عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
التابعي الجليل الإمام / سفيان الثوري رحمه الله

كُتب : [ 22 - 07 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : ففي مدينة الكوفة ، ولد ( سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ) أحد الأئمة الأعلام سنة 97هـ ، وتفتحت عينا سفيان على الحياة ، فوجد كتب الحديث والفقه تحيط به من كل جانب ، فقد كان والده من العلماء الكبار الذين يحفظون أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . نشأ سفيان في أسرة فقيرة صالحة تعبد الله حق عبادته ، وكانت أمه تنظر إليه وهو ما زال طفلاً وتقول له : ( اطلب العلم وأنا أعولك بمغزلي ، وإذا كتبت عشرة أحرف ، فانظر هل ترى في نفسك زيادة في الخير ، فإن لم تَرَ ذلك فلا تتعبن نفسك ). فيالها من أم صالحة !! لا تفكر في الجاه ولا الثراء ، ولكن كل ما كانت ترجوه لولدها أن يتعلم علمًا نافعًا يبتغي به وجه الله ، وبدأ ( سفيان ) يتعلم ويجعل من والده قدوة صالحة له ، ويستجيب لرغبة والدته التي أحبها من قلبه . ومرت الأيام ، وأصبح سفيان شابًّا فتيًّا ، وفي إحدى الليالي أخذ يفكر ويسأل نفسه : هل أترك أمي تنفق عليّ ؟ لا بد من الكسب والعمل .. لأن أخلف عشرة آلاف درهم أحاسب عليها ، أحب إليَّ من أن أحتاج إلى الناس ؛ فالمال ضروري للإنسان حتى ولو كان عابدًا زاهدًا ، ومن أجل ذلك عمل سفيان بالتجارة ، ولم يكن المال هدفه في الحياة ، بل وهب سفيان نفسه للعلم وأخذ يتعلم ويحفظ أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصبح في دنياه لا يطلب إلا العلم ، فكان يقول : ( الرجل إلى العلم أحوج منه إلى الخبز واللحم ). واشتهر سفيان بين الناس بعلمه وزهده وخوفه من الله ، وظل طالب علم ، متواضعًا يتعلم ويستفيد من الآخرين ، يستمع إليهم ، ويحفظ ما يقولون ، وينشر ما تعلمه على الناس ، يأمر بالمعروف ، وينهي عن المنكر ، ويملي عليهم أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان سفيان الثوري إذا لقي شيخًا سأله : هل سمعت من العلم شيئًا ؟ ولقد منحه الله ذاكرة قوية فحفظ الآلاف من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي كان يحبها أكثر من نفسه . وكان ينصح العلماء ويقول لهم : ( الأعمال السيئة داء ، والعلماء دواء ، فإذا فسد العلماء فمن يشفي الداء ؟! ) وكان يقول : ( إذا فسد العلماء ، فمن بقي في الدنيا يصلحهم ) ثم ينشد :

يا معشرَ العلماءِ يا مِلْحَ البلدْ
= ما يصلح الملحَ إذا الملح فَسَدْ

وبمرور الأيام ، كانت شهرة سفيان الثوري تزداد في بلاد الإسلام ، ويزداد معها احترام الناس له ، لخلقه الطيب ، وعلمه الغزير ، وحبه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته ، حتى إن أحد العلماء قال عنه : ما رأيت أحدًا أعلم من سفيان ، ولا أورع من سفيان ، ولا أفقه من سفيان ، ولا أزهد من سفيان ، وكان الناس يتسابقون إلى مجلسه ويقفون بباب داره في انتظار خروجه .. قال عنه شعبة وغيره : سفيان أمير المؤمنين في الحديث ، وقال عبدالرحمن بن مهدي : ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري . ولذلك كان ينصح الناس قائلاً : أكثروا من الأحاديث ؛ فإنها سلاح ، وكان يتجه إلى الشباب الذي كان ينتظر خروجه من منزله ويقول لهم : ( يا معشر الشباب تعجلوا بركة هذا العلم ) وكان سفيان لا يخشى أحدًا إلا الله ، كثير القراءة للقرآن الكريم ، فإذا تعب من القراءة وضعه على صدره ، حريصًا على الصلاة في الثلث الأخير من الليل ، وإذا نام قام ينتفض مرعوبًا ينادي : النار النار .. شغلتني النار عن النوم والشهوات ، ثم يطلب ماء ، فيتوضأ ثم يصلى فيبكي بكاء شديدًا . عاش سفيان حياته كلها يدعو إلى الله ، وكانت سعادته في هداية إنسان عاصٍ أحب إليه من الدنيا وما فيها ، وعرض عليه أن يكون قاضيًا فهرب خوفًا من الحساب أمام الله ، وأرسلت إليه هدايا الملوك والأمراء فرفضها ، فعاش حياته لله ، وفي سبيل الله ، وبعد هذه الحياة الكريمة في خدمة الإسلام والمسلمين ، مات سفيان الثوري بالبصرة في شعبان سنة 161هـ . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس