن نقرة حضوضا هذه تبتلع من يمشي فيها , ولم يعلم بعد عن أسرار بتلك النقرة .
وأقول إن وجه الشبه وارد بين هذه النقرة وبين ما ذكرته بقولك : ( أول قلطة في فك رموز الخلطة ) التي عنونت بها مقالك في ( مجلة اليمامة ) في عددها (1910) السبت 14/5/1427هـ وبحكم كوني أحد المتولهين بمجلتنا الحبيبة ( مجلة اليمامة ) ومن أول منتظريها في صباح كل يوم سبت , فأعتبر نفسي من الحضور عند القلطة الأولى ولكنني متردد في هل أقلط مع الأولين أم انتظر إلى القلطة الثانية , وسواء كنت مع هؤلاء أو مع أولئك فالغاية واحدة ألا وهي محاولة فك أحد رموزك التي لها بداية , واعتقد أن نهايتها بعيدة المنال , قياساً على محاولة حل رموز راشد الخلاوي التي وردت في أشعاره وفي أخبار ممدوحه منيع بن سالم , والتي دائماً يجعلها في عالم الرمز حيث يقول :
وفي كل فن ما عدا الشين قد قرا ... وقرا الورى في عالم الرمز غالبه
أخي راشد إن في الشعر الشعبي أو النبطي سمه ما شئت كنوزا من الأخبار الصادقة والصالحة للاستدلال بها كمصادر تاريخية جديرة بالرجوع إليها , وخصوصا عند محاولة معرفة من هو منيع بن سالم الذي لا يمكن معرفته إلا عن طريق استقراء واستنطاق شعر راشد الخلاوي .
وحيث إن هذه الخلطة التي طلبت حل رموزها وضمن هذه الرموز ( منيع بن سالم ) وهل هو من آل زويمل أم من غيرهم فقد قررت أن أدلي بدلوي في حل رمز منيع بن سالم .
لذا أقول إن منيع بن سالم هو طلسم لا سبيل إلى حله إلا عن طريق شعر راشد الخلاوي , اللهم إلا إذا كُشف عن وثيقة لا يتطرق إليها شك , أو مخطوط ما زال في مظانه وهذه أمور يصعب ولا أقول يستحيل إيجادها بعد مدة تزيد على ثلاثة قرون .
وقبل الإشارة إلى الدرب أو المنهج الذي سوف أسير عليه في اقتفاء اثر شيخي عبدالله بن خميس أطال الله عمره على طاعته , أود وصف البحث في أشعار الخلاوي بأنه كمن يبحث في طعس من الرمال المتهايلة التي تمدك بأكثر مما تأخذ منها .
ولنحتفظ لكل رائد من الرواد الأوائل كالشيخ عبدالله بن خميس والشيخ أبو عبدالرحمن الظاهري والشيخ عبدالعزيز عبدالله الربيعي والبابطين وغيرهم من الرواد الذين لهم السبق والفضل بريادة مجاهل ما تضمنته نصوص الأشعار التي سوف تكون منطلقا لنا عن أخبار منيع بن سالم وغيره ممن يجب التركيز عليهم بالبحث المتجرد للغاية على ماهي عليه .
ومن هنا قررت محاولة حل رمز راشد الخلاوي لا على معرفة وطنه وزمنه ونسبه فحسب , بل وعن وجود أحفاد لهذا العملاق وهل يوجد أحفاد لمنيع بن سالم ؟ وإذا كان الجواب بالإيجاب فهل يعرف أحفاد كل منهما الآخر , وهل أحفادهما ما زالوا في بلاد الآباء والأجداد أم أين هم على هذه البسيطة ؟!
والى ما سيتوافر من أخبار الخلاوي لاحقا إن شاء الله فيما بين رموز الخلطة ونقرة حضوضا .
عبدالله سعد العضيدان
هنا صورة المقال اعلاه في المجلة :
(2)
كما نشرت مجلة اليمامة في عددها 1915 ليوم السبت الموفق 19/6/1427هـ
مقال بعنوان :
الخلاف على الخلاوي عند المؤرخين هل جاء من شائك الشجر
ذكرت في مجلة اليمامة عدد 1913 السبت جماد الآخرة 1427هـ أنني سوف أناقش موضوع راشد الخلاوي وممدوحه منيع ابن سالم لا من حيث نسب , ووطن وزمن راشد الخلاوي فقط, بل وما إذا كان لهما أحفاد وغير ذلك مما يضيف جديداً عنهما أو يرفد قولاً أو أخباراً مما نشر في العديد من الصحف والمجلات والقصائد منذ ما يزيد على أربعة عقود . ولأولوية الزمن الذي عاش فيه راشد الخلاوي وممدوحه منيع ابن سالم, أقول أنهما عاشا معظم القرن الحادي عشر الهجري وعقدين أو يزيد قليلاً من القرن الثاني عشر الهجري , وهذا لا يعني أنني أنقل نصاً عن الشيخ عبدالله ابن خميس في تحديده عصر الخلاوي في كتابه ( راشد الخلاوي ), بل سوف أضيف ما يؤيد قول الشيخ عبدالله ابن خميس , ولكن بعد مناقشته في تغيير رأيه في عصر الخلاوي من القرن العاشر والحادي عشر الهجريين إلى القرن الحادي عشر والثاني عشر الهجري .
