[خيَّال الغلباء]

أخي الكريم الشاعر / أبو حمدان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بملاعب الأسنة أبو البراء وسـفـيـرة و الـغــيـام : يقول فيهما ابن أخيه الصحابي الجليل لبيد بن ربيعة العامري رضي الله عنه وأرضاه قبل أن يترك الشعر :

بـَـكـَـتــنـَـا أرضـُـنـَـا لـــمـَـا ظـَــعـَـنـّـا
= وحـَـيـّـتـنـا سـُـفـَـيـرَة ُوالــغـَـيـَـام
ُ
مـَـحـَـل ُّالـحـي ِّإذ أمـسـَوا جـمـيـعـا ً
= فـأمـسـَـى الــيـــومَ لـيـس بــِـه أنـَـامُ

ويقول الشاعر : عائض الغثيمي المديري :

ولا بــكــر الــوســمــي وهــبــت الــصـبــا
= تــلــقـى الـغـيـام إخــيـامـنا فــي طــروقــهــا

ومما رواه الشيخ / فهيد السبيعي عن السكوني من رجال القرن الثالث الهجري لأنه معاصرا لعرام ومن رواته .أ. هـ ولبني سليم على بني عامر بن ربيعه يوم هو يوم لسلسان وهو أول أيامهم وأصابوا من بني عامر رميا (.؟)على مائة رجل وهو يوم الغيامة أيضا . قال الهجري : وأنشدني عمران الحرملي من عوف بن عامر في يوم لسلسان شعرا طويلا منه :

حدا عامرا فرعا سليم فشمــرت
= بنو عامــــر مردانــــــها ووفودها

ومنها :

ولما بدا طود من الـــخل مشرف
= ونخل من القوسين خضر جريدها

في الهامش : من تربه الخل الطريق في الرمل أ.هـ . قلت : تربه هنا لاشك يعني وادي تربه وليس المدينه التي في أعلى الوادي فهي بعيده عن المواضع المذكورة التي جرت عندها أحداث يوم لسلسان والغيامة وكل المسميات الوارده في أخبار وأشعار ذلك اليوم والذي أوردها أبو علي الهجري وهو من أهل القرنين الثالث والرابع الهجريين لا تزال معلومه بتلك الأسماء فالخل هنا بخلاف المتعارف عليه والذي شرحه بأنه الطريق في الرمل لكنه هنا جبل أسمر شامخ بطرف الحرة شمالا مما يلي مجرى وادي تربه تحيطه مزارع وعمار بلدة الغريف المعروفة بوادي تربه وهي من أقدم المعمور بالوادي مثلها كمثل قرية تربه والتي أخذت مسمى الوادي . والخل المذكور ورد في الشعر باسمه وبصفته ــ طودا ــ أي جبلا وباسمه خلا ، كما يطلق عليه في الماضي والحاضر حتى عهدنا . ولسلسان وادٍ لا يزال هذا إسمه حتى عهدنا يأتي من أواسط الحرة حرة بني هلال المطلة على وادي تربه ومنه الغريف والخرمة من الجنوب ويخترقها حتى يصب في المجرى العام لوادي تربه مرورا بمزارع وعمران الغريف أما الغيامة فهي هضبة سوداء في مستوى ظهر الحرة ، مما يقع جنوب شرق الغريف وشرقي وادي لسلسان قريبة جدا منه وإلى جانب تلك الهضبة الغيامة يقع منه على القرب نحو الجنوب ويمتد شرقا قاعا تنكفيء إليه مياه ظهر الحرة فيصبح كالبحيرة وهو يسمى في عهدنا ( الغيام ) وقد وقفت عليه مع جماعة من أهل الغريف وهم يقولون إن الغيامة هذه الهضبة والغيام القاع المذكور وكنت قبل الوقوف عليه قد كتبت تصحيحا لمنشور نشر بمجلة العرب حول سفيرة والغيام إذ قال ناشره أنهما هضبتان في الشام ولكني ذكرت سفيرة في موضعها والغيام في موضعه من الحرة وبعد الوقوف اتضح لي أن المتأخرين أحالوا اسم الغيام الجبل أو الهضبة على القاع وأعطوا اسم القاع لذلك الجبل وإلا كيف نفسر قول لبيد بن ربيعه العامري في قصيدة له منها :

بكتنا دارنا لــما ارتحــــلنا
= وحيـّـــتنا سفـــــيرة والغـــيام

هنا بمعنى التوديع وذلك أنهم عندما غادروا بلادهم وهم في مسيرهم يلدون النظر من حين لآخر لتلك الديار فينظرون معالمها الشاخصه تلازمهم النظر ولمسافات طويلة وهذا معنى وصف لبيد رحمه الله . أما الشعر الوارد في يوم لسلسان والغيامه ومنه :

ولما بدا طود من الـخل مشرف
= ونخل من القـوسين خضر جريدها

فإن العمري وهو من سكان تلك البلاد من وادي تربه وحولها وهي المغزوه فإنه يصف معالمها قبل المعركة وكأنه يستمد العون منها أو القوة للدفاع عنها فذكر الخل وذكر نخيل الوادي وخضرة جريدها وذكر ( القوسين ) المطلة على المعمور من الوادي من الجنوب في طرف الحرة ــ حرة بني هلال ــ مما يلي وادي تربه ( الغريف والخرمة ) وقد نسب النخل إلى القوسين وهما علمان بارزان لا يزال هذا مسماهما حتى عهدنا ، وقد سمي النادي الرياضي بالخرمة بنادي القوس نسبة لهذا المعلم القديم . وأعدك بزيادة التحقيق عنهما إن شاء الله على حسب الإستطاعة علما أن المسمى عند العرب في السابق قد يكون لماءة كمثلا فيغلب ما حولها من جبال وأودية أو العكس والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا هذا وتقبل فائق شكري وإمتناني مقرونا بجزيل محبتي واحترامي مع أطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .