رد : بين البداية والنهاية
كُتب : [ 16 - 07 - 2008 ]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيال الغلباء
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء إليكم هذه القصيدة المسماة بين البداية والنهاية من شعر الشاعر الإسلامي الكبير الدكتور / عبد الرحمن بن صالح العشماوي والتي يقول فيها :
عَـــــدْلُ الإلـــــه يُــقَـــوِّمُ الـمـيــزانــا
= وعـلــى اليـقـيـن يُـثَـبِّــتُ الأركــانــا
ويُـنَـبِّــه الإنــســانَ مــــن غـفـلاتــه
= ويُـريــه عُـقـبـى مـــا جـنــاه عِـيـانـا
عَــدْلُ الإلــه يـريـكَ أبـعـدَ مـــا تـــرى
= أدنــى وأشـجـعَ مــن رأيــتَ جـبـانـا
ويُـريــكَ غـطـرسـةَ الـطُّـغــاةِ تــذلُّــلاً
= ورجـالَـهـم مـــن حـولـهــم قُـطـعـانـا
عَــدْلُ الإلـــه ومـــن يُـحــاربُ قـــادراً
= خـلــقَ الـوجــود وسـيَّــر الأكــوانــا ؟
يـا مـن جَلبـت إلـى الـعـراقِ دمــارَهُ
= وظـنــنــتَ أنَّـــــكَ تــرفـــع الـبـنـيـانـا
أشعـلـتَ أعـوامـاً بـنـيـران الأســـى
= حتـى غـدا استِحسانُهـا استهجانـا
مــا أنـــتَ أولَ ظـالــمٍ فـــي أرضـنــا
= لــقـــي الـنـهـايــةَ ذِلَّـــــةً وهـــوانـــا
سبقـتـكَ آلاف الــرؤوس تسـاقـطـت
= وكـأنــهــا مـــــا قـــارفـــت عـــدوانـــا
أوْدى بـهـا ظـلــمُ الـعـبـادِ وقـهـرَهـم
= والـظـلــمُ نــــارٌ تَــحــرقُ الإنـســانــا
اسأل بهـا النمـرودَ حيـن استوثقـت
= مــنــه الـبـعــوضُ ودوَّخَــتْــهُ زمــانــا
واســأل بـهـا فـرعـونَ ظـــلَّ مُـكـابـراً
= واســــأل بــهــا قــــارونَ أو هَـامـانــا
مــــا كــنــتَ إلا عِــبْــرةً مـشـهــودةً
= لـلـعـالـمـيــنَ تُــنَــبِّـــه الأذهــــانــــا
وثنـاً جثَمْـتَ عـلـى الـعـراقِ وهـكـذا
= عـــــدلُ الإلـــــه يُـحــطِّــمُ الأوثــانـــا
مـهـلاً أبــا الـجُـرحَ الـعـراقـيَ الـــذي
= مـا زال يـنـزفُ ، قــد خـسـرت رهـانـا
عَلَّقْـتَ مِشْنَـقـةً لنفـسـك مـنـذ أن
= صــيَّـــرْتَ أرضـــــكَ للهوى مَـيــدانــا
وقتـلـتَ نفـسـك مـنــذ أن صيَّـرتَـهـا
= فــــوقَ الـجـمـيـع مـكـانــةً ومـكـانــا
وحَـفـرتَ قـبــرَك مـنــذُ أن أطلقـتَـهـا
= حـربــاً تُـصـيــبُ الأهــــلَ والـجـيـرانـا
أنـتَ الـذي مَـزّقـتَ شمـلـك حينـمـا
= نَـحَّـيــت عــــن أَحـكـامــك الـقُــرآنــا
مـنـذ ابـتـدأتَ رسـمـتَ دربَ نـهـايـةٍ
= ســـوداءَ لـــو فــكــرتَ فــيــهِ لَـبـانــا
مَـكَّـنـت جـيــشَ الاحـتــلال وذيـلــهُ
= فـــي الـرافـديـنِ فــحــركَ الـطـوفـانـا
أسـلـمـتَ جَـوْقَـتـهُ الـزِّمَــامَ وإنــمــا
= هـــو ظـالــمٌ بــــكَ قــــربَ الـقُـربـانـا
وغــــداً سـتُـدرِكــهُ الـعـدالــةُ إنــهـــا
= كالشمـس يَفـضَـحُ نـورهـا الفئـرانـا
إنِّـــي أَقـــولُ وأنـــتَ مـوعِـظـةٌ لــنــا
= لــيـــتَ الـطُّــغــاةَ يُـفــكــرونَ الآنـــــا
لـيــت الــذيــن يُـحـطـمـونِ عـراقَـنــا
