عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 23 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : قبيلة بني هلال والروايات التاريخية والشعبية

كُتب : [ 09 - 06 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

تغريبة بني هلال :

كان قلب نجد ووسطها بما فيه القصيم في العصر الجاهلي وصدر الإسلام ميداناً لعدد من كبير من القبائل العربية كانت تعيش في أرجائه ، وتنتقل بين فلواته فيختص كل منها بموارد المياه وينسب إليها أصحاب المعاجم ما كان في مناطق نفوذها من أعلام جغرافية كالجبال والأودية وغيرها . وعلى الرغم من عدم وجود نص صريح على وجود إحداها في المذنب غير قول الحفصي ، فإنه يتبين من التوزيع القديم لمناطق نفوذ هذه القبائل أن اقربها للمنطقة هي مواطن قبيلة تميم الذين كانوا يختصون بشرقي القصيم والدهناء ولا يتعدون نفود الشقيقة غرباً بالإضافة لمناطق نفود قبيلة باهلة التي كانت في منطقة تشمل دخنة وأضاخ ولا تزال في نفي وحوله والمناطق المجاورة لها من الغرب والجنوب . وقد كان لبني نمير وبني ضبة مواضع معروفة في منطقة السر الواقعة جنوب المذنب التي عرفت بهذا الاسم منذ القديم . أما أكثر القبائل نفوذاً في القصيم فبنو أسد في الشمال والوسط في الأماكن التي ظهرت فيها - فيما بعد - مدن بريدة والرس . كما كان بنو عبس في شمال القصيم الغربي في عيون الجواء وبنو كلاب وفزارة وبنو عامر في جنوب القصيم الغربي . وقد حدد البلدانيين الحبس المعروف حاليا بسمار بقيعا اللهيب حد فاصلا بين قبيلتي بني عبس وبني عامر بن صعصعة وهو حاليا يوازي الحد الفاصل بين قبيلتي حرب وعتيبة . وقد كانت هذه القبائل في تناحر دائم وحروب متصلة تثور لأتفه الأسباب كحرب البسوس وحرب داحس والغبراء وغيرها من أيام العرب قبل الإسلام . وقد انتهى وجود بعض هذه القبائل بالرغم من شهرتها في الماضي حتى لم يعد أحد ينتسب إليها الآن حيث إن معظمها قد هجر موطنه القديم بعد انتشار الفتوحات الإسلامية مما شجع العديد من أفرادها على الانتقال إلى حواضر الخلافة الإسلامية في العراق والشام ومصر . ومن أكثر هذه القبائل شهرة بنو هلال الذين ينسب إليهم عامة أهل نجد ما يشاهدون من آثار قديمة لا يعرفون عن أصلها التاريخي شيئاً كما كانوا ينسبونها قبل بني هلال إلى الاّراميين قوم عاد وذلك لما رسخ في آذانهم عن أخبار بني هلال عبر الأساطير العربية المتداولة عن ( تغريبة بني هلال ) المليئة بأخبار الفروسية والأشعار الشعبية التي تحكي قصة إنتقالهم من نجد بعد أن أصابها الجفاف المتواصل لأكثر من سبع أو تسع سنوات إلى تونس الخضراء التي استقروا بها بعد معارك ضارية وعديدة ضد خصومهم في الشام ومصر وشمال أفريقيا . وقد كانت سيرة بني هلال وأخبار زعمائهم كأبو زيد الهلالي وحسن بن سرحان وذياب بن غانم تروى على الأسماع في المجالس العامة والمقاهي في مصر والشام مما جعلها على كل شفة ولسان في معظم الأقطار العربية وقد صدر منها عدة كتب مطبوعة . ولقد لخص هذه السيرة شعراً الشاعر اللبناني / بولس سلامة فيما يزيد على الثلاثمائة بيت من الشعر في ملحمة ( عيد الرياض ) على لسان راوية نجد الشهير الشيخ / عبدالله العجيري عندما مر موكب جلالة الملك / عبدالعزيز في طريقه إلى الحجاز بأرض مران التي يعتقد بأنها كانت أحد أهم مواطنهم في الماضي . ويقابل هذه السيرة المعروفة عند أهل نجد روايات شعبية في تونس والجزائر ومصر تختلف عنها في المضمون وتتشابه معها في ذكر أبطال السيرة وبعضاً من أحداثها . أما الحقيقة التاريخية الثابتة عن بني هلال فإنهم قبيلة من بني عامر بن صعصعة من قبيلة هوازن المعروفة ، تنتسب إليهم أمهات المؤمنين / زينب بنت خزيمة و / ميمونة بنت الحارث وهم أخوال عبدالله بن العباس وخالد بن الوليد وعبيدالله بن العباس وأبو سفيان بن حرب رضي الله عنهم وأرضاهم . وقد شاركوا مع هوزان في غزوة حنين ضد المسلمين في السنة الثامنة من الهجرة ، كما دخلوا