نونية ابن قيم الجوزية رحمه الله
كُتب : [ 10 - 06 - 2008 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم نص نونية ابن قيم الجوزية رحمه الله وأسكنه فسيح جناتهلا والتي تجاوزت أبياتها 6000 اّلاف بيت من الشعر وسأطرحها في أجزاء لأن المتصفح لا يقبلها دفعة واحدة ويقول فيها : فصل : فيما أعد الله تعالى في الجنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب والسنة
يا خاطب الحـور الحسان وطالبا
= لوصـالهن بجنـة الحيـوان
لو كنت تدري من خطبت ومن طلبـ
= ـت بذلت ما تحوي من الأثمان
أو كنت تدري أين مسكنها جعلـ
= ـت السعي منك لها على الأجفان
ولقد وصفت طريق مسكنها فإن
= رمت الوصال فلا تكن بالواني
أسرع وحدث السير جهدك إنما
= مسراك هذا ساعة لزمان
فاعشق وحدّث بالوصال النفس وابـ
= ـذل مهرها ما دمت ذا إمكان
واجعل صيامك قبل لقياها ويو
= م الوصل يوم الفطر من رمضان
واجعل نعوت جمالها الحادي وسر
= تلقي المخاوف وهي ذات أمان
لا يلهينك منزل لعبت به
= أيدي البلا من سالف الأزمان
فاقد ترحل عنه كل مسرة
= وتبدلت بالهم والأحزان
سجن يضيق بصاحب الإيمان لـ
= ـكن جنّة الماوى لذي الكفران
سكانها أهل الجهالة والبطا
= لة والسفاهة أنجس السكان
وألذهم عيشا فأجلهم بحق
= الله ثم حقائق القرآن
عمرت بهم هذي الديار وأقفرت
= منهم ربوع العلم والإيمان
قد آثروا الدنيا ولذة عيشها الـ
= ـفاني على الجنات والرضوان
صحبوا الأماني وابتلوا بحظوظهم
= ورضوا بكل مذلة وهوان
كدحا وكدا لا يفتر عنهم
= ما فيه من غم ومن أحزان
والله لو شاهدت هاتيك الصدو
= ر رأيتها كمراجل النيران
ووقودها الشهوات والحسرات والآ
= لام لا تخبو مدى الأزمان
أبدانهم أجداث هاتيك النفو
= س اللائي قد قبرت مع الأبدان
أرواحهم في وحشة وجسومهم
= في كدحها لا في رضا الرحمن
هربوا من الرق الذي خلقوا له
= فبلو برق النفس والشيطان
لا ترض ما اختاروه هم لنوفسهم
= فقد ارتضوا بالذل والحرمان
لو سارت الدنيا جناح بعوضة
= لم يسق منها الرب ذو الكفران
لكنها والله أحقر عنده
= من ذا الجناح القاصر الطيران
ولقد تولت بعد عن أصحابها
= فالسعد منها حل بالدبران
لا يرتجي منها الوفاء لصبها
= أين الوفا من غادر خوان
طبعت على كدر فكيف ينالها
= صفو أهذا قط في الإمكان
يا عاشق الدنيا تأهب للذي
= قد ناله العشاق كل زمان
أوما سمعت بل رأيت مصارع الـ
= ـعشاق من شيب ومن شبان
فصل : في صفة الجنة التي أعدها الله ذو الفضل والمنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب والسنة
فاسم إذا أوصافها وصفات ها
= تيك المنازل ربة الإحسان
هي جنة طابت وطاب نعيمها
= فنعيمها باق وليس بفان
دار السلام وجنة المأوى ومنـ
= ـزل عسكر الإيمان والقرآن
فالدار دار سلامة وخطابهم
= فيها سلام واسم ذي الغفران
فصل : في عدد درجات الجنة وما بين كل درجتين
درجاتها مائة وما بين إثنتيـ
= ـن فذاك في التحقيق للحسبان
مثل الذي بين السماء وبين هذي
= الأرض قول الصاق والبرهان
لكن عاليها هو الفردوس مسـ
= ـقوف بعرش الخالق الرحمن
وسط الجنان وعلوها فلذاك كا
= نت قبة من أحسن البنيان
منه تفجر سائر الأنهار فالـ
= ـينبوع منه نازل بجنان
فصل : في أبواب الجنة
أبوابها حقا ثمانية أتت
= في النص وهي لصاحب الإحسان
باب الجهاد وذاك أعلاها وبا
= ب الصوم يدعي الباب بالريان