= ويُــؤجِّــجُـــونَ لأهـــلــــه الـنــيــرانــا
ويُـوطِّـئــون لــمــن يُــمــزقُ أرضــــه
= كََـنــفــاً ويُـعــطــونَ الــعـــدوَ أمــانـــا
يــا لـيـتَ مــن قطـعـوا حـبـالَ أُخــوّةٍ
= فـــي الـرافـديـنِ وأعـلـنـوا الـنُـكـرانـا
يــا ليـتـهـم يستيـقـظـون وقـــد رأوا
= بـــكَ عـبــرةً كُـبــرى تَـفـيـضُ بَـيـانــا
يـا ليـتَ مــن نـظـروا إلـيـكَ مُـسـوَّداً
= ورأوكَ فــي سـجـنِ الـطُـغـاة مُـهـانـا
ربـطــوا الـبـدايـةَ بالنـهـايـةِ فـاتَّـقــوا
= ربَّ الــعــبــادِ وجــــــددوا الإيــمــانــا
يــا مـوقـد الـنـارِ الـتـي مــا خَلَّـفَـتْ
= إلا رَمــــــــاداً كــالـــحـــاً ودخــــانــــا
لَـمَّـا سمِـعـتُـك بالـشـهـادةِ نـاطـقـاً
= أحسـسـتُ أنَّ الصَّـخْـرَ عـنـدكَ لانــا
وفـرِحـتُ فـرحـةَ مــن يُـحِـبُّ لـغـيـرهِ
= خـيـراً ومَـــنْ يـرجــو لـــه اطمئـنـانـا
أوكــلــتُ أمــــركَ للمـهـيـمـنِ إنـــــه
= مــــن يِـعـلــمُ الإســــرارَ والإعــلانــا
قـد نِلْـتَ فــي الدنـيـا جــزاءَكَ قـاتـلاًً
= والحكـمُ فـي الأخــرى إلــى مـولانـا
مـهـلاً أبــا الـجُـرحَ الـعـراقـيَ الـــذي
= جــــرفَ الـطـريــقَ وغــيّــرَ الـعُـنـوانـا
مــن ظَــنَّ أن الأرضَ مُـلــك يمـيـنِـه
= فـقـد استـطـالَ وطـــاوعَ الشيـطـانـا
مــا قيـمـةُ الـوطـنِ الكبـيـرِ إذا غـــدا
= سـجـنـاً ًوصـــارَ رئـيـسُـهُ السَّـجـانـا
يـــا مـــن تـزكــونَ الـمـقـارفَ ذنـبَــهُ
= أنّــــى يُــزكِـــي الـتــائــهُ الـحـيـرانــا
هـو فـارسٌ بطـلٌ وكــم مــن فــارسٍ
= بـطــلٍ يُـقـبــحُ ظُـلـمُــه الإحـسـانــا
إني أرى فـي الشَّنـقِ أسـوأَ صـورةٍ
= تُـدمــي الـقـلـوبَ تُـــؤرِّقُ الأجـفـانـا
هــي صــورةٌ نـكـراءُ تُـوحِـي بـالـذي
= تُخفـي القـلـوبَ وتُشـعـلُ الأضغـانـا
مـا أَحـسـنَ القـتـلَ الـذيـن تـضـوَّروا
= جـوعــاً إلـيــك وأحــرقــوا الأغـصـانــا
قتلـوكَ فـي العيـد الكبيـرِ فشـوَّهـوا
= وجـــهَ الإخـــاءِ وهـيَّـجــوا الـطـوفـانـا
لــكـــنَّ ذلـــــك لا يُــقـــرِّبُ ظـالــمــاً
= مِــنَّــا ، ولا يَسْـتَـحْـسِـنُ الـطُّـغـيـانـا
أسـفـي لأمتِـنـا الـعـزيـزةِ أصـبـحـت
= تَنسـى ، ويَنسـى ذهنُهـا النُسيانـا
نَسيت حلبجـةَ والكويـتَ ومـا طـوت
= عـنـا الـسـجـونُ ولـــو بـــدا لكَـفـانـا
يـــا قـومُ ،آثــارُ الجـريـمـةِ لـــم تـــزل
= فـي الأرضِ يكشِـفُ سمُهـا الثعبانـا
تـوقـيــتُ آجــــالِ الـعــبــادِ مــؤَقَّـــتٌ
= مــمَّــن يُــصــرِّفُ حُـكـمُــهُ الأزمــانــا
( كُن ) ما جرى حكمُ القضـاءِ بأمرهـا
= فـي الكـونِ ، إلاّ فـي الحقيقـة كـانـا
بُشرى لأهل الظلمِ ، بُشراهم ، فهم
= سيواجـهـون مـــن الأســـى ألـوانــا
مـــا ظــالــمٌ إلا سـيـلـقـى ظـالـمــاً
= أقــوى ، ويَلْـقَـى الظَّـالـمُ الخسـرانـا
منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|
أخوي خيال الغلباء جزاك الله خيرا
|