مع بني عمهم بني عامر في يوم من أيام العرب في الجاهلية ضد بني تميم . وقد دخولوا في الإسلام بعد أن وفد زعيمهم هلال بن عامر على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد ذكر الهمداني في مواضع متفرقة من كتابه ( صفة جزيرة العرب ) أن منازل بني هلال في تربة ورنية ووادي جلدان وعكاظ التي كان ينعقد بها أكبر أسواق العرب في الجاهلية . وأشار الأصمعي والفيروز أبادي إلى أن جل منازلهم في الحجاز . ونسب الأصفهاني إلى العامري قوله : ليس ببلادنا قفاف وإنما القفاف في بلاد تميم . وقال الإصطخري ( يغلب على نواحي شرق مكة بنو هلال ). وذكر الشيخ / عبدالله بن خميس في كتابه ( المجاز ين اليمامة والحجاز ) أن مران شمال شرق الطائف كانت قاعدة رئيسية لهم في الماضي ، وأنها كانت مدينة عامرة كثيرة الآبار تجود فيها زراعة النخيل ويطيب فيها القمح ، كما أشار الشيخ / سعد بن جنيدل في كتابه ( عالية نجد ) إلى بعض الأشعار الشعبية المنسوبة إلى عليا العبيدية الضيغمية القحطانية زوجة أبو زيد الهلالي ، كما يقال والتي ورد فيها ذكر لأجزاء عالية نجد كوادي سميرا وذريع وغسل . وبذا تنحصر منازل بني هلال في الجاهلية وصدر الإسلام بالطائف والجهات الشرقية منه وأجزاء من عالية نجد من حيث كانوا يجاورون بني عمهم بنو عامر من الجنوب والغرب إلا أنهم كانوا مثل قبائل بني عامر يضعنون إلى نجد وراء مساقط الغيث ويقيضون ببلادهم ، ولم يذكر لهم منازل في شرق نجد . وقد كان بنو هلال ضمن القبائل التي شاركت في الفتوح الإسلامية أيام الخلفاء الراشدين . وقد انتقل كثير منهم كسائر القبائل الأخرى إلى المناطق المفتوحة . وبقي بعضهم في منازلهم القديمة . فاستقر بعضهم في الكوفة بالعراق ، وكان لهم مسجد يعرف بمسجد / مسعر بن كدام الهلالي . كما كان لهم وجود في الموصل وحلب في القرن الأول الهجري . وقد شاركوا في بعض الثورات ضد الدولة العباسية لأسباب تاريخية معروفة كفتنة القرامطة فانتقل بعضهم إلى مصر واستقروا فيها وخاصة في الصعيد . وقد اشتهر أمرهم في أيام الخلافة الفاطمية عندما دفعهم الخليفة المستنصر لمحاربة المعز بن باديس الذي خلع طاعة الفاطميين في تونس . فرغب الخليفة الفاطمي في التخلص منه أو منهم بعد أن كثرت مشكلاتهم . فأرسل إليهم أحد أمرائه الحسن بن علي العقيلي الذي قضى على ما بينهم من خلافات وأرسلهم نحو الغرب عام 442 هـ أو بعده بقليل لأن بعض التواريخ نصت على أن التغريبة عام 460 هجرية بأعداد كبيرة تراوحت حسب تقدير المؤرخين ما بين 200 - 500 ألف شخص . وقد استطاع بنو هلال أن يهزموا ابن باديس وخربوا مدينة القيروان عام 449 هـ أو بعده بقليل والتي بناها القائد المشهور / عقبة بن نافع وقد حاربوا قبائل البرير مثل زنانة وصنهاجة واستمروا في تقدمهم إلى الجزائر . وقد كان لهم أثر في نشر اللغة العربية في شمال إفريقيا وإن كان لهم أثر سلبي على الحضارة والعمران في تلك الجهات . وقد أورد المؤرخ الشهير / عبدالرحمن بن خلدون معلومات كثيرة وأشعاراً متعددة عن بني هلال في تاريخه المعروف . وبالرغم من أن الأصل التاريخي يثبت أن بني هلال لم يكونوا أمة متحضرة تهتم بالعمران ، ولم يسكنوا شرق نجد فإن بعض أهالي منطقة القصيم - كغيرهم من عامة أهل نجد - يعتقدون بأن لبني هلال وجوداً سابقاً في المذنب دون تحديد زمني وينسبون إليهم بعض الآبار في روضة السفالة مثل الكليبية نسبة لكليب والوزرية نسبة للزير ، ومن المعروف أن كليب بن وائل وأخاه المهلهل الذي يسمى الزير سالم من قبيلة تغلب التي شاركت في حرب البسوس ضد قبيلة بكر وحلفائها . ومن المعروف أن بعض قبائل عنزة الوائلية قد هاجرت مع بني هلال وأن بعضها يعود في أصول عامرية وكانت أشهر مواقعهم في الذنائب وقضة وواردات ، وكلها تقع جنوب غرب نفود الشقيقة غرب المذنب . كما ينسب لبني هلال بعض الأشعار الشعبية التي يجهل قائلها منها أبيات ورد فيها ذكر لمواقع في منطقة المذنب كقول الشاعر :