ولكل سعي صالح باب ورب
= السعي منه داخل بأمان
ولسوف يدعى المرء من أبوابها
= جميعا إذا وفى حلى الإيمان
منهم أبو بكر الصديق ذا
= ك خليفة المبعوث بالقرآن
فصل : في مقدار ما بين الباب والباب منه
سبعون عاما بين كل إثنين منـ
= ـها قدّرت بالعد والحسبان
هذا حديث لقيط المعروف بالـ
= ـخبر الطويل وذا عظيم الشان
وعليه كل جلالة ومهابة
= ولكم حواه بعد من عرفان
فصل : في مقدار ما بين مصراعي الباب
لكن بينهما مسيرة أربعيـ
= ـن رواه حبر الأمة الشيباني
في مسند بالرفع وهو لمسلم
= وقف كمرفوع بوجه ثان
ولقد روى تقديره بثلاثة الـ
= أيام لكن عند ذي العرفان
أعني البخاري الرضي وهو منكر
= وحديث رواية ذو نكران
فصل : في مفتاح باب الجنة
هذا وفتح الباب ليس بممكن
= إلا بمفتاح على أسنان
مفتاحه بشهادة الإخلاص والتو
= حيد تلك شهادة الإيمان
أسنانه الأعمال وهي شرائع الـ
= إسلام والمفتاح بالأسنان
لا تلغين هذا المثال فكم به
= من حل أشكال لذي العرفان
فصل : في منشور الجنة الذي يوقع به لصاحبها
هذا ومن يدخل فليس بداخل
= إلا بتوقيع من الرحمن
وكذاك يكتب للفتى لدخوله
= من قبل توقيعان مشهوران
إحداهما بعد الممات وعرض أرو
= اح العباد به على الديان
فيقول رب العرش جل جلاله
= للكاتبين وهم أولوا الديوان
ذا الإسم في الديوان يكتب ذاك ديـ
= ـوان الجنان مجاور المنان
ديوان عليين أصحاب القرآ
= ن وسنة المبعوث بالقرآن
فإذا انتهى للجسر يوم الحشر يعـ
= ـطى للدخول إذا كتاب ثان
عنوانه هذا الكتاب من عزيـ
= ـز راحم لفلان ابن فلان
فدعوه يدخل جنة المأوى التي ار
= تفعت ولكن لقطوف دوان
هذا وقد كتب اسمه مذ كان في الـ
= أرحام قبل ولادة الإنسان
بل قبل ذلك هو وقت القبضتيـ
= ـن كلاهما للعدل والإحسان
سبحان ذي الجبروت والملكوت والـ
= إجلال والإكرام والسبحان
والله أكبر عالم الأسرار والـ
= إعلان واللحظات بالأجفان
والحمد لله السميع لسائر الـ
= أصوات من سر ومن إعلان
وهو الموحد والمسبح والممجـ
= ـد والحميد ومنزل القرآن
والأمر من قبل ومن بعد له
= سبحانك اللهم ذا السلطان
فصل : في صفوف أهل الجنة
هذا وإن صفوفهم عشرون مع
= مائة وهذي الأمة الثلثان
يرويه عنه بريدة إسناده
= شرط الصحيح بمسند الشيباني
وله شواهد من حديث أبي هريـ
= ـرة وابن مسعود وحبر زمان
أعني ابن عباس وفي إسناده
= رجل ضعيف غير ذي اتقان
ولقد أتانا في الصحيح بأنهم
= شطر وما اللفظان مختلفان
إذ قال أرجو تكونوا شطرهم
= هذا رجاء منه للرحمن
أعطاه رب العرش ما يرجو وزا
= د من العطاء فعال ذي الإحسان
فصل : في صفة أول زمرة تدخل الجنة
هذا وأول زمرة فوجوههم
= كالبدر ليل الست بعد ثمان
السابقون هم وقد كانوا هنا
= أيضا أولي سبق إلى الإحسان
فصل : في صفة الزمرة الثانية
والزمرة الأخرى كأضواء كوكب
= في الأفق تنظره به العينان
أمشاطهم ذهب ورشحهم فمسـ
= ـك خالص يا ذلة الحرمان
فصل : في تفاضل أهل الجنة في الدرجات العلى
ويرى الذين بذيلها من فوقهم
= مثل الكواكب رؤية بعيان
ما ذاك مختصا برسل الله بل
= لهم وللصديق ذي الإيمان
فصل : في ذكر أعلى أهل الجنة منزلة وأدناهم
هذا وأعلاهم فناظر ربه
= في كل يوم وقته الطرفان
لكن أدناهم وما فيهم دني
= إذ ليس في الجنات من نقصان
فهو الذي تلقى مسافة ملكه
= بسنيننا ألفان كاملتان
فيرى بها أقصاه حقا مثل رؤ
