رد : الزوجة الثانية قصيدة فكاهية
كُتب : [ 14 - 07 - 2008 ]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيال الغلباء
بسم الله الرحمن الرحيم
أتاني بالنصائح بعض ناسِ
= وقالوا أنت مِقدامٌ سياسي
أترضى أن تعيش وأنت شهمٌ
= مع امرأةٍ تُقاسي ما تُقاسي
إذا حاضت فأنت تحيض معها
= وإن نفست فأنت أخو النفاسِ
وتقضي الأربعين بشرِّ حالٍ
= كَدابِ رأسُه هُشِمت بفاسِ
وإن غَضِبتْ عليك تنامُ فرداً
= ومحروما ًوتمعن في التناسي
تزوَّج باثنتينِ ولا تبالي
= فنحن أُولوا التجارب والِمراسِ
فقلت لهم معاذ الله إني
= أخاف من اعتلالي وارتكاسي
فها أنذا بدأتْ تروق حالي
= ويورق عودُها بعد اليباس
فلن أرضى بمشغلةٍ وهم
= وأنكادٍ يكون بها انغماسي
لي امرأةٌ شاب الرأسُ منها
= فكيف أزيد حظي بانتكاسي
فصاحوا سنة المختار تُنسى
= وتُمحى أين أربابُ الحماسِ ؟!
فقلتُ أضعتُم سُنناً عِظاماً
= وبعض الواجبات بلا احتراسِ
لماذا سُنَّةُ التعداد كنتم
= لها تسعون في عزمٍ وباسِ
وشرع الله في قلبي وروحي
= وسُنَّة سيدي منها اقِتباسي
إذا احتاج الفتى لزواجِ أُخرى
= فذاك له بلا أدنى التباسِ
ولكن الزواج له شروطٌُ
= وعدلُ الزوج مشروطٌٌ أساسي
وإن معاشر النسوان بحرٌ
= عظيم الموجِ ليس له مراسي
ويكفي ما حملتُ من المعاصي
= وآثام تنوء بها الرواسي
فقالوا أنت خوَّافٌ جبانٌ
= فشبّوا النار في قلبي وراسي
فخِضتُ غِمار تجرُبةٍ ضروسٍ
= بها كان افتتاني وابتئاسي
يحزُّ لهيبها في القلب حزَّاً
= أشد عليَّ من حزِّ المواسي
رأيت عجائباً ورأيتُ أمراً
= غريبا في الوجودِ بلا قياسِ
وقلتُ أظنُّني عاشرت جِنَّاً
= وأحسب أنَّني بين الأناسي
لأتفه تافهٍ وأقلِّ أمرٍ
= تُبادر حربُهن بالإنبجاس
وكم كنتُ الضحية في مرارٍ
= وأجزم بانعدامي و انطماسي
فإحداهن شدَّت شعر رأسي
= وأخراهن تسحب من أساسي
وإن عثُر اللسان بذكرِ هذي
= لهذي شبَّ مثل الإلتماسِ
وتبصرني إذا ما احتجتُ أمراً
= من الأخرى يكون بالإختلاسِ
وكم من ليلةٍ أمسي حزينا
= أنامُ على السطوحِ بلا لباسِ
وكنتُ أنام مُحترماً عزيزاً
= فصرتُ أنام ما بين البِساسِ
أُرَضِّعُ نامس الجيران دَمِّي
= وأُسقي كلَّ برغوث بكاسي
ويومٌ أدَّعي أنِّي مريضٌ
= مصابٌ بالزكامِ وبالعُطاسِ
وإن لم تنفع الأعذار شيئاً
= لجئتُ إلى التثاؤب والنعاسِ
وإن فَرَّطْتُّ في التحضير يوماً
= عن الوقت المحدد يا تعاسي
وإن لم أرضِ إحداهنَّ ليلاً
= فيا ويلي ويا سود المآسي
يطير النوم من عيني وأصحو
= لقعقعةِ النوافذ والكراسي
يجيء الأكل لا ملح ٌ عليه
= ولا أُسقى ولا يُكوى لباسي
وإن غلط العيال تعيث حذفاً
= بأحذيةٍ تمُّرُ بقرب رأسي
وتصرخ ما اشتريت لي احتياجي
= وذا الفستان ليس على مقاسي
ولو أنى أبوحُ بربعِ حرفٍ
= سأحُذفُ بالقدورِ و بالتباسي
تراني مثل إنسانٍ جبانٍِ
= رأى أسداً يهمُّ بالإفتراسِ
وإن اشرِي لإحدَّاهن فِجلاً
= بكت هاتيك يا باغي وقاسي
رأيتك حامِلاً كيساً عظيما
= فماذا فيه من ذهبٍ و ماس
تقول تُحبُّني وأرى الهدايا
= لغيري تشتريها والمكاسي
وأحلفُ صادقا ًفتقول أنتم
= رجالٌ خادعون وشرُّ ناسِ
فصرت لحالةٍ تُدمي وتُبكي
= قلوب المخلصين لِما أُقاسي
وحار الناس في أمري لأني
= إذا سألوا عن اسمي قلت ناسي
وضاع النحو والإعراب مني
= ولخْبطتُّ الرباعي بالخُماسي
وطلَّقتُ البيان مع المعاني
= وضيعَّتُ الطباق مع الجناسِ
أروحُ لأشتري كُتباً فأنسى
= وأشري الزيت أو سلك النحاسِ
أسير أدورُ من حيٍّ لحيٍّ
= كأنِّي بعض أصحاب التكاسي
ولا أدري عن الأيامِ شيئاً
= ولا كيف انتهى العام الدراسي
فيومٌ في مخاصمةٍ ويومٌ
= نداوي ما اجترحنا أو نواسي
وما نفعت سياسة بوش يوماً
= ولا ما كان من هيلا سيلاسي
ومن حلم ابن قيس أخذتُ حلمي
= ومكراً من جحا وأبي نواسِ
فلما أن عجزتُ ضاق صدري
= وباءت أُمنياتي بالإياسي
دعوتُ بعيشة العُزّاب أحلى
= من الأنكادِ في ظلِّ المآسي
وجاء الناصحون إليّ أُخرى
= وقالوا نحن أرباب المراسي
ولا تسأم ولا تبقى حزيناً
= فقد جئنا بحلٍ دبلوماسي
تزوَّج حرمةً أُخرى لتحيا
= سعيداً ساِلماً من كل باسِ
فصحتُ بهم لئن لم تتركوني
= لا نفلتنَّ ضرباً بالمداسِ
منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|
صح لسان الشاعر وجزاك الله خيرا
|