عن بــرزة يـمة المصـلي حذقة العصـــا
= مـن الـمال مـا يغــني جميع القبايل

وآبار برزة ثلاث كانت توجد في الغدان شرق المذنب ، وقد تم ردمها منذ فترة قصيرة . وتعتبر نسبة الأشعار الشعبية القديمة لبني هلال أمراً ملحوظاً في سائر جهات نجد حيث ينسب أهل الشماسية لبني هلال قول الشاعر :

لي ديــرة بـــين الصريـف وخـرطم
= يجي الحول مـا تقضـى كنايـــس جرينه

وينسب لبني هلال - أيضاً - قول الشاعر : الذي يذكر مواقع تقع قرب القوارة شمال القصيم :

يـــا ليلـة الـمرحال يـا دمعـة لـي
= يوم أن ابـن سرحـان نـــوى الــحرايب

عن راس القــارة الحمــراء امام المصلي
= مــع أيسـر المشـراف توصيـف شــايب

تسع ميـه مـــن غـرس جـدي محمد
= منــايح الجيران غـــير القـرايـــــب

كما تروي قصص عديدة وأشعار أخرى في الكتب الشعبية عن بني هلال لم يذكر فيها مواضع محددة ولا تنسب إلى فترة تاريخية محددة . كقول الشاعر :

ألا يا صــاحبي لك بالحشا زرع وبستان
= وقصـيرات مبناة علـى عصــر الهــلاليــة

وقد نسبت هذه الأشعار وغيرها لبني هلال على الرغم من أن اللهجة العامية التي وردت بها لم تكن منتشرة أثناء هجرتهم إلى شمال أفريقيا في القرن الخامس الهجري . منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .




التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 03 - 08 - 2008 الساعة 12:15
رد مع اقتباس