رد : مكة المكرمة .... معجزات كونية خارقة
كُتب : [ 13 - 06 - 2008 ]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيال الغلباء
|
بسم الله الرحمن الرحيم
استمعت للدكتور / زغلول النجار ( أحد أبرز العلماء المتخصصين في علوم الأرض في العالم ، وزميل الأكاديمية الإسلامية الدولية للعلوم )، على قناة الجزيرة ، والتي تحدث فيها عن مكة المكرمة ، والمسجد الحرام ، وما فيهما من معجزات كونية خارقة ، ومن بركات عظيمة ، ومن عبر وآيات . وبقدر ما أثرت هذه الحلقة معلوماتي ، وأضافت إلي الكثير مما كنت أجهله ، وأسعدتني جدا بقدر ما أشعرتني بالحزن ! هذه المعلومات لم نسمعها من وسائل إعلامنا ، المقروءة والمسموعة والمرئية ، وكان الأولى أن نستضيف نحن الدكتور زغلول ، ليتحدث عن هذه القضية بالذات . كذلك لم ندرسها في مدارسنا ، فلم يقل لنا أحد شيئاً من هذا لا في مناهج التاريخ ، ولا الجغرافيا ، ولا الجيولوجيا ( التي لا تدرسها البنات في بلادي أصلا ! )، ولا في مواد الدين كدروس الثقافة الإسلامية أو الحديث ولا حتى في الاختراع الحديث نسبيا دروس الوطنية ! ترى كم من الناس يعلمون بأنه ما من نبي إلا وحج إلى البيت الحرام ، وما من قوم عذبهم الله إلا وهاجر نبيهم بمن آمن إلى مكة . وأن قبور أكثر من سبعين نبياً في منى ، وأن بعضهم مدفون بجانب الكعبة ، مثل نوح وصالح وشعيب عليهم السلام ، أي حيث نطوف ؟ كم من الناس يعرفون أن الطيور لا تحلق فوق الكعبة تحديدا ، بل تطوف حولها ، وذلك من كرامات الكعبة ؟ وأن مكة تقع في وسط اليابسة تماما ، وبذلك يفترض أن يكون توقيتها ( لا توقيت جرينيتش الذي فرضته بريطانيا على العالم بالقوة ) هو التوقيت العالمي !. وأن اتجاهات أركان الكعبة ، هي الاتجاهات الحقيقية للجهات الأصلية تماما ، أي الشمال شمال ، والجنوب جنوب بلا أي ميل أو انحراف ! والدليل أن الحجر الأسود كان أول نقطة تستقبل شروق الشمس ، قبل أن تطاول المباني العالية المسجد الحرام ، أي في الشرق تماما . وحركة الطواف تتوافق مع فطرة الكون والإنسان ، وهو نفس اتجاه دوران الكواكب حول الشمس ، والإلكترونات في الذرة ! وأن تركيبة المدينة الجيولوجية ، معجزة في حد ذاتها ، وقصة انطباع أقدام الخليل إبراهيم على المقام على حجر أصم صلد ، معجزة أخرى ، وأنه حجر خاص يحتاج إلى تحليل علنا نفك بعض رموزه !. وكم من الناس يعرفون معجزات زمزم ، وبعض حقائق تكوينه العجيبة ، والتي جعلته يستحق أن يكون خير ماء على الأرض ؟ كم من غربي يقدس العقل والعلم ، قبل الغيبيات بطبعه ، كان سيؤمن لو أننا نعرض عليه ، معجزات مكة والمقدسات ، بالعلم والعقل والمنطق ؟! وهل يا ترى لو عرف الناس هذه المعلومات واستشعروها ، سنجد من يبصق ( أجلكم الله ) في المسجد الحرام ، أو يدخن في ساحاته أو قريبا منه ، أو في مكة أصلا ؟! هل كنا سنجد الناس يدفعون بعضهم ، يتشاجرون ، يبتدعون ، وينصحون بخشونة وعنف ، يفترشون الأراضي ويؤذون المسلمين ، في المسجد الحرام ، لو أنهم استوعبوا معنى أن يجلسوا ، داخل حرم ، وطئته أقدام الأنبياء ـ عليهم السلام ـ وبعضهم مدفون تحته ؟! هل كنا سنجد أناسا ، يهملون نظافة أنفسهم ، أو نظافة المكان الذي يجلسون فيه في الحرم ، لو استشعروا روحانية الزمان والمكان بحق ؟! وهل كنا سنحتاج إلى هذا العدد الكبير من عمال النظافة - جزاهم الله خيرا - عندئذ ؟! إنني أتساءل وبكل صراحة هنا ، ما الذي نعرفه عن بلادنا بوجه عام ، ومن أين عرفناه ؟ ماذا نعرف عن مكة والمدينة وجدة والطائف ؟! أين آثارنا ؟ من سوق عكاظ ، لمواقع الغزوات ، لسقيفة بني ساعدة ، لدار بني الأرقم ، لبيت الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة ، لدار أبي سفيان ، لغاري ثور وحراء . هل هي واضحة ، معلّمة ، للناس كي يزوروها ، لا للتبرك ، فنحن أوعى من ذلك بكثير ، ولكن لنستشعر عظمة التاريخ ، ونتعلم أكثر ، ونؤمن أكثر . ماذا نعرف عن نجران ، وأين مكان الأخدود العظيم ؟ ومدائن صالح ، تلك المعجزة المذكورة في القرآن ، حين تنحت البيوت في الجبال ؟! متى تنظم الرحلات إلى هناك ، للأسر ، وللطلاب ، لنقف هناك بصمت ، نتذكر معصية الإنسان القديم وكفره ، مع نعمة الله عليه ، فاستحق التلاشي من الوجود ، وبقي بيته هناك ، آية للناس ! علنا نتدارك أنفسنا فنتوب ! كم سيكون رائعا لو وُجد هناك أناس يشرحون بمختلف اللغات ، قصة قوم صالح ، وقصة هلاكهم ، فقد يكون في ذلك يقين للمؤمن ، وخيط هداية للكافر ! ترى ماذا يعني الإعلام بالنسبة للدولة على أية حال ، إن كان هذا الإعلام ، لا يستطيع ، سواء الخاص منه أو العام ، أن يُعرف الناس بأنفسهم ، ودولتهم ، وتاريخهم ، ناهيك عن أن يُعلم الآخرين ؟ كم سيكلف إنتاج فيلم وثقائي احترافي ، بمستوى الأفلام التي تنتجها " الجزيرة " أو " العربية "، عن مختلف مناطق بلادنا وتاريخنا ؟ وإن كنا غير قادرين على تحمل التكاليف ، فلنسمح للآخرين بأن يقوموا بذلك ، ونفتح الباب أمام وسائل الإعلام العالمية . متى يأتي الزائر إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة ، كما اقترحت إحدى الأخوات المسلمات في الإنترنت ، فيُعطى كتيبا ، يشرح له فيه عن آثارهما ، ومكانتهما ، وعن كيفية ومواعيد زيارة متاحفهما ؟. أنا مثلا لا أعرف إن كان باستطاعتي ، كامرأة أن أزور مصنع كسوة الكعبة ، أو مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ، أو المتحف الإسلامي بمكة ، ولا مواعيد الزيارة ، فما بالكم بالزوار والمعتمرين ؟ وسؤال آخر يطرح نفسه هنا ، متى نتحرك للمطالبة بآثارنا المسروقة ، أو المأخوذة بغير وجه حق ؟ سواء في متاحف أوروبا مثل قطعة من الحجر الأسود أخذها عميل بريطاني ، حسبما ذكر الدكتور النجار . أو آثارنا الموجودة في تركيا ، والتي تصرف بها أحد ولاة مكة بلا حق ، وأخرجها من مكانها الطبيعي ؟! مقالي هذا مهدى لأهل مكة ومحبيها ، ليشكروا الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن جعلهم من ساكنيها ، ويضعوا أمام أعينهم دائما أنهم في مدينة تضاعف فيها الحسنات والذنوب ! وللقائمين عليها ، علهم يساهمون في زيادة تعريف الناس بمكانتها وفضلها . كما أهديه أيضا للعاملين في المسجد الحرام من الرجال والنساء ، علهم يعون أكثر عظمة المكان الذي هم فيه ، فيتعاملوا مع الناس بأريحية أكبر ، وبخلق أرفع بعيداً عن الصراخ ، أو التضييق على الناس ( وخاصة النساء ) وهم يؤدون عباداتهم فيه ، بحجة المحاذير . وصورة من المقال أيضا ، للإرهابيين ، علهم يحترمون المكان ، ويحفظون له وللبيت المهابة والأمن ، ويعظمون هذه المدينة التي لم تحلّ إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة من نهار ، ودخلها مطأطئاً رأسه ، تواضعا لله . فيمتنعوا عن إفزاع أهلها ، وعن شق سكونها ، بأصوات الرصاص ، والقنابل ، والصواريخ ! مقال للكاتبة / مرام مكاوي
|