وقبل البدء بإيراد ملاحظاتي حول اقتناع عبدالله بن خميس من كون راشد الخلاوي وممدوحه عاشا في القرن الحادي عشر , أود إيراد نص ما قاله الشيخ عبدالله في مقدمة الطبعة الأولى حيث قال :-
" وهبك وجدت في آثار الخلاوي هنا رواية جاءت على غير ما تحفظ, أو زيادة على غير ما عندك , أو نقصاً عنه , أو رأياً رجحته يتبادر إليك أنه مرجوح .. فلا تعجل عليّ حينئذ باللوم , ولا تأخذني في سورة غضبك فلقد أفرغت الوسع في التحقيق , وبذلت الجهد في التدقيق , وعرضت قضايا هذه الدراسة على محك النقد وأداة التحميص .. ولا يلام المرء بعد الاجتهاد .. انتهى ".
نعم يعترف له بالسبق وفضل ريادة أخبار الخلاوي , وأسمح لنفسي بإعلان أن الشيخ عبدالله ابن خميس أتى بما لم يأت به من أخبر عن الخلاوي قبله بأية وسيلة من وسائل الإخبار المعروفة , وبذل جهداً مضني لا شك فيه , وقال عن ما لاقاه :-
".. فكان ما لقيه صاحب هذه الدراسة من عنت وإرهاق في سبيل الحصول على أكثر ما يمكن الحصول عليه من هذه الآثار .. لا يماثله إلا طلب الثمر من شائك الشجر ..".
وأقول أن الاستثناء الذي تجدر إليه الإشارة هو أن للشيخ عبدالله ابن خميس قولاً حول عصر الخلاوي وأنه ( أي الخلاوي ) كان من أهل القرن العاشر والحادي عشر الهجريين , انظر صحيفة اليمامة عدد 112 في 4/4/1386هـ, حيث قال :-
" وليس لدينا ما نجزم بتجديد الزمن الذي عاش فيه الشاعر غير أن الرواة متفقون على أنه عاش ما بين القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين ".
ولما صدرت الطبعة الأولى من كتاب راشد الخلاوي , جاء فيها عن عصر الخلاوي النص التالي :-
"أما قرنه الذي عاش فيه ( على وجه التقريب ) فهو القرن الحادي عشر الهجري , أو أوائل القرن الثاني عشر , بدليل أن ممدوحه منيع بن سالم أحد أمراء الأحساء في عهد الإمارة الحميديه ..".
وهنا يبدو أن الشيخ عبدالله اهتدى إلى معرفة عصر الخلاوي بحجة أن ممدوحه منيع ابن سالم هو أحد أمراء آل حميد الذين كان لهم إمارة في آخر القرن الحادي عشر وأول القرن الثاني عشر الهجريين , وحتى يصدق هذا الاستدلال , لا بد من ثبوت أن منيع ابن سالم من أمراء آل حميد وهنا نصطدم بأن منيع ابن سالم ممدوح راشد الخلاوي ليس من آل حميد بل من آل جبر حيث كان هو آخر أمراء آل جبر وأنه انحدر إلى العراق في نهاية القرن العاشر الهجري ؟ حسب ما حققه الشيخ أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري في كتابه ( أنساب الأسر الحاكمة في الأحساء ). وإلى هنا أقول أننا بين النتائج التي تعارضت بين ما توصل إليه عبدالله ابن خميس وبين ما توصل إليه أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري . ولا شك أننا انتهينا إلى مفترق طرق , أحدها يأخذنا إلى بداية القرن الثاني عشر الهجري حسب ما يرى ابن خميس , بينما يأخذنا الرأي الآخر إلى آخر القرن العاشر الهجري حسب ما يرى أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري , ولا أرى مرجّحاً لأي من الرأيين على الآخر , ولا ما إذا كان منيع ابن سالم من بني خالد على ما يرى ابن خميس , أم من آل جبر على ما يرى أبو عبدالرحمن .
والتساؤل الذي يجب طرحه هو :-
هل نبحث عن عصر الخلاوي بواسطة معرفة مِن مَن منيع ابن سالم ؟ أم نبحث عن العصر الذي عاش فيه الخلاوي ليتحدد لنا من هو منيع ابن سالم ؟
وعلى أية حال سنؤجل البحث في معرفة نسب كل من راشد الخلاوي ومنيع ابن سالم إلى معرفة زمنيهما معرفة يطمئن إليها , ومن مصادر تصعب معارضتها , وإلى لقاء إن شاء الله .
عبدالله سعد العضيدان
هنا صورة المقال اعلاه في المجلة :
ملاحظة
اخوتنا الأعزاء هذا ما لدي الاّن والبحث أكثر من ذلك حيث أنه في ست حلقات
فقد تم الاّن طرح حلقتان والباقي أربع حلقات سوف أطرحها لكم إن شاء الله في الفترة القادمة
منقول ولكم مني التحية والتقدير ,,,