= يته لأدناه القريب الداني
أوما سمعت بأن آخر أهلها
= يعطيه رب لعرش ذو الغفران
أضعاف دنيانا جميعا عشر أمـ
= ـثال لها سبحان ذي الإحسان
فصل : في ذكر سن أهل الجنة
هذا وسنهم ثلاث مع ثلا
= ثين التي هي قوة الشبان
وصغيرهم وكبيرهم في ذا على
= حد سواء ما سوى الولدان
ولقد روى الخدري أيضا أنهم
= أبناء عشر بعدها عشران
وكلاهما في الترمذي وليس ذا
= بتناقض بل ها هنا أمران
حذف الثلاث ونيف بعد العقو
= د وذكر ذلك عندهم سيان
عند اتساع في الكلام فعندما
= يأتوا بتحرير فبالميزان
فصل : في طول قامات أهل الجنة وعرضهم
والطول طول أبيهم ستون لـ
= ـكن عرضهم سبع بلا نقصان
الطول صح بغير شك في الصحيـ
= ـحين اللذين هما لنا شمسان
والعرض لم نعرفه في إحداهما
= لكن رواه أحمد الشيباني
هذا ولا يخفى التناسب بين هـ
= ـذا العرض والطول البديع الشان
كل على مقدرا صاحبه وذا
= تقدير متقن صنعة الإنسان
فصل : في لحاهم وألوانهم
ألوانهم بيض وليس لهم لحى
= جعد الشعور مكحّلوا الأجفان
هذا كمال الحسن في أبشارهم
= وشعورهم وكذلك العينان
فصل : في لسان أهل الجنة
ولقد أتى أثر بأن لسانهم
= بالمنطق العربي خير لسان
لكنّ في اسناده نظرا ففيـ
= ـه راويان وما هما ثبتان
أعني العلاء هو ابن عمرو ثم يحـ
= ـيى الأشعري وذان مغموزان
فصل : في ريح أهل الجنة من مسيرة كم يوجد
والريح يوجد من مسيرة أربعيـ
= ـن وإن تشأ مائة فمرويان
وكذا روى سبعين أيضا صح هـ
= ـذا كله وأتى به أثران
ما في رجالهما لنا من مطعن
= والجمع بين الكل ذو إمكان
وقد أتى تقديره مائة بخمـ
= ـس ضربها من غير ما نقصان
إن صح هذا فهو أيضا والذي
= من قلبه في غاية الإمكان
أما بحسب المدركين لريحها
= قربا وبعدا ما هما سيّان
أو باختلاف قرارها وعلوّها
= أيضا وذلك واضح التبيان
أو باختلاف السير أيضا فهو أنـ
= ـواع بقدر إطاقة الإنسان
ما بين ألفاظ الرسول تناقض
= بل ذلك في الأفهام والأذهان
فصل : في أسبق الناس دخولا إلى الجنة
ونظير هذا سبق أهل الفقر للـ
= ـجنات في تقديره أثران
مائة بخمس ضربها أو أربعيـ
= ـن كلاهما في ذاك محفوظان
فأبو هريرة قد روى أولاهما
= وروى لنا الثاني صحابيان
هذا بحسب تفاوت الفقراء في اسـ
= ـتحقاق سبقهم إلى الإحسان
أو ذا بحسب تفاوت في الأغنيا
= ء كلاهما لا شك موجودان
هذا وأولهم دخولا خير خلـ
= ـق الله من قد خصّ بالقرآن
والأنبياء على مراتبهم من التـ
= ـفضيل تلك مواهب المنان
هذا وأمة أحمد سباق با
= قي الخلق عند دخولهم بجنان
وأحقهم بالسبق أسبقهم إلى الـ
= إسلام والتصديق بالقرآن
وكذا أبو بكر هو الصديق أسـ
= ـبقهم دخولا قول عند ذي البرهان
وروى ابن ماجه أن أولهم يصا
= فحه إله العرش ذو الإحسان
ويكون أولهم دخولا جنة الـ
= ـفردوس ذلك قامع الكفران
فاروق دين الله ناصر قوله
= ورسوله وشرائع الإيمان
لكنه أثر ضعيف فيه مجـ
= ـروح يسمى خالدا ببيان
لو صلح كان عمومه المخصوص بالصـ
= ـديق قطعا غير ذي نكران
هذا وأولهم دخولا فهو حمـ
= ـاد على الحلالات للرحمن
إن كان في السراء أصبح حامدا
= أو كان في الضرا فحمد ثان
هذا الذي هو عارف بإلهه
= وصفائه وكماله الرباني
وكذا الشهيد فسبقه متيقن
= وهو الجدير بذلك الإحسان
وكذلك الملوك حين يقوم بالـ
= ـحقين سباق بغير توان
وكذا فقير ذو عيال ليس بالـ
= ـملحاح بل ذو عفة وصيان
|